ستر المسلم في الدنيا من أفضل الأعمال التي تقرب إلى الله جل وعلا، ولا يخلو إنسان من الوقوع في الذنب والزلل،[rtl][/rtl]
فإذا رأيت شيئاً من أخيك المسلم فاستره وإذا سترته ابتغاء وجه الله فإن الله عز وجل يسترك في الدنيا والآخرة.
خلق الستر على المسلمين؛ فإن الإنسان المسلم من طبيعته أنه كتوم، وأنه يستر ما يراه من شر، وأنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؛ ليكن بين الناس الخير، وحتى يقل بين الناس الشر، وإذا نهى عن منكر فليس غايته أن يفضح صاحب المنكر، وإنما غايته أنه يمنع الشرور التي هي موجودة بين الناس، فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ولا يفضح الناس
( عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من رأى عورة ) : وهي ما يكره الإنسان ظهوره ، فالمعنى من علم عيبا أو أمرا قبيحا في مسلم ( فسترها ) : أو رأى عورة مسلم مكشوفة فسترها بثوبه أو من عنده . وقال الطيبي أي : من رأى خللا من هتك ستر أو وقع في عرض ونحوهما ; لأن الناس يختل حالهم عندها . ( كان كمن أحيا ) أي : كان ثوابه كثواب من أحيا ( موءودة ) : بأن رأى أحد أحدا يريد وأد بنت فمنع أو سعى في خلاصها ولو بحيلة ، وقال المظهر : بأن رأى حيا مدفونا في قبر فأخرج ذلك المدفون من القبر كيلا يموت ، ووجه تشبيه الستر على عيوب الناس بإحياء الموءودة أن من انتهك سترة يكون من الخجالة كميت إذ يحب الموت منها ، فإذا ستر أحد على عيبه ، فقد دفع عنه الخجالة التي هي عنده بمنزلة الموت اهـ .
[ ويمكن أن يقال : وجه المشابهة هو المناسبة الضدية ، فإن بالشيء يذكر ضده ، والمعنى من ستر ما شرع الله ستره كان كمن رفع الستر عما لم يشرع ستره ، أو وجه الشبه هو إصلاح الفساد في القرينتين فلا إشكال والله أعلم بالحال . وقال الطيبي : يمكن أن يقال أن وجه الشبه الأمر العظيم يعني من ستر على مسلم فقد ارتكب أمرا عظيما كمن أحيا موءودة ، فإنه أمر عظيم ، فيدل على فخامة تلك الشنعاء نحو قوله تعالى : ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا الكشاف : فيه تعظيم قتل النفس وإحيائها في القلوب ; ليستمر الناس على الجسارة عليها ، ويتراغبوا في المحاماة على حرمتها ; لأن المتعرض لقتل النفس إذا تصور قتلها بصورة قتل جميع الناس عظم ذلك عليه فثبطه ، وكذلك الذي أراد إحياءها اهـ كلامه .
فكذا من أراد أن يستر عيب مؤمن وعرضه إذا تصور أنه إحياء الموءودة عظم عنده ستر عورة المؤمن ، فيتحرى فيه ويبذل جهده . قلت : وهذا المعنى لا ينافيه اعتبار وجه الشبه فيما سبق ، نعم في الآية لما عظم على صاحب الكشاف وجه شبه قتل نفس واحدة بقتل الأنفس جميعها ، وكذا إحياؤها بإحيائها اعتبر معنى العظمة المشتملة على المناسبة للمشابهة بين الكمية والكيفية ، مع أن في الآية معاني أخر أظهر من قول الكشاف ، فقال بعضهم أي : من استحل دم مسلم فكأنما استحل دماء الناس ; لأنه لا فرق عنده بين نفس ونفس ، وهذا قول ابن عباس ، أو لأنه يقتل قصاصا كما لو قتل جميع الناس وجزاؤه جهنم كما لو قتل الجميع ، وهذا قول مجاهد ، أو كما قتل الناس جميعا وزرا وإثما ، وهذا قول قتادة وهو تعظيم للقتل ، ولا يصح إلا على طريق الوعيد والتهديد . وقال البيضاوي : فكأنما قتل الناس جميعا من حيث أن قتل الواحد والجمع سواء في استجلاب غصب الله والعذاب العظيم أي : في أصل الاستجلاب ، والله أعلم بالصواب . ( رواه أحمد ، والترمذي وصححه ) . ونقل ميرك عن التصحيح أنه رواه أحمد وأبو داود ، وفيه قصة وقد جاء من عدة طرق اهـ . وفي الجامع الصغير بلفظ : " من رأى عورة فسترها كان كمن أحيا موءودة من قبرها " رواه البخاري في الأدب المفرد وأبو داود والحاكم عن عقبة بن عامر . .
