عنقودي ومن غدد الجهاز الهضمي
البنكرياس:امراضه اعراضه وعلاجه
د.مزاحم مبارك مال الله : غدة البنكرياس من غدد الجهاز الهضمي، عنقودية الشكل وردية اللون وزنها نحو 70 غرام مؤلفة من رأس وجسم وذيل تقع بين الطحال والأثني عشري تحت المعدة.
تكمن أهميتها في كونها تحمل طبيعة مزدوجة فجزئها الصغير هو من الغدد الصماء أما جزئها الأكبر فهو من الغدد ذات القنوات لذا فالبنكرياس تنتج إفرازين، خارجي (عن طريق القنوات) وداخلي (بلا قناة أي صمّاء).
الإفراز الخارجي له أهمية بالغة في عملية الهضم والتمثيل الغذائي، أما الإفراز الداخلي فيساهم مباشرة بعملية تنظيم تمثيل الكاربوهيدرات.
إن الإفراز الخارجي ينتقل الى الأثني عشري عن طريق قناة البنكرياس والتي غالباً ما تشترك مع قناة الصفراء الرئيسة من خلال صمام يدعى(صمام أودي).
إن الإفراز الخارجي يتم تحفيزه عن طريق الجهاز العصبي وعن الطريق الهورموني تبعاً لمستوى هذه الهورمونات في الدم، وإن أقصى إفراز لعصارة البنكرياس يتم من ساعتين الى ثلاث ساعات بعد تناول الوجبة الغذائية، ومعدل ما تفرزه البنكرياس يومياً هو لتر تقريباً.
أما الإفراز الداخلي(أو الإفراز الهورموني) فينتج من خلايا عالية التخصص موجودة في بقعة في البنكرياس تسمى(جزر لانكرهان)والتي تشكل 1%من كتلة البنكرياس، لقد إكتشف العلماء ثلاث أنواع من هذه الخلايا وهي(ألفا،بيتاودلتا)،خلايا ألفا تفرز هورمون(كلوكاكون)،خلايا بيتا تفرز هورمون(الأنسولين)أما خلايا دلتا فإنها تنتج هورمون(سوماتوستاتين).إن هورموني الأنسولين وكلوكاكون يعملان على تنظيم نسبة السكر في الدم ولكن لكل منهما طريقة في التنظيم،فالأنسولين يتحسس مباشرةً بنسبة السكر فيعمل على تحرير الطاقة منه،أما كلوكاكون فيعمل على تحرير مادة مخزونة في الكبد تسمى(كلايكوجين)فتحولها الى طاقة في حالةهبوط السكرفي الدم.أما سوماتوستاتين فإنه يعمل على تنظيم مستوى هذين الهورمونين إضافة الى تأثيرات أخرى.إن البنكرياس تفرز أيضاً عصارة البنكرياس وهي ذات تفاعل قاعدي.إن أهم محتويات هذه العصارة هو الصوديوم والبوتاسيوم والبيكاربونات إضافة الى إنزيمات تهضم الكاربوهيدرات والدهون والبروتينات،وأهم هذه الإنزيمات:الأمليز،لايبيزوالتربسين.إن هذه الإنزيمات تنتجها خلايا البنكرياس وتحافظ على مستوياتها بشكل متوازٍ،وإن قدرتها على الهضم تتم في الأجواء القاعدية لذا فإن إنخفاض الكاربوهيدرات يؤدي الى تلكؤ عمل هذه الإنزيمات وبالتالي فإن الشخص الذي يتناول وجبة غذائية تحتوي على نسبة عالية من الدهون والبروتينات فيحتاج تناول مشروب غازي يساعد على تفعيل هذه الإنزيمات وبالتالي لايشعر بأي ضيق في عملية هضم الطعام،ومن تلك المشروبات ما يعرفه العامة بـ(الصودا).
