رام الله: انطلاق مؤتمر وكالات أنباء حوض المتوسط 'أمان'
فلسطين برس.
انطلقت، اليوم الجمعة، أعمال مؤتمر الجمعية العمومية لرابطة وكالات أنباء حوض البحر المتوسط (أمان) في دورته الثانية والعشرين، والذي تستضيف وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية 'وفا'، ويستمر يومين.
وقال رئيس مجلس ادارة وكالة الانباء والمعلومات الفلسطينية 'وفا' إن استضافة وفا لهذا المؤتمر كانت جزء من دين نسدده للرابطة ولوكالات صديقة على دعمها لوكالة 'وفا' كي تمضي بخطى واثقة على طريق اكتساب المزيد من المساحات على المشهد المحلي والعربي والدولي.
وأضاف أن رابطة وكالات أنباء حوض البحر المتوسط (أمان) منظمة إقليمية مهمة، وتحتل حيزا جغرافيا مركزيا في المشهد العالمي، مشيدا بدورها في تعزيز التعاون بين أعضائها، كذلك دورها في ردم الهوة بين هذه الوكالات من ناحية الموارد البشرية والتكنولوجية، والتعرف على انماط العمل الصحفي، وبناء برامج الشراكة والتعاون.
وأعرب الحسن عن اعتزازه بهذه الرابطة وبالوكالات المنضوية تحتها، داعيا إلى مزيد من الشراكة والتعاون بين أعضائها، وتمنى النجاح لأعمال المؤتمر، وأبدى الاستعداد لتلبية كافة الاحتياجات من اعداد تقارير صحفية، وترتيب جولات إلى مختلف محافظات الوطن، من أجل إنجاح المؤتمر والخروج برؤية شامل حول الأوضاع التي يعيشها أبناء شعبنا.
بدورها، قالت وزيرة السياحة والآثار رولا معايعة إن السياحة في فلسطين تختلف عن أي دولة بالعالم فعند التكلم عن السياحة في فلسطيني نتحدث عن القدس والمسجد الاقصى وكنيسة القيامة ومدينة بيت لحم مدينة السيد المسيح الذي دعا الى السلام، وعن اريحا المدينة الاقدم في العالم حيث البحر الميت والاماكن الاثرية والدينية اضافة الى الخليل والحرم الابراهيمي والبلدة القديمة.
وبينت أن هناك انواعا من السياحة في فلسطين السياحة الخارجية والمحلية وسياحة اهلنا في الـ48، لافته الى ان اعداد السياح في تزايد وتواصل لكنها غير كافية لأن فلسطين تواجه العديد من المشاكل والمعيقات في القطاع السياحي يمثل الاحتلال اساسها.
واشارت الى الجهود التي تبذلها الوزارة لاطالة فترة اقامة السائح في فلسطين والمبيت فيها عبر الكثير من النشاطات والمعارض والعلاقات مع القنصليات والسفارات ومراكز الاستعلامات لتشجيع السائح للقدوم الى فلسطين.
وقالت: 'هذا يتطلب ايضا التعاون مع المؤسسات والقطاع الخاص ومكاتب السياحة التي نعمل على تشجيعها اضافة الى تصنيف الفنادق والذي يشجع السائح على الحجز مباشرة بحيث يكون على اطلاع على طبيعة الفندق القادم إليه'.
وحول المواقع الأثرية، بينت أن هذه المواقع بحاجة الى اعادة تأهيل لكننا وحتى اللحظة لم نستطيع العمل في هذه المواقع وترميمها بسب الاحتلال وواقع تقسيمة لارضنا وعدم سيطرتنا على الاراضي في المنطقة المسماة 'ج'.
وفي معرض ردها على أسئلة المشاركين بالمؤتمر، أشارت معايعة إلى أن عدد الفنادق في فلسطين (القدس الشرقية، والضفة الغربية وقطاع غزة) بلغ 128 فندقا بواقع 110 آلاف غرفة فندقية، وأن هناك جهودا كبيرة تبذل لزيادة عددها.
وحول عدم تطرق الفيلم الذي عرض في المؤتمر وأعدته وزارة السياحة حول المواقع السياحة في فلسطين، إلى الاحتلال وممارساته بحق أبناء شعبنا، أوضحت أن السبب في ذلك يعود لحرص الوزارة على عدم تشويش السياح خاصة الأجانب ممن يرغبون في زيارة فلسطين، مشيرة إلى أنه يتم اطلاع هؤلاء لدى زيارتهم على معيقات الاحتلال وممارساته، إضافة إلى الانطباعات التي يسجلونها جراء مشاهدتهم على أرض الواقع.
ولفتت إلى أن هناك مشاكل وتحديات تواجه قطاع السياحة الفلسطينية خاصة وجود المعابر تحت السيطرة الإسرائيلية التي تعيق قدوم عدد من السياح إلى فلسطين خاصة من الدول العربية والإسلامية إضافة إلى الصعوبات في الحصول على تأشيرة الدخول.
