صديقي !
يا بلاداً في قلبي لا تنام ..
يا عيني وَكل عمري !
ناولنِي كفّيك ، فأنا أعلمُ يقيناً
أنها باردة مثلَ وجنتيك ..
اسمح لي بضمها بين يدي طويلاً !
لأصل إلى قلبك الوحيد كثيرِ الألم ..
واجلس أمامي ، وانظر إلى عيني ..
لتقرأ فيها سطوراً عجزتُ أن أكتبها لك !
فأنتَ تقرأني ، تفهمني ، تعرفني ..
وابكي أمامي إن أردت !
فأنا وَرغماً عنك أحق بدموعك كما ابتسامتك ..
يا روحَ جسدي !
كلماتك الموجوعة أنيقةٌ جداً !
أنتَ حقاً تُتقن الوجع ، وَلم أُتقِن يوماً تخفيفها عنك ..
همساتك الحزينة ، شتاتُك المبعثر !
جميعها تقتلني ، لأنه في كل مرةٍ أخذلك في جمعها ..
فما زلتُ ولو بعدَ حين أملكُ قلباً كالشتاء !
ستصبح مثلي يوماً ما !
ولكن يا سر سعادتي ،
دعني أخبرك حكاياتٍ قصيرة بما أنك أمامي ..
الحكاية الأولى :
ابتسم لأجلي .
الحكاية الثانية :
كُن أقوى لأجلي .
الحكاية الثالثة :
انسى ، فالجرحُ يبرَى .
الحكاية الرابعة :
سامح ، فالحياة قصيرة .
الحكاية الخامسة :
لا تحزن ، فاليومُ أبقى ! .
الحكاية السادسة :
لا تختنق من الهموم ، فالمصير الرحيل .
الحكاية السابعة :
اذكر ربك لتسعد ، لتهنَى ، لترتاح .
الحكاية الأخيرة :
أنا أحبك .
غفى صديقي بين ذراعي ! ثمّ نام ،
قبّلت جبينه المُنهك وغطيتُه بغطاءِه
صاحب اللون الأسود ، فقد كانَ يفضّله كثيراً ! .
تمنياتيِ لك حياة سعيدة .