تأريخ مدينة النهــود
الأستاذ/ حامد منعم منصور - المرجع : موقع منطقة النهود
نشأة مدينة النهود:
كثر الجدل حول نشأة مدينة النهود وقيامها وأسمها بعد المهدية أو قبلها بقليل وكذلك موضوع بئر أبو بردي التى حفرها في موقع نادي السلام الحالي. ويشير الرواة الى أن اسم المدينة (النهود) يعود الى جبال (النهيدات) شرق المدينة. إلا أن نشأة المدينة ترجع الى ثلاثين عاماً قبل قيام الثورة المهدية حسب ما ذكر في كتب التاريخ وما ذكره الرواة.
ذكر عوض عبدالهادي العطا:" أن حمر الي عهد قريب كان موطنهم في دار فور بين قبائل برتي والبقارة في منطقة الطويشة، ومن هناك نزحوا نحو كردفان في الفترة ما بين (1779-1796م). ثم بعد ذلك بدأ حمر يتجولون في المنطقة الواقعة شمالاً من أم بادر وجنوباً حتى الأضية بحثاً عن المراعي والكلأ، وكانوا في تجوالهم يذهبون شرقاً حتى جبل أبو سنون (غرب الأبيض) والكول، وأم سدرة، وفي هذا التجوال اكتشفوا مورد النهود. وكان حمد بيه أرسل جاد السيد أبو بردي ليكون مسئولاً عن ادارة اولئك المواطنين الذين سكنوا ذلك المورد. وكما ذكرنا في الفصل السابق فإن حمد فتين احتج على حفر بئر أبو بردي لأنها سوف تجلب لهم المتاعب، لأن وجود الماء والاستقرار حوله يجعل الحكومة تفكر في دخول دار حمر وضمها للحكم التركي – المصري في الابيض، وهذا يترتب عليه فرض ضرائب وطلبة على القطعان ويحد من سلطات النظار الادارية". ثم قامت بعد ذلك قرية قلوزة التى تقع غرب النهود وشيئاً فشيئاً تحول اسم القرية الى (النهود) على الجبلين الموجودين في هضبة الدواك شرق النهود. وفي الفترة التى تلت حفر أبو بردي لتلك البئر المشهورة باسم (الزرقاء)، كانت دار حمر من حمير الثيران، صقع الجمل وكليجو كلها ترد الماء في الأضية جنوب النهود، وتستغرق المسيرة الى الأضية والعودة منها ما بين ثلاثة الى أربعة أيام بالجمل، أما حمر في شرق النهود – منطقة الدودية والكول وخماس فهؤلاء يشربون من أبو زبد وهناك دمر فوجا في شمال دار حمر.
وعن نشأة مدينة النهود يقول يس أحمد جحا:" منطقة النهود الحالية كانت حتى أواخر القرن التاسع عشر عبارة عن مورد للمياه، وتمتد من أبي ماريقة شمال مدينة النهود الى ما يعرف حاليا باسم البان جديد وقرى بياض جنوبا، كانت تعرف باسم أبو بردي، وهذا المورد كان وسيلة جذب لسكان المناطق المجاورة لأبي بردي.
بعد أن حفر جاد السيد أبو بردي أول بئر في النهود بدأت الناس تفد لذلك المورد للشرب والسكنى والذى لا يملك أراضي زراعية يستقر حول هذا المورد، لأنه بدأت تنتظم حركة تجارية ضعيفة حوله، وتميزت تلك الفترة بانتاج نوعين من المحاصيل هما البطيخ والدخن ولم تكن زراعة الفول والصمغ العربي معروفة قط. كان حمر يزرعون الدخن للغذاء والبطيخ لتوفير المياه لهم ولحيواناتهم، وكبر السوق وصار يفد اليه بعض الانتاج الزراعي وبالتالي صار جاذباً للتجار الذين صاروا يتوافدون عليه وخاصة من شمال السودان وجهة النيل وبالطبع جاء أولئك التجار بثقافتهم الخاصة بهم.
بعد سقوط دولة المهدية في عام 1898م وعودة القبائل الى ديارها، عاد حمر واستوطنوا حول مدينة النهود وأدي ذلك الى توسع المدينة توسعا ملحوظاً لأنها أصبحت ملتقى طرق تجارية، حيث يفد اليها تجار المواشي من دارفور ويلتقون في السوق بالتجار من شمال السودان الذين يجلبون البضائع من سكر وقماش وشاي، وأدى توسع الحركة التجارية في مدينة النهود الى توسع الزراعة حول المدينة، وهذه الحركة التجارية والزراعية صحبها توسع في حجم المدينة التى صارت مركزاً ومعبراً للتجارة الواردة من دارفور الى الأبيض. وقبلها كان طريق الأربعين هو الطريق الذي يربط دارفور بالابيض، ومن ثم أصبح سوق مدينة النهود يزداد حجماً وسمعة طيبة ولما فكرت الحكومة الانجليزية – المصرية في بسط نفوذها على – دارفور في عام 1910م جعلت من النهود مركزاً يوجد به مفتش ومأمور وذلك بغرض تنظيم الحياة وحفظ الحقوق وايجاد مورد مالي يتمثل في فرض الضرائب على البضائع التى تفد للسوق، , وأدى هذا الدور الى النهود كحامية لمراقبة دارفور، ثم مركز للاستعداد العسكري لمحاربة السلطان على دينار الذي كان مستقلاً عن الحكومة الانجليزية – المصرية، واستخدمت المدينة مركز لتلقى الفارين من دارفور.
والمدينة في بدايات تكوينها كانت السمة السائدة آنذاك هي السمة القبلية، فالعساكر استقروا وسكنوا في حي الناظر اسماعيل قراض القش الذي يقع شمال وشمال شرق المدينة، وسكن الدقاقيم في شكل فرقان في غرب المدينة حول منزل الناظر محمد أبو جلوف خليفه حمد فتين، أما الغريسية فقد سكنوا جوار منزل الناظر عبدالرحيم ابو دقل في جنوب وجنوب شرق المدينة. وكانت هذه الاحياء تعرف بأسماء النظار الثلاثة الذين كانوا على رأس القبيلة آنذاك وارتبطت بهم هذه الاحياء، لأن المدينة قبل مجيئهم لم تكن تعرف الأحياء بعد، ويعتبر الدقاقيم أول من سكن موقع المدينة قبل مجىء أبو بردي الى المدينة سنة 1870م، وتوسعت الاحياء الثلاث بعد عام 1905م وهو العام الذي عين فيه المامور علوي ادارياً في مدينة النهود – وعمل على تخطيط الأحياء ورسم الطرق في داخل المدينة، وكذلك عمل علوي لشق حدود القرى في منطقة دار حمر.
لم تصبح النهود مركز ومعبراً مهما الا بعد أن تم فيها الحشد للجيوش المتوجهة لفتح دارفور في عام 1912م، حيث شيد المطار الحالي بصورة بدائية وكذلك أنشئت مهابط في كل من ود بنده والدم جمد وغيرها من النقاط المهمة في طريق الغرب. وبعدا أصبح الطريق من الأبيض الى ومنها الى دارفور مفتوحا ومعد لتحرك القوات. ويذكر الشيوخ من أفراد القبيلة مواقع معسكرات الوحدات التى كانت تحمل المسميات التركية (برنجي بلك) ، ( وكنجي بلك)، (ثلاثجي بلك) (واربعجي بلك) في أحيا تامة والشايقية والقاضي الحالية، ومنطقة العد الطوال التى تقع شرق مسجد الناظر منعم حالياً.
والنهود في بداية نشأتها عام 1800 تقريباً، انتظمتها هجرات من غرب السودان وغرب افريقيا ومن شمال السودان، وكانت السمعة القبلية مسيطرة على تكوين الاحياء، فنجد مثلاً المهاجرين من غرب افريقيا سكنوا في احياء تقع جوار حي أبو دقل وهي أحياء الأزهري وفلاتة الذي عرف باسم حي (الزبال) أما حي اسماعيل قراض القش سكن فيه الشايقية من شمال السودان واستوطنوا حوله وفيما بعد تحول أسم الحي الى حي الشايقية بعد وفاة قراض القش وخروج النظارة من بيته الى بيت منعم منصور.
التطور الإداري للمدينة
بدأت ادارة مدينة النهود في نشأتها الأولى عن طريق (الأرباع) وهي الربع الأول الربع الثاني، الربع الثالث، ثم الرابع، حيث يديرها شيوخ الأرباع. يقول ابراهيم صافي محمد: قبل تقسيم مدينة النهود الى احياء كانت بها أربعة أرباع هي الربع الأول ويشمل حي الشايقية وحي أبو سنون وحي البخيت وكان ذلك في حوالى 1915م وشيخ الربع الأول هو الشيخ محمد الصوفي من الجموعية وما زال بيته في حي البخيت يسكنه احفاده. والربع الثاني ويشمل أحياء الطويشة الوحدة وحي أبو جلوف وشيخه على ابو حمزه وهو جعلي من المتمة مولود في النهود. أما الربع الثالث، يبدأ من المطار ويشمل أحياء القاضي والرديف وشرق المدينة وشيخة أبو ملين من البدرية الذين سكنوا النهود بعد العودة من المهدية، ويشمل الربع الرابع أحياء أبو دقل وفلاته وحي العمدة أبو رنات وشيخة على بن عوف من الدناقلة". هؤلاء المشايخ لديهم شيوخ حارات أقل منهم وظيفة يتبعون لهم. وكان أغلب المدينة آنذاك مبني من القش والطين الأخضر، ويوجد أمام كل بيت اناء ملىء بالماء يستعمل لأطفاء الحرائق (النيران) وهي الزامية لكل بيت، أما كيفية تعيين شيوخ الأرباع فكان مسئول عنها الناظر ومفتش مركز النهود، والأساس الذي قسمت بموجبه المدينة الى أرباع كان السمة السائدة القبيلة.
الشــوام ونادى الســلام.... الاول من نوعه فى الســودان:
هنالك مجموعة أخرى من السكان وهم الشوام هؤلاء كانوا يسكنون في منازل حول الناحية الجنوبية من السوق وقاموا بتأسيس أول نادي ثقافي اجتماعي بالسودان وهو نادي السلام عام 1917م بالتضامن مع المفتش الانجليزي مستر ديفيز وأعيان البلد من تجار وكبار الموظفين. وكانوا ياتون النادي مساء كل يوم هم واسرهم والنادي يقع شمال السوق القديم ويشمل ملاعب لكرة القدم والتنس وحديقة وأماكن للمشاهدة والاستماع.
كان مفتش مركز النهود يقوم بتفتيش أسبوعي عادة ما يكون يوم الأحد ومعه النظار الثلاثة، أبو دقل، وأبو جلوف وقراض القش ويركب المفتش في حصان خاص به، بينما يركب النظار جياداً، أما شيوخ الأرباع فهؤلاء يركبون الحمير ويصاحبهم في هذا التفتيش ملاحظ الصحة والمأمور ويشمل التفتيش البيوت وأواني المياه الخاصة باطفاء الحريق خاصة فى بيوت القش, وأى بيت لا يوجد به اناء ماء ملىء يحاسب صاحبه وخلال المرور تقدم الشكاوي الادارية والمظالم الخاصة بالاراضي الزراعية حول مدينة النهود ويشمل هذا التفتيش جميع أحياء مدينة النهود، والسكان في هذه الفترة وهي منذ عام 1905 – 1947م كانوا يسكنون في جماعات قبلية حسب اجناسهم أو المناطق التى هاجروا منها الى دار حمر وفي أواخر العشرينات من القرن الماضي بدأت تظهر الأحياء الخاصة بالقبائل المهاجرة من شمال السودان، فنجد حمر العساكرة أغلبهم مرتبط بالربع الأول لعلاقتهم القوية بالشيخ اسماعيل قراض القش وسكن معهم البرياب وبعض الشايقية والجعلين (أولاد الطاهر أبو جديري) أحد الجعلين الذين سكنوا حي البخيت، وكذلك سكن معهم محمد البخيت من المغاربة، وهو أحد تجار الرقيق في زمن الزبير باشاء وجاء وعمل أول زريبة في حي البخيت الحالي ومعروف عنه الزهد والكرم وتزوج من برتي وحمر المنانعة، ومن أولاده الامام الجيلي الذي خلف والده فيما بعد، كذلك سكن الربع الأول سكان حي (أبو سنون) وهم سكان جبل أبو سنون غرب الأبيض هاجروا الى دار حمر بعد سقوط المهدية 1898م. وفي حي أبو جلوف سكن حمر الدقاقيم حول زعيمهم محمد أبو جلوف وكان الإنجليز يوزعون الأحياء للنظار لذلك فيما بعد صار حي أبي جلوف قسمين شمالاً وجنوباً، وسكن حي أبي جلوف بعض الدناقلة أمثال (أل اسماعيل ميرغني وعبد الهادي وأمير التجاني والخليفة أحمد يحيى وهو بديري من احفاد الشيخ إسماعيل الولي بالابيض) وعاش هؤلاء الناس وسط حمر في ترابط قوي وتزاوجوا مع حمر.
