"مانشستر يونايتد يستعيد كريستيانو من ريال مدريد"، "نادال يقرر اعتزال التنس"، ربما تكون من أبرز العناوين التي ظهرت على سبيل الدعابة في إطار "كذبة نيسان/ابريل"، ولكن الحقيقة التي يحملها رابع شهور العام قد تكون مُرة على ريال مدريد وأحد أبرز مشجعيه، رافائيل نادال.
فخلال الشهر الحالي، سيكون ريال مدريد على موعد مع مواجهة ما أصبح خلال الفترة الماضية أسوأ كوابيسه، بينما يُقدِم نادال على ما يراه البعض فرصة أخيرة لمسح الصورة الهزيلة التي يظهر بها منذ الموسم الماضي وتفاقمت في 2015 بما قد يهدد "عرشه" وربما مسيرته الاحترافية.
ريال مدريد لا يمر بأفضل لحظاته على الاطلاق، فقد خسر مؤخرا أمام برشلونة في كلاسيكو الأرض بهدفين لواحد وابتعد بذلك عن صدارة الليجا لصالح البرسا بأربع نقاط، في الوقت الذي يطارد فيه نجومه استياء جماهيري وصافرات استهجان سواء داخل أروقة سانتياجو برنابيو أو خارجه.
وحتى إذا قرر الريال وقف عضوية أحد المشجعين الذين حاولوا الاعتداء على عدد من لاعبي الفريق بالقرب من المدينة الرياضية للنادي عقب خسارة الكلاسيكو، فإن هذا لا يحسن من وضع الفريق شيئا.
فالفريق الملكي خارج كأس ملك إسبانيا وفقد صدارة الليجا، ولم يصبح الميرينجي معتمدا على النتائج التي يحققها بصورة كاملة سوى في دوري أبطال أوروبا حيث نجح في التأهل إلى ربع النهائي رغم خسارته في معلقه إيابا أمام شالكه الألماني 3-4.
وفي حالة الترنح التي يعاني منها الريال "دبرت" له القرعة مواجهة مع أسوأ كوابيسه، أتلتيكو مدريد، الذي سيلعب ضده ذهابا في 14 أبريل وإيابا في 22 من نفس الشهر.
وبمجرد ذكر أتلتيكو تنتاب جماهير الميرينجي مشاعر متناقضة، فهم يتذكرون انجاز الفريق في البطولة القارية الأهم على مستوى الأندية، حيث فاز الريال بلقبه العاشر في دوري الأبطال على حساب (الروخيبلانكوس) العام الماضي، ولكنهم يعرفون كذلك أن الأمور تغيرت كثيرا منذ ذلك الحين.
فرغم أن ذلك الفوز لم يكن سهلا، حيث كان الفريق متأخرا بهدف حتى الدقائق الأخيرة من الوقت الأصلي للمباراة إلى أن جاء هدف "المنقذ" سرخيو راموس ليدفع باللقاء إلى وقت اضافي يحقق فيه الريال انتصاره، فإنه رغم ذلك كان الانتصار الأخير على أتلتيكو حتى الآن.
فمنذ ذلك الحين، تواجه الفريقان في ست مناسبات، لم يتمكن الملكي من الفوز في أي منها، وكان التعادل النتيجة الأفضل التي حققها أمام جاره بطل الليغا، الذي بات يمثل "أسوأ كوابيس" الميرينغي التي سيتعين عليه تخطيها إذا أراد الاستفاقة.
وإذا كان نيسان/أبريل قرر منح الريال ثلاث فرص للاستعداد لهذه الموقعة بمواجهة غرناطة، الذي فاز عليه في الجولة الأولى برباعية نظيفة ورايو فايكانو الذي أمطر شباكه بخمسة أهداف مقابل واحد وإيبار الذي تغلب عليه بأربعة أهداف نظيفة، فإنه يرى أن نادال قد استنفد كل فرصه، وربما يكون معه كل الحق.
فنادال وهو مصنف أول سابقا ويحمل الرقم القياسي في مرات التتويج ببطولات الأساتذة أهدر ثلاث فرص لحسم مباراته في ربع نهائي إحدى هذه البطولات ذات الألف نقطة وأمام منافس سبق وأن فاز عليه في اللقاءات الخمسة التي جمعت بينهما ليخسر للمرة الأولى أمام الكندي ميلوس راونيتش في دور الثمانية ببطولة إنديان ويلز.
