عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : لما كان يوم حنين آثر رسول الله
صلى الله عليه وسلم ناسً (1) في القسمه (2) ،، فـأعطى الأقرع بن حابس مائة
من الإبل،، واعطى عيينه مثل
ذلك ،، وأعطى أناسًا من أشراف العرب ،، وآثرهم (3) يومئذٍ في القسمة ...
فقال رجل : والله ! إن القسمة ما عْدل فيها ،، وما أريد فيها وجه الله ،،
قال فقلت :والله لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،، فـأتيته
فــأخبرته بما قال : فتغير وجهه حتى كان كالصرف (4) وفي رواية
((قال:فـأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فساررته ،،
فغضب من ذلك غضبًا شديدًا ،، وأحمر وجهه حتى تمنيت أني لم أذكره له (5) )) (
ثم قال عليه الصلاة والسلام ( فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله )) قال: ثم قال عليه الصلاة والسلام (( يرحم الله موسى ،، قد أوذي بأكثر من هذا فصبر (6) ))
غضب النبي صلى الله عليه وسلم هذا الغضب الشديد من رجل تلفظ بهذه الكلمه
النكراء ،، فكيف لو سمع ما يدبج حوله وما أشيع عنه الان ،، وما ألــصق به
من تهم تكاد السموات تنشق وتخر
الجبال هدًا منها ؟؟
ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد من يغضب له في هذا الموقف الملتهب ،، فهذا عمر بن الخطــاب رضي الله عنه يقول يا رسول الله ! ائذن لي فيه أضرب عنقه )) لماذا ؟؟ لانه
تجرأ على مقام النبوة الطاهر....
فــأين من يفعل فعل عمر رضي الله عنه مع كل من يتجرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم
************************************************** **************************
(1) ناسًا : من المؤلفة قلوبهم ، والطلقاء ورؤساء العرب يتألفهم
(2)القسمه: قسمة غنائم قبيلة هوازن
(3) وآثرهم : أعطاهم عطايا نفيسه
(4) كالصرف: وهو الصبغ الاحمر
(5)مسلم: كتاب الزكاة: باب : إعطاء المؤلفه قلوبهم على الاسلام ... رقم (2445) (نووري/7/185)
(6) مسلم : كتاب الزكاة : باب : إعطاء المؤلفة قلوبهم على الاسلام ..رقم
(2444) ، (نووري/7/158) والبخاري : كتاب الأدب ،باب : الصبر في الأذى رقم
(6100) (فتح/10/627)