هل تجدون أنه من الصعب جداً التعامل معَ الأطفال؟ هل التعامل مع أطفالكم يبدو بتلك الدرجة من الصعوبة بحيثُ يكونُ التعامل مع أطفال الغير خارج عن نطاق التفكير والاستنطاقْ؟
الحقيقة أسئلة كثيرة تدور في نفسي في كلّ مره أتعرّضُ فيها لمواقف مع أطفالي خارجْ المنزل.
فعلى سبيلِ المثالْ، أردتُ أن أجعل ابنيْ أكثر اعتماداً على نفسه وأن أُوكل إليهِ مهمّات ونحنُ بالخارج تزيد من ثقته بنفسِه. انطلقنا إلى قسم الخضار والفواكه بالسّوق المركزي واختارَ بعض الفواكه والخضار التي نحتاجها .. وطلبتُ منه أن يذهب إلى المسؤول عن الميزان ليزنها. عُمره صغير ولذلك هو صغير الحجم. وقف هناكَ أكثر من 5 دقائق وأنا أراقب تهميش المتسوّقين الذين يأتون بعده ويتخطون دوره بكل أريحية وبدون أدنى اعتبار إلى التعاطف الفطري للأطفال! حتى ذهبتُ انا وأنهيتُ المهمة. النتيجة: لم أستفد شيئاً من تجربتي البنائية !
أخرى، أثناء التّسَوق في إحدى المراكز .. كانَ طفلي صغيراً لم يتجاوز السنتين من عُمره جذَبه منظر طفلة صغيرة في عربتها وسط عائلتها من أب وأربعة أبناء .. فوَقف بجانبها يحاول أن يتَضاحك معها. لم يتجاوز الأمر دقيقة أو نصف الدقيقة حتى صاح الرجل بأخي ذو الإثني عشر سنه : خذ أخوك وابعد منها بلا إزعاج!
أمثلة كثيرة .. تجعل تربية الصغار في مُجتمعنا أصعب وأصعب.
ثقافة التعامل مع الأطفال .. ووجوب الإيمان بأن صنع أي رجل أو أي فتاة لا يحتاج إلى شخص متعلم أو نافذ الذكاء ليعلم أن البداية تكون من الصّغرّ!
يقول بعض أساتذة علم النفس : “أعطونا السنوات السبع الأولى للأبناء نعطيكم التشكيل الذي سيكون عليه الأبناء”.
وَقيل : “الرجال لا يولدون بل يُصنعون”.
ولو افترضنا أنّ الأسرة أدت واجباتها على أكمل وجه .. فأين تلك النتائج المُكتملة من عدم وجود تجاوب تام و أساسي من المجتمع ؟ ليُكمل مع الأسرة تلك الخطة المدروسَة ومساعدة الأهل على القيام بها على أتمّ وجه.
فإذا انقطع الخيط بين الأسرة والمتجتع بما يحويه من مدرسة و شارعْ ومحيط خارجي .. وجبَ علينا أن نُسمي ذلكَ .. انفصاماً