أبت أمواج بحر قطاع غزة إلا وان ترمي الذهب في أحضان أهل غزة بعد أن تم محاصرتهم شرقا وغربا من قبل إخوتهم وأعدائهم على حد سواء ، فقبل أيام وأثناء قيام ثلاثة من الصيادين في منطقة دير البلح وسط قطاع غزة برمي شباكهم في أعماق المياه لاصطياد الأسماك وبيعها كمصدر رزق لهم ولأسرهم ، ولم يعلم الصياد أبو رامي أن ساعة الحظ قد دقت له و لأصدقائه الذين يشربون الذل والمعاناة في طريق رحلة صيدهم اليومية في أعماق البحار ، وأثناء محاولة أبو رامي رفع شباكه من مياه البحر ليرضى ويحمد ربه على ما قسمه له من حصة صيده لأسماك يوم طويل من التعب والمعاناة ، تفاجأ ابورامي بوجود شيء يعيق سحب شباكه من أعماق البحر وظن للوهلة الأولى أن صخرة قد علقت بها شباكه تحت مياه البحر ، وقرر أن ينزل في أعماق المياه لسحب شبكته وفكها من الصخرة قبل أن تتمزق ، وعندما نزل وغطس ابورامي في أعماق المياه كانت المفاجأة مذهلة ، فقد وجد ابورامي تمثالا ضخما يجسم شكل رجل من العهد الروماني هو الذي أعاق شباكه وهو الذي قد علق فيها ، فصرخ على أصدقائه في المركب وربط التمثال بحبل وسحبوه أعلى المركب ، ليفاجأ الصيادون الثلاثة بأن هذا تمثال اثري يوناني مصنوع من الذهب الخالص ويزن نحو نصف طن ، حاول ابورامي أن يقنع أصدقائه بتسليم التمثال للجهات الحكومية ، لكنهم رفضوا وأصروا على أن يخبئوه ويبيعوه بمعرفتهم ، وقام أصدقاء ابورامي بإخفاء التمثال لأكثر من 10 أيام ، وحاولوا جاهدين التوصل إلى جهة تدفع لهم ثمنا مناسبا للتمثال ، ولكنهم فشلوا في ذلك ، فقرروا تسليم التمثال للجهات الحكومية مقابل الحصول على مكافأة ، وهو ما تم فعلا حيث توجهوا إلى مركز الشرطة واخبروهم بالواقعة ، فتوجهت قوة من الشرطة برفقة مختصين من وزارة السياحة والآثار إلى المكان المتواجد في التمثال الذهبي ، وعاينوه ونقلوه إلى مكان آمن ، وقد وعدت حكومة حماس المقالة في غزة مكافأة الصيادين الثلاثة في حال تمكنت هي من بيع التمثال ، والذي قدرته إحدى الجمعيات الفرنسية المختصة بالآثار بمبلغ 250 مليون يورو ، إلا أن حماس لا تمتلك الصلاحيات القانونية الكافية لبيع مثل هذه الآثار ، لجهات أجنبية ، كما وان السلطة الفلسطينية في رام الله هددت بملاحقة أي جهة تقوم بشراء هذا التمثال ومصادرته بحجة أن هذه أثار فلسطينية ولا يحق لأي جهة التصرف بها أو بيعها .