ذكاء صغيرة قصة
كانت هناك فتاة صغيرة ذكيّة تعملُ في بيتِ القاضي، فتنظّف البيت، وتطهو الطعام، عندما انتهت ذاتَ يومٍ من عملها أعطاها القاضي ديناراً، وعلى الرّغم من أنّ الأجرَ كان قليلاً وزهيداً مقارنةً بجهدها، أخذته وذهبت به إلى منزلها، وعندما رأت أمّها قالت لها: أمّي لقد أعطاني القاضي ديناراً، قالتِ لها الأمُّ: ولكنك تستحقين أكثر من هذا، فردّت الفتاة قائلةً: ولكنّني ذهبت إلى السوق واشتريت دبساً قبل أن آتي إلى البيت.
ردّت الأم على ابنتها: حسناً فعلت يا ابنتي، فقالت الفتاة: لقد وضعت إناء الدبس على النافذة، ووضعت الغربال فوقه حتّى لا يأكله الذباب، فقالت الأم: إنّك فتاة مدبّرة، خيراً صنعتٍ يا ابنتي. نامتِ الفتاة تلك الليلةَ نوماً هنيئاً، وفي الصباحِ نهضت وغسلت وجهَهَا ويديها، ثمّ جلست إلى جانبَ الجدارِ تستمتع بأشعَّةِ الشمسِ، ولكنَّها بعد ساعةٍ أحسّتْ بالجوع، ففنادتْ أُمَّها وقالتْ: أنا جائعةٌ يا أُمي، سأحضرُ الخبزَ والدبسَ لنتناولَ الفطور. ذهبت الفتاة إلى النافذة، ورفعتْ الغربالَ عن وعاء الدبس فوجدتِ الذبابة قد دخلت من ثقب الغربال وأكلت جميع الدبس، فأصابها الحزن الشديد، وقالت لأُمّها: الذبابةُ أكلتِ الدبسَ يا أمّي يا لها من ذبابة ظالمة سأذهب وأشكوها إلى القاضي، فأجابتها الأم هذا حقّك. ذهبت الفتاة إلى المحكمةِ لتشكو عن هذه الذبابة فقالتْ للقاضي: إنّك تعلم أنّي فتاة صغيرة، قال لها القاضي: ولكن ستكبرين، ثمّ أضافت الفتاة: وأسكن مع أمّي وبيتنا من طين، أجابها القاضي بهدوء: أنت وأمّك بالقليل تقنعان، ثمّ أكملت الفتاة قائلةً: واشتريت بدينار دبساً حتى نفطر سويا وبعد ذلك وضعت إناء العسل على النافذة بعدما غطأته بالغربال، ضحِكَ القاضي وقال: نِعمَ ما تُدبّرين. وأكملت الفتاة حيثها للقاضي: ولكنّني في الصباح أحسست بالجوع، قال لها القاضي: فأحضرتِ الدبس؟ ردّت الفتاة: نعم، ولكنّني وجدت الذبابة قد أكلت الدبس جميعه، ولم تبقِ شيئاً لي. ضحك القاضي وقال: كم هي ظالمة تأخذ ما ليس لها وتتعدّى على حق الآخرين، فردّت الفتاة وهي حزينة: نعم، لذلك جئت أطلب منك إنزال أشدّ العقاب بالذباب. فكَّرَ القاضي طويلاً وقال: نعم، إنّها مسألةٌ صعبةٌ، ثمّ أمسك القلمَ وأخذ ينظرُ في الأوراقِ. وبعد فترةٍ من التفكيرِ قالَ: يا بنيتي الصغيرة، فردّت: أجلْ يا قاضيَ البلدِ ماذا أفعل؟ قال لها القاضي سأصدر حكما وهو أنّه إذا رأيت ذبابةً اقتليها، انزعجتِ الفتاة من هذا الحكمِ الّذي لا يؤذي الذبابة، ولا يُرجع لها الدبس الذي فقدته، فظلّتْ واقفةً أمام القاضي في حيره تُفكّر وتنظر إلى ملامحه الجادّة حتى رأت ذبابةً تقف على أنف القاضي دون أن تتحرّك. ضحكت الفتاة وقرّرت تنفيذ الحكم على الذبابة في الحال، فأمسكت بمنديلها وضربتْ به الذبابة، فانزعج القاضي وانتفض مذعوراً، وصرخ بَها قائلاً: ماذا فعلتِ أيّتها الفتاة، فردَّتْ مبتسمةً: نفذتُ حكمَكَ، وقتلتُ الذبابة، حرّك القاضي أنفه منزعجاً لكنّه ابتسم ابتسامةً عريضة وقال لها: أحسنت يا صغيرتي
كانت هناك فتاة صغيرة ذكيّة تعملُ في بيتِ القاضي، فتنظّف البيت، وتطهو الطعام، عندما انتهت ذاتَ يومٍ من عملها أعطاها القاضي ديناراً، وعلى الرّغم من أنّ الأجرَ كان قليلاً وزهيداً مقارنةً بجهدها، أخذته وذهبت به إلى منزلها، وعندما رأت أمّها قالت لها: أمّي لقد أعطاني القاضي ديناراً، قالتِ لها الأمُّ: ولكنك تستحقين أكثر من هذا، فردّت الفتاة قائلةً: ولكنّني ذهبت إلى السوق واشتريت دبساً قبل أن آتي إلى البيت.
