رام الله - دنيا الوطن
آية شاهين للاستقلال
انتشر في الآونة الأخيرة بقطاع غزة وبصورة كبيرة سرطان القولون خاصةً في صفوف الشباب نتيجة التدخين وتناول الشاي والقهوة بكميات كبيرة، ولوحظ تقدم واضح في مجال تشخيص وعلاج سرطان القولون، وأتاحت طريقة تصوير الأشعة الملونة إضافة والتقدم في أجهزة التنظير إمكانية تشخيص المرض في مراحله المبكرة.
والقولون أو ما يسمى بالأمعاء الغليظة، هو الجزء الذي يصل بين الأمعاء الدقيقة والمستقيم ثم الشرج، ويبلغ طوله حوالي خمسة أقدام ووظيفته الأساسية هي امتصاص الماء والغازات المفيدة من الطعام القادم من الأمعاء الدقيقة جزئياً.
قاتل مميت
ويؤكد د. أشرف الأشقر، استشاري ورئيس قسم الجراحة بمستشفى شهداء الأقصى، أن سرطان القولون هو ثالث سرطان قاتل في العالم ويسمى بالقاتل المميت لأنه يظهر فجأة، مشيراً إلى أنه ثالث سرطان قاتل للرجال بعد سرطان الرئة وسرطان البروستاتا، وللنساء بعد سرطان الرئة وسرطان الثدي.
والسرطان هو انتشار غير طبيعي للخلايا السرطانية في الأنسجة الطبيعية للعضو المصاب بالسرطان وتغير في نمو وشكل الأنسجة الطبيعية، بمعنى " أن الخلايا تتحول من سليمة إلى سرطانية".
وعن أسباب ظهور سرطان القولون أوضح د. الأشقر أن سببه غير واضح في بعض الحالات، لكن هناك أسباب مساعدة في ظهوره منها: تكون البولبيات أو اللحميات داخل القولون والتي منها الحميد ومنها ما يتحول إلى سرطان، والتهابات القولون أو تقرحات القولون الداخلية التي يتكون بينها دمامل صغيرة تظهر من خلال المنظار، إضافةً إلى التغير في الجينات، والتغير في طبيعة الغذاء أو النمو الغذائي، وتناول المشروبات الكحولية والتدخين.
ولفت أخصائي الجراحة إلى أن أكلي اللحوم والدهون أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون، في حين أن أكلي الخضروات والفواكه والأطعمة المحتوية على نسبة عالية من الكالسيوم هم أقل عرضة للإصابة بالمرض، علاوةً على الذين يتناولون بعض الأدوية التي تعطى ضد الالتهابات (NSAID) غير استرودية.
وبيّن د.الأشقر أن أعراض سرطان القولون تتمثل في نزيف مع البراز مرئي أو غير مرئي يظهر من خلال التحاليل، وبعض الآلام في البطن مع انتفاخ وتغير في عدد مرات دخول الحمام يصاحبه اضطراب يتمثل في حدوث إسهال يعقبه إمساك والعكس، إضافةً إلى نقص في الوزن وفقر في الدم وانسداد معوي خاصة في القولون الأيسر، مرجعاً ذلك إلى أن القولون العصبي الأيسر حجمه أو قطره أكبر من الأيمن.
وعن كيفية تشخيص سرطان القولون، ذكر د. الأشقر أن تشخيصه يتم من خلال عمل تحليل للبراز يظهر من خلاله وجود نسبة عالية لكرات الدم الحمراء، وعمل منظار للمستقيم والقولون من خلال التصوير بالصبغة، مبيناً أنه في حال ثبوت وجود ورم في المستقيم يضاف إلى ذلك عمل صورة طبقية لمعرفة مدى تأثير المرض على الأجهزة الأخرى لجسم المريض.
وشددّ على أنه في حال ثبوت وجود سرطان القولون عند المريض يجب إجراء جراحة لاستئصال الورم حسب درجته، لافتاً إلى أنه إذا انتشر في بعض الأعضاء يحتاج إلى علاج كيماوي أو إشعاعي حسب الحاجة.
تحاليل دورية
وأكد د. الأشقر أنه في حالة ظهور الأعراض الأولى عند المريض يجب إجراء التحاليل الواردة بشكل دوري ومنتظم، مشيراً إلى أن هناك حالات كثيرة شفيت من المرض في مراحله الأولى وزادت لديها نسبة الحياة بعد التدخل الجراحي وتلقي الإشعاع الكيماوي.
وأكد أن لا علاقة بين مرض القولون العصبي ومرض سرطان القولون كما هو شائع بين الناس، معتبراً أن أعراض ظهور المرض تختلف بين الاثنين.