كتب - أيمن محمد:
في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.
نعم أعرف المدرج الشمالي لبروسيا دورتموند ( أكبر مدرج في العالم لنادي ) وأعرف كيف يصفه منافسيه بالقول " عندما تري المدرج الشمالي لدورتموند تشعر بأنك تقف امام جبل ملىء بالبشر وخلفه بشر أكثر "..
لا ليس هذا ما اٌقصده فتلك عبارة وردت في تحليل دورتموند ومالاجا في ثمن نهائي دوري أبطال أوربا قبل سنتين ولكنها كان تذكرة للأسطورة الجديدة والتي حدثت أمس في التالتة شمال .. تشجيع جنوني متواصل طوال 90 دقيقة في وقت كان يحتاج فيه كل من شاهد المباراة للإدرينالين ..ولن أتحدث عن أية سلبيات لعلها تكون بداية جديدة وليست مسكنا.
بالطبع أنت تعرف أن الإدرينالين تفرزه الغدة فوق الكظرية والتي تتواجد اعلي الكلي وهي تفرز عند مواجهة مواقف صعبة أو خوف لذلك فإن إفرازها يعني أنك في أصعب اللحظات والتي لا تستطيع أن تواجهها بشكل طبيعي
كيف تلعب مباراة كرة قدم وثلث لاعبيك مصابون.. وإثنين عائدين من إصابة طويلة..وإيقاف أفضل لاعبيك..ومن يقود الفريق لاعبا لم يتعدي ال 18 عاما وهو المطالب بإدخال بطولة ظلت حتي الدقيقة 95 في كوت ديفوار ..من يستطيع أن يفعل ذلك هو الإدرينالين.
جاريدو Face Your Fears
قبل ليلتين من المباراة كان جاريدو يتلقي أخر أخبار حالات المصابين عنده فهو ليس ( غريب ) ووقتها كانت النتيجة شريف عبدالفضيل 45.. صبري رحيل 25.
الأرقام كانت تعني أن شريف عبدالفضيل يستطيع اللعب لمدة شوط ويمكن الإستعانة فقط برحيل في أخر ثلث ساعة من المباراة وكانت المفاضلة من يبدأ ؟ سؤال لا يحتاج لتفكير سأبدأ بشريف فأنا ( أي جاريدو ) أحتاج لرحيل في أخر المباراة من أجل العرضيات ..هكذا يفكر المدربون.
المدرب الجيد هو من يعرف بمن يستعين في الدقيقة 80 .. لذلك يجب وضع أوراق رابحة علي دكة البدلاء حتي لو كانوا مدافعين ولذلك كان رجوع رحيل لفترة مؤقتة كفيلا بالبدء بشريف منذ البداية والإبقاء علي أحمد خيري.
المزيد من الإجهاد .. عرف روجر مدرب سيوي سبورت كيف يجعل لاعبو الأهلي أكثر إرهاقا ..ففي وقت كان يفترض أن يهاجم فيه وجد نفسه لا يعرف أن ينقل الكرة بأريحية في نصف ملعبه بسبب ضغط مكثف من كوجو وأسالي وديمبلي وكوامي وكاولو.
خمسة لاعبين يضغطون في نصف ملعب الأهلي وهذا يعني أن دفاع المنافس سوف يتقدم .. أي أن الفرصة الوحيدة للاعبي الأهلي كانت في إختراق شديد السرعة وهو ما لم يتواجد ولو حدث تصبح مواجهة السرعات غير متكافئة أمام الإيفواريين.
أعود لمباراة مالاجا ودورتموند حين قرر بيللجريني الضغط مبكرا علي دفاع ووسط دورتموند ..كان الحل سريعا من يورجين كلوب بأن يتراجع بيندر أو جاندوجان للعب بين سانتانا وسوبوتيش ويقوم شميلزر وبيسيك ظهيرا الجنب باللعب جناجين في أقصي الهجوم علي أن يدخل جناحي دورتموند لعمق الملعب.
كان هذا هو الحل الوحيد كي يواجه جاريدو مخاوفه ..فأقصي مخاوف المدرب أن يغير شيئا بسيطا من أسلوبه كل مدربين العالم وأعظمهم يخشون من تغيير ما يقتنعون به ولو بشىء بسيط ولكن عندما تأتي المخاوف ويزداد إفراز الإدرينالين .. يصبح التغيير أمرا واجبا.
في خمسة دقائق فقط في أول الشوط الثاني قرر جاريدو أن ينقل باسم علي للعب كجناح أيمن مواجه ليدان مع تراجع سليمان وصبحي لخط الوسط أمام عاشور غالي .. وهنا كان يمكن قتل المباراة في بداية الشوط الثاني..
إستمرار توالي الفرص الضائعة من جانب سيوي سبورت في ظل عدم قدرة لاعبي الأهلي علي الوقوف فما بالك وهم مطالبين بالتسجيل في مرمي بدي كأنه مرمي كرة يد يحرسه مانويل نوير وزاد الطين بله إصابة أحمد عادل فبات الأهلي يلعب بمساك وحارس مرمي مصاب وثنائي إرتكاز خارت قواهما.