أمراض البنكرياس:
أولاًـ إلتهاب البنكرياس الحاد:حالة طارئة تنتج عن تآكل نسيج البنكرياس من قبل أنزيماتها،حيث إن الغدة تتورم وتنتفخ وفي الحالات الأصعب تعاني من بعض النزوفات،إن المرض يصيب كلا الجنسين وخصوصاً بين 40ـ 70 سنة من العمر.
الأسباب :ـ 1.تناول الكحول 2.أورام خبيثة في المنطقة 3.حصى المرارة4.من مضاعفات زرع الكلى 5.إستخدام حبوب منع الحمل 6.تناول الكورتيزونات بشكل عشوائي7.تداخل جراحي طارئ للبطن 8.تعرض البطن الى شدّة خارجية 9.النكاف 10.تزايد نشاط الغدد جنب ـ درقية 11.زيادة نسبة الدهون في الدم 12.إنخفاض درجة حرارة الجسم.
إن الألية في هذا المرض هو كل سبب يؤدي الى زيادة نشاط أنزيمات البنكرياس.
الأعراض :ـ ألم شديد جداً مفاجئ في أعلى البطن(منطقة الفؤاد)أو في المنطقة البطنية العليا اليمنى،إن الحالة تحدث بعد 12ـ 24 ساعة من تناول الكحول أو وجبة غذائية كبيرة،الألم لايهدأ ولكنه ينتقل الى الخلف والى الكتفين أو الى المنطقة الحرقفية قبل أن يشمل البطن كلها،يصاحب الألم دوار وتقيؤ،إرتفاع بدرجة الحرارة وأحياناً يصاحبه ظهور اليرقان خصوصاً إذا كان المريض مصاب بحصى المرارة.أما في الحالات الشديدة فمضاعفات معقدة من الممكن ان تحدث كعجز الكليتين أو الفشل التنفسي.إن ثلث الحالات وجدت أثناء التداخل الجراحي العاجل ولأي سبب كإنثقاب قرحة المعدة أو الأثني عشري أو إلتهاب الزائدة الدودية الحاد،إن تورم البنكرياس يسبب إنسداد الأثني عشري أو قناة الصفراء الرئيسة.
العلاج :ـ إذا كان تشخيص إلتهاب البنكرياس الحاد قد تم عن طريق التداخل الجراحي(وكما أسلفنا)فيتوجب الإستمرار بالعملية والعمل على غسل غشاء البريتون المبطِن لجدار البطن الداخلي إضافة الى رفع كيس الصفراء.أما إذا كان التشخيص قد تم بواسطة الوسائل التشخيصية الأخرى فهنا يتوجب الإبتعاد عن التداخل الجراحي ما لم قد حصلت مضاعفات.إن إهتمام الأطباء ينصّب على معالجة وتوفير كافة الإجراءات للتعامل مع الصدمة الجسدية والفشل التنفسي وتوقيف الآلام.
ثانياًـ إلتهاب البنكرياس المزمن:ـ يعد تناول كميات كبيرة من الكحول السبب الرئيسي في حصول هذه الحالة،أما حصى المرارة فيلعب دوراً أقل في ذلك،ان القليل جدا من مرضى التهاب البنكرياس الحاد يتحولون الى حالة التهاب البنكرياس
المزمن و لكن وجد لدى بعض المرضى ان تضيق صمام اودي أو أمراضه تسبب هذه الحالة،وقد وجد العلماء ترابط بين سوء التغذية وبين هذه الحالة خصوصا في البلدان التي تعاني شعوبها من الفقر والعازة.ان البنكرياس في هذا المرض تعاني من تحولات ليفية وخصوصاً حول قنواتها.
