الحمد لله الذي أنزل القرآن، وجعله لعباده واضح البيان، وأرسل به محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام يدعو به إلى الرضوان، وقائدا الأمة إلى برِّ الأمان، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الجزاء والإحسان.
أما بعد، فإن الله تعالى خلق العباد لحكمة عبادته وإقامة شرعه كما قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ . سورة الذاريات:56.
ثم جعل العبادة أيضا أنواعا كالصلاة والزكاة والحج وصوم شهر رمضان الذي سيكون محل حديثنا وكلامنا هنا، كما أن لهذه العبادات المتنوعة حِكَمًا خاصة شرعها الله تعالى من أجلها، نذكر ما يتعلق بمشروعية صوم رمضان منها في حينه.
وإذا كان صوم رمضان هو محل الكلام من بين هذه العبادات العظيمة، فنحتاج إلى تعرف معنى الصوم في اللغة العربية ثم معناه في الشرع المطهر، وأما رمضان فهو شهر من شهور السنة الهجرية وهو الشهر التاسع.
والصوم في اللغة العربية معناه الإمساك. وأما معناه في الشرع فهو التعبد لله جل وعلا بترك الأكل والشرب والجماع، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
فعلمنا بذلك أن الإنسان يترك هذه الأشياء المذكورة وكذا سائر المفطِّرات, تعبُّداً لله تعالى، ولا يتركها عادةً أو من أجل حمية بدنية ( انظر شرح رياض الصالحين لابن عثيمين: 5 / 259. ) .
وصوم شهر رمضان هو أحد أركان هذا الدين العظام.
وأما إن أردت أن تسأل عن متى كانت فرضيته على الأمة الإسلامية، فنقول كان فرض صوم رمضان على هذه الأمة في السنة الثانية بعد ما هاجر رسول الله صلى عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة. ( انظر نيل المآرب في تهذيب شرح عمدة الطالب لعبد الله البسام: 2 / 93. ) .
ولعلك الآن أن تسأل أيضا عن دليل مشروعية وفرض صوم رمضان، فنقول الدليل على ذلك هو قوله تعالى في كتابه العزيز: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ . ( سورة البقرة: 183. ) فقال الله : ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ ﴾ ( سورة البقرة: 183. ) أي فُرض.
ثم أخبر أنه فرض الصوم على الذين من قبل هذه الأمة؛ لأن الصيام فيه مشقة وتعب، وترك للمألوف، ولا يخفى أنه في أيام الحر وطول النهار يكون شديدًا على النفوس، فذكر الله تعالى أنه فرضه على من قبلنا تسلية لنا؛ لأن الإنسان إذا علم أن هذا الشيء له ولغيره هان عليه، وذكره أيضا من أجل أن يبين أنه جل وعلا أكمل لنا الفضائل، كما أكمل لمن سبقنا ما شاء من الفضائل ( انظر شرح رياض الصالحين لابن عثيمين: 5 / 260. ) .
فقد أخبر الله تعالى بهذه الآية الكريمة ما منَّ به على عباده بأن فرض عليهم الصيام كما فرضه على الأمم السابقة؛ لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق في كل زمان، وفيه تنشيط لهذه الأمة بأنه ينبغي لها أن تنافس غيرها في تكميل الأعمال، والمسارعة إلى صالح الخصال، وأنه ليس من الأمور الثقيلة التي اختصت بها ( انظر تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان لابن السعدي: ص86. ) .
وكذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان } . ( رواه البخاري (8 / 4524)، ومسلم (16) )
كما أجمع المسلمون على وجوب صيام شهر رمضان. ذكره في المغني في كتاب الصيام ( انظر المغني لابن قدامة: 4 / 324 . ) .
أما بعد، فإن الله تعالى خلق العباد لحكمة عبادته وإقامة شرعه كما قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ . سورة الذاريات:56.
ثم جعل العبادة أيضا أنواعا كالصلاة والزكاة والحج وصوم شهر رمضان الذي سيكون محل حديثنا وكلامنا هنا، كما أن لهذه العبادات المتنوعة حِكَمًا خاصة شرعها الله تعالى من أجلها، نذكر ما يتعلق بمشروعية صوم رمضان منها في حينه.
وإذا كان صوم رمضان هو محل الكلام من بين هذه العبادات العظيمة، فنحتاج إلى تعرف معنى الصوم في اللغة العربية ثم معناه في الشرع المطهر، وأما رمضان فهو شهر من شهور السنة الهجرية وهو الشهر التاسع.
والصوم في اللغة العربية معناه الإمساك. وأما معناه في الشرع فهو التعبد لله جل وعلا بترك الأكل والشرب والجماع، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
فعلمنا بذلك أن الإنسان يترك هذه الأشياء المذكورة وكذا سائر المفطِّرات, تعبُّداً لله تعالى، ولا يتركها عادةً أو من أجل حمية بدنية ( انظر شرح رياض الصالحين لابن عثيمين: 5 / 259. ) .
وصوم شهر رمضان هو أحد أركان هذا الدين العظام.
وأما إن أردت أن تسأل عن متى كانت فرضيته على الأمة الإسلامية، فنقول كان فرض صوم رمضان على هذه الأمة في السنة الثانية بعد ما هاجر رسول الله صلى عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة. ( انظر نيل المآرب في تهذيب شرح عمدة الطالب لعبد الله البسام: 2 / 93. ) .
ولعلك الآن أن تسأل أيضا عن دليل مشروعية وفرض صوم رمضان، فنقول الدليل على ذلك هو قوله تعالى في كتابه العزيز: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ . ( سورة البقرة: 183. ) فقال الله : ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ ﴾ ( سورة البقرة: 183. ) أي فُرض.
ثم أخبر أنه فرض الصوم على الذين من قبل هذه الأمة؛ لأن الصيام فيه مشقة وتعب، وترك للمألوف، ولا يخفى أنه في أيام الحر وطول النهار يكون شديدًا على النفوس، فذكر الله تعالى أنه فرضه على من قبلنا تسلية لنا؛ لأن الإنسان إذا علم أن هذا الشيء له ولغيره هان عليه، وذكره أيضا من أجل أن يبين أنه جل وعلا أكمل لنا الفضائل، كما أكمل لمن سبقنا ما شاء من الفضائل ( انظر شرح رياض الصالحين لابن عثيمين: 5 / 260. ) .
فقد أخبر الله تعالى بهذه الآية الكريمة ما منَّ به على عباده بأن فرض عليهم الصيام كما فرضه على الأمم السابقة؛ لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق في كل زمان، وفيه تنشيط لهذه الأمة بأنه ينبغي لها أن تنافس غيرها في تكميل الأعمال، والمسارعة إلى صالح الخصال، وأنه ليس من الأمور الثقيلة التي اختصت بها ( انظر تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان لابن السعدي: ص86. ) .
وكذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان } . ( رواه البخاري (8 / 4524)، ومسلم (16) )
كما أجمع المسلمون على وجوب صيام شهر رمضان. ذكره في المغني في كتاب الصيام ( انظر المغني لابن قدامة: 4 / 324 . ) .