اقـدم مســجد بالنهــود:
أما حي حمد النيل فهو معروف باسم الشيخ حمد النيل جد الشيخ البدوي محمد أحمد حمد النيل العركى المعروف فى امدرمان والجزيرة. وقد هاجر الى دار حمر قبل المهدية حوالي عام 1860م. واستقر في النهود وهو مؤسس أقدم مسجد بالمدينة عام 1910م، وهذا الحي كان يعرف باسم حي الطويشة وذلك نسبة لأن التجار من منطقة الطويشة كانوا ينزلون في منزل آل جحا الموجود بالحي، والذى بدأ يتوافد عليه الناس من منطقة الطويشة بدافور. اما قبائل البرنو والبرقو والفلاته فقد سكنت حول منزل عبدالرحيم أبو دقل شرق النهود في احياء الزبال والأزهري الذي خلف مولانا الفكي عباس في إمامة مسجد النهود الكبير غرب السوق. وجاء مع مولانا الأزهري الشيوخ الفكي كرسي وشيخ جديد مهاجرين من غرب إفريقيا واستقروا في النهود وتزاوجوا مع حمر واختلطوا بهم، ثم سكن المناصرة في حي عرف باسمهم يقع شمال حي الزبال في شرق المدينة ويمتد من قوز الهلاك جنوباً الى حي القاضي شمالاً وسكن مع المناصرة بعض بطون قبيلة حمر وبعض الشايقية وغرب منهم يوجد حي العمدة أحمد المصطفي أبو رنات عمدة مدينة النهود والجلابة عموماً والضامن الشخصي لكل التجار الجلابة بالمدينة ومنطقة غرب كردفان.
المرحلة الحضــرية:
واذا اردنا أن نرسم صورة واضحة لتطور الأحياء في مدينة النهود فنجد أنها بدأت بالأحياء المعروفة بأسماء القبائل وزعماء العشائر وهي المرحلة الاولى فى تكوين مدينة النهود (1890-1905) ثم تلتها المرحلة المعروفة بالأرباع وهي تقسيم المدينة الى أربعة أرباع (1905-1930) وجاءت بعدها المرحلة الثالثة ودخلت فيها الحياة الحضرية في مدينة النهود فاختلط الحمر بالبرنو والشايقية بالجعليين وانصهرت تلك القبائل في بعضها البعض. وفي الأربعينات(1940-1949) ظهرت العديد من الأحياء الجديدة والتى غلبت عليها السمة الحضرية البحتة فاختلط السكان ببعضهم وكذلك القبائل وتداخلت الأحياء وبقيت على هذه الصورة الى يومنا هذا.
وتأكيداً لهذا الانصهار ففي حي العمدة أبو رنات ولد الشاعر الدكتور تاج السر الحسن وشقيقه الحسين الحسن ومازال منزلهم موجود في النهود وفي حي القاضي سكن الجوامعة والبديرية وقليل من حمر العساكرة أما حي الرديف فهو خليط من البدديرية والجوامعة وبنو فضل (الشيخ موسى الشيخ عبدالله ود شيعيفون) من بنى فضل اليعقوباب نسبة للشيخ التوم ود بانقا جد اليعقوباب في الشيكينيبة غرب سنار. هذه التقسيمات القبلية للسكني في مدينة النهود قبل عام 1948م تظهر فيها بعض ملامح غلبة القبيلة في تكوين المدينة في بداياتها فنجد الشايقية سكنوا حول منزل العمدة أبو رنات وتوزع حمر حسب فروع القبيلة حول منازل النظار (إسماعيل قراض القش، أبو جلوف، أبو دقل) واختلطت معهم بقية القبائل التى هاجرت الى دار حمر بعد العودة من أمد رمان عام 1898م، إلا أنها لم تؤثر على العلاقات الاجتماعية بل زادت هذه الروح من الانصهار الاجتماعي الذي ساد مجتمع مدينة النهود بعد ذلك، وهناك حيان تقل فيهما نسبة الاختلاط وهما كوز بقارة وفريق الدينكا في جنوب مدينة النهود ومعروف عن فريق الدينكا وكوز بقارة أنهما حيان حديثا عهد بالمدينة، تكونا في حوالي عام 1961م.
ترجع غلبة الروح القبلية في تكوين مدينة النهود الى عوامل اجتماعية واقتصادية فالعوامل الاجتماعية، ترابط القبائل ببعضها ووجود العلاقات الأخوية بين هذه القبائل وصلات الدم والرحم، أما العوامل الاقتصادية فنجد أن سكان الأطراف غالباً ما يكونون مزارعين يعتمدون في حياتهم على الزراعة الموجودة في أطراف المدينة من جهاتها الأربع، عكس سكان الوسط الذين يعملون في التجارة ودواوين الحكومة وهؤلاء بعضهم يمارس الزراعة بشقيها الحيواني والنباتي، وعند بداية تكوين المدينة كانت الحيازات السكنية كبيرة لدرجة سميت بعضها بالزراريب كزريبة البخيت ومحمد أبو جلوف وزريبة إبراهيم مربوط بحي إسماعيل قراض القش. إلى أعلى
نشأة السوق في النهود
نشأ سوق مدينة النهود تقريباً عام 1905م. بعد أن عمل المأمور علوي على تخطيطه ويقع السوق وسط المدينة جنوب مجلس ريفي حمر ويمتد من شمال حي حمد النيل وحي الشوام والسوريين الذين يعرفون عند حمر (بالخواجات) ويحده شرقاً مركز النهود وحي الموظفين، ومن الشمال العد الطوال(الأبار) ومن الغرب حي البخيت حي أبو جلوف ومستشفي النهود والمسجد العتيق.
يعود تاريخ نشأة سوق مدينة النهود الى سبيعينات القرن التاسع عشر(1876-1880) والتى كانت فيها المدينة عبارة عن دمر ثم صارت معتقل لتجار الرقيق الذين ابعدهم غردون باشا من جنوب السودان واستمر الوضع هكذا إلى عام 1905 حيث بدا التخطيط يظهر في السوق والمدينة معاً، وتدرج السوق شيئاً فشيئاً إلى أن وصل إلى حاله في خمسينات القرن العشرين، حيث كانت معظم حيازات الدكاكين في السوق في ملكية القبائل غير الحمرية. وقليل جداً من الحيازات كانت من نصيب تجار قبيلة حمر. أما بخصوص سوق المواشي كان يقع في الجزء الشمالي الغربي من السوق الحالي ثم تحول فيما بعد (1950) تقريباً.
وينقسم السوق الى سوق المحاصيل الذي يشمل (زريبة العيش) (وزريبة المحصول)، وكذلك يضم السوق الدكاكين التجارية التى تقع غرب سوق المحاصيل مباشرة وتشمل دكاكين الاجمالي والقطاعي، والأخيرة تعرف باسم (الكشاشات) وهي وقف خاص بالمسجد العتيق في النهود، وسوق الخضار وآخر للحوم والفواكهه، ويضم السوق كذلك مواقف العربات المسافرة خارج مدينة النهود، حيث يقع موقف الأبيض شرق السوق، وموقف الفاشر شمال غرب السوق وموقف الأضية و أبو زبد شرق السوق وموقف صقع الجمل، ود بندة، فوجا، أم بل وعيال بخيت والأخيرة تقع في الجزء الشمالي من السوق.
عائلات ســعودية وتركية واغريقية فى النهــود:
يقع سوق المواشي خارج مدينة النهود في الجزء الغربي، ويعرف باسم (زريبة المواشي) وما زال يحتل مكانه القديم ومعظم تجار المواشي من غير حمر. فالغالبية منهم الجلابة أمثال حدوب حمدان واخوانه، وأحمد المك وهو جعلي من شندي عمل في تجارة الإبل وتوفى ودفن في النهود، وكذلك نجد التوم حسن وجيب الله وأولاده وهنالك تجار من غرب السودان استقروا بالنهود وعملوا في تجارة المواشي ومن تجار المواشي كذلك على الحجيلان والسمعاني وسليمان البابطين وهؤلاء سعوديون وفدوا الى مدينة النهود حوالي عام 1945. الجدير بالذكر ان معظم ابناء واحفاد العائلات الســعودية عادوا الى موطنهم الاصلى بعد الطفرة الاقتصادية الكبيرة الناتجة عن ارتفاع اســعار النفط فى بداية الســبعينات وهم موجودون حاليا فى منطقتى القصيم والرياض.
ومن التجار في سوق النهود نجد حسين شلبي وهو تركي الجنسية قدم الى النهود عام 1915م واستقر بها ثم ما لبث أن أصبح مقرباً من مفقتش المركز المستر ديفيز وكان ذلك عام 1935م، لذلك صار سـر كل التجار في مدينة النهود وضامنهم في استخراج الرخص التجارية ويقال بانه كان رجلاً خيراً وكريماً، أنشأ للشيخ أبارو غرفة داخل منزله لتعليم التلاميذ وتوفى حسين شلبي ودفن في النهود، ونجد استفرو ميخاليدس وهو رجل يسمى عند الحمر بالاغريقي، ومعه يوليا ويارقو ويملك استفروا عمارة كبيرة في سوق النهود آلت فيما بعد الى أحمد عبدالله حمزة (فريود). وأنشأ استفرو ميخاليدس أول مصنع لليمونادة بالنهود غرب موقف الأضية الحالي ولديه طاحونة جوار مصنع الليمونادة ويملك عدداً من دكاكين الإجمالي في السوق، وأيضاً نجد أحمد منور أحد تجار المواشي الذين جاءوا من ام درمان وكان يملك مصنعاً لليمونادة يقع غرب سوق المحاصيل حيث دخلت تجارة المحاصيل الزراعية الى سوق النهود في عام 1925م تقريباً وبدأت تتوسع وهناك حسن مهيد جعلي من تجار الإجمالي بالسوق وآل منصور أبكر من البرنو.
وفي النهود لعب أحمد جحا الجعلي وصهر ناظر العموم دوراً مهما في إزالة الفوارق بين اتباع الطريقة التجانية وابناء غرب افريقيا والجعليين الذين كان لهم وجود فعال فى سـوق النهود.
أمثلة للانصــهار الاجتماعى بين مختلف الاعراق:
صحبت هذه التطورات قيام العلاقات الاجتماعية. ومعروف عن السوق بأنه أداة انصهار اجتماعي إذ يلتقي فيه الحمري بالشايقي والجعلي بالبرناوي والبرقاوي والفلاتي فنشأت تبعاً لذلك العلاقات الحميمة بين الناس في مدينة النهود وأدى ذلك لنشوء نوع من الألفة ادت الى الزواج والتداخل الأسري بين القبائل التى تسكن مدينة النهود وامتد هذا الانصهار ليشمل حتى المسيحيين من الشوام والمصريين والأغاريق الموجودين في مدينة النهود وأسلم كثير من المسيحيين وتزاوجوا معهم ومثال على ذلك مؤذن الجامع الكبير محمد احمد شكري ابن التاجر شكري عركتنجي الشامس المسيحي الذي توفي ودفن في النهود, فقد أسلم ابنه الأكبر وسمي نفســه محمداً، ومازال يعيش في النهود على الرغم من مغادرة أسرته لهذه المدينة قبل خمسين عاماً.
