تعد العدوى بالطفيليات المعوية من المشكلات الطبية المهمة في معظم الدول النامية، وتساهم الظروف الاجتماعية والاقتصادية لهذه الدول بالإضافة إلى سوء التغذية في تفاقم هذه المشكلة.
وعلى الرغم من التطور الكبير الذي طرأ على نوعية الخدمات الطبية من حيث تشخيص الأمراض الطفيلية ومعالجتها ومكافحتها، والذي أدى بدوره إلى تقلص واضح في انتشار هذه الأمراض في العديد من الدول الصناعية والمتقدمة، فإن الأمراض الطفيلية المختلفة ما تزال تشكل تحدياً كبيراً للسلطات الصحية في العديد من الدول النامية والفقيرة .
إن الخصوصية الجغرافية والسكانية والاقتصادية والاجتماعية لدول العالم الثالث قد يكون لها أكبر الأثر في بقاء الأمراض الطفيلية على قائمة المشكلات الطبية التي لم تحل بعد خاصة بين طلاب المدارس، وقد أثبتت الدراسات الطبية الحديثة أن علاج الطفل من هذه الآفات مبكراً يجعله يستطيع مواصلة الدراسة بنشاط وصحة جيدة، والعلاج يقي الطفل من تفاقم المشكلة بدلا من الوصول إلي الإصابة بالأنيميا ونقص الفيتامينات .
فالأم الواعية هي التي تلاحظ ما إذا كان طفلها تظهر عليه علامات الشحوب والإرهاق المرضي أو قلة تحمل القيام بأي مجهود وبالتالي عدم تحمل مجهود الدراسة .
هنا يجب علي الأم أن تذهب إلي الطبيب المختص ،الذي يقوم بفحص الطفل وطلب التحاليل اللازمة لمعرفة ما إذا كان يعاني من الإصابة بالديدان أم لا، وإذا كان يعاني يقوم الطبيب بوصف علاج مطهر مكثف ،حتي يتخلص طفلك من تلك الآفة ويظهر التحليل نظيفا وخاليا من نسبة الإصابة .
أهمية هذه الفحوص ترجع إلي أن الطفل يستطيع الدراسة والاستذكار دون الشعور بالوهن والضعف أو قلة التحصيل والتركيز، لأن تكاثر الديدان تضعف جسده وتمتص غذاءه وتقلل مناعته.
عند العلاج يحدد الطبيب بناء علي التحاليل اللازمة مجموعة الفيتامينات والعناصر الناقصة التي يحتاجها جسم طفلك بالتناسب مع عمره ونسبة نقص الفيتامينات عنده، عندئذ عليك كأم الإهتمام بتغذية الطفل بالطعام والسوائل المليئة بالعناصر الناقصة مع العلاج بنوع الفيتامين الناقص لديه ، يجب عمل فحص آخر وهام لمعرفة ما إذا كان طفلك يعاني من الأنيميا (نقص نسبة الهيموجلوبين) لديه لكي تتعرف الأم علي نوعية الأطعمة التي يحب أن يتناولها الطفل في هذه الحالة وتكون غنية بالحديد والعناصر المقوية، وهي تحمي الطفل من التعب الشديد والإنهاك والهزال والضعف بمجرد بدء الدراسة والقيام بأي مجهود .
لذا يجب علي الأم ملاحظة طفلها والمظاهر التي تدل علي أي ضعف أو وهن للتغلب علي الحالة قبل أن تتفاقم .
والطفيليات والديدان لها أنواع عدة تصيب الأطفال في سن المدرسة منها علي سبيل المثال :
الديدان الخيطية ـ الديدان الدبوسية
الديدان الدبوسية هي أكثر أنواع الديدان شيوعاً وتصيب عادة الأطفال. العدوى ينجم عن ابتلاع الطعام أو الشراب الملوث ببيوض الطفيليات أو عبر الأصابع الملوثة ولعب الأطفال ومقاعد الدراسة.
تنضج البيوض في المستقيم حيث بعد أسبوعين تفقس البيوض وتهاجر الأنثى خارج الشرج خاصة ليلاً لتضع بيوضاً أكثر فأكثر.وأثناء الهجرة تسبب حكة شديدة حيث تحمل البيوض تحت الأظافر أثناء الحك أو على الأصابع وتلك من الطرق الرئيسية لعودة العدوى.
طرق العدوى:
- بيوض الديدان المحمولة على أظافر اليدين الملوثة أثناء حك الناحية الشرجية يشكل أهم وسيلة للعدوى.
- الغبار الملوث حيث قد تعيش البيوض فيه حتى 13 يوم.
المظاهر السريرية:
- الحكة الليلية، شرجية ليلاً قد تكون شديدة تحدث نوماً مضطرباً وهياجاً.
- إرتفاع درجة الحرارة والتبول الليلي.
التشخيص:
عن طريق التحاليل الخاصة بعينة من براز الطفل – حسب وصفة الطبيب.
طرق المعالجة:
الطرق العامة:
- النظافة العامة، يجب على الطفل أن يتعلم غسل يديه مباشرة بعد الخروج من المرحاض وقبل الطعام.
- يجب المحافظة على تقليم الاظافر.
- النظافة العامة للأغطية السريرية والمراحيض والبيوت للقضاء على البيوض.
- تبديل الملابس الداخلية وأغطية الفراش.
- غلي الثياب المتوقع إصابتها وكذلك الأغطية على الأقل أثناء المعالجة.
- تهوية غرفة النوم وكنسها وتنظيفها باستمرار خاصة إذا كانت الأرض مغطاة بالسجاد.
المعالجة النوعية:
حسب وصفة الطبيب وحسب عمر الطفل:
- مضادات الهيستامين (شراب) يمكن استخدامه لمعالجة الهرش ويمكن زيادة الجرعة بالليل حتى تساعد المصاب على النوم.
- الحكة المقلقة الشديدة قد تحتاج إلى الستيرويدات (كريم) موضعياً يمكن استخدامها إذا كانت الحكة شديدة ومستمرة.