مقالات نشرة فى الصحف او المجلات او عبر النت تتحدث عن قبيلة الحباب
البجا بين قومتين 9
.إن أهم عناصر النجاح لأهل شرق السودان في غد واعد هو إدراك المصير المشترك للأجيال القادمة ذلك
المصير الذي يقوم على الوعي والإدراك والإخلاص بين أبناء القو---- من المثقفين والناشطين والسياسيين
على المصالح الحيوية في التعليم والصحة والخدمات والمزيد من الأبحاث في التاريخ المشترك ، واستلهامذلك التاريخ على نحو واع بعيدا عن أسلوب الحواجز المتوهمة التي ينتجها التخلف والعصبية والتي لا
يمكن أن تؤدي إلى أفق يبشر بالخير والتعايش المشترك الجميل بين القو---- .
لقد كان هناك تعايشا مشتركا بين القو---- طوال عقود ما بعد الاستقلال لا نقول أنه كان مثاليا
لكنه كان واضحا . وكان ذلك بسبب رعاية الدولةللمجتمع بصورة ما ، ونتيجة لحضورها المؤثر .
أما الآن بعد أن ظهرت النزاعات في كل أطراف السودان ، مع بعض أعراض التفرق ، وبوادر الخلافات
الجهوية والقبلية ، فإن ضمانة التعايش تقوم على الوعي والإدراك بالمصير الواحد ، فلا يمكن لأحد أن
يقصي أحدا ، وذلك عبر التوحد والبحث عن آلية مشتركة لضمانات العيش الكريم في ظل البلد الواحد .
وإذا كان الواقع السياسي في شرق السودان بعيدا عن إمكانية العمل المشترك ضمن مشروع سياسي واحد،
فلابد من التنسيق المشترك وتحديد المطالب المشروعةوالمتفق عليها لأن حاجات القو---- هي حاجات واحدة
في عمومها.
وختاما لابد من كلمة بخصوص صورة (ابن الشرق) فيالذاكرة الشعبية لشمال ووسط السودان خصوصا في العاصمة فنقول : حدث هناك تطابق بين كلمة (البجا) وبين أبناءالقبائل الناطقة بـ(البداويت) : (الهدندوة وغيرهم)
. وبين (أدروب) و(ابن الشرق) ونحن نقول أن هذا حق أصيل من حقوقهم ، ولكن حصر اسم البجا في إخواننا
من هذه القبائل دون غيرها من قبائل شرق السودان الراطنة مثل قبيلتي (الحباب) و(بني عامر)
الناطقتين بلغة التقري هو حصر غير صحيح لأن قبائل(الحباب) و(بني عامر) من أعرق قبائل البجا . وهذا
للأسف ما لا يعرفه كثير من الناس . وهو أمر يحتاج إلى تصحيح وربما كان وقوع قبائل (الحباب وبني عامر) في أقصى
تخوم شرق السودان في المنطقة من جنوب طوكر وحتى قروره ، {مع أن هذه القبائل شهدت نزوحات تاريخية
قديمة من داخل السودان حيث كانت قبيلة "الرقبات" من بني عامر تسكن حول سواكن قبل ألف ومائة سنه
الذين ذكرهم بالاسم المؤرخ والرحالة العربي "ابن حوقل" في كتابه " صورة الأرض" حين مر بسواكن ..
وقبائل بني عامر التي تمتد من أطراف كسلا حتى حدودإقليمي (القاش) و(بركة) في إرتريا}... نقول ربما
كان ذلك سببا في عدم إطلاق اسم (البجا) على أبناء قومية (بني عامر والحباب) ، وكذلك لوقوع مناطق
الهدندوة المتاخمة لوسط السودان ، من ناحية ، ولأن لناطقين بالـ(بداويت) هم الأكثر في السودان (بعكس
الأمر في إرتريا) من ناحية ثانية.إلا أن الانتباه إلى وجوب انطباق لفظ البجا على عموم القو---- هو من الضرورة بمكان . بحيث تكون هناك ثنائية (أدروب - إدريس) كدلالة على (ابن الشرق) كما كان يردد الراحل الكبير المناضل (جون قرنق) لمعرفته العميقة والدقيقة بقوميات السودان . وهذا الوعي يحتاج إلى ثقافة جديدة ورؤية جديدة تتناسب مع مقولة (السودان الجديد) في معناهاالإيجابي ، وهو المعني الذي يدل على الحقوق المتكافئة لأبناء السودان في كل شبر من أرضه أي منأقصى (الجنينة) إلى أقصى (قرورة) ومن أقصى (حلفا) إلى أقصى (نملي)
منقول