أحبتي في الله إليكم هذه الفتوى للشيخ / محمد بن باز و التي يخبر فيها عن تحريم التدخين
رجو أن تكون فيها العبرة و الموعظة
فتوى تحريم الدخان
للشيخ / عبدالعزيز بن باز رحمه الله
لقد وجه سؤال عن التدخين لمفتي المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز
بن باز رحمه الله ، وحرصاً منا على حصول الفائدة لأعضاء المنتدى الأعزاء
رأينا أن ننشر نص فتوى الشيخ إبن باز رحمه الله في هذا الشأن .
يسأل الأخ / محمود بن عبدالسميع مسعود من أسيوط في جمهورية مصر العربية عن
حكم شرب الدخان وحكم إمامة من يجاهر بشربه حيث إن البلوى منتشرة بعدد كبير
من الناس في هذا الزمان أفتونا مأجورين .
وقد أجاب الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله قائلاً :
قد دلت الأدلة الشرعية على أن شرب الدخان من الأمور المحرمة شرعاً وذلك
لما أشتمل عليه من الخبث والأضرار الكثيرة والله سبحانه لم يبح لعباده من
المطاعم والمشارب إلا ماكان طيباً نافعاً ، أما ماكان ضاراً لهم في دينهم
أو دنياهم أو مغيراً لعقولهم فإن الله سبحانه قد حرمه عليهم وهو عز وجل
أرحم بهم من أنفسهم وهو الحكيم العليم في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره فلا
يحرم شيئاً عبثاً ولايخلق شيئاً باطلاً ولا يأمر بشيئ ليس للعباد فيه
فائدة لأنه سبحانه أحكم الحاكمين وارحم الراحمين وهو العالم بما يصلح
العباد وينفعهم في العاجل والآجل كما قال سبحانه : " إن ربك حكيم عليم "
وقال عز وجل " إن الله كان عليماً حكيماً " والآيات في هذا المعنى كثيرة
ومن الدلائل القرآنية على تحريم شرب الدخان قوله سبحانه وتعالى في كتابه
الكريم في سورة المائدة " يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات " وقال
في سورة الأعراف في وصف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم " يأمرهم بالمعروف
وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث " ... الآية .
فأوضح سبحانه في هاتين الآيتين الكريمتين أنه سبحانه لم يحل لعباده إلا
الطيبات وهى الأطعمة والأشربة النافعة أما الأطعمة والأشربة الضارة
كالمسكرات والمخدرات وسائر الأطعمة والأشربة الضارة في الدين أو البدن أو
العقل فهى من الخبائث المحرمة وقد أجمع الأطباء وغيرهم من العارفين
بالدخان وأضراره أن الدخان من المشارب الضارة ضرراً كبيراً وذكروا أنه سبب
لكثير من الأمراض كالسرطان وموت السكتة وغير ذلك فما كان بهذه المثابة فلا
شك في تحريمه ووجوب الحذر منه فلا ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة من يشربه
فقد قال الله تعالى في كتابه المبين " وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن
سبيل الله . إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون " وقال عز وجل : أم
تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا " .
أما إمامة شارب الدخان وغيره من العصاة في الصلاة فلا ينبغي أن يتخذ مثله
إماماً بل المشروع أن يختار للإمامة الأخيار من المسلمين المعروفين بالدين
والإستقامة لأن الإمامة شأنها عظيم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" يؤم الناس أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة
فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم
سناً ... الحديث " رواه مسلم في صحيحه . وفي الصحيحين عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال لمالك بن الحويرث وأصحابه " إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم
أحدكم ويؤمكم أكبركم " لكن أختلف العلماء – رحمهم الله هل تصح إمامة
العاصي والصلاة خلفه فقال بعضهم لاتصح الصلاة خلفه لضعف دينه ونقص إيمانه
. وقال آخرون من أهل العلم تصح إمامته والصلاة خلفه لأنه مسلم قد صحت
صلاته في نفسه فتصح صلاة من خلفه ولأن كثيراً من الصحابة صلوا خلف بعض
الأمراء المعروفين بالظلم والفسق ، فابن عمر – رضي الله عنهما – قد صلى
خلف الحجاج وهو من أظلم الناس وهذا هو القول الراجح وهو صحة إمامته
والصلاة خلفه لكن لاينبغي أن يتخذ إماماً مع القدرة على إمامة غيره من أهل
الخير والصلاح وهذا جواب مختصر أردنا منه التنبيه على أصل الحكم في هاتين
المسألتين وبيان بعض الأدلة على ذلك وقد أوضح العلماء حكم هاتين المسألتين
فمن أراد بسط ذلك وجده والله المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين ويوفقهم
جميعاً للإستقامة على دينه والحذر مما يخالف شرعه إنه جواد كريم . وصلى
الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
رجو أن تكون فيها العبرة و الموعظة
فتوى تحريم الدخان
للشيخ / عبدالعزيز بن باز رحمه الله
لقد وجه سؤال عن التدخين لمفتي المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز
بن باز رحمه الله ، وحرصاً منا على حصول الفائدة لأعضاء المنتدى الأعزاء
رأينا أن ننشر نص فتوى الشيخ إبن باز رحمه الله في هذا الشأن .
