أخواني وأخواتي الكرام...
بماذا تنصحون من يشكو شرود قلبه عن التدبر والتفكر في آيات القرآن؟؟ مع العلم
بأنه إذا شحذ همته وأقبل على الآيات متدبرا؛ لم تلبث همته إلا برهة ثم تعود لتتبعثر وتتشتت!
وهو في حين حضور ذهنه.. دقيق التأمل؛ سريع التأثر؛ قريب الدمعة!. فإذا من الله عليه واستوقفته
آية من كتاب ربه.. تراءى له واقعه بين حروفها, فينزلها على حاله, فيكاد يقسم أنها إنما أنزلتْ له وحده؛
فيقشعر جلده؛ وتسيل مدامعه. وينسلخ عن عالمه ليرتقي إلى عالم روحي رائع؛ لا ترفرف فيه
إلا أروح عباد الله المخلصين الأتقياء.
فإذا ما استوقف تأمله طارئ.. أو استدعاه داع ليعيده إلى عالمه الدنيوي المثقل
بالهموم والمشاغل= أغلق مصحفه وانصرف إلى بعض شأنه وهو عازم على العودة...
لكن الحياة تتلقفه بهمومها, وتلهه بمشغالها. فإذا به يصبح ويمسي هاجرا لكتاب الله ...
يمر اليوم تلو اليوم وهو عنه لاهٍ. ولربما طوى الأسبوعُ الأسبوعَ, والشهرُ الشهرَ؛ وهو مكتفٍ
بسورة الفاتحة؛ وقصار السور التي يتمتم بها ـ مُبَرْمَجًا ـ في صلاته, وكذلك آية الكرسي
والمعوذات الثلاث التي لربما يكتفي بها من أذكار صباحه ومساءه!!
فإذا استطاع أن يقتنص من وقته ساعة لقراءة كتاب الله ...كانت المفاجأة وكانت الطامة:
فهو يقرأ قراءةَ مَنْ لا يسمع شيئا ولا يعقل!, فإذا ما حاول استجماع نفسه؛ وتركيز ذهنه
؛ أتته سهام الإشغال الفكري من كل مكان, فتراه يقرأ الآيات بصوت قد يسمعه كل أحد
حوله إلا هو. وإذا بالجزء الذي كان خفيفا يسيرا عليه في التلاوة أضحى ثقيلا, فيطالع
ساعته مرارا!, يقرأ الآيات.. لكن عينه مشغولةً تبحث عن النجمات (علامات انتهاء الأرباع) !!
ويده عابثةً تعد ما بقي له من الصفحات!!, وكأنه يستحث الزمن ليسرع... والوقت ليمضي ...
فأنى له أن يتفكر أو يتدبر وذهنه مع الأموال تارة؛ وتارة مع الأولاد. ولربما يفكر في طعام أو شراب!
أو يضع جدولا لبقية ساعات يومه, فينهمك يرتبه حسب الأولوية! ولسانه لازال كالآلة يتلو القرآن!!...
...هو يدرك أن مابه من غفلة إنما هي عاجل عقوبةِ ذنبٍ من ذنوبه!. لكنه مع حاله المحزن هذا
ومع غفلته الشديدة هذه... يعتقد أنه يحب الله حبا صادقا لا رياء فيه ولا كذب, حبا ينبض به قلبه ..
ويفيض به فؤاده.. ويجري مجرى الدم في عروقه!
فإذا ما ناجى ربه وسأله بأرجى ما عنده قال:
(يارب إنك تعلم إننا إن سمعنا من البشر برحيم أحببناه وإن لم تمسسنا منه رحمة! وإن سمعنا
من البشر بكريم أحببناه وإن لم نذق منه كرما! وإن سمعنا من البشر بحليم أحببناه وإن لم نر منه
حلما! فكيف بمن طالنا كرمه فأغرقنا, وأخذنا بحلمه فأمهلنا, وغشيتنا منه رحمة فوسعتنا. فاللهم
إني أشهدك أن حبك هو أرجى طاعة عندي. فاللهم اجعلني من عبادك المقبولين؛ واغفر لي
خطيئتي يوم الدين؛ يوم لا ينفع مال ولا بنون؛ إلا من أتى الله بقلب سليم).
هذا دعاءه... رغم أن ما حكيناه من غفلة أيضا هي حالته!!!!!!!!
فهل حبه لله وهما لا حقيقة له ما دام هذا حاله مع كتاب ربه؟؟
وهل من نصيحة لطيفة صادقة؛ أو تدريب بسيط وناجح؛ يعينه على استجماع شتات ذهنه,
ويحثه على إقبال نفسه, ويكبت عنه شيطان فكره حين يقرأ القرآن, ليذوق حلاوة المناجاة
مع أول آية يقرأها؟ فيحلق مع كتاب الله متدبرا متفكرا؟؟
وجزاكم الله خيرا.
