حُكم قول جمعة مباركة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
تعدّ عبارة "جمعة مباركة" أو " جمعة طيبة " . من العبارات المُستحدثة الّتي لم ترد في السنّة، ولم يتمّ تداولها في عُصور الإسلام الأولى، فقام علماء الدّين واللّغة بدراسة هذا الموضوع جيّداً قبل الإقرار بحكمٍ معيّن، وبعد دراستهم خرجوا بنتيجة ألا وهي: التزام قول المسلم لأخيه المسلم بعد الجمعة أو كلّ جمعة "جمعة مباركة" لا نعلم فيه سنّةً عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولا عن صحابته الكرام، ولم نطّلع على أحدٍ من أهل العلم قال بمشروعيّته، فعلى هذا يكون بدعةً محدثةً لا سيّما إذا كان ذلك على وجه التعبّد واعتقاد السنيّة.
قد ثبت عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم أنّه قال: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ"، .رواه مسلم والبخاري معلّقاً . وأمّا إذا قال المسلم هذه العبارة لأخيه أحياناً من غير اعتقاد لثبوتها، ولا التزامٍ بها، ولا مداومة عليها، ولكن على سبيل الدّعاء فنرجوا ألّا يكون بها بأس، ولكن تركها أولى حتّى لا تصير كالسُنّة الثابتة . وقد قال ابن رجب رحمه الله :"خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطّلع عليها الناس" .
وقال بعضهم:" كم من معصيةٍ في الخفاء منعني منها قوله تعالى: " ولمن خاف مقام ربّه جنّتان " " . و قد أفتى الشيخ سليمان الماجد حفظه الله بقوله : "لا نرى مشروعية التهنئة بيوم الجمعة، كقول بعضهم : "جمعة مباركة"، ونحو ذلك؛ لأنه يدخل في باب الأدعية، والأذكار، التي يوقف فيها عند الوارد، وهذا مجال تعبّدي محضٌ، ولو كان خيراً لسبقنا إليه النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وأصحابه رضي الله عنهم، ولو أجازه أحد للزم من ذلك مشروعيّة الأدعية، والمباركة عند قضاء الصّلوات الخمس، وغيرها من العبادات، والدّعاء في هذه المواضع لم يفعله السّلف" .