علـماء وشــيوخ :
يتكون سكان مدينة النهود من عدة قبائل وعلى الرغم من أن مدينة النهود هي مركز قبيلة حمر وأكبر مدنهم إلا نسبة حمر بالنسبة لبقية القبائل تعتبر قليلة نســبيا في المدينة .
تجدر الاشــارةالى انه قد هاجر إلى النهود بعض علماء الدين منهم على سبيل المثال الفكي كرسي والفكر جديد والشيخ أحمد يعقوب الأزهري إمام مسجد النهود والذي حصل على مرتبة الشرف من الدرجة الثالثة في الأزهر الشريف عام 1926 م. ومن الشيوخ كذلك نجد الشيخ محمد أحمد حمد النيل الذى هاجر من الجزيرة ( منطقة العركيين ) الى النهود عام 1860م وأسس خلوه حمد النيل التي مازالت قائمة حتى الأن وسمى الحي باسمه . وتوجد بالنهود مقبرة لدفن الموتى باسم الشيخ حمد النيل حيث توفى ودفن بها. كما وفد الى النهود الشريف الزبال من غرب أفريقيا واشتهر بالكرامات وعلاج المرضى وهو من أوائل الذين أدخلوا الطريقة التجانية في المدينة تقريبا قبل سنة 1860 م واتصف بالبساطة والهدوء وتوفى ودفن في مدينة النهود في مقبرة عرفت باسمه تقع جنوب شرق المدينة. وكذلك يوجد حي باسم الشريف الزبال يقطنه الفلاتة نسبة لأن المهاجرين من غرب افريقيا كانوا يسكنون متجاورين وكذلك لارتباط فلاتة بالطريقة التجانية التي عملت في توثيق عري العلاقات الاجتماعية في مدينة النهود.
شــيوخ الدينكا... عبد الماجــد وكـير ديـنق:
وعن وجود البقارة والدينكا في مدينة النهود يقول ابراهيم صافي: (بخصوص كوز بقارة وفريق الدينكا اللذين يقعان في جنوب مدينة النهود، فريق الدينكا أنشأه الشيخ عبدالماجد عليه الرحمة وهو رجل مسلم من ابناء الدينكا الذين نزحوا من منطقة أبيي، ومعظم الدينكا الذين يقيمون في النهود من منطقة أبيي وكان بداية سكنهم في هذا الحي حوالي عام 1960م وبعد وفاة عبدالماجد الذي كانت تربطه علاقة قوية جداً بالناظر منعم منصور ناظر عموم حمر، خلفه في شياخة الدينكا كير دينق، وهو دينكاوي تربى في بيت الناظر بأبو نمر ناظر المسيرية منذ الصغر وتزوج من بنات المسيرية وهي والدة أولاده الحاليين وهو رجل طيب المعشر وحسن الخلق لذلك ساهم مساهمة فعالة في استقرار الدينكا في مدينة النهود. اما كوز بقارة هو المكان الذي ينزل فيه البقارة عند زيارتهم الى دار حمر في فصل الخريف هرباً من ذبابة التسي تسي والحشرات التى تظهر في فترة الخريف في ديار بقارة ثم بدأ البقارة الاستقرار في كوز بقارة حتى صار حياً مبنيا بالمواد الثابتة، وهو يشبه حي الناظر في مدينة الأبيض حيث كان ناظر كنانة يقيم في فريق يشبه كوز بقارة خارج الأبيض ثم شمله التخطيط بعد ذلك. وحاليا توسعت مدينة النهود وتخطت الكوز جنوباً، وكذلك يوجد بعض البقارة في حي العشر شرق النهود وهؤلاء أغلبهم من الرزيقات والهبانية ويمتلكون عدداً من الأبقار التى يربونها عندهم في منازلهم ولا يذهبون بها بعيداً عن المدينة وسمى حي العشر بذلك الاسم لكثرة أشجار العشر في ذلك المكان ويقيم مع البقارة فيه بعض المناصرة وبني فضل وعدد كبير من حمر يسكنون حالياً حي العشر.
إلى أعلى
خـواجات النهــود:
أدى تحسن الحالة التجارية للمدينة في حوالي 1930 ـ 1935 م الى هجرة بعض الشوام والسوريين والمصريين نسبة لجذب السوق والحركة التجارية لأولئك التجار فاستقروا في حي سمي ( حي الخواجات ). وهي تسمية معروفة عند قبائل المنطقة فكل ذو سحنة بيضاء عندهم خواجة أو افرنجي .
وفي النهود توجد أعداد كبيرة وعائلات عريقة من الأرمن , الأغاريق , الشوام والاقباط أمثال طلعت نجيب الياس واخوانه وكبدينو الذي بنى جامع النهود الكبير في عام 1912م وهو إغريقي هاجر الى غرب السودان في بدايات 1900م.
والمعروف ان الشــوام كانوا من اوائل الجاليات الاجنبية التى اســتوطنت فى مدينة النهود ومن ابرز عوائلهم:
اما المصـريين الاقباط فان ابرز عوائلهم التى ســكنت مدينة النهــود هى:
· جورجى دولتلى
· · شــكرى عركتنجى
· · يوركى صــايغ
· · نجيب صايغ
· · انطوان ديك
· · نديم دلالاتى
· · اميل سايس
· · جورج سايس
· · انطوان ســقال
· · بشــير ســقال
· · ميخائيل دولتلى
· · رشــيد هب الريح
· · بشــير صــايغ
· · رزق سـايس
· · ايوب ابادير
· · فرج شــنودة
· · صـمويل شــنودة
· · نجيب جرجس
· · نجيب الياس وابنه طلعت
· · موسى اسكندر
· · ميلاد اسكندر
· · فخرى جرجس
اما العائلات الاغريقية فمن اشــهرها كبدينو الذى بنى مركز الشرطة والمســجد الكبير وخليســتفرو ميخاليدس وزوجته لينقو التى ارتبط اســمها بالطاحونة التى يملكها زوجها فى جنوب غرب الســوق ويامندى ويارقو.
حـلـب النهــود:
الحلب هو مصطلح يطلق فى النهود على الجالية المصرية المســلمة التى اســتوطنت فى النهود فى بداية القرن الماضى (حوالى 1930م) وكما هو معروف ان اسم الحلب يطلق فى الســودان على معظم العرب الذين قدموا من مصر والشام والمغرب العربى
ينتمى حلب النهود الى عوائل مصرية عريقة قدمت من صعيد مصر الى الســودان مع الجيش المصرى ابان الحكم التركى. ومن اشهر هذه العوائل عائلة نور الدين (جد المرحوم حاج الريح) التى تنتمى الى عائلة ابودهير فى مدينة برديس بصــعيد مصر وعائلة الكدرش (محمد احمد يوسف النعمانى) التى قدمت من منطقة اندراوة وعائلة قناوى التى قدمت من مدينة قنا فى الصعيد المصرى. وقد اســتقرت معظم هذه العوائل فى امدرمان وبايعت الامام المهدى عندما قدم اليها.
وقد اشـتغل معظم افراد الجالية الحلبية فى البداية فى مهنة الحدادة التى يرجع لهم الفضل فى ادخالها وتطويرها بالمنطقة. كما اشــتغل بعضهم بالتجارة ومن اشهرهم المرحوم الريح يوســف الذى انتقل الى الســوق الشــعبى بام درمان حيث كان ومازال دكانه ملتقى لابناء النهود القادمين والمســافرين.
من هذا الســرد يتضح لنا ان حلب النهود ينتمون الى عوائل مصرية عريقة وليس لهم اى علاقة بالغجر الذين يطلق عليهم حلب فى بعض مناطق الســودان.
وكما ذكرنا ســابقا توجد في مدينة النهود ثلاث اسر سعودية تعيش في المدينة وهي عائلات على الحجيلان والشيخ السمعاني وعائلة الشيخ سليمان البابطين الذي توفى ودفن في النهود وهؤلاء كانوا يعملون في تجارة المواشي خاصة الإبل وقد هاجروا الى غرب السودان في عام 1941م نسبة لسمعة مدينة النهود الجيدة في الناحية التجارية آنذاك حيث كانت تسمى ميناء الغرب لوقوعها في ملتقى طرق تجارية عديدة مثل طريق النهود الفاشر , طريق النهود نيالا وطريق النهود بابنوسة المجلد في جهة الغرب والجنوب الغربي وشرقا ترتبط النهود بمدينة الأبيض التي كانت تغذي النهود بالبضائع الواردة من خارج السودان ومنتجات مدن النيل وشمال السودان من تمر وأغذية وصابون وملابس , وتصدر هذه المدن العاج , سن الفيل , الماشية , الابل والضان ثم دخل الصمغ العربي والفول السوداني مؤخرا في عام 1962م.
الصــمغ يعيد ترتيب الاوراق:
في تلك الفترة التى تلت نهاية الحرب العالمية الثانية (1945)، وكانت البضائع ترد الى مدينة النهود من خارج السودان من بريطانيا الهند ومصر وبعض اقطار أوربا، ثم تنقل لتجار دارفور وجنوب غرب السودان، وكانت وسائل الاتصال متوفرة حيث يوجد البريد ودار الهاتف التى أنشئت عام 1910م وتوجد تلفونات الى جميع انحاء السودان والعالم، وكان الاتصال يتم بين التجار ووكلائهم في سهولة ويسر. وقبل ذلك وفي بداية العشرينات دخل الصمغ العربي محصولاً نقدياً مهما، حيث أدخلت حبوب الهشاب الى بقية دار حمر وقبل ذلك كانت اشجار الهشاب موجودة فقط في شمال دار حمر(شق الطليح وشق الحافضة)، والسوق الوحيد للصمغ كان في الدويم وتستغرق الرحلة شهراً كاملاً ذهاباً وأياباً، ثم تم فتح سوق للصمغ في الأبيض عام 1912م والنهود في في عام 1918م وتلتها أسواق غبيش وخماس وصقع الجمل في 1947م وكل التجار كانوا من خارج قبيلة حمر عدا قلة قليلة دخلت في مجال التجارة. وبعد فتح أسواق النهود للصمغ وقفت الرحلة الى الدويم والأبيض وصار الصمغ يفد اليها ومنها الى الأبيض عن طريق العربات.
وساهم الصمغ العربي مساهمة فعالة في استعادة بعض أفراد قبيلة حمر لوضعهم المالي الذى فقدوه ابان المهدية فكانوا يبيعونه ويشترون بثمنه الإبل والضأن. ومعروف عن صمغ دار حمر الجودة في النوعية وكذلك مشهور بغزارة الانتاج خاصة مناطق شمال دار حمر شق الحافضة والطليح وأبو دزة وكانت الحكومة الانجليزية المصرية تهتم بانتاج الصمغ العربي وتصدره الى أوربا. ويعتبر سوق النهود للمحصولات والماشية من أكبر الأسواق التى نشأت في غرب السودان.
وفي أواخر الأربعينات دخل بعض الفراد من قبيلة حمر مجال التجارة أمثال الحاج حبيبي عجب الدور، يعقوب حمدان، الزاكي عينه حجر وأحمد عينة حجر وكانت رؤوس أموالهم صغيرة جداً في مقابل رؤوس أموال الجلابة وتجار غرب أفريقيا وكان الناظر منعم منصور يعمل على تشجيع حمر في دخول مجال التجارة وحيازة الدكاكين في سوق النهود خاصة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية تشــجيعا لهم على دخول الحياة الحضرية خاصة بعد انتعاش الوضع الاقتصادى للنهود بزيادة صادرات الصمغ العربي والفول السوداني اللذين كانت دار حمر تنتجهما بكميات كبيرة.
وفي حوالى عام 1965م أنشأت القشارات لقشر الفول السوداني وتصديره خارج مدينة النهود ويتم عصر بعضه في معاصر خاصة بالزيوت والصابون وكانت هذه المصانع بمثابة امتداد للسوق ولكنها تقع خارج مدينة النهود في الجزء الجنوبي منها.
