لقد انتقلت الأمم والدول التي ذكرها القرآن الكريم إلي متحف التاريخ وبقيت مصر وحدها , وقد ورد ذكرها في القرآن خلال قصص الانبياء
( يعقوب ويوسف وموسي ) عليهم السلام . والله تعالي يعلم وكفي به عليما أن مصر ستبقي بعد نزول القرآن كما كانت قبله . فإلي أي حد يكون الدرس الذي نتعلمه من القصص القرآني عن مصر ؟
إن التاريخ المصري مستمر في جريانه في أغلب عصوره , وهو تاريخ يتميز بالرتابة والأصالة في أغلب أحداثه , وقد بدأ ذلك التاريخ المصري قبل نزول القرآن بنحو 3850 عاما واستمر بعده حتي الآن وإلي أن يشاء الله , ومن ذلك كله ما يؤكد أن حديث القرآن الكريم عن مصر لا يقتصر علي الماضي فقط وإنما يمتد للحاضر والمستقبل , خصوصا أن القصص القرآني يهدف للعبرة واستخلاص العظة حتي لا يقع الناس فيما وقع فيه أسلافهم , وإن كان ذلك ينطبق علي قصص الأمم البائدة من عاد وثمود , فإنه أكثر انطباقا علي المصريين الذين يعيشون في مصر منذ سبعين قرنا من الزمان .
وقد جاءت كلمة ( مصر ) في القرآن الكريم في خمسة مواضع هي :
( وأوحينا الي موسي وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا )
( وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته اكرمي مثواه ... )
( وقال ادخلو مصر إن شاء الله آمنين )
( ونادي فرعون في قومه قال ياقوم أليس لي ملك مصر ... )
وواضح أن كلمة ( مصر ) قد وردت في سياق قصتي يوسف وموسي إلا أن الأمر الذي يستدعي إيضاحا هو قوله تعالي علي لسان موسي لقومه
( قال اهبطوا مصرا فان لكم ماسألتم . ) فكلمة مصر هنا لا تدل علي مصر الوطن وإنما تعني المدينة المتحضرة في أي مكان , والدليل علي أن كلمة
( مصر ) في الآية جاءت مفعولا به منصوبا وهي منونة ( مصرا ) أي ليست ممنوعة من الصرف , وفي موضع آخر يقول تعالي علي لسان يوسف ( قال ادخلوا مصر ان شاء الله ) فجاءت الكلمة هنا ( مصر ) تدل علي الوطن وهي مفعول به أيضا ومنصوب ولكن بدون تنوين لأنها ممنوعة من الصرف حيث تدل علي مصر الوطن الأعجمي .
وهذه التفرقة اللغوية الدقيقة بين كلمة مصر في الآيتين توضح أن كلمة ( مصر ) لها معنيان :
( 1 ) معني الوطن الذي يعيش فيه المصريون وهذا المعني الذي ورد في القرآن ممنوعا من الصرف أي بدون تنوين , وذلك في أربعة مواضع
( 2 ) معني المدينة المتحضرة
وكلمة ( مصر ) بمعني البلد المتمدن أو الدولة تعتبر اعترافا من اللغة العربية بقدم العمران المصري والحضارة المصرية , فالعرب حين عرفوا النطق باللغة العربية استعاروا كلمة مصر لتدل علي المدنية والحضارة , ثم جاء القرآن الكريم فيما بعد يسجل هذا المعني ويميزه بفارق لغوي دقيق حين يجعل كلمة ( مصر ) الوطن ممنوعة من الصرف باعتبارها علما وذلك في أربعة مواضع , ثم تكون كلمة ( مصر ) الدالة علي المدينة منونة في موضع وحيد في القرآن الكريم .
( يعقوب ويوسف وموسي ) عليهم السلام . والله تعالي يعلم وكفي به عليما أن مصر ستبقي بعد نزول القرآن كما كانت قبله . فإلي أي حد يكون الدرس الذي نتعلمه من القصص القرآني عن مصر ؟
إن التاريخ المصري مستمر في جريانه في أغلب عصوره , وهو تاريخ يتميز بالرتابة والأصالة في أغلب أحداثه , وقد بدأ ذلك التاريخ المصري قبل نزول القرآن بنحو 3850 عاما واستمر بعده حتي الآن وإلي أن يشاء الله , ومن ذلك كله ما يؤكد أن حديث القرآن الكريم عن مصر لا يقتصر علي الماضي فقط وإنما يمتد للحاضر والمستقبل , خصوصا أن القصص القرآني يهدف للعبرة واستخلاص العظة حتي لا يقع الناس فيما وقع فيه أسلافهم , وإن كان ذلك ينطبق علي قصص الأمم البائدة من عاد وثمود , فإنه أكثر انطباقا علي المصريين الذين يعيشون في مصر منذ سبعين قرنا من الزمان .
وقد جاءت كلمة ( مصر ) في القرآن الكريم في خمسة مواضع هي :
( وأوحينا الي موسي وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا )
( وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته اكرمي مثواه ... )
( وقال ادخلو مصر إن شاء الله آمنين )
( ونادي فرعون في قومه قال ياقوم أليس لي ملك مصر ... )
وواضح أن كلمة ( مصر ) قد وردت في سياق قصتي يوسف وموسي إلا أن الأمر الذي يستدعي إيضاحا هو قوله تعالي علي لسان موسي لقومه
( قال اهبطوا مصرا فان لكم ماسألتم . ) فكلمة مصر هنا لا تدل علي مصر الوطن وإنما تعني المدينة المتحضرة في أي مكان , والدليل علي أن كلمة
( مصر ) في الآية جاءت مفعولا به منصوبا وهي منونة ( مصرا ) أي ليست ممنوعة من الصرف , وفي موضع آخر يقول تعالي علي لسان يوسف ( قال ادخلوا مصر ان شاء الله ) فجاءت الكلمة هنا ( مصر ) تدل علي الوطن وهي مفعول به أيضا ومنصوب ولكن بدون تنوين لأنها ممنوعة من الصرف حيث تدل علي مصر الوطن الأعجمي .
وهذه التفرقة اللغوية الدقيقة بين كلمة مصر في الآيتين توضح أن كلمة ( مصر ) لها معنيان :
( 1 ) معني الوطن الذي يعيش فيه المصريون وهذا المعني الذي ورد في القرآن ممنوعا من الصرف أي بدون تنوين , وذلك في أربعة مواضع
( 2 ) معني المدينة المتحضرة
وكلمة ( مصر ) بمعني البلد المتمدن أو الدولة تعتبر اعترافا من اللغة العربية بقدم العمران المصري والحضارة المصرية , فالعرب حين عرفوا النطق باللغة العربية استعاروا كلمة مصر لتدل علي المدنية والحضارة , ثم جاء القرآن الكريم فيما بعد يسجل هذا المعني ويميزه بفارق لغوي دقيق حين يجعل كلمة ( مصر ) الوطن ممنوعة من الصرف باعتبارها علما وذلك في أربعة مواضع , ثم تكون كلمة ( مصر ) الدالة علي المدينة منونة في موضع وحيد في القرآن الكريم .