الصورة المرضية:- ان المرض ينتشر بين الذكور أكثر من الإناث وخصوصاً بين 35 و 45 عاماً من العمر.كل المرضى يشكون من آلام البطن وغالباً ما يعاودهم لفترات تمتد من عدة أسابيع الى عدة أشهر بين نوبة وأخرى وتحديداً من عدة ساعات الى عدة أيام بعد تناول الكحول.إن الألم يبدأ تدريجياً ويتمركز في منطقة الفؤاد أو يمين أو يسار الأضلاع السفلى أو حول السرة ثم يمتد الى الخلف بين الفقرتين الصدريتين العاشرة و الثانية عشر وإن الألم يزول أو تقل حدته بالإنحناء للأمام.خمس المرضى يصابون بداء السكري وثلثهم يعاني من إسهال مواد شحمية ودهنية.إن البنكرياس هنا تعاني من التكلس فكلتا المضاعفتين تحصلان للمريض.إن اليرقان ممكن الحصول بسبب إنسداد قناة الصفراء المشتركة وكذلك فإن أعراض إنسداد الإثني عشري تحصل بسبب نشوء الكيس الكاذب.
العلاج :- 1- إستخدام مضادات الآلام.2- إذا كانت حالة الإسهال الشحمي موجودة فيتوجب الإهتمام بتغذية المريض وفق ضوابط معينة.3- تخفيض نسبة السكر اذا كانت مرتفعة.4- التداخل الجراحي.5- إرشاد المريض للإمتناع عن تناول الكحول قطعيا.
ثالثاً– الكيس الكاذب:- ان كيس البنكرياس الكاذب ينشأ إما كأحد مضاعفات إلتهاب البنكرياس الحاد أو المزمن أو نتيجة لشدة خارجية تتعرض لها هذه الغدة.إن هذا الكيس يحتوي على سائل وإنزيمات البنكرياس و دم،وإنه في الغالب يزيح المعدة ويتسبب في إنسداد الإثني عشري.إن نشوء هذا الكيس في أغلب الحالات يتم بعد 3-4 أسابيع من الإصابة بالتهاب البنكرياس الحاد،ومريض هذه الحالة يعاني من ألم المعدة،تقيؤ،فقدان الوزن،إرتفاع درجة الحرارة ومن اليرقان.وعند الفحص فالمريض يعاني من الألم في الجهة البطنية العليا،وحين إجراء تحاليل الدم نجد إرتفاع بعدد خلايا الدم البيضاء وكذلك زيادة في نسبة إنزايم الأمليز.أما العلاج فعلى الأرجح يكون بالتداخل الجرحي وذلك في حالة عدم زوال هذا الكيس تلقائيا خلال ستة اسابيع.
رابعاً - التكيس الليفي:- مرض وراثي ينتقل كصفة متنحية عن طريق الكروموسومات الجسمانية يتسبب بعجز البنكرياس والفشل التنفسي لدى الأطفال.إن هذا المرض يمتاز بعجز شامل لكل الغدد ذات الإفراز الخارجي بما فيها تلك التي تفرز المواد المخاطية.إن الإنسدادات الناتجة عن المواد اللزجة تسبب تغيرات تكيسية في البنكرياس والرئتين،هذا المرض يظهر منذ الولادة حيث يعاني الوليد من تكرار الإلتهابات التنفسية.إن تراجع إنزيمات البنكرياس يؤدي الى تغير سلبي في عملية هضم الغذاء و بالتالي الى سوء إمتصاص الدهون لذا فبراز المريض يمتاز بلفضه بكميات كبيرة،رغوي،ذي رائحة كريهة متعفنة،لذا فإن الطفل سيعاني من ضعف التغذية ومن حالة تداخل الأمعاء ومن الإنسداد بالكتلة الخروجية،إن المريض بالتكيس الليفي يعاني من مشاكل بالجهاز التنفسي والتي على ضوئها يتحدد مصيره بينما سوء إمتصاص المواد الغذائية أقل تأثيراً.والكثير من الأطفال يعانون من عجز القلب.إن العديد من الإناث المصابات بهذا المرض بإمكانهن الزواج وإن ينجبن بينما الذكور فغالباً ما يعانون من العقم.بعد إستخدام الوسائل العلمية لتشخيص المرض تبقى معالجته جراحياً في حالة وجود مضاعفات.إن تعويض المريض بما يحتاجه من إفرازات البنكرياس عامل رئيس في إستمرار حياته إضافة الى الإهتمام بتغذيته.إن الأمر الأهم هو تثقيف المرضى المصابين به حينما يرغبون في الزواج.
خامساً – سرطان البنكرياس:- أكثر إنتشاراً بين الرجال منه بين النساء،وفي عمر 55 – 70 سنة إن أهم أسباب سرطان البنكرياس هو التدخين و تناول القهوة بكثرة،إن ثلثي الحالات تصيب رأس الغدة.إن الصورة الأساسية للمرض وفي المراحل الأولى لإصابة جزء في الغدة يسمى قارورة البنكرياس هو وجود نزف دموي يصب في الأثني عشري وكذلك يؤدي الى اليرقان.إن كل سرطانات البنكرياس تتقدم بمرور الوقت مؤدية الى الصورة المرضية وأهم أعراض هذه الصورة:- 1.آلام المعدة تتناوب بالشدة والوقت وغلباً ما تتحول الى الظهروهي تزداد بعد تناول الطعام وبعد الإستلقاء على الفراش لذلك فهي تتكرر في الليل أثناء النوم وتبدأ بالتراجع حينما ينحني المريض الى الأمام2.دوار وعدم إرتياح وأحياناً تقيؤ 3. إن اليرقان الحاصل من سرطان البنكرياس مستمر وتتصاعد نسبته أما سرطان جسم وذيل الغدة فنادراً ما يسبب اليرقان4. تضخم الكبد.5. أعراض داء السكر أو التهابات الأوعية الدموية وتجلطاتها تلاحظ مع تقدم الحالة.إن سرطان البنكرياس وخصوصاً رأسها فيكون متسارع بتداعياته و يؤدي الى الموت خلال ستة أشهر منذ بداية اليرقان الإنصمامي أو الإنسدادي.
التشخيص:- يتم من خلال 1- الصورة المرضية والفحص السريري.2- قياس نسبة إنزايم الفوسفات القلوي وكذلك قياس نسبة السكر 3- السوناروالأشعة المقطعية 4- التشخيص بالباريوم الإشعاعي 5- ناظور الإثني عشر.
العلاج :- بالتداخل الجراحي وبالعلاج الكيمياوي.
البنكرياس:امراضه اعراضه وعلاجه
د.مزاحم مبارك مال الله : غدة البنكرياس من غدد الجهاز الهضمي، عنقودية الشكل وردية اللون وزنها نحو 70 غرام مؤلفة من رأس وجسم وذيل تقع بين الطحال والأثني عشري تحت المعدة.
تكمن أهميتها في كونها تحمل طبيعة مزدوجة فجزئها الصغير هو من الغدد الصماء أما جزئها الأكبر فهو من الغدد ذات القنوات لذا فالبنكرياس تنتج إفرازين، خارجي (عن طريق القنوات) وداخلي (بلا قناة أي صمّاء).
الإفراز الخارجي له أهمية بالغة في عملية الهضم والتمثيل الغذائي، أما الإفراز الداخلي فيساهم مباشرة بعملية تنظيم تمثيل الكاربوهيدرات.
إن الإفراز الخارجي ينتقل الى الأثني عشري عن طريق قناة البنكرياس والتي غالباً ما تشترك مع قناة الصفراء الرئيسة من خلال صمام يدعى(صمام أودي).
إن الإفراز الخارجي يتم تحفيزه عن طريق الجهاز العصبي وعن الطريق الهورموني تبعاً لمستوى هذه الهورمونات في الدم، وإن أقصى إفراز لعصارة البنكرياس يتم من ساعتين الى ثلاث ساعات بعد تناول الوجبة الغذائية، ومعدل ما تفرزه البنكرياس يومياً هو لتر تقريباً.
أما الإفراز الداخلي(أو الإفراز الهورموني) فينتج من خلايا عالية التخصص موجودة في بقعة في البنكرياس تسمى(جزر لانكرهان)والتي تشكل 1%من كتلة البنكرياس، لقد إكتشف العلماء ثلاث أنواع من هذه الخلايا وهي(ألفا،بيتاودلتا)،خلايا ألفا تفرز هورمون(كلوكاكون)،خلايا بيتا تفرز هورمون(الأنسولين)أما خلايا دلتا فإنها تنتج هورمون(سوماتوستاتين).إن هورموني الأنسولين وكلوكاكون يعملان على تنظيم نسبة السكر في الدم ولكن لكل منهما طريقة في التنظيم،فالأنسولين يتحسس مباشرةً بنسبة السكر فيعمل على تحرير الطاقة منه،أما كلوكاكون فيعمل على تحرير مادة مخزونة في الكبد تسمى(كلايكوجين)فتحولها الى طاقة في حالةهبوط السكرفي الدم.أما سوماتوستاتين فإنه يعمل على تنظيم مستوى هذين الهورمونين إضافة الى تأثيرات أخرى.إن البنكرياس تفرز أيضاً عصارة البنكرياس وهي ذات تفاعل قاعدي.إن أهم محتويات هذه العصارة هو الصوديوم والبوتاسيوم والبيكاربونات إضافة الى إنزيمات تهضم الكاربوهيدرات والدهون والبروتينات،وأهم هذه الإنزيمات:الأمليز،لايبيزوالتربسين.إن هذه الإنزيمات تنتجها خلايا البنكرياس وتحافظ على مستوياتها بشكل متوازٍ،وإن قدرتها على الهضم تتم في الأجواء القاعدية لذا فإن إنخفاض الكاربوهيدرات يؤدي الى تلكؤ عمل هذه الإنزيمات وبالتالي فإن الشخص الذي يتناول وجبة غذائية تحتوي على نسبة عالية من الدهون والبروتينات فيحتاج تناول مشروب غازي يساعد على تفعيل هذه الإنزيمات وبالتالي لايشعر بأي ضيق في عملية هضم الطعام،ومن تلك المشروبات ما يعرفه العامة بـ(الصودا).
أمراض البنكرياس:
أولاًـ إلتهاب البنكرياس الحاد:حالة طارئة تنتج عن تآكل نسيج البنكرياس من قبل أنزيماتها،حيث إن الغدة تتورم وتنتفخ وفي الحالات الأصعب تعاني من بعض النزوفات،إن المرض يصيب كلا الجنسين وخصوصاً بين 40ـ 70 سنة من العمر.
الأسباب :ـ 1.تناول الكحول 2.أورام خبيثة في المنطقة 3.حصى المرارة4.من مضاعفات زرع الكلى 5.إستخدام حبوب منع الحمل 6.تناول الكورتيزونات بشكل عشوائي7.تداخل جراحي طارئ للبطن 8.تعرض البطن الى شدّة خارجية 9.النكاف 10.تزايد نشاط الغدد جنب ـ درقية 11.زيادة نسبة الدهون في الدم 12.إنخفاض درجة حرارة الجسم.
إن الألية في هذا المرض هو كل سبب يؤدي الى زيادة نشاط أنزيمات البنكرياس.
الأعراض :ـ ألم شديد جداً مفاجئ في أعلى البطن(منطقة الفؤاد)أو في المنطقة البطنية العليا اليمنى،إن الحالة تحدث بعد 12ـ 24 ساعة من تناول الكحول أو وجبة غذائية كبيرة،الألم لايهدأ ولكنه ينتقل الى الخلف والى الكتفين أو الى المنطقة الحرقفية قبل أن يشمل البطن كلها،يصاحب الألم دوار وتقيؤ،إرتفاع بدرجة الحرارة وأحياناً يصاحبه ظهور اليرقان خصوصاً إذا كان المريض مصاب بحصى المرارة.أما في الحالات الشديدة فمضاعفات معقدة من الممكن ان تحدث كعجز الكليتين أو الفشل التنفسي.إن ثلث الحالات وجدت أثناء التداخل الجراحي العاجل ولأي سبب كإنثقاب قرحة المعدة أو الأثني عشري أو إلتهاب الزائدة الدودية الحاد،إن تورم البنكرياس يسبب إنسداد الأثني عشري أو قناة الصفراء الرئيسة.