بعد خروج الاستعمار من السودان حدث تطور آخر للسوق في النهود وذلك لازدهار التجارة وانفتاح السودان على بقية دول العالم فتعددت البضائع التى كانت تفد للسوق من الخارج وكذلك تعددت معها البضائع الوافدة من غرب وجنوب البلاد وكذلك لتطور وسائل النقل والمواصلات فاصبحت المواصلات متوفرة بين النهود والأبيض والنهود والفاشر وبقية أرجاء غرب كردفان ودارفور وفي شمال كردفان. وقد اتصلت النهود بام درمان وحمرة الشيخ عن طريق العربات الذى يمر ببعض مدن وقرى شمال كردفان لم يكن يعرفها الناس قبل ذلك الا عن طريق الجمال والدواب.
التعليم :
بعد أن انتظمت الحياة في مدينة النهود وأصبحت مركزا لغرب كردفان أنشئت بها أول مدرسة للبنين بالنهود عام 1911م هي مدرسة البنين الشرقية التي تقع في حي القاضي شرق المدينة . وتلتها مدرسة بنين حمر الابتدائية سنة 1935م ، التى تحول أسمها الى المدرسة الغربية. وفي عام 1936م أنشئت مدرسة البنات الشرقية في حي الحضور (الربع الثالث) وهي أول مدرسة للبنات في غرب كردفان ودارفور آنذاك. ثم مدرسة بنات راشد التى اغلقت ابوابها بسبب الحرب التى شنت عليها من قبل بعض المواطنين الذين لا يؤيدون تعليم البنات. وبعد ذلك أنشئت مدرسة شيخ التجاني حسب الله الأولية للبنين وتقع في حي الأزهري سنة 1938م.
وفى عام 1941 انشــأ المعهد العلمى بالنهود بتوجيه من فضيلة الشــيخ احمد ابوالقاسم هاشم قاضى محكمة النهود الشرعية آنذاك ووجدت دعوته قبولاً عاماً من جميع. كانت المرحلة الأولى منه تسمى بالقسم الابتدائي (الثانوى العام حاليا) وتستمر الدراسة في هذا القسم لمدة أربع سنوات بعدها يجلس الطالب لامتحان الدخول للقسم الثانوي ويمنح شهادة ابتدائية. وتستمر الدراسة في القسم الثانوي لأربع سنوات أيضاً يجلس بعدها الطالب للنقل للقسم العالي. وكانت الدراسة تتم في رحبة المسجد العتيق في ظلال الأشجار، حيث لا توجد مبان خاصة بالمعهد. ثم أدخلت اللغة الانجليزية بعد أربع سنوات من قيام المعهد في عام 1945م.
المساجد:
أول مسجد أسس في المدينة كان مسجد الشيخ البدوي حمد النيل الذي أسس عام 1910م وقبل ذلك كان عبارة عن خلوة لتدريس وتحفيظ القرآن الكريم ثم تلاه المسجد العتيق وهو ثاني مسجد أسس في مدينة النهود في عام 1912م ثم مسجد الشيخ منعم منصور سنة 1940م وتلاه مسجد الخليفة احمد يحي عام 1947م والمدينة الآن بها أكثر من خمسة عشر مسجدا وعشرين زاوية. هذه المساجد نجدها قد ساهمت مساهمة فعالة في نشر المعرفة بين الناس، فالمسجد الكبير كانت تستغل ساحته في استيعاب طلاب معهد النهود عند إنشائه وتوجد به خلوة لتدريس القرآن الكريم وتحفيظه، وكان الإمام المسئول عنه مولانا عباس الفكي على ومولانا محمد احمد الأزهري ابن العالم احمد يعقوب الأزهري وكذلك مسجد الشيخ حمد النيل الذي كان يشرف عليه ابنه المرحوم الشيخ البدوي حمد النيل توجد به خلوة لتحفيظ القرآن الكريم، وكان ينتظم تلك الحلقات أبناء مدينة النهود في اجازات المدارس الصيفية وبعض المهاجرين من دارفور وتشاد وغرب افريقيا. وتخرج من تلك الحلقات والخلاوي العديد من العلماء والمعلمون وأمثال مولانا مستهمل ماكن ومولانا اسماعيل جايد والفكي الرضي محمد والفكي أبو.
الصحة والعلاج:
في مجال الصحة والعلاج أنشئ أول مستشفي في مدينة النهود في عام 1912م. وهو مستشفي اقليمي يوجد به عدد 144 سريرا ونقطة غيار واحدة وقد أنشئت حديثاً أربعة مستوصفات بالعون الذاتي وبالمدينة دار لرعاية الطفولة والأمومة تحت اشراف زائرة صحية وخمس عشرة قابلة نظامية موزعات على احياء المدينة.
ويوجد بالمدينة مســلخ(سلخانه) واحد بدائي جدا ومستشفي بيطري كبير وقد انشأ المجلس الشعبي فرقة للمطافئ قوامها ثلاث عربات.
وكان مفتش مركز غرب كردفان يقوم بجولة اسبوعية يوم الأحد من كل اسبوع يرافقه فيها كل من نوابه ومامور المركز ومدير الشرطة وعمدة المدينة وشيوخ الأرباع ومساعدوهم ومفتش الصحة العامة. والغرض من تلك الجولة هو الوقوف على حالة السكان والظروف الصحية في المدينة ويتفقد خلالها المفتش ومساعدوه أحوال المواطنين ويتلقى الشكاوي ويعمل على حل المشاكل. ومن أهم الأشياء في تلك الجولة مراقبة المباني والنظافة العامة في مدينة النهود.
ويذكر ابراهيم صافي محمد التفتيش الأسبوعي بقوله:" أهم شىء يلاحظه مفتش المركز في طوافه الأسبوعي النظافة والاهتمام بالصحة وكذلك يتأكد من وجود الازيار الخاصة باطفاء الحريق أمام كل منزل مبنى من القش وعندما لا يجد تلك الجرار الخاصة باطفاء الحريق يقوم بمعاقبة اصحاب المنازل بالغرامة الفورية.
قيام مجلس بلدي النهود:
في 1948 أصدر حاكم عام السودان أمراً بتأسيس (مجلس بلدي النهود) بسلطات محددة في اطار مجلس ريفي حمر وعليه قسمت مدينة النهود الى ستة أحياء هي:
1- 1- حي الناظر (اسماعيل محمد الشيخ – قراض القش- ناظر العساكرة)
2- 2- حي أبو جلوف (محمد أبو جلوف ناظر الدقاقيم)
3- 3- حي أبو دقل (عبدالرحيم أبو دقل ناظر الغريسية)
4- 4- حي حمد النيل (الشيخ حمد النيل من رجال الدين)
5- 5- حي أبو رنات (أحمد المصطفي أبو رنات عمدة المدينة)
6- 6- حي الأزهري ( الأزهري أحد رجال الدين)
بالنظر الى اسماء الأحياء التى انتظمت المدينة بعد عام 1948م نجد أن بعض الأحياء تحمل أسماء بعض الشيوخ وهم ليسوا بحمر وانما جاءوا مهاجرين من خارج دار حمر واستقروا في مدينة النهود وبعض أسر الشايقية من الجنوب والشمال وهؤلاء التجار هم الذين ادخلوا الطريقة الختمية الى مدينة النهود واستقروا بها بعد أن استقر العمدة ابو رنات في مدينة النهود تحول من تجارة الرقيق الى تجارة المواشي التى كانت تفد الى المنطقة من دارفور واصبح تاجراً مشهوراً في مدينة النهود، وما لبث أبورنات أن سافر الى الشمالية ثم عاد الى النهود في عام 1903م. وتحسنت أحواله التجارية واصبح معروفاً لدى التجار من خارج دار حمر، هذه الشهرة جعلت السلطات الانجليزية المصرية توليه بعض الاهتمام، وكان منزله قبلة التجار من خارج المنطقة وخاصة تجار المواشي، لذلك عملت السلطات على تعيينه ضامناً للتجار الجلابة(شايقية، جعليين، دناقلة)، ثم عين عمدة لمدينة النهود على ايام اسماعيل قراض القش في عام 1905م. وهكذا تحول أبو رنات من تاجر عادي هاجر الى المدينة من جنوب السودان هرباً من السلطات الحكومية أبان الحكم التركي المصري في الفترة (1876-1877)، أصبح بعدها أبو رنات عمدة على مدينة النهود. هذا الوضع جعل من ابورنات منافساً للجناح الآخر من تجار مدينة النهود وهو جناح احمد جحا وأحمد عبدالله حمزة (قريود) اللذان يمثلان التجار الجعليين في مدينة النهود، وقد تزوج أحمد جحا من احدى بنات ناظر عموم قبيلة حمر (منعم منصور) التى انجبت له ابنائه عبدالمنعم- الماحي وحيدر وشقيقتهم. وقويت بذلك مكانة أحمد جحا والتجار الجعليين في مدينة النهود.
ومن التجار الذين وفدوا الي مدينة النهود خرستفرو ميخاليدس وهو من الأغاريق وكان لديه طاحونة ومصنع لليمونادة في مكان موقف الأضية الحالي بالنهود. وكانت زوجته تسمى (لينقو) وسميت الطاحونة باسم زوجته وصارت من معالم النهود المشهورة (طاحونة لينقو). أدخل خرستفرو صناعة حجارة الطواحين من جبل حيدوب وجبل الكرم وهذه الصناعة ساعدت في المجال الاقتصادي حيث أصبح مواطنو تلك لقرى من العمال الذين يعملون في صناعة حجارة الطواحين. وتخلوا عن حياتهم الاقتصادية السابقة في الزراعة واصبحوا يعملون على استخراج حجارة المباني من جبل الكرم.
ومن القبائل التى وفدت الى دار حمر ايضاً الفلاتة الذين دخلوا السوق وعملوا فى بعض المهن الحرفية مثل الحلاقة والعتالة وجاءت قبائل القرعان من دارفور وامتهنوا تجارة ال*-تم الحذف. كلمة غير محترمة لا يسمح بها في هذا المنتدى-*ك والحلي والأواني المنزلية واشهرهم الشيخ الناير محمد وهو صديق شخصي للناظر منعم . ولديه قرية باسمه تقع غرب النهود تسمى حلة الناير، وتجاورها قرية كنجارة وكنجارة هي أحدى قبائل الفور.
بعد الاستقلال وفي 28/4/1958م بالتحديد اعيد أمر تأسيس مدينة النهود بسلطات اوسع وتم تعديل وضع الاحياء القديمة واضيفت لها الاحياء التالية:
1- 1- حي البخيت
2- 2- حي شـرك الموت
3- 3- حي تاما
4- 4- حي الزبال
5- 5- حي العشر
6- 6- حي ابوســنون
وبذلك اصبحت النهــود تضم (12) حياً. وقد تلاشت نتيجة لذلك السمة القبلية التى غلبت على تكوين الاحياء في بداية نشاة المدينة كنتيجة حتمية للتداخل القبلي الذي طرأ على المدينة والهجرات التى انتظمتها.وقد جاءت هذه الاضافة نتيجة للتوسع السكاني الذي طرأ على المدينة خلال الفترة (1930-1958م) أي بعد تعيين الناظر منعم منصور ناظراً لعموم قبيلة حمر ثم سكونه في المدينة بعد رحيله من صقع الجمل عام 1930م حيث بدأت اعداد كبيرة من قبيلة حمر تفد الى المدينة وكذلك بدأت تتزايد هجرات التجار الجلابة على المدينة خاصة من وسط وشمال السودان ثم هجرات قبائل دارفور ( التاما- التنجر- البرتي). لذلك زاد عدد الاحياء فنجد أن الجلابة الجدد سكنوا في حي أبى جلوف والبخيت وتوزع حمر على أحياء المدينة خاصة حي البخيت وابو سنون وابو جلوف وحي ابو دقل اما قبائل دارفور فسكنت في احياء شرك الموت وتاما والزبال والعشر الذي كان أغلب سكانه من الرزيقات والمسيرية وبعض بطون حمر.