ردّت الأم على ابنتها: حسناً فعلت يا ابنتي، فقالت الفتاة: لقد وضعت إناء الدبس على النافذة، ووضعت الغربال فوقه حتّى لا يأكله الذباب، فقالت الأم: إنّك فتاة مدبّرة، خيراً صنعتٍ يا ابنتي. نامتِ الفتاة تلك الليلةَ نوماً هنيئاً، وفي الصباحِ نهضت وغسلت وجهَهَا ويديها، ثمّ جلست إلى جانبَ الجدارِ تستمتع بأشعَّةِ الشمسِ، ولكنَّها بعد ساعةٍ أحسّتْ بالجوع، ففنادتْ أُمَّها وقالتْ: أنا جائعةٌ يا أُمي، سأحضرُ الخبزَ والدبسَ لنتناولَ الفطور. ذهبت الفتاة إلى النافذة، ورفعتْ الغربالَ عن وعاء الدبس فوجدتِ الذبابة قد دخلت من ثقب الغربال وأكلت جميع الدبس، فأصابها الحزن الشديد، وقالت لأُمّها: الذبابةُ أكلتِ الدبسَ يا أمّي يا لها من ذبابة ظالمة سأذهب وأشكوها إلى القاضي، فأجابتها الأم هذا حقّك. ذهبت الفتاة إلى المحكمةِ لتشكو عن هذه الذبابة فقالتْ للقاضي: إنّك تعلم أنّي فتاة صغيرة، قال لها القاضي: ولكن ستكبرين، ثمّ أضافت الفتاة: وأسكن مع أمّي وبيتنا من طين، أجابها القاضي بهدوء: أنت وأمّك بالقليل تقنعان، ثمّ أكملت الفتاة قائلةً: واشتريت بدينار دبساً حتى نفطر سويا وبعد ذلك وضعت إناء العسل على النافذة بعدما غطأته بالغربال، ضحِكَ القاضي وقال: نِعمَ ما تُدبّرين. وأكملت الفتاة حيثها للقاضي: ولكنّني في الصباح أحسست بالجوع، قال لها القاضي: فأحضرتِ الدبس؟ ردّت الفتاة: نعم، ولكنّني وجدت الذبابة قد أكلت الدبس جميعه، ولم تبقِ شيئاً لي. ضحك القاضي وقال: كم هي ظالمة تأخذ ما ليس لها وتتعدّى على حق الآخرين، فردّت الفتاة وهي حزينة: نعم، لذلك جئت أطلب منك إنزال أشدّ العقاب بالذباب. فكَّرَ القاضي طويلاً وقال: نعم، إنّها مسألةٌ صعبةٌ، ثمّ أمسك القلمَ وأخذ ينظرُ في الأوراقِ. وبعد فترةٍ من التفكيرِ قالَ: يا بنيتي الصغيرة، فردّت: أجلْ يا قاضيَ البلدِ ماذا أفعل؟ قال لها القاضي سأصدر حكما وهو أنّه إذا رأيت ذبابةً اقتليها، انزعجتِ الفتاة من هذا الحكمِ الّذي لا يؤذي الذبابة، ولا يُرجع لها الدبس الذي فقدته، فظلّتْ واقفةً أمام القاضي في حيره تُفكّر وتنظر إلى ملامحه الجادّة حتى رأت ذبابةً تقف على أنف القاضي دون أن تتحرّك. ضحكت الفتاة وقرّرت تنفيذ الحكم على الذبابة في الحال، فأمسكت بمنديلها وضربتْ به الذبابة، فانزعج القاضي وانتفض مذعوراً، وصرخ بَها قائلاً: ماذا فعلتِ أيّتها الفتاة، فردَّتْ مبتسمةً: نفذتُ حكمَكَ، وقتلتُ الذبابة، حرّك القاضي أنفه منزعجاً لكنّه ابتسم ابتسامةً عريضة وقال لها: أحسنت يا صغيرتي