السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال:
تشاجرت مع إحدى الأخوات فأرسلت لي رسالة نصية أغضبتني كثيراً فرددت عليها، ثم أخبرت زوجي بما حصل وطلبت منه النصح ، فطلب عرض الرسالة عليه فرفضت ، وأدركت حينها أن الشيطان يريد الوقيعة بيني وبين تلك الأخت فأرسلت إليها رسالة أعتذر فيها ، فتأثرت وندمت ، وعادت المياه إلى مجاريها ، أمّا زوجي فما زال غاضباً ؛ لأني لم أسمح له بقراءة الرسالة ، وقلب البيت رأساً على عقب ، ونبزني بكل الألقاب وأساء التصرف أمام الأولاد. فهل للزوج الحق في قراءة رسائل الزوجة سواء الرسائل النصية أو الالكترونية أو غيرها ؟ وإذا كان له الحق فمتى وكيف وفي أي إطار؟ وهل أخطأت عندما لم أسمح له بقراءة الرسالة ؟ لقد مضى أسبوع كامل وهو على هذه الحالة من الغضب وسوء التصرف ، وقد اكتفيت من هذا الزواج في الحقيقة ولم يعد شيء أحب إلي من الفراق في هذه اللحظة ، فما نصيحتكم، وكيف عالج القرآن والسنة مثل هذه القضايا ؟
الجواب :
الحمد لله
شكر الله لك مبادرتك بالاعتذار لصديقتك وهذا يدل على حسن خلقك.
وأسأل الله أن يفرج همّك ويصلح ما بينك وبين زوجك .
والوصية لك أيتها الأخت الكريمة بالتالي :
أولا :
لاشك أن للزوج حقا مؤكدا على زوجته ، فهي مأمورة بطاعته ، وحسن معاشرته ، وتقديم طاعته على كل أحد ، قال تعالى : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِم ) النساء/34 .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت ) رواه أحمد (1661) وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (660) .
ثانيا :
ليس للزوج الحق في الاطلاع على خصوصيات زوجته ، وما يكون بينها وبين صديقاتها من مراسلات ، أو مكالمات ، ما دام الأمر بينها على السلامة ، والحمد لله ، وليس هناك شك ولا ريبة .
لكن طلبك منه النصح في بداية مشكلتك مع صديقتك أدى إلى طلبه مشاهدة الرسالة حسب ما ذكرت في سؤالك ، فهو لم يكن ليطلب الاطلاع على تلك الرسالة لولا أنك طلبت منه النصيحة.
ورفضك اطلاعه على الرسالة لم يكن هو التصرف المناسب ، لاسيما وأنت التي طلبت مشورته ، ثم هو ـ كذلك ـ زوجك ، وله حق عليك .
فينبغي عليك الآن : أن تتلطفي له ، وتتوددي إليه ، وتهدئي من غضبه بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة ، وإن كنت تعلمين أنه لو اطلع على هذه الرسالة ، سوف تهدأ نفسه ، ويطوي معك هذه الصفحة : فلا مانع من ذلك ، بل ننصحك بإطلاعه عليها ، حتى وإن كان هذا خلاف الأصل ، وحتى لو كان هذا من خصوصياتك أنت ، لكن مصلحة الإصلاح بينكما ، ونزع فتيل الأزمة ، مقدمة على حفظ هذه الخصوصية .
واحتسبي الأجر في ذلك واطلبي المعونة من الله ، حتى تحافظي على بيتك وحياتك الزوجية .
ثالثا :
المشكلة يسيرة ، إن شاء الله ، وليس من الحكمة ، ولا من العقل ، بل ولا من الشرع في شيء أيضا : أن تصل مثل هذه المشكلات الصغيرة بالبيت إلى حد الهاوية ، أو الوصول به إلى طريق مسدود ، كما تقولين .
فحافظي على بيتك وأسرتك ، يا أمة الله ، واصبري على زوجك ، فإنما هي عاصفة تمر سريعا إن شاء الله ، وكدر طارئ ، لن يلبث أن يزول بفضل الله عليكما .
ثم كوني لبيبة حكيمة في تعاملك معه ، ولا تطلعيه على مشاكلك مع صديقاتك مرة أخرى ؛ حتى لا تتكرر المشكلة .
نسأل الله أن يؤلف بين قلبيكما ، وأن تعود الحياة إلى طبيعتها .
والله أعلم .