إلى أعلى
الأستاذ/ حامد منعم منصور - المرجع : موقع منطقة النهود
نشأة مدينة النهود:
كثر الجدل حول نشأة مدينة النهود وقيامها وأسمها بعد المهدية أو قبلها بقليل وكذلك موضوع بئر أبو بردي التى حفرها في موقع نادي السلام الحالي. ويشير الرواة الى أن اسم المدينة (النهود) يعود الى جبال (النهيدات) شرق المدينة. إلا أن نشأة المدينة ترجع الى ثلاثين عاماً قبل قيام الثورة المهدية حسب ما ذكر في كتب التاريخ وما ذكره الرواة.
ذكر عوض عبدالهادي العطا:" أن حمر الي عهد قريب كان موطنهم في دار فور بين قبائل برتي والبقارة في منطقة الطويشة، ومن هناك نزحوا نحو كردفان في الفترة ما بين (1779-1796م). ثم بعد ذلك بدأ حمر يتجولون في المنطقة الواقعة شمالاً من أم بادر وجنوباً حتى الأضية بحثاً عن المراعي والكلأ، وكانوا في تجوالهم يذهبون شرقاً حتى جبل أبو سنون (غرب الأبيض) والكول، وأم سدرة، وفي هذا التجوال اكتشفوا مورد النهود. وكان حمد بيه أرسل جاد السيد أبو بردي ليكون مسئولاً عن ادارة اولئك المواطنين الذين سكنوا ذلك المورد. وكما ذكرنا في الفصل السابق فإن حمد فتين احتج على حفر بئر أبو بردي لأنها سوف تجلب لهم المتاعب، لأن وجود الماء والاستقرار حوله يجعل الحكومة تفكر في دخول دار حمر وضمها للحكم التركي – المصري في الابيض، وهذا يترتب عليه فرض ضرائب وطلبة على القطعان ويحد من سلطات النظار الادارية". ثم قامت بعد ذلك قرية قلوزة التى تقع غرب النهود وشيئاً فشيئاً تحول اسم القرية الى (النهود) على الجبلين الموجودين في هضبة الدواك شرق النهود. وفي الفترة التى تلت حفر أبو بردي لتلك البئر المشهورة باسم (الزرقاء)، كانت دار حمر من حمير الثيران، صقع الجمل وكليجو كلها ترد الماء في الأضية جنوب النهود، وتستغرق المسيرة الى الأضية والعودة منها ما بين ثلاثة الى أربعة أيام بالجمل، أما حمر في شرق النهود – منطقة الدودية والكول وخماس فهؤلاء يشربون من أبو زبد وهناك دمر فوجا في شمال دار حمر.
وعن نشأة مدينة النهود يقول يس أحمد جحا:" منطقة النهود الحالية كانت حتى أواخر القرن التاسع عشر عبارة عن مورد للمياه، وتمتد من أبي ماريقة شمال مدينة النهود الى ما يعرف حاليا باسم البان جديد وقرى بياض جنوبا، كانت تعرف باسم أبو بردي، وهذا المورد كان وسيلة جذب لسكان المناطق المجاورة لأبي بردي.
بعد أن حفر جاد السيد أبو بردي أول بئر في النهود بدأت الناس تفد لذلك المورد للشرب والسكنى والذى لا يملك أراضي زراعية يستقر حول هذا المورد، لأنه بدأت تنتظم حركة تجارية ضعيفة حوله، وتميزت تلك الفترة بانتاج نوعين من المحاصيل هما البطيخ والدخن ولم تكن زراعة الفول والصمغ العربي معروفة قط. كان حمر يزرعون الدخن للغذاء والبطيخ لتوفير المياه لهم ولحيواناتهم، وكبر السوق وصار يفد اليه بعض الانتاج الزراعي وبالتالي صار جاذباً للتجار الذين صاروا يتوافدون عليه وخاصة من شمال السودان وجهة النيل وبالطبع جاء أولئك التجار بثقافتهم الخاصة بهم.
بعد سقوط دولة المهدية في عام 1898م وعودة القبائل الى ديارها، عاد حمر واستوطنوا حول مدينة النهود وأدي ذلك الى توسع المدينة توسعا ملحوظاً لأنها أصبحت ملتقى طرق تجارية، حيث يفد اليها تجار المواشي من دارفور ويلتقون في السوق بالتجار من شمال السودان الذين يجلبون البضائع من سكر وقماش وشاي، وأدى توسع الحركة التجارية في مدينة النهود الى توسع الزراعة حول المدينة، وهذه الحركة التجارية والزراعية صحبها توسع في حجم المدينة التى صارت مركزاً ومعبراً للتجارة الواردة من دارفور الى الأبيض. وقبلها كان طريق الأربعين هو الطريق الذي يربط دارفور بالابيض، ومن ثم أصبح سوق مدينة النهود يزداد حجماً وسمعة طيبة ولما فكرت الحكومة الانجليزية – المصرية في بسط نفوذها على – دارفور في عام 1910م جعلت من النهود مركزاً يوجد به مفتش ومأمور وذلك بغرض تنظيم الحياة وحفظ الحقوق وايجاد مورد مالي يتمثل في فرض الضرائب على البضائع التى تفد للسوق، , وأدى هذا الدور الى النهود كحامية لمراقبة دارفور، ثم مركز للاستعداد العسكري لمحاربة السلطان على دينار الذي كان مستقلاً عن الحكومة الانجليزية – المصرية، واستخدمت المدينة مركز لتلقى الفارين من دارفور.
والمدينة في بدايات تكوينها كانت السمة السائدة آنذاك هي السمة القبلية، فالعساكر استقروا وسكنوا في حي الناظر اسماعيل قراض القش الذي يقع شمال وشمال شرق المدينة، وسكن الدقاقيم في شكل فرقان في غرب المدينة حول منزل الناظر محمد أبو جلوف خليفه حمد فتين، أما الغريسية فقد سكنوا جوار منزل الناظر عبدالرحيم ابو دقل في جنوب وجنوب شرق المدينة. وكانت هذه الاحياء تعرف بأسماء النظار الثلاثة الذين كانوا على رأس القبيلة آنذاك وارتبطت بهم هذه الاحياء، لأن المدينة قبل مجيئهم لم تكن تعرف الأحياء بعد، ويعتبر الدقاقيم أول من سكن موقع المدينة قبل مجىء أبو بردي الى المدينة سنة 1870م، وتوسعت الاحياء الثلاث بعد عام 1905م وهو العام الذي عين فيه المامور علوي ادارياً في مدينة النهود – وعمل على تخطيط الأحياء ورسم الطرق في داخل المدينة، وكذلك عمل علوي لشق حدود القرى في منطقة دار حمر.
لم تصبح النهود مركز ومعبراً مهما الا بعد أن تم فيها الحشد للجيوش المتوجهة لفتح دارفور في عام 1912م، حيث شيد المطار الحالي بصورة بدائية وكذلك أنشئت مهابط في كل من ود بنده والدم جمد وغيرها من النقاط المهمة في طريق الغرب. وبعدا أصبح الطريق من الأبيض الى ومنها الى دارفور مفتوحا ومعد لتحرك القوات. ويذكر الشيوخ من أفراد القبيلة مواقع معسكرات الوحدات التى كانت تحمل المسميات التركية (برنجي بلك) ، ( وكنجي بلك)، (ثلاثجي بلك) (واربعجي بلك) في أحيا تامة والشايقية والقاضي الحالية، ومنطقة العد الطوال التى تقع شرق مسجد الناظر منعم حالياً.
والنهود في بداية نشأتها عام 1800 تقريباً، انتظمتها هجرات من غرب السودان وغرب افريقيا ومن شمال السودان، وكانت السمعة القبلية مسيطرة على تكوين الاحياء، فنجد مثلاً المهاجرين من غرب افريقيا سكنوا في احياء تقع جوار حي أبو دقل وهي أحياء الأزهري وفلاتة الذي عرف باسم حي (الزبال) أما حي اسماعيل قراض القش سكن فيه الشايقية من شمال السودان واستوطنوا حوله وفيما بعد تحول أسم الحي الى حي الشايقية بعد وفاة قراض القش وخروج النظارة من بيته الى بيت منعم منصور.
التطور الإداري للمدينة
بدأت ادارة مدينة النهود في نشأتها الأولى عن طريق (الأرباع) وهي الربع الأول الربع الثاني، الربع الثالث، ثم الرابع، حيث يديرها شيوخ الأرباع. يقول ابراهيم صافي محمد: قبل تقسيم مدينة النهود الى احياء كانت بها أربعة أرباع هي الربع الأول ويشمل حي الشايقية وحي أبو سنون وحي البخيت وكان ذلك في حوالى 1915م وشيخ الربع الأول هو الشيخ محمد الصوفي من الجموعية وما زال بيته في حي البخيت يسكنه احفاده. والربع الثاني ويشمل أحياء الطويشة الوحدة وحي أبو جلوف وشيخه على ابو حمزه وهو جعلي من المتمة مولود في النهود. أما الربع الثالث، يبدأ من المطار ويشمل أحياء القاضي والرديف وشرق المدينة وشيخة أبو ملين من البدرية الذين سكنوا النهود بعد العودة من المهدية، ويشمل الربع الرابع أحياء أبو دقل وفلاته وحي العمدة أبو رنات وشيخة على بن عوف من الدناقلة". هؤلاء المشايخ لديهم شيوخ حارات أقل منهم وظيفة يتبعون لهم. وكان أغلب المدينة آنذاك مبني من القش والطين الأخضر، ويوجد أمام كل بيت اناء ملىء بالماء يستعمل لأطفاء الحرائق (النيران) وهي الزامية لكل بيت، أما كيفية تعيين شيوخ الأرباع فكان مسئول عنها الناظر ومفتش مركز النهود، والأساس الذي قسمت بموجبه المدينة الى أرباع كان السمة السائدة القبيلة.
الشــوام ونادى الســلام.... الاول من نوعه فى الســودان:
هنالك مجموعة أخرى من السكان وهم الشوام هؤلاء كانوا يسكنون في منازل حول الناحية الجنوبية من السوق وقاموا بتأسيس أول نادي ثقافي اجتماعي بالسودان وهو نادي السلام عام 1917م بالتضامن مع المفتش الانجليزي مستر ديفيز وأعيان البلد من تجار وكبار الموظفين. وكانوا ياتون النادي مساء كل يوم هم واسرهم والنادي يقع شمال السوق القديم ويشمل ملاعب لكرة القدم والتنس وحديقة وأماكن للمشاهدة والاستماع.
كان مفتش مركز النهود يقوم بتفتيش أسبوعي عادة ما يكون يوم الأحد ومعه النظار الثلاثة، أبو دقل، وأبو جلوف وقراض القش ويركب المفتش في حصان خاص به، بينما يركب النظار جياداً، أما شيوخ الأرباع فهؤلاء يركبون الحمير ويصاحبهم في هذا التفتيش ملاحظ الصحة والمأمور ويشمل التفتيش البيوت وأواني المياه الخاصة باطفاء الحريق خاصة فى بيوت القش, وأى بيت لا يوجد به اناء ماء ملىء يحاسب صاحبه وخلال المرور تقدم الشكاوي الادارية والمظالم الخاصة بالاراضي الزراعية حول مدينة النهود ويشمل هذا التفتيش جميع أحياء مدينة النهود، والسكان في هذه الفترة وهي منذ عام 1905 – 1947م كانوا يسكنون في جماعات قبلية حسب اجناسهم أو المناطق التى هاجروا منها الى دار حمر وفي أواخر العشرينات من القرن الماضي بدأت تظهر الأحياء الخاصة بالقبائل المهاجرة من شمال السودان، فنجد حمر العساكرة أغلبهم مرتبط بالربع الأول لعلاقتهم القوية بالشيخ اسماعيل قراض القش وسكن معهم البرياب وبعض الشايقية والجعلين (أولاد الطاهر أبو جديري) أحد الجعلين الذين سكنوا حي البخيت، وكذلك سكن معهم محمد البخيت من المغاربة، وهو أحد تجار الرقيق في زمن الزبير باشاء وجاء وعمل أول زريبة في حي البخيت الحالي ومعروف عنه الزهد والكرم وتزوج من برتي وحمر المنانعة، ومن أولاده الامام الجيلي الذي خلف والده فيما بعد، كذلك سكن الربع الأول سكان حي (أبو سنون) وهم سكان جبل أبو سنون غرب الأبيض هاجروا الى دار حمر بعد سقوط المهدية 1898م. وفي حي أبو جلوف سكن حمر الدقاقيم حول زعيمهم محمد أبو جلوف وكان الإنجليز يوزعون الأحياء للنظار لذلك فيما بعد صار حي أبي جلوف قسمين شمالاً وجنوباً، وسكن حي أبي جلوف بعض الدناقلة أمثال (أل اسماعيل ميرغني وعبد الهادي وأمير التجاني والخليفة أحمد يحيى وهو بديري من احفاد الشيخ إسماعيل الولي بالابيض) وعاش هؤلاء الناس وسط حمر في ترابط قوي وتزاوجوا مع حمر.
اقـدم مســجد بالنهــود:
أما حي حمد النيل فهو معروف باسم الشيخ حمد النيل جد الشيخ البدوي محمد أحمد حمد النيل العركى المعروف فى امدرمان والجزيرة. وقد هاجر الى دار حمر قبل المهدية حوالي عام 1860م. واستقر في النهود وهو مؤسس أقدم مسجد بالمدينة عام 1910م، وهذا الحي كان يعرف باسم حي الطويشة وذلك نسبة لأن التجار من منطقة الطويشة كانوا ينزلون في منزل آل جحا الموجود بالحي، والذى بدأ يتوافد عليه الناس من منطقة الطويشة بدافور. اما قبائل البرنو والبرقو والفلاته فقد سكنت حول منزل عبدالرحيم أبو دقل شرق النهود في احياء الزبال والأزهري الذي خلف مولانا الفكي عباس في إمامة مسجد النهود الكبير غرب السوق. وجاء مع مولانا الأزهري الشيوخ الفكي كرسي وشيخ جديد مهاجرين من غرب إفريقيا واستقروا في النهود وتزاوجوا مع حمر واختلطوا بهم، ثم سكن المناصرة في حي عرف باسمهم يقع شمال حي الزبال في شرق المدينة ويمتد من قوز الهلاك جنوباً الى حي القاضي شمالاً وسكن مع المناصرة بعض بطون قبيلة حمر وبعض الشايقية وغرب منهم يوجد حي العمدة أحمد المصطفي أبو رنات عمدة مدينة النهود والجلابة عموماً والضامن الشخصي لكل التجار الجلابة بالمدينة ومنطقة غرب كردفان.
المرحلة الحضــرية:
واذا اردنا أن نرسم صورة واضحة لتطور الأحياء في مدينة النهود فنجد أنها بدأت بالأحياء المعروفة بأسماء القبائل وزعماء العشائر وهي المرحلة الاولى فى تكوين مدينة النهود (1890-1905) ثم تلتها المرحلة المعروفة بالأرباع وهي تقسيم المدينة الى أربعة أرباع (1905-1930) وجاءت بعدها المرحلة الثالثة ودخلت فيها الحياة الحضرية في مدينة النهود فاختلط الحمر بالبرنو والشايقية بالجعليين وانصهرت تلك القبائل في بعضها البعض. وفي الأربعينات(1940-1949) ظهرت العديد من الأحياء الجديدة والتى غلبت عليها السمة الحضرية البحتة فاختلط السكان ببعضهم وكذلك القبائل وتداخلت الأحياء وبقيت على هذه الصورة الى يومنا هذا.
وتأكيداً لهذا الانصهار ففي حي العمدة أبو رنات ولد الشاعر الدكتور تاج السر الحسن وشقيقه الحسين الحسن ومازال منزلهم موجود في النهود وفي حي القاضي سكن الجوامعة والبديرية وقليل من حمر العساكرة أما حي الرديف فهو خليط من البدديرية والجوامعة وبنو فضل (الشيخ موسى الشيخ عبدالله ود شيعيفون) من بنى فضل اليعقوباب نسبة للشيخ التوم ود بانقا جد اليعقوباب في الشيكينيبة غرب سنار. هذه التقسيمات القبلية للسكني في مدينة النهود قبل عام 1948م تظهر فيها بعض ملامح غلبة القبيلة في تكوين المدينة في بداياتها فنجد الشايقية سكنوا حول منزل العمدة أبو رنات وتوزع حمر حسب فروع القبيلة حول منازل النظار (إسماعيل قراض القش، أبو جلوف، أبو دقل) واختلطت معهم بقية القبائل التى هاجرت الى دار حمر بعد العودة من أمد رمان عام 1898م، إلا أنها لم تؤثر على العلاقات الاجتماعية بل زادت هذه الروح من الانصهار الاجتماعي الذي ساد مجتمع مدينة النهود بعد ذلك، وهناك حيان تقل فيهما نسبة الاختلاط وهما كوز بقارة وفريق الدينكا في جنوب مدينة النهود ومعروف عن فريق الدينكا وكوز بقارة أنهما حيان حديثا عهد بالمدينة، تكونا في حوالي عام 1961م.
ترجع غلبة الروح القبلية في تكوين مدينة النهود الى عوامل اجتماعية واقتصادية فالعوامل الاجتماعية، ترابط القبائل ببعضها ووجود العلاقات الأخوية بين هذه القبائل وصلات الدم والرحم، أما العوامل الاقتصادية فنجد أن سكان الأطراف غالباً ما يكونون مزارعين يعتمدون في حياتهم على الزراعة الموجودة في أطراف المدينة من جهاتها الأربع، عكس سكان الوسط الذين يعملون في التجارة ودواوين الحكومة وهؤلاء بعضهم يمارس الزراعة بشقيها الحيواني والنباتي، وعند بداية تكوين المدينة كانت الحيازات السكنية كبيرة لدرجة سميت بعضها بالزراريب كزريبة البخيت ومحمد أبو جلوف وزريبة إبراهيم مربوط بحي إسماعيل قراض القش. إلى أعلى
نشأة السوق في النهود
نشأ سوق مدينة النهود تقريباً عام 1905م. بعد أن عمل المأمور علوي على تخطيطه ويقع السوق وسط المدينة جنوب مجلس ريفي حمر ويمتد من شمال حي حمد النيل وحي الشوام والسوريين الذين يعرفون عند حمر (بالخواجات) ويحده شرقاً مركز النهود وحي الموظفين، ومن الشمال العد الطوال(الأبار) ومن الغرب حي البخيت حي أبو جلوف ومستشفي النهود والمسجد العتيق.
يعود تاريخ نشأة سوق مدينة النهود الى سبيعينات القرن التاسع عشر(1876-1880) والتى كانت فيها المدينة عبارة عن دمر ثم صارت معتقل لتجار الرقيق الذين ابعدهم غردون باشا من جنوب السودان واستمر الوضع هكذا إلى عام 1905 حيث بدا التخطيط يظهر في السوق والمدينة معاً، وتدرج السوق شيئاً فشيئاً إلى أن وصل إلى حاله في خمسينات القرن العشرين، حيث كانت معظم حيازات الدكاكين في السوق في ملكية القبائل غير الحمرية. وقليل جداً من الحيازات كانت من نصيب تجار قبيلة حمر. أما بخصوص سوق المواشي كان يقع في الجزء الشمالي الغربي من السوق الحالي ثم تحول فيما بعد (1950) تقريباً.
وينقسم السوق الى سوق المحاصيل الذي يشمل (زريبة العيش) (وزريبة المحصول)، وكذلك يضم السوق الدكاكين التجارية التى تقع غرب سوق المحاصيل مباشرة وتشمل دكاكين الاجمالي والقطاعي، والأخيرة تعرف باسم (الكشاشات) وهي وقف خاص بالمسجد العتيق في النهود، وسوق الخضار وآخر للحوم والفواكهه، ويضم السوق كذلك مواقف العربات المسافرة خارج مدينة النهود، حيث يقع موقف الأبيض شرق السوق، وموقف الفاشر شمال غرب السوق وموقف الأضية و أبو زبد شرق السوق وموقف صقع الجمل، ود بندة، فوجا، أم بل وعيال بخيت والأخيرة تقع في الجزء الشمالي من السوق.
عائلات ســعودية وتركية واغريقية فى النهــود:
يقع سوق المواشي خارج مدينة النهود في الجزء الغربي، ويعرف باسم (زريبة المواشي) وما زال يحتل مكانه القديم ومعظم تجار المواشي من غير حمر. فالغالبية منهم الجلابة أمثال حدوب حمدان واخوانه، وأحمد المك وهو جعلي من شندي عمل في تجارة الإبل وتوفى ودفن في النهود، وكذلك نجد التوم حسن وجيب الله وأولاده وهنالك تجار من غرب السودان استقروا بالنهود وعملوا في تجارة المواشي ومن تجار المواشي كذلك على الحجيلان والسمعاني وسليمان البابطين وهؤلاء سعوديون وفدوا الى مدينة النهود حوالي عام 1945. الجدير بالذكر ان معظم ابناء واحفاد العائلات الســعودية عادوا الى موطنهم الاصلى بعد الطفرة الاقتصادية الكبيرة الناتجة عن ارتفاع اســعار النفط فى بداية الســبعينات وهم موجودون حاليا فى منطقتى القصيم والرياض.
ومن التجار في سوق النهود نجد حسين شلبي وهو تركي الجنسية قدم الى النهود عام 1915م واستقر بها ثم ما لبث أن أصبح مقرباً من مفقتش المركز المستر ديفيز وكان ذلك عام 1935م، لذلك صار سـر كل التجار في مدينة النهود وضامنهم في استخراج الرخص التجارية ويقال بانه كان رجلاً خيراً وكريماً، أنشأ للشيخ أبارو غرفة داخل منزله لتعليم التلاميذ وتوفى حسين شلبي ودفن في النهود، ونجد استفرو ميخاليدس وهو رجل يسمى عند الحمر بالاغريقي، ومعه يوليا ويارقو ويملك استفروا عمارة كبيرة في سوق النهود آلت فيما بعد الى أحمد عبدالله حمزة (فريود). وأنشأ استفرو ميخاليدس أول مصنع لليمونادة بالنهود غرب موقف الأضية الحالي ولديه طاحونة جوار مصنع الليمونادة ويملك عدداً من دكاكين الإجمالي في السوق، وأيضاً نجد أحمد منور أحد تجار المواشي الذين جاءوا من ام درمان وكان يملك مصنعاً لليمونادة يقع غرب سوق المحاصيل حيث دخلت تجارة المحاصيل الزراعية الى سوق النهود في عام 1925م تقريباً وبدأت تتوسع وهناك حسن مهيد جعلي من تجار الإجمالي بالسوق وآل منصور أبكر من البرنو.
وفي النهود لعب أحمد جحا الجعلي وصهر ناظر العموم دوراً مهما في إزالة الفوارق بين اتباع الطريقة التجانية وابناء غرب افريقيا والجعليين الذين كان لهم وجود فعال فى سـوق النهود.
أمثلة للانصــهار الاجتماعى بين مختلف الاعراق:
صحبت هذه التطورات قيام العلاقات الاجتماعية. ومعروف عن السوق بأنه أداة انصهار اجتماعي إذ يلتقي فيه الحمري بالشايقي والجعلي بالبرناوي والبرقاوي والفلاتي فنشأت تبعاً لذلك العلاقات الحميمة بين الناس في مدينة النهود وأدى ذلك لنشوء نوع من الألفة ادت الى الزواج والتداخل الأسري بين القبائل التى تسكن مدينة النهود وامتد هذا الانصهار ليشمل حتى المسيحيين من الشوام والمصريين والأغاريق الموجودين في مدينة النهود وأسلم كثير من المسيحيين وتزاوجوا معهم ومثال على ذلك مؤذن الجامع الكبير محمد احمد شكري ابن التاجر شكري عركتنجي الشامس المسيحي الذي توفي ودفن في النهود, فقد أسلم ابنه الأكبر وسمي نفســه محمداً، ومازال يعيش في النهود على الرغم من مغادرة أسرته لهذه المدينة قبل خمسين عاماً.
