وجه تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية- رئيس دائرة شؤون المغتربين، رسالة إلى جالياتنا الفلسطينية حول تقليص خدمات الوكالة ومخاطرها.
وجاء نص الرسالة:
الأخوة والرفاق رؤساء وأعضاء الهيئات الإدارية للجاليات الفلسطينية في بلدان الاغتراب
تحية الوطن وبعد،،،
نتوجه لكم جميعا بأسمى آيات الاعتزاز مقدرين عاليا الدور المميز الذي لعبته جالياتنا الفلسطينية في إحياء اليوم العالمي لدعم حقوق الفلسطينيين في المناطق المحتلة عام 1948، والذي جرى إحياؤه في أكثر من 40 عاصمة ومدينة عالمية وسط أجواء وحدوية رائعة، وتضامن أممي منقطع النظير، وهو ما يؤسس لاعتماد هذا اليوم يوما عالميا، يجري إحياؤه كل عام، لتكريس وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة نضاله ضد الاحتلال والعنصرية على طريق إنجاز حقوقه الوطنية.
الأخوة والأخوات
يعود موضوع وكالة الغوث ( الأونروا) ليفرض نفسه من جديد على أجندتنا الوطنية، وفي ظل هذه الظروف الحساسة والحرجة التي تمر بها قضيتنا ومختلف تجمعات شعبنا. فمنذ سنوات طويلة وتحديدا منذ قيام السلطة الفلسطينية بدأت وكالة الغوث بتقليص خدماتها التعليمية والصحية والاجتماعية بذرائع نقص التمويل، أحيانا كان يطرح ذلك بوصفه إجراء مؤقتا واضطراريا، لكن الاتجاه الثابت على مر السنين هو التقليص، بكل ما يترتب على ذلك من نتائج مأساوية على الصعيد الإنساني والحياتي لملايين اللاجئين، فضلا عما يشكله ذلك من نذير خطر على قضية اللاجئين، فتأسيس الوكالة، واستمرار وجودها وخدماتها كان وما يزال تعبيرا عن التزام المجتمع الدولي تجاه قضيتهم ببعدها الوطني الذي جوهره حق العودة وفقا للقرار الأممي 194، وأي مساس بالوكالة ودورها وخدماتها يمثل انتقاصا من هذا الالتزام الأممي.
وما يؤكد الخطر السياسي لهذه القضية هو ارتباطها دائما بمسار التسوية وأزماته وتعرجاته، واستخدام قضية الوكالة أداة لابتزاز الشعب الفلسطيني وقيادته، وبخاصة وأن مجمل المبالغ المطلوبة لضمان استمرار عمل الوكالة لا تمثل شيئا يذكر قياسا بمليارات الدولارات التي تضخها الدول المانحة في الأزمات الدولية المختلفة.
الأخوات والأخوة
إن معاناة لاجئي شعبنا تتفاقم وخاصة في مخيمات سوريا ولبنان والأردن، ففي سوريا يواجه أبناء شعبنا الفلسطيني أسوأ أزمة منذ عقود بحسب اعتراف مسؤولي (الأونروا) أنفسهم، وتتواصل هذه المعاناة في قطاع غزة الذي لا زال خاضعا للحصار الإسرائيلي الجائر والمشدد منذ سنوات، وفي الضفة الفلسطينية يتعرض كل شعبنا وفي مقدمته اللاجئون لعقوبات جماعية كرد فعل من سلطات الاحتلال على الهبة الشعبية.
إن شعبنا يعوّل كثيرا على دور جالياتنا في الاهتمام بقضية الوكالة والتحذير من مخاطر التقليصات، ويمكن لجالياتنا أن تثير هذه القضية في علاقاتها مع القوى والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الشخصيات البرلمانية والأكاديمية المؤثرة في بلدانها، كما يمكن أن تتنوع هذه الأنشطة من مجرد إرسال رسالة أو مذكرة لحكومة ما أو وزير فيها، إلى تنظيم لقاءات واجتماعات وفعاليات وشرح القضية أمام الرأي العام، وصولا إلى توجيه رسائل وبرقيات احتجاج على التقليصات إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمدراء الإقليميين للوكالة، والتحذير من الاستخدام السياسي لعجز الموازنة على حساب مصالح وحقوق اللاجئين، وعلى حساب استمرار الوكالة في دورها كشاهد على جريمة الاقتلاع والتهجير التي ارتكبتها دولة إسرائيل عام 1948، ونحن واثقون من قدرتكم على ابتكار وإبداع الخطوات الملائمة التي تساهم في مراكمة الخطوات في مسيرة نضالنا الطويلة