اعلم أخي وأختي، أنَّ العلاقة والصلة بينك وبين خالقك مطلوب أن تكون على أحسن حال من التقوى، وإحسان العبودية التي هي الغاية في إيجادك، ومعروف أن كل مؤمنٍ حريص على تحسين علاقته بربه جل وتعالى.
غير أن الطريق إلى تحسينها لا تخلو من أشواك وشوائب ومكدِّرات، تُفسد وتَهْدِم ما تَبْنيه في سَيْرك ودَرْبِك إلى هذا الهدف، من المعاصي والذنوب، بحسد من عدوِّك الشيطان، كما قال: ﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ . ( سورة الأعراف: 16 - 17. ) ولذلك تأمَّلْ أخي رحمةَ ربِّك بك، وإكرامه تبارك وتعالى عليك، حيث إنه إذا أتى رمضان صفِّدت الشياطين - أعداء المؤمنين - فتجد نفسك مقبلا على ربك بقلب خاشع تائب نادم على ما كان منك نحو خالقك وربك، حريصًا على ما في الموسم من خيرات وبركات !.
إذن أخي وأختي، إذا كان على الطريق نقاط وليست نقطة واحدة، كما أن النقاط هذه المرَّة ليست نقاط تفتيش، بل نقاط تخريب وتكدير صفوة النفوس والأعمال الصالحة، فينجلي لك بعد ذلك سرُّ تكليفك بالعبادة، من الصلاة والزكاة والصوم والحج وغيرها، فإنها من أجل تجديد صلتك بربك الكريم، وإعادة بناء ما أفسده عليك عدوُّك الشيطان.
فإن ما يحصل منِّي ومنك من الذنوب والمعاصي، هي أدران وأوساخ تُلطِّخ باطنك ونفسك وقلبك، تمامًا كما تتوسَّخ ثيابك التي تجمِّل ظاهر جسمك.
ألا ترى أن الناس تجتنب وتتأذى من متسخ الثياب والملابس؟ حتى إذا ظهر بينهم في الملابس الجميلة أو الطاهرة، وشموا منه طيبًا، عادوا يقتربون منه ويقصدون مجالسته, بل من اتسخت ملابسه إن كان في قلبه حياء، وجدْتَه يستحي من اقتراب الآخرين حتى يكون في أليق هيئة.
فهذه أوساخ ظاهِرِك تفعل بك هذا، فما بال أدران باطنك!؟ إنها تُوسِّخ لباس باطنك، لباس التقوى، وتُبعدك عن ربك الكريم، أَوَتَشُكُّ؟ لا، لا، أخبرني بصراحة، ألا تجد وحشة بينك وبين ربك؟ بل بينك وبين إخوانك من المؤمنين، كلما وقعت منك معصيةٌ من المعاصي؟ تمامًا كما تستحي من الناس إذا اتسخت ثيابك؟
فإذا كنت تحتاج دائما إلى تطهير ملابسك وثيابك إذا اتسَخت، فكذلك أيها المكرَّم، أنت بحاجة إلى تطهير باطنك ونفسك وتزكيتها، لكن بماذا تزكيها وتطهِّرها؟ بالعبادات التي كُلِّفْت بها، فوضوؤك للصلاة يتساقط به عنك ما ارتكبت أعضاؤك من المعاصي، ووقوفك بين يدي ربك تصلي وتدعوه، يُكفِّر عنك سيئات ما بين هذه الصلاة التي تصليها والتي قبلها، وكذلك صيامك رمضان هذا العام مكفِّر لما بينه وبين رمضان السابق من ذنوبي وذنوبك شريطة اجتناب الكبائر منها، وهكذا.
فما أعظمه من تشريع! وما ألطفه من تكليف ! وما أكرمه وأرحمه من رب! هذا ما يُطهِّرك من ذنوبك ويقرِّبك من ربك تعالى، فإن من كرم ربك عليك، أنك إذا تقرَّبت منه شبرا تقرَّب منك ذراعًا، وإذا تقرَّبْت منه ذراعًا تقرَّب الكريم جل وعلا منك باعًا.
وتأمل هذا النداء من الرب الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك، في أي صورة ما شاء ركبك، إذ يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تفلحون ﴾ . ( سورة المائدة: 35. ) وابتغوا إليه الوسيلة أي: اُطلبوا القرب منه، والحظوة لديه، والحب له، وذلك بأداء فرائضه القلبية كالحب له وفيه، والخوف والرجاء والإنابة والتوكل، وكذلك الفرائض البدنية كالزكاة والحج والصوم، فإن العبد لا يزال يتقرب بها إلى الله تعالى حتى يحبه الله جل وعلا، فإذا أحبه كان سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يُبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها وذلك باجتناب العبد مقاربة محارم الله تعالى بهذه الأعضاء، ويستجيب الله تعالى له الدعاء إذا دعاه العبد أو سأله، فالله أكبر، الله أكبر، ما أعظم هذا، وكيف توانى أو فوَّت ذلك، من قصد الفردوس الأعلى ( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص 230، بتصرف. ) !.
إذن، أيها الكريم، لعلنا بكل هذا نكون قد وقَفْنا معًا على شيء من سرِّ التكليف بالعبادات، المفروض منها والمندوب، وهو توثيق صلتنا بربنا تبارك وتعالى، وتطهير وتزكية بواطننا من نفوس وقلوب، إذ لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله تعالى بقلب سليم ونفس زكية، وذلك بامتثال أوامره تعالى مع اجتناب نواهيه، واتباع رسوله عليه الصلاة والسلام في ذلك كله، وما كان عليه صحابته الكرام وسلف الأمة الصالحين، رَحِمَنا الله تعالى وإياهم، ووفقني وإياك لمرضاته، وجعلني وإياك من الصالحين المصلحين، آمين..