أكاد أشعر بما شعر به المشجع العادي في الخمس دقائق الأخيرة رغم إلتزامي الصمت المطبق تماما طوال 90 دقيقة .. عندما تمتلك الثواني لا تهدرها فربما جاءت الفرصة في تلك الثواني.
جاريدو قام بإدخال العناصر الهجومية .. الفريق أستأسد في الثواني المتبقية ..التشجيع لم يتوقف وزينه بالدعاء وما أدراك ما الدعاء في وقت الكرب.
عندما تري المباراة من الزاوية الأخري لن تجدها بمثل هذه السهولة .. عبدالله السعيد يتسلم الكرة وهو خائف ان تصبح تمريرته مقطوعة فيقرر أن يواجه مخاوفه ويمررها لوليد سليمان مثلما إعتاد.
وليد سليمان يتسلم الكرة ويلعب معه مراقبه والذي لا تستطيع أن تري سليمان من خلاله وسليمان يقرر أن يوجاه مخاوفه هو الأخر بأن يمر لا أن يسقط حتي لو تدخل معه رقيبه ..لا يوجد حلا أخر عرضية أخيرة.
متعب الذي لم تعد قدرته البدنية تجاري قدرته الذهنية واجه مخاوفه هو الاخر في اللقطة الأخيرة ..أتحرك كالمعتاد ساعده في ذلك نسيان وتارا لمهام مركزه فبدلا من أن يتجه مع متعب توجه نحو المرمي في زاوية غير التي سجل فيها متعب.
أنطوان بل ..سونجو .. جون جاك تيزيه .. أحمد الجواشي .. معز بن شريفية ..حراس لم يستطيعوا أن يواجهون مخاوفهم من مواجهة الأهلي خاصة في اللحظات الأخيرة وإنضم إليهم سليفين جبوهو.
فرحة أسطورية تأتي مضاعفة بعد الهدف مباشرة إنفجر الملعب بكل ما تحتويه الكلمة من معني ..إنشطار ذري لكل خلية مسئولة عن تدفق السعادة حلت مكان الإدرينالين لتسطر فوزا مطبوعا علي الجينات بجوار فوز الأهلي في رادس
في مثل هذه الظروف تتراجع الفنيات كثيرا .. فاللاعب طاقة بدنية وذهنية لا لاعبا تحركه بال Joystick .. ومن يتكلم عن الحظ هو موجود ولكن الحظ لا يأتي إلا لمن يستحقه.
في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.
نعم أعرف المدرج الشمالي لبروسيا دورتموند ( أكبر مدرج في العالم لنادي ) وأعرف كيف يصفه منافسيه بالقول " عندما تري المدرج الشمالي لدورتموند تشعر بأنك تقف امام جبل ملىء بالبشر وخلفه بشر أكثر "..
لا ليس هذا ما اٌقصده فتلك عبارة وردت في تحليل دورتموند ومالاجا في ثمن نهائي دوري أبطال أوربا قبل سنتين ولكنها كان تذكرة للأسطورة الجديدة والتي حدثت أمس في التالتة شمال .. تشجيع جنوني متواصل طوال 90 دقيقة في وقت كان يحتاج فيه كل من شاهد المباراة للإدرينالين ..ولن أتحدث عن أية سلبيات لعلها تكون بداية جديدة وليست مسكنا.
بالطبع أنت تعرف أن الإدرينالين تفرزه الغدة فوق الكظرية والتي تتواجد اعلي الكلي وهي تفرز عند مواجهة مواقف صعبة أو خوف لذلك فإن إفرازها يعني أنك في أصعب اللحظات والتي لا تستطيع أن تواجهها بشكل طبيعي
كيف تلعب مباراة كرة قدم وثلث لاعبيك مصابون.. وإثنين عائدين من إصابة طويلة..وإيقاف أفضل لاعبيك..ومن يقود الفريق لاعبا لم يتعدي ال 18 عاما وهو المطالب بإدخال بطولة ظلت حتي الدقيقة 95 في كوت ديفوار ..من يستطيع أن يفعل ذلك هو الإدرينالين.
جاريدو Face Your Fears
قبل ليلتين من المباراة كان جاريدو يتلقي أخر أخبار حالات المصابين عنده فهو ليس ( غريب ) ووقتها كانت النتيجة شريف عبدالفضيل 45.. صبري رحيل 25.
الأرقام كانت تعني أن شريف عبدالفضيل يستطيع اللعب لمدة شوط ويمكن الإستعانة فقط برحيل في أخر ثلث ساعة من المباراة وكانت المفاضلة من يبدأ ؟ سؤال لا يحتاج لتفكير سأبدأ بشريف فأنا ( أي جاريدو ) أحتاج لرحيل في أخر المباراة من أجل العرضيات ..هكذا يفكر المدربون.