موقع الإسلام سؤال وجواب
السؤال:
تشاجرت مع إحدى الأخوات فأرسلت لي رسالة نصية أغضبتني كثيراً فرددت عليها، ثم أخبرت زوجي بما حصل وطلبت منه النصح ، فطلب عرض الرسالة عليه فرفضت ، وأدركت حينها أن الشيطان يريد الوقيعة بيني وبين تلك الأخت فأرسلت إليها رسالة أعتذر فيها ، فتأثرت وندمت ، وعادت المياه إلى مجاريها ، أمّا زوجي فما زال غاضباً ؛ لأني لم أسمح له بقراءة الرسالة ، وقلب البيت رأساً على عقب ، ونبزني بكل الألقاب وأساء التصرف أمام الأولاد. فهل للزوج الحق في قراءة رسائل الزوجة سواء الرسائل النصية أو الالكترونية أو غيرها ؟ وإذا كان له الحق فمتى وكيف وفي أي إطار؟ وهل أخطأت عندما لم أسمح له بقراءة الرسالة ؟ لقد مضى أسبوع كامل وهو على هذه الحالة من الغضب وسوء التصرف ، وقد اكتفيت من هذا الزواج في الحقيقة ولم يعد شيء أحب إلي من الفراق في هذه اللحظة ، فما نصيحتكم، وكيف عالج القرآن والسنة مثل هذه القضايا ؟
الجواب :
الحمد لله
شكر الله لك مبادرتك بالاعتذار لصديقتك وهذا يدل على حسن خلقك.
وأسأل الله أن يفرج همّك ويصلح ما بينك وبين زوجك .
والوصية لك أيتها الأخت الكريمة بالتالي :
أولا :
لاشك أن للزوج حقا مؤكدا على زوجته ، فهي مأمورة بطاعته ، وحسن معاشرته ، وتقديم طاعته على كل أحد ، قال تعالى : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِم ) النساء/34 .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت ) رواه أحمد (1661) وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (660) .
ثانيا :
ليس للزوج الحق في الاطلاع على خصوصيات زوجته ، وما يكون بينها وبين صديقاتها من مراسلات ، أو مكالمات ، ما دام الأمر بينها على السلامة ، والحمد لله ، وليس هناك شك ولا ريبة .
لكن طلبك منه النصح في بداية مشكلتك مع صديقتك أدى إلى طلبه مشاهدة الرسالة حسب ما ذكرت في سؤالك ، فهو لم يكن ليطلب الاطلاع على تلك الرسالة لولا أنك طلبت منه النصيحة.
ورفضك اطلاعه على الرسالة لم يكن هو التصرف المناسب ، لاسيما وأنت التي طلبت مشورته ، ثم هو ـ كذلك ـ زوجك ، وله حق عليك .
فينبغي عليك الآن : أن تتلطفي له ، وتتوددي إليه ، وتهدئي من غضبه بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة ، وإن كنت تعلمين أنه لو اطلع على هذه الرسالة ، سوف تهدأ نفسه ، ويطوي معك هذه الصفحة : فلا مانع من ذلك ، بل ننصحك بإطلاعه عليها ، حتى وإن كان هذا خلاف الأصل ، وحتى لو كان هذا من خصوصياتك أنت ، لكن مصلحة الإصلاح بينكما ، ونزع فتيل الأزمة ، مقدمة على حفظ هذه الخصوصية .
واحتسبي الأجر في ذلك واطلبي المعونة من الله ، حتى تحافظي على بيتك وحياتك الزوجية .
ثالثا :
المشكلة يسيرة ، إن شاء الله ، وليس من الحكمة ، ولا من العقل ، بل ولا من الشرع في شيء أيضا : أن تصل مثل هذه المشكلات الصغيرة بالبيت إلى حد الهاوية ، أو الوصول به إلى طريق مسدود ، كما تقولين .
فحافظي على بيتك وأسرتك ، يا أمة الله ، واصبري على زوجك ، فإنما هي عاصفة تمر سريعا إن شاء الله ، وكدر طارئ ، لن يلبث أن يزول بفضل الله عليكما .
ثم كوني لبيبة حكيمة في تعاملك معه ، ولا تطلعيه على مشاكلك مع صديقاتك مرة أخرى ؛ حتى لا تتكرر المشكلة .
نسأل الله أن يؤلف بين قلبيكما ، وأن تعود الحياة إلى طبيعتها .
والله أعلم .
موقع الإسلام سؤال وجواب