يسأل الأخ / محمود بن عبدالسميع مسعود من أسيوط في جمهورية مصر العربية عن
حكم شرب الدخان وحكم إمامة من يجاهر بشربه حيث إن البلوى منتشرة بعدد كبير
من الناس في هذا الزمان أفتونا مأجورين .
وقد أجاب الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله قائلاً :
قد دلت الأدلة الشرعية على أن شرب الدخان من الأمور المحرمة شرعاً وذلك
لما أشتمل عليه من الخبث والأضرار الكثيرة والله سبحانه لم يبح لعباده من
المطاعم والمشارب إلا ماكان طيباً نافعاً ، أما ماكان ضاراً لهم في دينهم
أو دنياهم أو مغيراً لعقولهم فإن الله سبحانه قد حرمه عليهم وهو عز وجل
أرحم بهم من أنفسهم وهو الحكيم العليم في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره فلا
يحرم شيئاً عبثاً ولايخلق شيئاً باطلاً ولا يأمر بشيئ ليس للعباد فيه
فائدة لأنه سبحانه أحكم الحاكمين وارحم الراحمين وهو العالم بما يصلح
العباد وينفعهم في العاجل والآجل كما قال سبحانه : " إن ربك حكيم عليم "
وقال عز وجل " إن الله كان عليماً حكيماً " والآيات في هذا المعنى كثيرة
ومن الدلائل القرآنية على تحريم شرب الدخان قوله سبحانه وتعالى في كتابه
الكريم في سورة المائدة " يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات " وقال
في سورة الأعراف في وصف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم " يأمرهم بالمعروف
وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث " ... الآية .
فأوضح سبحانه في هاتين الآيتين الكريمتين أنه سبحانه لم يحل لعباده إلا
الطيبات وهى الأطعمة والأشربة النافعة أما الأطعمة والأشربة الضارة
كالمسكرات والمخدرات وسائر الأطعمة والأشربة الضارة في الدين أو البدن أو
العقل فهى من الخبائث المحرمة وقد أجمع الأطباء وغيرهم من العارفين
بالدخان وأضراره أن الدخان من المشارب الضارة ضرراً كبيراً وذكروا أنه سبب
لكثير من الأمراض كالسرطان وموت السكتة وغير ذلك فما كان بهذه المثابة فلا
شك في تحريمه ووجوب الحذر منه فلا ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة من يشربه
فقد قال الله تعالى في كتابه المبين " وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن
سبيل الله . إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون " وقال عز وجل : أم
تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا " .
أما إمامة شارب الدخان وغيره من العصاة في الصلاة فلا ينبغي أن يتخذ مثله
إماماً بل المشروع أن يختار للإمامة الأخيار من المسلمين المعروفين بالدين
والإستقامة لأن الإمامة شأنها عظيم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" يؤم الناس أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة
فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم
سناً ... الحديث " رواه مسلم في صحيحه . وفي الصحيحين عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال لمالك بن الحويرث وأصحابه " إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم
أحدكم ويؤمكم أكبركم " لكن أختلف العلماء – رحمهم الله هل تصح إمامة
العاصي والصلاة خلفه فقال بعضهم لاتصح الصلاة خلفه لضعف دينه ونقص إيمانه
. وقال آخرون من أهل العلم تصح إمامته والصلاة خلفه لأنه مسلم قد صحت
صلاته في نفسه فتصح صلاة من خلفه ولأن كثيراً من الصحابة صلوا خلف بعض
الأمراء المعروفين بالظلم والفسق ، فابن عمر – رضي الله عنهما – قد صلى
خلف الحجاج وهو من أظلم الناس وهذا هو القول الراجح وهو صحة إمامته
والصلاة خلفه لكن لاينبغي أن يتخذ إماماً مع القدرة على إمامة غيره من أهل
الخير والصلاح وهذا جواب مختصر أردنا منه التنبيه على أصل الحكم في هاتين
المسألتين وبيان بعض الأدلة على ذلك وقد أوضح العلماء حكم هاتين المسألتين
فمن أراد بسط ذلك وجده والله المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين ويوفقهم
جميعاً للإستقامة على دينه والحذر مما يخالف شرعه إنه جواد كريم . وصلى
الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه