من أبحاث المؤتمر العالمي العاشر للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بتركيا 1432هـ - 2011م
د/ إيمان محمد حلواني
أستاذ البكتيريا الطبية
كلية العلوم جامعة الطائف
أ.د / محمد محمود شهيب
أستاذ التقنية الجزيئية
كلية العلوم جامعة الطائف
ملخص البحث
الإسم العلمي للحبة السوداء " نيجيلا ساتيفا " (Nigella sativa). استخدمت كمادة طبيعية معالجة في العديد من الحضارات قبل أكثر من ألفي عام ، فقد جاء في كتاب القانون في الطب لابن سينا ( 980 – 1037هـ ) ما يوضح الأهمية التاريخية للحبة السوداء كحبة نافعة للعلاج
الحبة السوداء في رحاب السنة :
ثبت في الصحيحين من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه – أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام . والسام الموت والحبة السوداء الشونيز . ( صحيح مسلم ، حديث : 2215 ) .
وروى الإمام البخاري في صحيحه عن خالد بن سعد قال خرجنا ومعنا غالب بن أبجر فمرض في الطريق فقدمنا المدينة وهو مريض فعاده بن أبي عتيق فقال لنا : عليكم بهذه الحبيبة السوداء فخذوا منها خمساً أو سبعاً فاسحقوها ثم أقطروها في انفه بقطرات زيت في هذا الجانب وفي هذا الجانب فإن عائشة رضي الله عنها حدثتني أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام . قلت : وما السام ؟ قال : الموت . ( صحيح البخاري ، حديث : 5657 ) .
وجاء في لفظ آخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام ، والسام الموت . (سنن الترمذي ، حديث :2041) .
وفي شرح بعض علماء الحديث لأحاديث الحبة السوداء . قال المناوي ( عليكم بهذه الحبة السوداء ) أي الزموا استعمالها بأكل أو غيره فإن فيها شفاء من كل داء ( عبد العزيز ، 1989 ) .
وقال الحافظ ابن حجر : ( ويؤخذ من ذلك أن معنى كون الحبة شفاء من كل داء أنها لا تستعمل في كل داء صرفاً ، بل ربما استعملت مفردة ، وربما استعملت مركبة ، وربما استعملت مسحوقة وغير مسحوقة ، وربما استعملت أكلاً وشرباً وسعوطاً وضماداً وغير ذلك .
الحقيقة العلمية
هذه الدراسة تعد إضافة علمية إلى سلسلة الأبحاث التي أثبتت دور الحبة السوداء في القضاء معملياً على البكتيريا الممرضة للإنسان والمسببة للتسمم الغذائي . "Antisalmonellosis " . كما يمكن استخدامها كمنشط للمضادات الحيوية لإثبات تأثيرها التعاوني مع الدواء ((synergism effect
وقد اتضح من نتائج هذه الدراسة أن مستخلصات الحبة السوداء الزيتية والمائية احتوت على المركبات الفعالة ضد الميكروبات أهمها القلويدات وبعض المركبات الزيتية العطرية الطيارة والثابتة الثيموكنيون ( TQ ) والهيدروثيموكنيون ( HTQ ) التي تم فصلها معمليا و أثبتت كفاءتها في القضاء على أنواع البكتيريا المعوية ( السالمونيلا ، الشيجلا ، ايشريشيا كولاي وستفيلوكوكس أورياس ) عديدة المقاومة لمضادات الحيوية .
وجه الإعجاز في النص
تؤكد نتائج الدراسة فعالية الحبة السوداء أو مستخلصاتها ضد البكتيريا الممرضة ( كما جاء في لفظه صلى الله عليه وسلم في الحبة ) أي من بذور هذه النبتة فقط وعلى وجه الخصوص ، هذا والله تعالى أعلم . وقد تبينت هذه الحقيقة من خلال التجربة والبرهان لتؤكد مفعول الحبة السوداء في القضاء على البكتيريا الممرضة السالبة والموجبة الجرام . وخاصة بكتيريا السالمونيلا التي تعتبر أحد أهم مسببات التلوث الغذائي في معظم بلدان العالم وبالتالي إمكانية التغلب عليها عند الإصابة بها والشفاء من أعراض التسمم دون مضاعفات .
والجدير بالذكر أنه قد تم التعرف على تأثير بعض مستخلص الحبة السوداء على الجهاز الهضمي ومعالجة حالات الإسهال ، وذلك بآليات حيوية أخرى داخل جسم الإنسان ، يتعاون معها التأثير المباشر للحبة والقاتل للبكتيريا . فقد ثبت أن مكونات مستخلص الأثير البترولي (Petroleum ether fraction ) نافعة جداً لعلاج الإسهال ( diarrhea ) ، الذي يعد أحد أكثر الأعراض تسبباً للوفاة عند الأطفال ولدى مرضى نقص المناعة وكبار السن . فمكونات المستخلص تعمل بآلية فردية وتضاد تشنجات العضلات المعوية ، وذلك عن طريق منع تدفق الكالسيوم داخل العضلة ، والذي يُعد المسئول الرئيسي لعملية الانقباض ، مما يقلل من حركة الأمعاء ويخفف بالتالي من حدة الإسهال مشابهاً بذلك عمل بعض العقاقير الطبية . ( Gilani et al., 2001 )
وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن في الحبة السوداء شفاء من كل داء ، وباعتبار أن العموم هو الأصل لورود الاستثناء بلفظ إلا الموت ، فإن هذا يعني أن في الحبة السوداء على الأقل نسبة من الشفاء لكل داء ، لأن الشفاء هنا نكرة ، ولكن معناه أن فيها قدراً من الشفاء يقل أو يكثر حسب المرض وبإذن الله أولاً وآخراً مصداقاً لما جاء في القرآن العظيم وإذا مرضت فهو يشفين .
هذا والله أعلم بأن معجزات الشفاء من كل داء تستند على ركيزتين هامتين أولاهما معظم الشفاء لدورها غير المباشر، و الفعال في تنشيط الجهاز المناعي عند الإنسان الذي يُعد خط الدفاع الرئيسي لجميع الأمراض وعليه فإن أي خلل في هذا الجهاز يسمح بغزو الميكروبات الشرسة للجسم ويسبب أعراضاً مرضية خطيرة تؤدي في النهاية إلى الوفاة كما في مرض الإيدز مثلاً .
و الثانية التأثيرات الحقيقية المباشرة التي وجدت على أمراض بعينها مثل تأثيرها كمضاد للبكتيريا ,مضادة للالتهابات ,مضادة للسموم ,مضادة لارتفاع السكر وضغط الدم وغيرها .
د/ إيمان محمد حلواني
أستاذ البكتيريا الطبية
كلية العلوم جامعة الطائف
أ.د / محمد محمود شهيب
أستاذ التقنية الجزيئية
كلية العلوم جامعة الطائف
ملخص البحث
الإسم العلمي للحبة السوداء " نيجيلا ساتيفا " (Nigella sativa). استخدمت كمادة طبيعية معالجة في العديد من الحضارات قبل أكثر من ألفي عام ، فقد جاء في كتاب القانون في الطب لابن سينا ( 980 – 1037هـ ) ما يوضح الأهمية التاريخية للحبة السوداء كحبة نافعة للعلاج
الحبة السوداء في رحاب السنة :
ثبت في الصحيحين من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه – أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام . والسام الموت والحبة السوداء الشونيز . ( صحيح مسلم ، حديث : 2215 ) .
وروى الإمام البخاري في صحيحه عن خالد بن سعد قال خرجنا ومعنا غالب بن أبجر فمرض في الطريق فقدمنا المدينة وهو مريض فعاده بن أبي عتيق فقال لنا : عليكم بهذه الحبيبة السوداء فخذوا منها خمساً أو سبعاً فاسحقوها ثم أقطروها في انفه بقطرات زيت في هذا الجانب وفي هذا الجانب فإن عائشة رضي الله عنها حدثتني أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام . قلت : وما السام ؟ قال : الموت . ( صحيح البخاري ، حديث : 5657 ) .
وجاء في لفظ آخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام ، والسام الموت . (سنن الترمذي ، حديث :2041) .
وفي شرح بعض علماء الحديث لأحاديث الحبة السوداء . قال المناوي ( عليكم بهذه الحبة السوداء ) أي الزموا استعمالها بأكل أو غيره فإن فيها شفاء من كل داء ( عبد العزيز ، 1989 ) .
وقال الحافظ ابن حجر : ( ويؤخذ من ذلك أن معنى كون الحبة شفاء من كل داء أنها لا تستعمل في كل داء صرفاً ، بل ربما استعملت مفردة ، وربما استعملت مركبة ، وربما استعملت مسحوقة وغير مسحوقة ، وربما استعملت أكلاً وشرباً وسعوطاً وضماداً وغير ذلك .
الحقيقة العلمية
هذه الدراسة تعد إضافة علمية إلى سلسلة الأبحاث التي أثبتت دور الحبة السوداء في القضاء معملياً على البكتيريا الممرضة للإنسان والمسببة للتسمم الغذائي . "Antisalmonellosis " . كما يمكن استخدامها كمنشط للمضادات الحيوية لإثبات تأثيرها التعاوني مع الدواء ((synergism effect
وقد اتضح من نتائج هذه الدراسة أن مستخلصات الحبة السوداء الزيتية والمائية احتوت على المركبات الفعالة ضد الميكروبات أهمها القلويدات وبعض المركبات الزيتية العطرية الطيارة والثابتة الثيموكنيون ( TQ ) والهيدروثيموكنيون ( HTQ ) التي تم فصلها معمليا و أثبتت كفاءتها في القضاء على أنواع البكتيريا المعوية ( السالمونيلا ، الشيجلا ، ايشريشيا كولاي وستفيلوكوكس أورياس ) عديدة المقاومة لمضادات الحيوية .
وجه الإعجاز في النص
تؤكد نتائج الدراسة فعالية الحبة السوداء أو مستخلصاتها ضد البكتيريا الممرضة ( كما جاء في لفظه صلى الله عليه وسلم في الحبة ) أي من بذور هذه النبتة فقط وعلى وجه الخصوص ، هذا والله تعالى أعلم . وقد تبينت هذه الحقيقة من خلال التجربة والبرهان لتؤكد مفعول الحبة السوداء في القضاء على البكتيريا الممرضة السالبة والموجبة الجرام . وخاصة بكتيريا السالمونيلا التي تعتبر أحد أهم مسببات التلوث الغذائي في معظم بلدان العالم وبالتالي إمكانية التغلب عليها عند الإصابة بها والشفاء من أعراض التسمم دون مضاعفات .
والجدير بالذكر أنه قد تم التعرف على تأثير بعض مستخلص الحبة السوداء على الجهاز الهضمي ومعالجة حالات الإسهال ، وذلك بآليات حيوية أخرى داخل جسم الإنسان ، يتعاون معها التأثير المباشر للحبة والقاتل للبكتيريا . فقد ثبت أن مكونات مستخلص الأثير البترولي (Petroleum ether fraction ) نافعة جداً لعلاج الإسهال ( diarrhea ) ، الذي يعد أحد أكثر الأعراض تسبباً للوفاة عند الأطفال ولدى مرضى نقص المناعة وكبار السن . فمكونات المستخلص تعمل بآلية فردية وتضاد تشنجات العضلات المعوية ، وذلك عن طريق منع تدفق الكالسيوم داخل العضلة ، والذي يُعد المسئول الرئيسي لعملية الانقباض ، مما يقلل من حركة الأمعاء ويخفف بالتالي من حدة الإسهال مشابهاً بذلك عمل بعض العقاقير الطبية . ( Gilani et al., 2001 )
وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن في الحبة السوداء شفاء من كل داء ، وباعتبار أن العموم هو الأصل لورود الاستثناء بلفظ إلا الموت ، فإن هذا يعني أن في الحبة السوداء على الأقل نسبة من الشفاء لكل داء ، لأن الشفاء هنا نكرة ، ولكن معناه أن فيها قدراً من الشفاء يقل أو يكثر حسب المرض وبإذن الله أولاً وآخراً مصداقاً لما جاء في القرآن العظيم وإذا مرضت فهو يشفين .
هذا والله أعلم بأن معجزات الشفاء من كل داء تستند على ركيزتين هامتين أولاهما معظم الشفاء لدورها غير المباشر، و الفعال في تنشيط الجهاز المناعي عند الإنسان الذي يُعد خط الدفاع الرئيسي لجميع الأمراض وعليه فإن أي خلل في هذا الجهاز يسمح بغزو الميكروبات الشرسة للجسم ويسبب أعراضاً مرضية خطيرة تؤدي في النهاية إلى الوفاة كما في مرض الإيدز مثلاً .
و الثانية التأثيرات الحقيقية المباشرة التي وجدت على أمراض بعينها مثل تأثيرها كمضاد للبكتيريا ,مضادة للالتهابات ,مضادة للسموم ,مضادة لارتفاع السكر وضغط الدم وغيرها .