المصدر : موقع إسلاميات .
نداء (يا أيها النبي) في القرآن الكريم عامة وفي سورة الأحزاب خاصة وتناسبه مع مقصد السورة
إعداد صفحة إسلاميات
ورد النداء بـ(يا أيها النبي) في القرآن الكريم 14 مرة وفي سورة الأحزاب
وحدها خمس مرات وقد افتتحت السورة به ولا شك أن هذه السورة لها علاقة بالنبي صلى الله عليه
وسلم وأزواجه أمهات المؤمنين وفيها خطاب له مباشرة وخطاب من بعد لأتباعه المؤمنين. ومما ذكر
د. محمد الربيعة في برنامج التفسير المباشر عن مقصد السورة: المقصد الأساسي لسورة الأحزاب: لا شك أن لكل سورة مقصد يظهر والله تعالى أعلم بالتأمل والبحث في جزئيات السورة ومقاطعها وقصصها هذه السورة لها مقصد شريف وعظيم حريٌ بنا أن نتأمله وأن نستشعره ونحن نقرأ هذه السورة وهو إظهار مقام النبي صلى الله عليه وسلم ومكانته وحقوقه وخصوصه وحماية جنابه عليه الصلاة والسلام من أذية الناس وأذية المنافقين. هذا المقصد الأظهر الذي هو سمة السورة ولكن قد يدخل ضمن هذا المقصد مقاصد أخرى. لو استطلعنا السورة لوجدنا أن خصائص النبي صلى الله عليه وسلم فيها كثيرة: • أولاً نداءات السورة للنبي (يا أيها النبي) تكررت خمس مرات وافتتحت السورة بندائه. • ثانياً قول الله عز وجل (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ) وهذا لم يرد في غيرها، • ثالثاً وقوله عز وجل (وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ (40)) فلم يرد في غير هذه السورة ذكر ختم النبوة بالنبي عليه الصلاة والسلام، وقوله (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ (7)) فخصّه هنا وقدّمه على الأنبياء الذين هم أولو العزم وما تقديمه على أولي العزم إلا دليل على فضله وخصوصيته. وأيضاً قوله تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ (21)) فكونه أمر المؤمنين بأن يكون النبي صلى الله عليه وسلم لهم أسوة هذا من خصائصه عليه الصلاة والسلام وفضائله والعناية به. • أيضًا تطهير آل بيته (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)، • أيضاً العناية بأزواجه (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا (28)) فالعناية بأزواجه ورفع شأنهن وتطهيرهن من العناية به عليه الصلاة والسلام • وأيضاً ذكر ما أحلّ الله له من الأزواج (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ (50)) وهذا من خصائصه عليه السلام وفضائله وعناية الله تعالى به. • وأيضاً قصة تزويجه بزينب حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يرغب بذلك وبشره جبريل بذلك وتأتي القصة فيما سيأتي من حديث. • أيضاً ذكر أسمائه الستة ذكر في هذه السورة أسماء ستة (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا (46)) فهذه الأسماء هي في إظهار شأنه عليه الصلاة والسلام وفضائله بهذه الأسماء، هي صفات له وهي من أسمائه. • وأيضاً قوله في آخر السورة الإخبار أن الله وملائكته يصلون عليه وأيّ شرف وأيّ مكانة أعظم من هذه المكانة أن الله يذكره والملائكة ثم يأمر المؤمنين بالصلاة عليه!. • ثم أيضاً في آخر الحديث تأمل أنه ورد في هذه السورة خمس مواضع ورد فيها الإشارة إلى حماية جنابه من أذية الناس والمنافقين. تأمل قوله عز وجل في أول السورة (وَدَعْ أَذَاهُمْ) وقوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ (57)) (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ (58)) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا (69)) كلها في حماية جناب النبي صلى الله عليه وسلم مما يؤكد لك أن هذه السورة تركز على هذا المقصد. لكن قد يأتي سؤال أيننا من حديث الله عز وجل عن المؤمنين؟ • لقد ورد نداء المؤمنين في هذه السورة ست مرات (يا أيها الذين آمنوا) أن الله عز وجل حينما عنى بتكميل نبيه عليه الصلاة والسلام والعناية به وتشريفه وبيان خصائصه توجه إلى المؤمنين لرفع شأنهم وتوجيههم إلى الكمال البشري بذكر الصفات التي توصلهم إلى هذا الكمال ولذلك خُصّت نساء النبي صلى الله عليه وسلم هنا لأنهن أهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام فأراد الله أن يرفع شأنهن ثم أراد الله تعالى بعد ذلك أن يرفع شأن المؤمنين بصفات الكمال. • تأمل أن الله ذكر في صفات الكمال قول الله عز وجل (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ (35)) كلها صفات كمال تدعو إلى الكمال ولذلك من أراد حقيقة أن يكمل نفسه بالصفات فعليه بهذه الصفات. • أيضاً أثنى على الصادقين في قوله (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23)). • أيضاً أن الله عز وجل أمرهم بصفات ترفعهم إليه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ (43)) فما أعظم هذه الصفات التي ترفع المؤمنين للكمال!. • أيضاً في آخر السورة جاء ما يحقق الكمال للمؤمنين في قوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)) أيّ كمال وأيّ فضل بعد هذا في تكميل المؤمنين خطاب الله لهم؟!. • وأيضاً قول الله عز وجل (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) أن الله يريد أن يكملهم بالإتساء بالنبي صلى الله عليه وسلم فانظر كيف جمعت هذه السورة بيان فضائل النبي وكماله وخصائصه وحقوقه ثم رفعت شأن المؤمنين بالاقتداء به والإتساء به التسليم والتصديق له، هذا المقصد الذي ممكن أن تدور عليه سورة الأحزاب الآيات التي ورد فيها النداء بـ(يا أيها النبي) في القرآن الكريم بحسب ترتيبها في المصحف: 1. (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٦٤ الأنفال﴾)
2. (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ﴿٦٥ الأنفال﴾)
3. (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَىٰ إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ ﴿٧٠ الأنفال﴾)
4. (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ﴿٧٣ التوبة﴾)
5. (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ﴿١ الأحزاب﴾)
6. (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ ﴿٢٨ الأحزاب﴾)
7. (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴿٤٥ الأحزاب﴾)
8. (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ ﴿٥٠ الأحزاب﴾)
9. (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ﴿٥٩ الأحزاب﴾)
10. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ﴿٢ الحجرات﴾)
11. (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ ﴿١٢ الممتحنة﴾)
12. (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ ﴿١ الطلاق﴾)
13. (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ﴿١ التحريم﴾)
14. (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ﴿٩ التحريم﴾)