فرغم اختلاف الناس في مذاهبهم وأعراقهم، ومشاربهم ومبادئهم، وغاياتهم ومقاصدهم
، إلا إنهم يتفقون في غاية واحدة؛ إنها: طلب السعادة والطمأنينة.
السعادة : إنها ذلك الشعور المتصل بالبهجة والطمأنينة والسرور الذي يرافق الإنسان
برغم ما قد يعترض مجرى حياته من مشاكل مؤقتة أو آلام عابرة.."
السعادة غاية منشودة ، و جنة مفقودة كلنا يبحث عنها،
وهي مفتاح حياتنا الجميلة ،
فلنؤمن بأقدارنا ونرضى بأرزاقنا، فحياتنا ملك لنا و بأيدينا نجعلها شقية وحزينة ..
و بأيدينا نجعلها جميلة و أكثر سعادة..
يقول الشاعر إيليا أبو ماضي :
هشّت لك الدنيا فما لك واجما؟ ---- وتبسّمت فعلام لا تتبسّم
إن كنت مكتئبا لعزّ قد مضـى ---- هيهات يرجعه إليك تندّم
أو كنت تشفق من حلول مصيبة ---- هيهات يمنع أن تحلّ تجهّم
أو كنت جاوزت الشّباب ---- فلا تقل شاخ الزّمان فإنّه لا يهرم
ويقول الإمام الشافعي :
ولا حُزْنٌ يَدُومُ ولا سُرُورٌ ---- ولا بُؤْسٌ عليكَ ولا رَخاءُ
إذا ما كُنتَ ذا قلبٍ قَنوع ---- فأنتَ ومالِكُ الدُّنيا سَواءُ
السعادة هي شعور داخلي يحسه الإنسان بين جوانبه يتمثل في سكينة النفس ، وطمأنينة القلب ، وانشراح الصدر ،
وراحة الضمير, وما من إنسان إلا وهو يسعى إلى تحقيقها في حياته، فأكثر الناس يظن أن السعادة في المال والثراء ،
ومنهم من يتصور أن السعادة في أن يكون له بيت فاخر وسيارة فارهة، ومنهم من يعتقد أن السعادة في كثرة الأولاد والأحفاد ،
أو تكون له وجاهة في المجتمع، أو يتبوأ أعلى المناصب ، ويظنها البعض الآخر في أن يتزوج امرأة ذات مال وجمال.
السعادة: معنىً لا يمكن الوصول إليه بكنوز الذهب والفضة؛ لأنها أغلى من الذهب، والفضة.
السعادة: كاللؤلؤة في أعماق البحار، تحتاج إلى غواصٍ ماهر يُتقن صنعة الاكتشاف والغوص.
السعادة: هي مواقف، وكلمات، وتطلعات، ونظرات في الحياة بواقعية وأمل وتطلع وإشراق.
الإنسان لا يستطيع أن يستشعر السعادة إلا إذا رضى عن حياته وتمسك بالأمل الذي يملأ صدره وعقله ونفسه ..
وختاماً السعادة الحقيقية والحقيقة
هي في ديننا الإسلامي بحب الله ورسوله عليه الصلاة والسلام بإتباع ما أمر واجتناب ما نهى عنه ..
وتجعل قلبك معمورا بذكر الله قال تعالى ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )