السؤال
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لنا ولك الهداية، والسلامة من الزيغ والغواية، واعلم أن علاج تردي حال العبد الإيمانية، لا يحتاج إلى معلومات تسرد، بقدر حاجته إلى إرادة وعزيمة صادقة، فالعلاج معروف لا يكاد يجهله أحد، لكن الشأن كل الشأن في الأخذ بالعلاج، والعمل به!
ومع هذا فلا مانع من أن يلتمس الشخص واعظا يذكره بما غفل عنه، فنوصيك أولا باستشعار سوء الحال التي انتهيت إليها، ولتبادر بالتوبة إلى الله عز وجل، وذلك بالندم، والاستغفار لما مضى، والإقلاع الفوري عن الذنوب، وعقد العزم على عدم الأوبة للذنوب مرة أخرى، وعليك أن تحسن ظنك بالله، وأن تتضرع إليه سبحانه بأن يمُنَّ عليك بتوبة نصوح، واحذر اليأس من روح الله، أو القنوط من رحمته؛ فإنها من كبائر الإثم، ولتستيقن أنه لا كاشف لما بك إلا الله وحده، فلا جدوى من الشكوى إلى غيره. فنوصيك بالاستعانة بالله تعالى، وإظهار الفاقة إليه، إذ لا سبيل لك إلى هداية، أو إنابة، إلا بمعونته، وفضله، وأعقب إساءتك بإحسان، وطاعة تكون كفارة لها، وحافظ على الصلوات الخمس، بخشوعها، فهي سياج حصين عن الوقوع في ما يكره الله، واتخذ رفقة صالحة تعينك إن ذكرت، وتذكرك إن غفلت، وأقبل على كتاب الله استماعا، وتلاوة، وتدبرا، فهو نور الصدور، وشفاء القلوب.
وراجع لتفصيل الكلام عن التوبة، ووسائل إصلاح القلب، والثبات، وتقوية الإيمان الفتاوى أرقام:111852 10800 18074 142679 115527 136724 15219.
ونوصيك بالرجوع إلى كتب الرقائق كالجواب الكافي، ومدارج السالكين، أو تهذيبه، أو غيرها من كتب الرقائق، للاستزادة والفائدة، وقد ذكرنا بعضها في الفتوى رقم: 128330.
والله أعلم.
أنا رجل ذو شخصية كارهة للروتين بطبعي. التزمت في فترة من فترات حياتي، وأطلقت اللحية، وواظبت على دروس العلم، وحفظ الكثير من كتاب الله، بعد تخرجي من الجامعة. وكنت أنعم براحة بال، ورضا، وقناعة غير عاديين، وأنا لا أتمتع بشخصية قيادية، وإرادتي ضعيفة. فكنت دائما أخشى على نفسي من أصدقاء السوء، فتحولت إلى إنسان انطوائي، ثم عندما استلمت الوظيفة، وانفتحت على الآخرين بشكل أكبر، وجدت أنني لا أستطيع العيش في عالم آخر، مثلما كنت أعيش، وأنه لا بد من الاحتكاك بغير الملتزمين (وهم الأغلبية في المجتمع، والوظيفة الآن) فحلقت لحيتي، وأصبحت عاديا كما كنت في السابق، ولكن مع قليل من العلم الشرعي، وهذا الوضع أراحني قليلا من ناحية الاختلاط بالمجتمع، ولكن نقص من التزامي الكثير. أنا منذ البلوغ مدمن للعادية السرية، والأفلام الإباحية، والتزامي السابق كان يبعدني عنهما في معظم الأحيان -ولم يمنعهما- ولكن تأثرت شخصيتي كثيرا بهذا التقلب في الوضعين: الملتزم، وغير الملتزم؛ فأصبحت أفعل الاثنين معا: لا أندم على مشاهدة هذه الأفلام إطلاقا كسابق عهدي، ولا أغلقها حتى أثناء الأذان -مع الأسف- ولا أنقطع عن حفظ القرآن، أو صلاة الجماعة -وإن كان قد يتخللهما النقص في كثير من الأحيان- وما يحز بنفسي أني أؤم الناس، وأنا أكثرهم فسقا، ومعصية في الخلوات، وأقرأ بهم القرآن، ويطلبونني للإمامة؛ لحسن قراءتي. أعيش في هذه الحياة منذ ما يزيد عن عشر سنوات، وأتقلب بين الالتزام، والانحلال، وأخشى أن يقبضني الله على الانحلال، ولا أجد حلا طوال السنوات العشر السابقة لهذا. أرجو نصيحة لحالة مثل حالتي هذه. وفقكم الله لكل خير.
الإجابــةالحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لنا ولك الهداية، والسلامة من الزيغ والغواية، واعلم أن علاج تردي حال العبد الإيمانية، لا يحتاج إلى معلومات تسرد، بقدر حاجته إلى إرادة وعزيمة صادقة، فالعلاج معروف لا يكاد يجهله أحد، لكن الشأن كل الشأن في الأخذ بالعلاج، والعمل به!
ومع هذا فلا مانع من أن يلتمس الشخص واعظا يذكره بما غفل عنه، فنوصيك أولا باستشعار سوء الحال التي انتهيت إليها، ولتبادر بالتوبة إلى الله عز وجل، وذلك بالندم، والاستغفار لما مضى، والإقلاع الفوري عن الذنوب، وعقد العزم على عدم الأوبة للذنوب مرة أخرى، وعليك أن تحسن ظنك بالله، وأن تتضرع إليه سبحانه بأن يمُنَّ عليك بتوبة نصوح، واحذر اليأس من روح الله، أو القنوط من رحمته؛ فإنها من كبائر الإثم، ولتستيقن أنه لا كاشف لما بك إلا الله وحده، فلا جدوى من الشكوى إلى غيره. فنوصيك بالاستعانة بالله تعالى، وإظهار الفاقة إليه، إذ لا سبيل لك إلى هداية، أو إنابة، إلا بمعونته، وفضله، وأعقب إساءتك بإحسان، وطاعة تكون كفارة لها، وحافظ على الصلوات الخمس، بخشوعها، فهي سياج حصين عن الوقوع في ما يكره الله، واتخذ رفقة صالحة تعينك إن ذكرت، وتذكرك إن غفلت، وأقبل على كتاب الله استماعا، وتلاوة، وتدبرا، فهو نور الصدور، وشفاء القلوب.
وراجع لتفصيل الكلام عن التوبة، ووسائل إصلاح القلب، والثبات، وتقوية الإيمان الفتاوى أرقام:111852 10800 18074 142679 115527 136724 15219.
ونوصيك بالرجوع إلى كتب الرقائق كالجواب الكافي، ومدارج السالكين، أو تهذيبه، أو غيرها من كتب الرقائق، للاستزادة والفائدة، وقد ذكرنا بعضها في الفتوى رقم: 128330.
والله أعلم.