فإذا رأيت شيئاً من أخيك المسلم فاستره وإذا سترته ابتغاء وجه الله فإن الله عز وجل يسترك في الدنيا والآخرة.
خلق الستر على المسلمين؛ فإن الإنسان المسلم من طبيعته أنه كتوم، وأنه يستر ما يراه من شر، وأنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؛ ليكن بين الناس الخير، وحتى يقل بين الناس الشر، وإذا نهى عن منكر فليس غايته أن يفضح صاحب المنكر، وإنما غايته أنه يمنع الشرور التي هي موجودة بين الناس، فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ولا يفضح الناس
( عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من رأى عورة ) : وهي ما يكره الإنسان ظهوره ، فالمعنى من علم عيبا أو أمرا قبيحا في مسلم ( فسترها ) : أو رأى عورة مسلم مكشوفة فسترها بثوبه أو من عنده . وقال الطيبي أي : من رأى خللا من هتك ستر أو وقع في عرض ونحوهما ; لأن الناس يختل حالهم عندها . ( كان كمن أحيا ) أي : كان ثوابه كثواب من أحيا ( موءودة ) : بأن رأى أحد أحدا يريد وأد بنت فمنع أو سعى في خلاصها ولو بحيلة ، وقال المظهر : بأن رأى حيا مدفونا في قبر فأخرج ذلك المدفون من القبر كيلا يموت ، ووجه تشبيه الستر على عيوب الناس بإحياء الموءودة أن من انتهك سترة يكون من الخجالة كميت إذ يحب الموت منها ، فإذا ستر أحد على عيبه ، فقد دفع عنه الخجالة التي هي عنده بمنزلة الموت اهـ .
[ ويمكن أن يقال : وجه المشابهة هو المناسبة الضدية ، فإن بالشيء يذكر ضده ، والمعنى من ستر ما شرع الله ستره كان كمن رفع الستر عما لم يشرع ستره ، أو وجه الشبه هو إصلاح الفساد في القرينتين فلا إشكال والله أعلم بالحال . وقال الطيبي : يمكن أن يقال أن وجه الشبه الأمر العظيم يعني من ستر على مسلم فقد ارتكب أمرا عظيما كمن أحيا موءودة ، فإنه أمر عظيم ، فيدل على فخامة تلك الشنعاء نحو قوله تعالى : ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا الكشاف : فيه تعظيم قتل النفس وإحيائها في القلوب ; ليستمر الناس على الجسارة عليها ، ويتراغبوا في المحاماة على حرمتها ; لأن المتعرض لقتل النفس إذا تصور قتلها بصورة قتل جميع الناس عظم ذلك عليه فثبطه ، وكذلك الذي أراد إحياءها اهـ كلامه .
فكذا من أراد أن يستر عيب مؤمن وعرضه إذا تصور أنه إحياء الموءودة عظم عنده ستر عورة المؤمن ، فيتحرى فيه ويبذل جهده . قلت : وهذا المعنى لا ينافيه اعتبار وجه الشبه فيما سبق ، نعم في الآية لما عظم على صاحب الكشاف وجه شبه قتل نفس واحدة بقتل الأنفس جميعها ، وكذا إحياؤها بإحيائها اعتبر معنى العظمة المشتملة على المناسبة للمشابهة بين الكمية والكيفية ، مع أن في الآية معاني أخر أظهر من قول الكشاف ، فقال بعضهم أي : من استحل دم مسلم فكأنما استحل دماء الناس ; لأنه لا فرق عنده بين نفس ونفس ، وهذا قول ابن عباس ، أو لأنه يقتل قصاصا كما لو قتل جميع الناس وجزاؤه جهنم كما لو قتل الجميع ، وهذا قول مجاهد ، أو كما قتل الناس جميعا وزرا وإثما ، وهذا قول قتادة وهو تعظيم للقتل ، ولا يصح إلا على طريق الوعيد والتهديد . وقال البيضاوي : فكأنما قتل الناس جميعا من حيث أن قتل الواحد والجمع سواء في استجلاب غصب الله والعذاب العظيم أي : في أصل الاستجلاب ، والله أعلم بالصواب . ( رواه أحمد ، والترمذي وصححه ) . ونقل ميرك عن التصحيح أنه رواه أحمد وأبو داود ، وفيه قصة وقد جاء من عدة طرق اهـ . وفي الجامع الصغير بلفظ : " من رأى عورة فسترها كان كمن أحيا موءودة من قبرها " رواه البخاري في الأدب المفرد وأبو داود والحاكم عن عقبة بن عامر . .