غيّرت صفحت معلوماتي..
عنواني متاهاتٍ في بلادي..
ودربي يردد معي اناتي وآهاتي..
من رآني قال جاوز التسعين ،
وفي التعداد 39...
ولم ادري كم باقي من الخمسين
شهاداتي مزّقتها ومسحتُ بها دمعاتي . .
اوراقي كلما لملمّتُها..
بعثرت بها زفراتي ..
وقلمي كلما مسكته بيدي ,
رفعته وعضيتُ عليهِ بالنابِ . .
ضيّعت كل العبارات وضيعّت المفردات..
نسيت الحروف وكيف تُكتب ,،
واحرفا بحروف الرمح شبكتها..
(ياربي كيف سويتها).
اجلسُ متكئاً ويدّي على خدي..
وحينها وجدتُ قاسماً مشتركا بيني وبين ذلك العصفور...
عصفور أعمى يقف على باب عشه ..
وبداخل العش ابناءهِ الصغار وقد بلغ الجوع بهم ما بلغ..
فقد ايدبت البساتين من حولهم ..
وامتنعت الامطار بسبب الانام..
وحامت حول ذاك العش أنواع مختلفة من الفوارس . .
والعجب !!
ان بعضها ليس من آكلات اللحوم ..
إلاّ انها تغطرست ..
واكلت ومزقت ما مزقت ...
من اقنعها وقال لها:
انتي من آكلات اللحوم ..
من قال لها انتي من الاسود،،
من قال لها انتي من النسور,,
وراحت تتبختر ..
ومن شجرة الى شجرة تقفز...
ومن عشاً الي عشاً تنتقل....
ولم تترك عصفوراً ولا قمري ...
إلاّ اوقعت به في شباكها..
ومزقته بانيابها..
بس كيف لها لما نست أصلها..
ونست أوطانها..
نعم كيف نست عشها..
وكيف هجرت أغصانها..
...الجمحي...