دعوها ، | |
هذه الوحيدة في البحر | |
تأخذنا لجرحها الفاتك، وتعطي غرورها بهجة الأشرعة | |
الوحيدة في البحر | |
كأن المراكب لا ترى الأفق إلا موصولاً بها. | |
دعوها | |
تسورها شهامة الأسماك | |
وتفخر بها الصواري المنتورة مثل رسائل الماء . | |
لأجلها بجلت زعفران الأقاصي | |
مدحت الأبيض لينساب مثل غنج الساحرات | |
وهن يخلعن الفتنة على السفن. | |
آخيت حجر الميناء | |
وصليت لأجلها ، الوحيدة في البحر | |
تضرعت أن تظل وحيدةً تكسر الريح | |
وتعيد لموج الهجوم خيولها الجامحة | |
لتظل وحيدةً مثل حصنٍ . | |
لكنها تبذلت أمام مبعوث السماسرة | |
لهت بصرير المصارف | |
وخذلت بسالة النوارس متكاسرةً | |
وهي تمسك ذيل فسطانها الأزرق. | |
تلك الوحيدة في البحر | |
دعوها | |
وحيدةً في البحر | |
لعلها في الترك ترأف بطفلها الشارد الوحيد . | |
2 | |
وحيدةٌ في البحر | |
تنساني وتتذكر المستقبل وتلهو | |
فيما أبتكر شهوة السفر والمغامرات | |
لأجلها، | |
أعطي دمي لجنون الموج | |
لأجلها، الوحيدة في البحر | |
لأجلها | |
تحاجزت في حديدٍ مترفٍ | |
وفتحت أعضائي على النار | |
لئلا ينتابها الغزو ، لئلا تصاب بالحجر. | |
لكنها رقصت مثل البجعة المغدورة | |
لا البحر لها و لا البحيرة | |
أقول لها تسمع و ترى و لا تقول . | |
منحتها القلب تمرغه في طين الخنادق | |
وتقيس الأصفاد على مرفقي وتلهو | |
منحتها جسدي تجرجره من قتلٍ إلى قبرٍ إلى مقصلة | |
وها أنا قاب قوسين من الفقد | |
وهى تلهو بي وحيد القلب والجسد والشفتين . | |
أحسنت لها المديح ، لعلها تمنحني الرثاء. | |
ستذكرني في نسيانها ... وحيداً | |
شحذته المعارك وغرر به الولع. | |
أخيراً ، | |
أخيراً حيث لا يكون الوحيد موجوداً | |
وليس في البحر قرصانٌ تكاتبه | |
ليسعفها بغارته الأخيرة .. | |
وحيداً في البحر . |