علـماء وشــيوخ :
يتكون سكان مدينة النهود من عدة قبائل وعلى الرغم من أن مدينة النهود هي مركز قبيلة حمر وأكبر مدنهم إلا نسبة حمر بالنسبة لبقية القبائل تعتبر قليلة نســبيا في المدينة .
تجدر الاشــارةالى انه قد هاجر إلى النهود بعض علماء الدين منهم على سبيل المثال الفكي كرسي والفكر جديد والشيخ أحمد يعقوب الأزهري إمام مسجد النهود والذي حصل على مرتبة الشرف من الدرجة الثالثة في الأزهر الشريف عام 1926 م. ومن الشيوخ كذلك نجد الشيخ محمد أحمد حمد النيل الذى هاجر من الجزيرة ( منطقة العركيين ) الى النهود عام 1860م وأسس خلوه حمد النيل التي مازالت قائمة حتى الأن وسمى الحي باسمه . وتوجد بالنهود مقبرة لدفن الموتى باسم الشيخ حمد النيل حيث توفى ودفن بها. كما وفد الى النهود الشريف الزبال من غرب أفريقيا واشتهر بالكرامات وعلاج المرضى وهو من أوائل الذين أدخلوا الطريقة التجانية في المدينة تقريبا قبل سنة 1860 م واتصف بالبساطة والهدوء وتوفى ودفن في مدينة النهود في مقبرة عرفت باسمه تقع جنوب شرق المدينة. وكذلك يوجد حي باسم الشريف الزبال يقطنه الفلاتة نسبة لأن المهاجرين من غرب افريقيا كانوا يسكنون متجاورين وكذلك لارتباط فلاتة بالطريقة التجانية التي عملت في توثيق عري العلاقات الاجتماعية في مدينة النهود.
شــيوخ الدينكا... عبد الماجــد وكـير ديـنق:
وعن وجود البقارة والدينكا في مدينة النهود يقول ابراهيم صافي: (بخصوص كوز بقارة وفريق الدينكا اللذين يقعان في جنوب مدينة النهود، فريق الدينكا أنشأه الشيخ عبدالماجد عليه الرحمة وهو رجل مسلم من ابناء الدينكا الذين نزحوا من منطقة أبيي، ومعظم الدينكا الذين يقيمون في النهود من منطقة أبيي وكان بداية سكنهم في هذا الحي حوالي عام 1960م وبعد وفاة عبدالماجد الذي كانت تربطه علاقة قوية جداً بالناظر منعم منصور ناظر عموم حمر، خلفه في شياخة الدينكا كير دينق، وهو دينكاوي تربى في بيت الناظر بأبو نمر ناظر المسيرية منذ الصغر وتزوج من بنات المسيرية وهي والدة أولاده الحاليين وهو رجل طيب المعشر وحسن الخلق لذلك ساهم مساهمة فعالة في استقرار الدينكا في مدينة النهود. اما كوز بقارة هو المكان الذي ينزل فيه البقارة عند زيارتهم الى دار حمر في فصل الخريف هرباً من ذبابة التسي تسي والحشرات التى تظهر في فترة الخريف في ديار بقارة ثم بدأ البقارة الاستقرار في كوز بقارة حتى صار حياً مبنيا بالمواد الثابتة، وهو يشبه حي الناظر في مدينة الأبيض حيث كان ناظر كنانة يقيم في فريق يشبه كوز بقارة خارج الأبيض ثم شمله التخطيط بعد ذلك. وحاليا توسعت مدينة النهود وتخطت الكوز جنوباً، وكذلك يوجد بعض البقارة في حي العشر شرق النهود وهؤلاء أغلبهم من الرزيقات والهبانية ويمتلكون عدداً من الأبقار التى يربونها عندهم في منازلهم ولا يذهبون بها بعيداً عن المدينة وسمى حي العشر بذلك الاسم لكثرة أشجار العشر في ذلك المكان ويقيم مع البقارة فيه بعض المناصرة وبني فضل وعدد كبير من حمر يسكنون حالياً حي العشر.
إلى أعلى
خـواجات النهــود:
أدى تحسن الحالة التجارية للمدينة في حوالي 1930 ـ 1935 م الى هجرة بعض الشوام والسوريين والمصريين نسبة لجذب السوق والحركة التجارية لأولئك التجار فاستقروا في حي سمي ( حي الخواجات ). وهي تسمية معروفة عند قبائل المنطقة فكل ذو سحنة بيضاء عندهم خواجة أو افرنجي .
وفي النهود توجد أعداد كبيرة وعائلات عريقة من الأرمن , الأغاريق , الشوام والاقباط أمثال طلعت نجيب الياس واخوانه وكبدينو الذي بنى جامع النهود الكبير في عام 1912م وهو إغريقي هاجر الى غرب السودان في بدايات 1900م.
والمعروف ان الشــوام كانوا من اوائل الجاليات الاجنبية التى اســتوطنت فى مدينة النهود ومن ابرز عوائلهم:
اما المصـريين الاقباط فان ابرز عوائلهم التى ســكنت مدينة النهــود هى:
· جورجى دولتلى
· · شــكرى عركتنجى
· · يوركى صــايغ
· · نجيب صايغ
· · انطوان ديك
· · نديم دلالاتى
· · اميل سايس
· · جورج سايس
· · انطوان ســقال
· · بشــير ســقال
· · ميخائيل دولتلى
· · رشــيد هب الريح
· · بشــير صــايغ
· · رزق سـايس
· · ايوب ابادير
· · فرج شــنودة
· · صـمويل شــنودة
· · نجيب جرجس
· · نجيب الياس وابنه طلعت
· · موسى اسكندر
· · ميلاد اسكندر
· · فخرى جرجس
اما العائلات الاغريقية فمن اشــهرها كبدينو الذى بنى مركز الشرطة والمســجد الكبير وخليســتفرو ميخاليدس وزوجته لينقو التى ارتبط اســمها بالطاحونة التى يملكها زوجها فى جنوب غرب الســوق ويامندى ويارقو.
حـلـب النهــود:
الحلب هو مصطلح يطلق فى النهود على الجالية المصرية المســلمة التى اســتوطنت فى النهود فى بداية القرن الماضى (حوالى 1930م) وكما هو معروف ان اسم الحلب يطلق فى الســودان على معظم العرب الذين قدموا من مصر والشام والمغرب العربى
ينتمى حلب النهود الى عوائل مصرية عريقة قدمت من صعيد مصر الى الســودان مع الجيش المصرى ابان الحكم التركى. ومن اشهر هذه العوائل عائلة نور الدين (جد المرحوم حاج الريح) التى تنتمى الى عائلة ابودهير فى مدينة برديس بصــعيد مصر وعائلة الكدرش (محمد احمد يوسف النعمانى) التى قدمت من منطقة اندراوة وعائلة قناوى التى قدمت من مدينة قنا فى الصعيد المصرى. وقد اســتقرت معظم هذه العوائل فى امدرمان وبايعت الامام المهدى عندما قدم اليها.
وقد اشـتغل معظم افراد الجالية الحلبية فى البداية فى مهنة الحدادة التى يرجع لهم الفضل فى ادخالها وتطويرها بالمنطقة. كما اشــتغل بعضهم بالتجارة ومن اشهرهم المرحوم الريح يوســف الذى انتقل الى الســوق الشــعبى بام درمان حيث كان ومازال دكانه ملتقى لابناء النهود القادمين والمســافرين.
من هذا الســرد يتضح لنا ان حلب النهود ينتمون الى عوائل مصرية عريقة وليس لهم اى علاقة بالغجر الذين يطلق عليهم حلب فى بعض مناطق الســودان.
وكما ذكرنا ســابقا توجد في مدينة النهود ثلاث اسر سعودية تعيش في المدينة وهي عائلات على الحجيلان والشيخ السمعاني وعائلة الشيخ سليمان البابطين الذي توفى ودفن في النهود وهؤلاء كانوا يعملون في تجارة المواشي خاصة الإبل وقد هاجروا الى غرب السودان في عام 1941م نسبة لسمعة مدينة النهود الجيدة في الناحية التجارية آنذاك حيث كانت تسمى ميناء الغرب لوقوعها في ملتقى طرق تجارية عديدة مثل طريق النهود الفاشر , طريق النهود نيالا وطريق النهود بابنوسة المجلد في جهة الغرب والجنوب الغربي وشرقا ترتبط النهود بمدينة الأبيض التي كانت تغذي النهود بالبضائع الواردة من خارج السودان ومنتجات مدن النيل وشمال السودان من تمر وأغذية وصابون وملابس , وتصدر هذه المدن العاج , سن الفيل , الماشية , الابل والضان ثم دخل الصمغ العربي والفول السوداني مؤخرا في عام 1962م.
الصــمغ يعيد ترتيب الاوراق:
في تلك الفترة التى تلت نهاية الحرب العالمية الثانية (1945)، وكانت البضائع ترد الى مدينة النهود من خارج السودان من بريطانيا الهند ومصر وبعض اقطار أوربا، ثم تنقل لتجار دارفور وجنوب غرب السودان، وكانت وسائل الاتصال متوفرة حيث يوجد البريد ودار الهاتف التى أنشئت عام 1910م وتوجد تلفونات الى جميع انحاء السودان والعالم، وكان الاتصال يتم بين التجار ووكلائهم في سهولة ويسر. وقبل ذلك وفي بداية العشرينات دخل الصمغ العربي محصولاً نقدياً مهما، حيث أدخلت حبوب الهشاب الى بقية دار حمر وقبل ذلك كانت اشجار الهشاب موجودة فقط في شمال دار حمر(شق الطليح وشق الحافضة)، والسوق الوحيد للصمغ كان في الدويم وتستغرق الرحلة شهراً كاملاً ذهاباً وأياباً، ثم تم فتح سوق للصمغ في الأبيض عام 1912م والنهود في في عام 1918م وتلتها أسواق غبيش وخماس وصقع الجمل في 1947م وكل التجار كانوا من خارج قبيلة حمر عدا قلة قليلة دخلت في مجال التجارة. وبعد فتح أسواق النهود للصمغ وقفت الرحلة الى الدويم والأبيض وصار الصمغ يفد اليها ومنها الى الأبيض عن طريق العربات.
وساهم الصمغ العربي مساهمة فعالة في استعادة بعض أفراد قبيلة حمر لوضعهم المالي الذى فقدوه ابان المهدية فكانوا يبيعونه ويشترون بثمنه الإبل والضأن. ومعروف عن صمغ دار حمر الجودة في النوعية وكذلك مشهور بغزارة الانتاج خاصة مناطق شمال دار حمر شق الحافضة والطليح وأبو دزة وكانت الحكومة الانجليزية المصرية تهتم بانتاج الصمغ العربي وتصدره الى أوربا. ويعتبر سوق النهود للمحصولات والماشية من أكبر الأسواق التى نشأت في غرب السودان.
وفي أواخر الأربعينات دخل بعض الفراد من قبيلة حمر مجال التجارة أمثال الحاج حبيبي عجب الدور، يعقوب حمدان، الزاكي عينه حجر وأحمد عينة حجر وكانت رؤوس أموالهم صغيرة جداً في مقابل رؤوس أموال الجلابة وتجار غرب أفريقيا وكان الناظر منعم منصور يعمل على تشجيع حمر في دخول مجال التجارة وحيازة الدكاكين في سوق النهود خاصة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية تشــجيعا لهم على دخول الحياة الحضرية خاصة بعد انتعاش الوضع الاقتصادى للنهود بزيادة صادرات الصمغ العربي والفول السوداني اللذين كانت دار حمر تنتجهما بكميات كبيرة.
وفي حوالى عام 1965م أنشأت القشارات لقشر الفول السوداني وتصديره خارج مدينة النهود ويتم عصر بعضه في معاصر خاصة بالزيوت والصابون وكانت هذه المصانع بمثابة امتداد للسوق ولكنها تقع خارج مدينة النهود في الجزء الجنوبي منها.