المدرب الجيد هو من يعرف بمن يستعين في الدقيقة 80 .. لذلك يجب وضع أوراق رابحة علي دكة البدلاء حتي لو كانوا مدافعين ولذلك كان رجوع رحيل لفترة مؤقتة كفيلا بالبدء بشريف منذ البداية والإبقاء علي أحمد خيري.
المزيد من الإجهاد .. عرف روجر مدرب سيوي سبورت كيف يجعل لاعبو الأهلي أكثر إرهاقا ..ففي وقت كان يفترض أن يهاجم فيه وجد نفسه لا يعرف أن ينقل الكرة بأريحية في نصف ملعبه بسبب ضغط مكثف من كوجو وأسالي وديمبلي وكوامي وكاولو.
خمسة لاعبين يضغطون في نصف ملعب الأهلي وهذا يعني أن دفاع المنافس سوف يتقدم .. أي أن الفرصة الوحيدة للاعبي الأهلي كانت في إختراق شديد السرعة وهو ما لم يتواجد ولو حدث تصبح مواجهة السرعات غير متكافئة أمام الإيفواريين.
أعود لمباراة مالاجا ودورتموند حين قرر بيللجريني الضغط مبكرا علي دفاع ووسط دورتموند ..كان الحل سريعا من يورجين كلوب بأن يتراجع بيندر أو جاندوجان للعب بين سانتانا وسوبوتيش ويقوم شميلزر وبيسيك ظهيرا الجنب باللعب جناجين في أقصي الهجوم علي أن يدخل جناحي دورتموند لعمق الملعب.
كان هذا هو الحل الوحيد كي يواجه جاريدو مخاوفه ..فأقصي مخاوف المدرب أن يغير شيئا بسيطا من أسلوبه كل مدربين العالم وأعظمهم يخشون من تغيير ما يقتنعون به ولو بشىء بسيط ولكن عندما تأتي المخاوف ويزداد إفراز الإدرينالين .. يصبح التغيير أمرا واجبا.
في خمسة دقائق فقط في أول الشوط الثاني قرر جاريدو أن ينقل باسم علي للعب كجناح أيمن مواجه ليدان مع تراجع سليمان وصبحي لخط الوسط أمام عاشور غالي .. وهنا كان يمكن قتل المباراة في بداية الشوط الثاني..
إستمرار توالي الفرص الضائعة من جانب سيوي سبورت في ظل عدم قدرة لاعبي الأهلي علي الوقوف فما بالك وهم مطالبين بالتسجيل في مرمي بدي كأنه مرمي كرة يد يحرسه مانويل نوير وزاد الطين بله إصابة أحمد عادل فبات الأهلي يلعب بمساك وحارس مرمي مصاب وثنائي إرتكاز خارت قواهما.
أكاد أشعر بما شعر به المشجع العادي في الخمس دقائق الأخيرة رغم إلتزامي الصمت المطبق تماما طوال 90 دقيقة .. عندما تمتلك الثواني لا تهدرها فربما جاءت الفرصة في تلك الثواني.
جاريدو قام بإدخال العناصر الهجومية .. الفريق أستأسد في الثواني المتبقية ..التشجيع لم يتوقف وزينه بالدعاء وما أدراك ما الدعاء في وقت الكرب.
عندما تري المباراة من الزاوية الأخري لن تجدها بمثل هذه السهولة .. عبدالله السعيد يتسلم الكرة وهو خائف ان تصبح تمريرته مقطوعة فيقرر أن يواجه مخاوفه ويمررها لوليد سليمان مثلما إعتاد.
وليد سليمان يتسلم الكرة ويلعب معه مراقبه والذي لا تستطيع أن تري سليمان من خلاله وسليمان يقرر أن يوجاه مخاوفه هو الأخر بأن يمر لا أن يسقط حتي لو تدخل معه رقيبه ..لا يوجد حلا أخر عرضية أخيرة.
متعب الذي لم تعد قدرته البدنية تجاري قدرته الذهنية واجه مخاوفه هو الاخر في اللقطة الأخيرة ..أتحرك كالمعتاد ساعده في ذلك نسيان وتارا لمهام مركزه فبدلا من أن يتجه مع متعب توجه نحو المرمي في زاوية غير التي سجل فيها متعب.
أنطوان بل ..سونجو .. جون جاك تيزيه .. أحمد الجواشي .. معز بن شريفية ..حراس لم يستطيعوا أن يواجهون مخاوفهم من مواجهة الأهلي خاصة في اللحظات الأخيرة وإنضم إليهم سليفين جبوهو.
فرحة أسطورية تأتي مضاعفة بعد الهدف مباشرة إنفجر الملعب بكل ما تحتويه الكلمة من معني ..إنشطار ذري لكل خلية مسئولة عن تدفق السعادة حلت مكان الإدرينالين لتسطر فوزا مطبوعا علي الجينات بجوار فوز الأهلي في رادس
في مثل هذه الظروف تتراجع الفنيات كثيرا .. فاللاعب طاقة بدنية وذهنية لا لاعبا تحركه بال Joystick .. ومن يتكلم عن الحظ هو موجود ولكن الحظ لا يأتي إلا لمن يستحقه.