بماذا تنصحون من يشكو شرود قلبه عن التدبر والتفكر في آيات القرآن؟؟ مع العلم
بأنه إذا شحذ همته وأقبل على الآيات متدبرا؛ لم تلبث همته إلا برهة ثم تعود لتتبعثر وتتشتت!
وهو في حين حضور ذهنه.. دقيق التأمل؛ سريع التأثر؛ قريب الدمعة!. فإذا من الله عليه واستوقفته
آية من كتاب ربه.. تراءى له واقعه بين حروفها, فينزلها على حاله, فيكاد يقسم أنها إنما أنزلتْ له وحده؛
فيقشعر جلده؛ وتسيل مدامعه. وينسلخ عن عالمه ليرتقي إلى عالم روحي رائع؛ لا ترفرف فيه
إلا أروح عباد الله المخلصين الأتقياء.
فإذا ما استوقف تأمله طارئ.. أو استدعاه داع ليعيده إلى عالمه الدنيوي المثقل
بالهموم والمشاغل= أغلق مصحفه وانصرف إلى بعض شأنه وهو عازم على العودة...
لكن الحياة تتلقفه بهمومها, وتلهه بمشغالها. فإذا به يصبح ويمسي هاجرا لكتاب الله ...
يمر اليوم تلو اليوم وهو عنه لاهٍ. ولربما طوى الأسبوعُ الأسبوعَ, والشهرُ الشهرَ؛ وهو مكتفٍ
بسورة الفاتحة؛ وقصار السور التي يتمتم بها ـ مُبَرْمَجًا ـ في صلاته, وكذلك آية الكرسي
والمعوذات الثلاث التي لربما يكتفي بها من أذكار صباحه ومساءه!!
فإذا استطاع أن يقتنص من وقته ساعة لقراءة كتاب الله ...كانت المفاجأة وكانت الطامة:
فهو يقرأ قراءةَ مَنْ لا يسمع شيئا ولا يعقل!, فإذا ما حاول استجماع نفسه؛ وتركيز ذهنه
؛ أتته سهام الإشغال الفكري من كل مكان, فتراه يقرأ الآيات بصوت قد يسمعه كل أحد
حوله إلا هو. وإذا بالجزء الذي كان خفيفا يسيرا عليه في التلاوة أضحى ثقيلا, فيطالع
ساعته مرارا!, يقرأ الآيات.. لكن عينه مشغولةً تبحث عن النجمات (علامات انتهاء الأرباع) !!
ويده عابثةً تعد ما بقي له من الصفحات!!, وكأنه يستحث الزمن ليسرع... والوقت ليمضي ...
فأنى له أن يتفكر أو يتدبر وذهنه مع الأموال تارة؛ وتارة مع الأولاد. ولربما يفكر في طعام أو شراب!
أو يضع جدولا لبقية ساعات يومه, فينهمك يرتبه حسب الأولوية! ولسانه لازال كالآلة يتلو القرآن!!...
...هو يدرك أن مابه من غفلة إنما هي عاجل عقوبةِ ذنبٍ من ذنوبه!. لكنه مع حاله المحزن هذا
ومع غفلته الشديدة هذه... يعتقد أنه يحب الله حبا صادقا لا رياء فيه ولا كذب, حبا ينبض به قلبه ..
ويفيض به فؤاده.. ويجري مجرى الدم في عروقه!
فإذا ما ناجى ربه وسأله بأرجى ما عنده قال:
(يارب إنك تعلم إننا إن سمعنا من البشر برحيم أحببناه وإن لم تمسسنا منه رحمة! وإن سمعنا
من البشر بكريم أحببناه وإن لم نذق منه كرما! وإن سمعنا من البشر بحليم أحببناه وإن لم نر منه
حلما! فكيف بمن طالنا كرمه فأغرقنا, وأخذنا بحلمه فأمهلنا, وغشيتنا منه رحمة فوسعتنا. فاللهم
إني أشهدك أن حبك هو أرجى طاعة عندي. فاللهم اجعلني من عبادك المقبولين؛ واغفر لي
خطيئتي يوم الدين؛ يوم لا ينفع مال ولا بنون؛ إلا من أتى الله بقلب سليم).
هذا دعاءه... رغم أن ما حكيناه من غفلة أيضا هي حالته!!!!!!!!
فهل حبه لله وهما لا حقيقة له ما دام هذا حاله مع كتاب ربه؟؟
وهل من نصيحة لطيفة صادقة؛ أو تدريب بسيط وناجح؛ يعينه على استجماع شتات ذهنه,
ويحثه على إقبال نفسه, ويكبت عنه شيطان فكره حين يقرأ القرآن, ليذوق حلاوة المناجاة
مع أول آية يقرأها؟ فيحلق مع كتاب الله متدبرا متفكرا؟؟
وجزاكم الله خيرا.