بعد خروج الاستعمار من السودان حدث تطور آخر للسوق في النهود وذلك لازدهار التجارة وانفتاح السودان على بقية دول العالم فتعددت البضائع التى كانت تفد للسوق من الخارج وكذلك تعددت معها البضائع الوافدة من غرب وجنوب البلاد وكذلك لتطور وسائل النقل والمواصلات فاصبحت المواصلات متوفرة بين النهود والأبيض والنهود والفاشر وبقية أرجاء غرب كردفان ودارفور وفي شمال كردفان. وقد اتصلت النهود بام درمان وحمرة الشيخ عن طريق العربات الذى يمر ببعض مدن وقرى شمال كردفان لم يكن يعرفها الناس قبل ذلك الا عن طريق الجمال والدواب.
التعليم :
بعد أن انتظمت الحياة في مدينة النهود وأصبحت مركزا لغرب كردفان أنشئت بها أول مدرسة للبنين بالنهود عام 1911م هي مدرسة البنين الشرقية التي تقع في حي القاضي شرق المدينة . وتلتها مدرسة بنين حمر الابتدائية سنة 1935م ، التى تحول أسمها الى المدرسة الغربية. وفي عام 1936م أنشئت مدرسة البنات الشرقية في حي الحضور (الربع الثالث) وهي أول مدرسة للبنات في غرب كردفان ودارفور آنذاك. ثم مدرسة بنات راشد التى اغلقت ابوابها بسبب الحرب التى شنت عليها من قبل بعض المواطنين الذين لا يؤيدون تعليم البنات. وبعد ذلك أنشئت مدرسة شيخ التجاني حسب الله الأولية للبنين وتقع في حي الأزهري سنة 1938م.
وفى عام 1941 انشــأ المعهد العلمى بالنهود بتوجيه من فضيلة الشــيخ احمد ابوالقاسم هاشم قاضى محكمة النهود الشرعية آنذاك ووجدت دعوته قبولاً عاماً من جميع. كانت المرحلة الأولى منه تسمى بالقسم الابتدائي (الثانوى العام حاليا) وتستمر الدراسة في هذا القسم لمدة أربع سنوات بعدها يجلس الطالب لامتحان الدخول للقسم الثانوي ويمنح شهادة ابتدائية. وتستمر الدراسة في القسم الثانوي لأربع سنوات أيضاً يجلس بعدها الطالب للنقل للقسم العالي. وكانت الدراسة تتم في رحبة المسجد العتيق في ظلال الأشجار، حيث لا توجد مبان خاصة بالمعهد. ثم أدخلت اللغة الانجليزية بعد أربع سنوات من قيام المعهد في عام 1945م.
المساجد:
أول مسجد أسس في المدينة كان مسجد الشيخ البدوي حمد النيل الذي أسس عام 1910م وقبل ذلك كان عبارة عن خلوة لتدريس وتحفيظ القرآن الكريم ثم تلاه المسجد العتيق وهو ثاني مسجد أسس في مدينة النهود في عام 1912م ثم مسجد الشيخ منعم منصور سنة 1940م وتلاه مسجد الخليفة احمد يحي عام 1947م والمدينة الآن بها أكثر من خمسة عشر مسجدا وعشرين زاوية. هذه المساجد نجدها قد ساهمت مساهمة فعالة في نشر المعرفة بين الناس، فالمسجد الكبير كانت تستغل ساحته في استيعاب طلاب معهد النهود عند إنشائه وتوجد به خلوة لتدريس القرآن الكريم وتحفيظه، وكان الإمام المسئول عنه مولانا عباس الفكي على ومولانا محمد احمد الأزهري ابن العالم احمد يعقوب الأزهري وكذلك مسجد الشيخ حمد النيل الذي كان يشرف عليه ابنه المرحوم الشيخ البدوي حمد النيل توجد به خلوة لتحفيظ القرآن الكريم، وكان ينتظم تلك الحلقات أبناء مدينة النهود في اجازات المدارس الصيفية وبعض المهاجرين من دارفور وتشاد وغرب افريقيا. وتخرج من تلك الحلقات والخلاوي العديد من العلماء والمعلمون وأمثال مولانا مستهمل ماكن ومولانا اسماعيل جايد والفكي الرضي محمد والفكي أبو.
الصحة والعلاج:
في مجال الصحة والعلاج أنشئ أول مستشفي في مدينة النهود في عام 1912م. وهو مستشفي اقليمي يوجد به عدد 144 سريرا ونقطة غيار واحدة وقد أنشئت حديثاً أربعة مستوصفات بالعون الذاتي وبالمدينة دار لرعاية الطفولة والأمومة تحت اشراف زائرة صحية وخمس عشرة قابلة نظامية موزعات على احياء المدينة.
ويوجد بالمدينة مســلخ(سلخانه) واحد بدائي جدا ومستشفي بيطري كبير وقد انشأ المجلس الشعبي فرقة للمطافئ قوامها ثلاث عربات.
وكان مفتش مركز غرب كردفان يقوم بجولة اسبوعية يوم الأحد من كل اسبوع يرافقه فيها كل من نوابه ومامور المركز ومدير الشرطة وعمدة المدينة وشيوخ الأرباع ومساعدوهم ومفتش الصحة العامة. والغرض من تلك الجولة هو الوقوف على حالة السكان والظروف الصحية في المدينة ويتفقد خلالها المفتش ومساعدوه أحوال المواطنين ويتلقى الشكاوي ويعمل على حل المشاكل. ومن أهم الأشياء في تلك الجولة مراقبة المباني والنظافة العامة في مدينة النهود.
ويذكر ابراهيم صافي محمد التفتيش الأسبوعي بقوله:" أهم شىء يلاحظه مفتش المركز في طوافه الأسبوعي النظافة والاهتمام بالصحة وكذلك يتأكد من وجود الازيار الخاصة باطفاء الحريق أمام كل منزل مبنى من القش وعندما لا يجد تلك الجرار الخاصة باطفاء الحريق يقوم بمعاقبة اصحاب المنازل بالغرامة الفورية.
قيام مجلس بلدي النهود:
في 1948 أصدر حاكم عام السودان أمراً بتأسيس (مجلس بلدي النهود) بسلطات محددة في اطار مجلس ريفي حمر وعليه قسمت مدينة النهود الى ستة أحياء هي:
1- 1- حي الناظر (اسماعيل محمد الشيخ – قراض القش- ناظر العساكرة)
2- 2- حي أبو جلوف (محمد أبو جلوف ناظر الدقاقيم)
3- 3- حي أبو دقل (عبدالرحيم أبو دقل ناظر الغريسية)
4- 4- حي حمد النيل (الشيخ حمد النيل من رجال الدين)
5- 5- حي أبو رنات (أحمد المصطفي أبو رنات عمدة المدينة)
6- 6- حي الأزهري ( الأزهري أحد رجال الدين)
بالنظر الى اسماء الأحياء التى انتظمت المدينة بعد عام 1948م نجد أن بعض الأحياء تحمل أسماء بعض الشيوخ وهم ليسوا بحمر وانما جاءوا مهاجرين من خارج دار حمر واستقروا في مدينة النهود وبعض أسر الشايقية من الجنوب والشمال وهؤلاء التجار هم الذين ادخلوا الطريقة الختمية الى مدينة النهود واستقروا بها بعد أن استقر العمدة ابو رنات في مدينة النهود تحول من تجارة الرقيق الى تجارة المواشي التى كانت تفد الى المنطقة من دارفور واصبح تاجراً مشهوراً في مدينة النهود، وما لبث أبورنات أن سافر الى الشمالية ثم عاد الى النهود في عام 1903م. وتحسنت أحواله التجارية واصبح معروفاً لدى التجار من خارج دار حمر، هذه الشهرة جعلت السلطات الانجليزية المصرية توليه بعض الاهتمام، وكان منزله قبلة التجار من خارج المنطقة وخاصة تجار المواشي، لذلك عملت السلطات على تعيينه ضامناً للتجار الجلابة(شايقية، جعليين، دناقلة)، ثم عين عمدة لمدينة النهود على ايام اسماعيل قراض القش في عام 1905م. وهكذا تحول أبو رنات من تاجر عادي هاجر الى المدينة من جنوب السودان هرباً من السلطات الحكومية أبان الحكم التركي المصري في الفترة (1876-1877)، أصبح بعدها أبو رنات عمدة على مدينة النهود. هذا الوضع جعل من ابورنات منافساً للجناح الآخر من تجار مدينة النهود وهو جناح احمد جحا وأحمد عبدالله حمزة (قريود) اللذان يمثلان التجار الجعليين في مدينة النهود، وقد تزوج أحمد جحا من احدى بنات ناظر عموم قبيلة حمر (منعم منصور) التى انجبت له ابنائه عبدالمنعم- الماحي وحيدر وشقيقتهم. وقويت بذلك مكانة أحمد جحا والتجار الجعليين في مدينة النهود.
ومن التجار الذين وفدوا الي مدينة النهود خرستفرو ميخاليدس وهو من الأغاريق وكان لديه طاحونة ومصنع لليمونادة في مكان موقف الأضية الحالي بالنهود. وكانت زوجته تسمى (لينقو) وسميت الطاحونة باسم زوجته وصارت من معالم النهود المشهورة (طاحونة لينقو). أدخل خرستفرو صناعة حجارة الطواحين من جبل حيدوب وجبل الكرم وهذه الصناعة ساعدت في المجال الاقتصادي حيث أصبح مواطنو تلك لقرى من العمال الذين يعملون في صناعة حجارة الطواحين. وتخلوا عن حياتهم الاقتصادية السابقة في الزراعة واصبحوا يعملون على استخراج حجارة المباني من جبل الكرم.
ومن القبائل التى وفدت الى دار حمر ايضاً الفلاتة الذين دخلوا السوق وعملوا فى بعض المهن الحرفية مثل الحلاقة والعتالة وجاءت قبائل القرعان من دارفور وامتهنوا تجارة ال*-تم الحذف. كلمة غير محترمة لا يسمح بها في هذا المنتدى-*ك والحلي والأواني المنزلية واشهرهم الشيخ الناير محمد وهو صديق شخصي للناظر منعم . ولديه قرية باسمه تقع غرب النهود تسمى حلة الناير، وتجاورها قرية كنجارة وكنجارة هي أحدى قبائل الفور.
بعد الاستقلال وفي 28/4/1958م بالتحديد اعيد أمر تأسيس مدينة النهود بسلطات اوسع وتم تعديل وضع الاحياء القديمة واضيفت لها الاحياء التالية:
1- 1- حي البخيت
2- 2- حي شـرك الموت
3- 3- حي تاما
4- 4- حي الزبال
5- 5- حي العشر
6- 6- حي ابوســنون
وبذلك اصبحت النهــود تضم (12) حياً. وقد تلاشت نتيجة لذلك السمة القبلية التى غلبت على تكوين الاحياء في بداية نشاة المدينة كنتيجة حتمية للتداخل القبلي الذي طرأ على المدينة والهجرات التى انتظمتها.وقد جاءت هذه الاضافة نتيجة للتوسع السكاني الذي طرأ على المدينة خلال الفترة (1930-1958م) أي بعد تعيين الناظر منعم منصور ناظراً لعموم قبيلة حمر ثم سكونه في المدينة بعد رحيله من صقع الجمل عام 1930م حيث بدأت اعداد كبيرة من قبيلة حمر تفد الى المدينة وكذلك بدأت تتزايد هجرات التجار الجلابة على المدينة خاصة من وسط وشمال السودان ثم هجرات قبائل دارفور ( التاما- التنجر- البرتي). لذلك زاد عدد الاحياء فنجد أن الجلابة الجدد سكنوا في حي أبى جلوف والبخيت وتوزع حمر على أحياء المدينة خاصة حي البخيت وابو سنون وابو جلوف وحي ابو دقل اما قبائل دارفور فسكنت في احياء شرك الموت وتاما والزبال والعشر الذي كان أغلب سكانه من الرزيقات والمسيرية وبعض بطون حمر.
إلى أعلى