وتطرقت معايعة إلى بعض الفتاوى التي صدرت هنا وهناك تحرم زيارة القدس تحت الاحتلال، وقالت: 'هذه الفتاوى تعبر عن وجهة نظر مصدريها، إلا انه لا يوجد ما يحرم زيارة القدس وفلسطين، فهذه الزيارات تأتي لدعم القضية الفلسطينية وتعزيز صمود أبناء شعبنا ولا تعني التطبيع مع الاحتلال أبدا، فنحن ضد التطبيع ولا نقبل به بأي شكل من الأشكال، 'زيارة السجين لا تعني التطبيع مع السجان، فهذه الزيارات تصب في مصلحة القضية الفلسطينية، وتبعث رسالة إلى الاحتلال بأن الفلسطينيين ليسو وحدهم'.
وشددت على حاجة فلسطين الملحة لوجود مطار من أجل تشجيع السياح على زيارتها، مشيرة إلى أن الاحتلال دمر مطار عزة في الانتفاضة الثانية وهو الوحيد في فلسطين، وان هناك وساطات من بعض الدول الصديقة لبناء مطار جديد في الضفة الغربية، ولكن حتى اللحظة لم تثمر عن شيء.
وحول حقوق المرأة في فلسطين، قالت معايعة إن المرأة الفلسطينية في وضع مرضي مقارنة بوضع المرأة في الدول المجاورة، مشيرة إلى أن اكثر من نصف من يدرس بالجامعات نساء والكثير منهن يعملن في وظائف مختلفة، كما ان نسبة حضور النساء في الوزارات الفلسطينية جيدة.
وحول مطار قلنديا القديم، قال الحسن: حتى لو استرجعنا مطار قلنديا فلا يمكن الاستفادة منه لأنه مدمر من قبل الاحتلال ولم يعد يصلح للعمل، كما أن اسرائيل سمحت بالبناء العشوائي في المنطقة المحيطة بالمطار خاصة الابراج المرتفعة ما جعل من المستحيل أن يتم اعادة تشغيله حتى لو سمحت اسرائيل بذلك.
من جانبه، بيّن وكيل وزارة الاعلام محمود خليفة أن إسرائيل تصر على عدم السماح لمؤسسات دولة فلسطين بممارسة عملها كما يجب، 'الفلسطيني عندما يغادر منطقة (أ) يخضع بالكامل لسلطات الاحتلال'، وأشار إلى أن إسرائيل لا تترك فرصة للترويج للسياحة الفلسطينية والمكاتب السياحية الفلسطينية لا تستطيع استقدام الافواج السياحية من الخارج وهذا ينطبق ايضا على التحرك.
ونوه الى ان الافواج السياحية لا تنفق شيئا في الاماكن السياحية الفلسطينية فهم يزورونها ثم يذهبون للمبيت في الفنادق داخل إسرائيل، ناهيك عن قيام الاحتلال بسرقة الآثار وسلبها.
وبعد افتتاح المؤتمر، توقف المشاركون لمشاهدة مجموعة من الصور التقطتها عدسات مصورو وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية 'وفا' حول ظروف الحياة اليومية لأبناء شعبنا ومعاناته جراء الاحتلال الإسرائيلي، وأبدوا اعجابهم بالصور التي قالوا إنها 'دمجت بين حضارة الشعب الفلسطيني ونضاله ضد الاحتلال'.
يذكر أن المؤتمر الذي يشارك فيه ممثلو 14 وكالة أنباء، يأتي في إطار تعزيز آفاق التعاون وتبادل الخبرات والمعلومات بين بلدان البحر المتوسط، ولتأكيد دور الإعلام في بناء العلاقات ونقل المعلومة والحقيقة بالاستفادة من مختلف الوسائل التكنولوجية الحديثة، سيما في ظل الظروف والمتغيرات التي تمر بها المنطقة.
وكانت 'وفا' شاركت في أعمال مؤتمر 'أمان' الذي عقد في العاصمة الإيطالية روما العام الماضي، وتقدمت بطلب عقد المؤتمر في فلسطين، حيث تمت الموافقة على الطلب من قبل لجنة المتابعة التي تتألف من الرئيس السابق (المغرب)، والرئيس الحالي (إيطاليا)، والرئيس المقبل (فلسطين)، وستتسلم دولة فلسطين الرئاسة حتى المؤتمر المقبل في عام 2014.
وتتكون رابطة (أمان) من وكالات: آنسا الإيطالية، والأناضول التركية، ووكالة الأنباء الفرنسية، والموريتانية، واتحاد وكالات الأنباء العربية، والوكالة الجزائرية، والألبانية، والقبرصية، والإسبانية، والكرواتية، والليبية، والبرتغالية، ووكالة أنباء المغرب العربي، ووكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، والوكالة اللبنانية، وسانا السورية، ووكالة تانيوج، والوكالة التونسية، ووكالة وفا.