غير أن الطريق إلى تحسينها لا تخلو من أشواك وشوائب ومكدِّرات، تُفسد وتَهْدِم ما تَبْنيه في سَيْرك ودَرْبِك إلى هذا الهدف، من المعاصي والذنوب، بحسد من عدوِّك الشيطان، كما قال: ﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ . ( سورة الأعراف: 16 - 17. ) ولذلك تأمَّلْ أخي رحمةَ ربِّك بك، وإكرامه تبارك وتعالى عليك، حيث إنه إذا أتى رمضان صفِّدت الشياطين - أعداء المؤمنين - فتجد نفسك مقبلا على ربك بقلب خاشع تائب نادم على ما كان منك نحو خالقك وربك، حريصًا على ما في الموسم من خيرات وبركات !.
إذن أخي وأختي، إذا كان على الطريق نقاط وليست نقطة واحدة، كما أن النقاط هذه المرَّة ليست نقاط تفتيش، بل نقاط تخريب وتكدير صفوة النفوس والأعمال الصالحة، فينجلي لك بعد ذلك سرُّ تكليفك بالعبادة، من الصلاة والزكاة والصوم والحج وغيرها، فإنها من أجل تجديد صلتك بربك الكريم، وإعادة بناء ما أفسده عليك عدوُّك الشيطان.
فإن ما يحصل منِّي ومنك من الذنوب والمعاصي، هي أدران وأوساخ تُلطِّخ باطنك ونفسك وقلبك، تمامًا كما تتوسَّخ ثيابك التي تجمِّل ظاهر جسمك.
ألا ترى أن الناس تجتنب وتتأذى من متسخ الثياب والملابس؟ حتى إذا ظهر بينهم في الملابس الجميلة أو الطاهرة، وشموا منه طيبًا، عادوا يقتربون منه ويقصدون مجالسته, بل من اتسخت ملابسه إن كان في قلبه حياء، وجدْتَه يستحي من اقتراب الآخرين حتى يكون في أليق هيئة.
فهذه أوساخ ظاهِرِك تفعل بك هذا، فما بال أدران باطنك!؟ إنها تُوسِّخ لباس باطنك، لباس التقوى، وتُبعدك عن ربك الكريم، أَوَتَشُكُّ؟ لا، لا، أخبرني بصراحة، ألا تجد وحشة بينك وبين ربك؟ بل بينك وبين إخوانك من المؤمنين، كلما وقعت منك معصيةٌ من المعاصي؟ تمامًا كما تستحي من الناس إذا اتسخت ثيابك؟
فإذا كنت تحتاج دائما إلى تطهير ملابسك وثيابك إذا اتسَخت، فكذلك أيها المكرَّم، أنت بحاجة إلى تطهير باطنك ونفسك وتزكيتها، لكن بماذا تزكيها وتطهِّرها؟ بالعبادات التي كُلِّفْت بها، فوضوؤك للصلاة يتساقط به عنك ما ارتكبت أعضاؤك من المعاصي، ووقوفك بين يدي ربك تصلي وتدعوه، يُكفِّر عنك سيئات ما بين هذه الصلاة التي تصليها والتي قبلها، وكذلك صيامك رمضان هذا العام مكفِّر لما بينه وبين رمضان السابق من ذنوبي وذنوبك شريطة اجتناب الكبائر منها، وهكذا.
فما أعظمه من تشريع! وما ألطفه من تكليف ! وما أكرمه وأرحمه من رب! هذا ما يُطهِّرك من ذنوبك ويقرِّبك من ربك تعالى، فإن من كرم ربك عليك، أنك إذا تقرَّبت منه شبرا تقرَّب منك ذراعًا، وإذا تقرَّبْت منه ذراعًا تقرَّب الكريم جل وعلا منك باعًا.
وتأمل هذا النداء من الرب الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك، في أي صورة ما شاء ركبك، إذ يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تفلحون ﴾ . ( سورة المائدة: 35. ) وابتغوا إليه الوسيلة أي: اُطلبوا القرب منه، والحظوة لديه، والحب له، وذلك بأداء فرائضه القلبية كالحب له وفيه، والخوف والرجاء والإنابة والتوكل، وكذلك الفرائض البدنية كالزكاة والحج والصوم، فإن العبد لا يزال يتقرب بها إلى الله تعالى حتى يحبه الله جل وعلا، فإذا أحبه كان سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يُبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها وذلك باجتناب العبد مقاربة محارم الله تعالى بهذه الأعضاء، ويستجيب الله تعالى له الدعاء إذا دعاه العبد أو سأله، فالله أكبر، الله أكبر، ما أعظم هذا، وكيف توانى أو فوَّت ذلك، من قصد الفردوس الأعلى ( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص 230، بتصرف. ) !.
إذن، أيها الكريم، لعلنا بكل هذا نكون قد وقَفْنا معًا على شيء من سرِّ التكليف بالعبادات، المفروض منها والمندوب، وهو توثيق صلتنا بربنا تبارك وتعالى، وتطهير وتزكية بواطننا من نفوس وقلوب، إذ لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله تعالى بقلب سليم ونفس زكية، وذلك بامتثال أوامره تعالى مع اجتناب نواهيه، واتباع رسوله عليه الصلاة والسلام في ذلك كله، وما كان عليه صحابته الكرام وسلف الأمة الصالحين، رَحِمَنا الله تعالى وإياهم، ووفقني وإياك لمرضاته، وجعلني وإياك من الصالحين المصلحين، آمين..