العلاج :ـ إذا كان تشخيص إلتهاب البنكرياس الحاد قد تم عن طريق التداخل الجراحي(وكما أسلفنا)فيتوجب الإستمرار بالعملية والعمل على غسل غشاء البريتون المبطِن لجدار البطن الداخلي إضافة الى رفع كيس الصفراء.أما إذا كان التشخيص قد تم بواسطة الوسائل التشخيصية الأخرى فهنا يتوجب الإبتعاد عن التداخل الجراحي ما لم قد حصلت مضاعفات.إن إهتمام الأطباء ينصّب على معالجة وتوفير كافة الإجراءات للتعامل مع الصدمة الجسدية والفشل التنفسي وتوقيف الآلام.
ثانياًـ إلتهاب البنكرياس المزمن:ـ يعد تناول كميات كبيرة من الكحول السبب الرئيسي في حصول هذه الحالة،أما حصى المرارة فيلعب دوراً أقل في ذلك،ان القليل جدا من مرضى التهاب البنكرياس الحاد يتحولون الى حالة التهاب البنكرياس
المزمن و لكن وجد لدى بعض المرضى ان تضيق صمام اودي أو أمراضه تسبب هذه الحالة،وقد وجد العلماء ترابط بين سوء التغذية وبين هذه الحالة خصوصا في البلدان التي تعاني شعوبها من الفقر والعازة.ان البنكرياس في هذا المرض تعاني من تحولات ليفية وخصوصاً حول قنواتها.
الصورة المرضية:- ان المرض ينتشر بين الذكور أكثر من الإناث وخصوصاً بين 35 و 45 عاماً من العمر.كل المرضى يشكون من آلام البطن وغالباً ما يعاودهم لفترات تمتد من عدة أسابيع الى عدة أشهر بين نوبة وأخرى وتحديداً من عدة ساعات الى عدة أيام بعد تناول الكحول.إن الألم يبدأ تدريجياً ويتمركز في منطقة الفؤاد أو يمين أو يسار الأضلاع السفلى أو حول السرة ثم يمتد الى الخلف بين الفقرتين الصدريتين العاشرة و الثانية عشر وإن الألم يزول أو تقل حدته بالإنحناء للأمام.خمس المرضى يصابون بداء السكري وثلثهم يعاني من إسهال مواد شحمية ودهنية.إن البنكرياس هنا تعاني من التكلس فكلتا المضاعفتين تحصلان للمريض.إن اليرقان ممكن الحصول بسبب إنسداد قناة الصفراء المشتركة وكذلك فإن أعراض إنسداد الإثني عشري تحصل بسبب نشوء الكيس الكاذب.
العلاج :- 1- إستخدام مضادات الآلام.2- إذا كانت حالة الإسهال الشحمي موجودة فيتوجب الإهتمام بتغذية المريض وفق ضوابط معينة.3- تخفيض نسبة السكر اذا كانت مرتفعة.4- التداخل الجراحي.5- إرشاد المريض للإمتناع عن تناول الكحول قطعيا.
ثالثاً– الكيس الكاذب:- ان كيس البنكرياس الكاذب ينشأ إما كأحد مضاعفات إلتهاب البنكرياس الحاد أو المزمن أو نتيجة لشدة خارجية تتعرض لها هذه الغدة.إن هذا الكيس يحتوي على سائل وإنزيمات البنكرياس و دم،وإنه في الغالب يزيح المعدة ويتسبب في إنسداد الإثني عشري.إن نشوء هذا الكيس في أغلب الحالات يتم بعد 3-4 أسابيع من الإصابة بالتهاب البنكرياس الحاد،ومريض هذه الحالة يعاني من ألم المعدة،تقيؤ،فقدان الوزن،إرتفاع درجة الحرارة ومن اليرقان.وعند الفحص فالمريض يعاني من الألم في الجهة البطنية العليا،وحين إجراء تحاليل الدم نجد إرتفاع بعدد خلايا الدم البيضاء وكذلك زيادة في نسبة إنزايم الأمليز.أما العلاج فعلى الأرجح يكون بالتداخل الجرحي وذلك في حالة عدم زوال هذا الكيس تلقائيا خلال ستة اسابيع.