ومن قبلها خسر (ملك الأراضي الترابية) للمرة الأولى في مشواره أمام الإيطالي فابيو فونيني في نصف نهائي بطولة ريو دي جانيرو التي تقام على الأراضي الرملية، ومن بعدها تكرر نفس السيناريو، ولكن على أراضي ميامي الصلبة، حيث تلقى هزيمته الثانية أمام مواطنه فرناندو فيرداسكو في ثالث أدوار البطولة، وهو ما يضع اللاعب الإسباني في وضع لا يحسد عليه.
ففي الوقت الذي يسعى فيه لاستعادة الثقة والتعامل مع التوتر الذي يعاني منه في النقاط المهمة، يجد نادال نفسه مهددا بالخروج من قائمة (توب 4) في التصنيف الذي يصدر عن رابطة محترفي التنس الأسبوع المقبل بعد خروجه المبكر من بطولة ميامي، ما يضع على كاهله المزيد من الضغوط.
ورغم أن التصنيف في حد ذاته ربما لا يكون ذا أهمية كبيرة بالنسبة لنادال، كما صرح في السابق، فإن تراجعه في المراكز قد يجعله عرضة لمواجهة الصربي نوفاك ديوكوفيتش أو السويسري روجيه فيدرير في أدوار مبكرة من بطولة رولان جاروس، ثاني بطولات الجراند سلام، والتي أصبحت أشبه بمملكة (رافا) وباتت محور الحديث الدائر حاليا بين عشاق الكرة الصفراء.
ورغم أن نادال يمتلك من الإمكانيات والمهارات ما يمكنه من التغلب عليهما، كما فعل في الماضي، لكنه غير مستعد ذهنيا، على الأقل في الوقت الراهن لخوض مواجهات بهذه القوة، ما يجعل شهر نيسان /أبريل أشبه بالفرصة الأخيرة بالنسبة لـ(رافا) لتجنبها واستعادة الثقة وتخطي التوتر الذي يكبل قدراته، قبل أن يبدأ رحلة الدفاع عن لقب بطولة مدريد و600 نقطة في روما قبل "معركة" رولان جاروس.
ففي الثاني عشر من الشهر الحالي تنطلق منافسات مونت كارلو، أولى بطولات الأساتذة التي تقام على الملاعب الترابية، والتي خرج من دورها ربع النهائي وهذا يعني أن بامكانه اضافة حتى 820 نقطة إذا نجح في الفوز باللقب، في غياب البريطاني آندي موراي المتوقع نظرا لأنه يعتزم عقد قرانه على كيم سيرز قبل يوم من انطلاق البطولة، التي لن تكون "لقمة سائغة" بالنسبة لـ(رافا) نظرا لمشاركة فيدرير وديوكوفيتش.
واللاعب البريطاني هو أحد المنافسين المباشرين لنادال على المركز الثالث إلى جانب الياباني كي نيشيكوري، الذي يمتلك أفضلية عدم خوض منافسات البطولة الموسم الماضي، ما يمكنه من إضافة ألف نقطة كاملة إلى رصيده إن فاز باللقب، ما يجعل مونت كارلو محطة هامة في الصراع المحتدم على المركز الثالث، فضلا عن "الصراع الداخلي" لنادال الذي سيقدم أبريل له فرصة لـ"التخلص" من محارب (الساموراي).
وسيكون ذلك تحديدا في بطولة برشلونة ذات الـ500 نقطة حيث يدافع نيشيكوري عن اللقب، أي أنه لن يضيف نقاطا إلى رصيده بل سيحافظ عليه في أفضل السيناريوهات، على عكس نادال الذي خرج من ربع النهائي، ما يمكنه من حصد 410 نقاط إذا فاز بلقب البطولة التي تنطلق في 20 من نيسان/أبريل، أي قبل يومين فقط من الجزء الثاني من ملحمة الريال وأتلتيكو في ربع نهائي دوري الأبطال.
وحتى ذلك الحين، سيكون على جماهير الريال وعشاق نادال الانتظار لمعرفة ما سيحدث في نيسان/أبريل، آملين ألا تكون الحقيقة التي يحملها في طياته مرة.