أنا حرفٌ شاردٌ يا شام
أطوف المشارق والمغارب
بحثاً عن حمامة سلام
بحثاً عن غصن زيتون
يُعيد لك ِ الهدوء والوئام
أنا طوقٌ قبانيٌ
يذبلُ خجلاً ... في أعناق الحمام


يا شامُ ...
يلومني النرجسُ والأقحوان
ويُعاتبني حرفٌ ما خططته فيك ِ
إلى متى يبقى الظلام ؟
إلى متى تظلين بلا ألوان ؟
إلى متى يكونُ الحرُ مأفوناً مارقاً
وتتنهدُ في قبضة الأسر - جولان -


يا شامُ ... ما أدري الجواب
وأنا تجتاحني إليك رماحُ شوقي
ما أدري الجواب
وأنا تصطادني في كل قطرة دم ٍ فيك
نصالٌ ... وحراب
ما أدري الجواب .....


بالأمس يا شامُ
عبرنا حقول النارنج
وتبخترنا بين دُفلى الميادين
بالأمس يا شامُ
طاف أريجُ الزباء في مساءاتنا
وترامى أمام عيوننا شموخُ تشرين
واليوم ... اليوم يا شامُ
لا نرى ... ولا نسمع
إلا عويل القنابل ... وفحيح السكاكين


يا شامُ ...
أنا عربيٌ يحتضر
إن أنا أرى قلباً بك ِ يئنُ وينزف
إن أرى طفلاً يموت يُتماً
أو حتى أرى شيخاً يبكي مع الأرامل


أما يحينُ موعدُ السلام ... يا شام
أما تعودُ المآذنُ .... للأذان
أما يكبرُ وليدٌ ... ليرى أباه
أمامه بدمه وشحمه ... بالتمام والكمال


لك ِ الله يا شام ...
لكم الله يا أهل الشام ...
ما عاد يُسمَعُ هديلُ الحمام
ولا عاد للجامع ... خدام
ولا عادت الشامُ ... شام
وغدونا نحنُ العرب ...
بلا عيون ... بلا آذان
صمٌ ... بكمٌ ... نمتهنُ الصمت
ونصدحُ في عتمة الليل ... بالكلام


فـ لك ِ الله يا شام
و لله درك ِ يا شام