رابعاً - التكيس الليفي:- مرض وراثي ينتقل كصفة متنحية عن طريق الكروموسومات الجسمانية يتسبب بعجز البنكرياس والفشل التنفسي لدى الأطفال.إن هذا المرض يمتاز بعجز شامل لكل الغدد ذات الإفراز الخارجي بما فيها تلك التي تفرز المواد المخاطية.إن الإنسدادات الناتجة عن المواد اللزجة تسبب تغيرات تكيسية في البنكرياس والرئتين،هذا المرض يظهر منذ الولادة حيث يعاني الوليد من تكرار الإلتهابات التنفسية.إن تراجع إنزيمات البنكرياس يؤدي الى تغير سلبي في عملية هضم الغذاء و بالتالي الى سوء إمتصاص الدهون لذا فبراز المريض يمتاز بلفضه بكميات كبيرة،رغوي،ذي رائحة كريهة متعفنة،لذا فإن الطفل سيعاني من ضعف التغذية ومن حالة تداخل الأمعاء ومن الإنسداد بالكتلة الخروجية،إن المريض بالتكيس الليفي يعاني من مشاكل بالجهاز التنفسي والتي على ضوئها يتحدد مصيره بينما سوء إمتصاص المواد الغذائية أقل تأثيراً.والكثير من الأطفال يعانون من عجز القلب.إن العديد من الإناث المصابات بهذا المرض بإمكانهن الزواج وإن ينجبن بينما الذكور فغالباً ما يعانون من العقم.بعد إستخدام الوسائل العلمية لتشخيص المرض تبقى معالجته جراحياً في حالة وجود مضاعفات.إن تعويض المريض بما يحتاجه من إفرازات البنكرياس عامل رئيس في إستمرار حياته إضافة الى الإهتمام بتغذيته.إن الأمر الأهم هو تثقيف المرضى المصابين به حينما يرغبون في الزواج.
خامساً – سرطان البنكرياس:- أكثر إنتشاراً بين الرجال منه بين النساء،وفي عمر 55 – 70 سنة إن أهم أسباب سرطان البنكرياس هو التدخين و تناول القهوة بكثرة،إن ثلثي الحالات تصيب رأس الغدة.إن الصورة الأساسية للمرض وفي المراحل الأولى لإصابة جزء في الغدة يسمى قارورة البنكرياس هو وجود نزف دموي يصب في الأثني عشري وكذلك يؤدي الى اليرقان.إن كل سرطانات البنكرياس تتقدم بمرور الوقت مؤدية الى الصورة المرضية وأهم أعراض هذه الصورة:- 1.آلام المعدة تتناوب بالشدة والوقت وغلباً ما تتحول الى الظهروهي تزداد بعد تناول الطعام وبعد الإستلقاء على الفراش لذلك فهي تتكرر في الليل أثناء النوم وتبدأ بالتراجع حينما ينحني المريض الى الأمام2.دوار وعدم إرتياح وأحياناً تقيؤ 3. إن اليرقان الحاصل من سرطان البنكرياس مستمر وتتصاعد نسبته أما سرطان جسم وذيل الغدة فنادراً ما يسبب اليرقان4. تضخم الكبد.5. أعراض داء السكر أو التهابات الأوعية الدموية وتجلطاتها تلاحظ مع تقدم الحالة.إن سرطان البنكرياس وخصوصاً رأسها فيكون متسارع بتداعياته و يؤدي الى الموت خلال ستة أشهر منذ بداية اليرقان الإنصمامي أو الإنسدادي.
التشخيص:- يتم من خلال 1- الصورة المرضية والفحص السريري.2- قياس نسبة إنزايم الفوسفات القلوي وكذلك قياس نسبة السكر 3- السوناروالأشعة المقطعية 4- التشخيص بالباريوم الإشعاعي 5- ناظور الإثني عشر.
العلاج :- بالتداخل الجراحي وبالعلاج الكيمياوي.