{وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }البقرة120
مع غمرة الأحداث العالمية، والحركات ضد الإرهاب، ذلك المسمى الذي وراءه ما وراءه من الغايات والنوايا، فقد ألبسوه قميص عثمان، لتظهر كثير من النوايا، وتتكلم الألسنة، وتنفث الأقلام بما تكنُّه الصدور.. وقد برز الكثير من العداوات التي في صدورهم على الإسلام وأهله والخافي الله أعلم به.
لقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما تحدّث عن الفتن التي تأتي كقطع الليل المظلم، وأن بعضها يرقّق بعضاً.
وفي موطن آخر يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أعداء الإسلام، يأتون المسلمين، خلف غايات عديدة، ومقاصد متباينة.. كل هذا من أجل النَّيل منه، وتشويه تعاليمه لتنفير الناس منه.
ذلك أننا نرى إعلامهم يتناقض في مصطلحاته، فمرة يعتبرون الإسلام بتعاليمه، إرهابياً ويدعو للإرهاب، وأخرى: يطالبون بمنع تدريس القرآن الكريم، للطلاب، لأنه ينشئهم على الإرهاب، وثالثة يقتنصون بعض آيات من القرآن الكريم ويطالبون بحذفها من القرآن، ورابعة قد حققوها في بعض ديار الإسلام، ويريدون تعميمها في كل مكان، وذلك بنبذ اللغة العربية، وإبدالها بلغاتهم، وهدفهم وراء ذلك إبعاد ناشئة المسلمين من فهم القرآن، ومقاصده الشرعية.. وتحويل الكتابة من الحروف العربية إلى الحروف اللاتينية.
ثم يأتون بانتقادات متكررة للمملكة العربية السعودية خاصة وللمسلمين عامة: حول حجاب المرأة، وحقوقها، والحدود الشرعية التي تطبّق، والتنقيص من مبادئ الإسلام، وتصيُّد نقاط تصدر مع بعض الأفراد لتعميمها على الإسلام، ليقولوا: إن الإسلام قاصر عن التعامل مع الأمم الأخرى: اقتصادياً وحضارياً وأخلاقيا، واجتماعياً، وحتى سياسياً..
فهم يريدون لأبناء الإسلام السير في ركابهم والتخلي عن مُثُلهم الإسلامية، ليتساووا معهم في البعد عن الله، وعن تطبيق شرعه الذي شرع لعباده، وفي الأساس الوحدانية مع الله في العقيدة والعمل، ونبذ ما يخالف ذلك.
ثم يقولون من باب التهدئة: إننا لسنا ضد المسلمين، وليس الغرب ضد الإسلام والمسلمين، وإنما نحارب الإرهاب.. وقد جعلوا للإرهاب ثوباً بمقاسه، وتفصيلاته لا ينطبق إلا على المسلمين، وعلى تعاليم دين الله الحق: الإسلام، الذي لا يقبل الله من الثقلين: الإنس والجن، ديناً غيره.. كما جاء بذلك نص القرآن الكريم، وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أما اليهود وأعمالهم الإرهابية: قتل النساء والأطفال، هدم البيوت وقطع الأشجار، تجويع الفلسطينيين.. فهو ليس بإرهاب؟
لكنهم مع ذلك يناقضون أنفسهم، فيظهر ما يريدون إخفاءه، وذلك مع هذه المقالة: مرة عندما أعلن أحد زعمائهم قائلاً: الآن عادت الحروب الصليبية، وما كتبه ذوو المكانة عندهم في العلم والرأي في: الواشنطن بوست تحت عنوان: على أميركا أن تحرّر المرأة السعودية، كما حررت المرأة الأفغانية..وغير هذا من الأقوال الكثيرة، التي تطفح بها وسائل الإعلام، الموجهة ضد الإسلام، وتعاليمه ومصدري التشريع فيه: كتاب الله، وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بصفة عامة، وضد المملكة العربية السعودية، وقيادتها خاصة، بعد أن زار سمو الأمير عبدالله أميركا، وقدّم مشروعات إيجابية في حلّ القضية الفلسطينية، وبان أمام العالم، موقف المملكة الثابت، حول القضية الفلسطينية، وأن الإرهاب الحقيقي ليس من الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يقاسي مع الفقر، الاضطهاد والتكالب ضدّه، وانتهاكاً لجميع الأعراف الدولية، بل حتى أعراف وحوش الغابات.. التي تتقيد بمبادئ لا يعرفها الحكام الصهاينة. بإجرامهم وعنجهيتهم، في الإصرار على إبادة الشعب الفلسطيني، وإبعاده عن أرضه..
والتعتيم على قضيته، لتوصف المطالبة بالحقّ ظلماً بالإرهاب.
وما ركّزوا على المملكة وقيادتها، إلا لإدراكهم بأنها ثقل الإسلام، وعون المسلمين، وأنها إذا تراخت في تعاليم الإسلام، وتخلّت عن تطبيق الأحكام الشرعية في الحدود والقصاص، وفي ردع المجرم ومحاربة الفساد، فإن غيرها سهل قيادها في نظرهم.. فهجومهم على المملكة هجوم على الإسلام.. وتعد، على شرع الله الذي شرع لعباده.
وما علموا أن الإسلام يقوى عندما يمتحن، وأن أبناءه يتماسكون، ويعودون إليه بعد غفلة، عندما يشعرون بتحدّي الأعداء.. لأنهم يعرفون أنهم إذا عادوا إلى الله بصدق، واتجهت قلوبهم إلى بارئها، هيأ الله لهم عزاً في نفوسهم، ومهابة في قلوب أعدائهم، فقد نصر الله رسوله على المشركين بالرعب مسيرة شهر، ويقول سبحانه في الحديث القدسي: «أنا عند حسن ظن عبدي بي» وفي الحديث الآخر: «فإن تقرَّب إليّ عبدي شبراً تقرّبت منه ذراعاً، وإن تقرّب إلىَّ ذراعاً تقرّبت منه باعاً، وإن جاءني يمشي جئت إليه هرولة».
واليهود والنصارى مع عداوتهم فيما بينهم، كما أخبر الله عنهم في القرآن الكريم، يزيِّن بعضهم لبعض زخرف القول غروراً، بالأكاذيب، والمواعيد، ليتفقوا ضد الإسلام، باعتباره العدو المشترك بينهم.. مع أن بعضهم يحوك لبعض ليوقع به.. فالغدر ونقض العهود، والأكاذيب والدسائس، من شيمهم..
من سورة البقرة: تنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن اتباع اليهود والنصارى، والتشبه بهم، فيما يختص بالدين، ذلك - وإن كان الخطاب للرسول الكريم، فإن المقصود أمته إلى يوم القيامة - أن اليهود والنصارى سيظلون يحاربون الإسلام وأهله، ويكيدون لهم بغايات متعددة، وطرق متشعبة، ولن يرضوا عنهم إلا أن يحيدوا عن طريقه السليم .. ولا يشرفهم كما قال أحد القساوسة المبشِّرين والأصح المنصِّرين :أن يدخلوا النصرانية، ولا أن يقتربوا من اليهودية.. بل يهمُّهم أن يكون المسلمون متمردين على دينهم، حتى يسهل قيادتهم.. بتشكيكهم في دينهم، وما ذلك إلا أن النصارى واليهود، ليسوا ملتزمين بعقائدهم الأصلية لأنهم اتبعوا الهوى. فانحرف بهم هواهم إلى معاندة الله في شرعه، وإفساد ما جاءهم من الحق.. باتّباعهم الشيطان وأعوانه من الإنس والجن:{إنَّا أّطّعًنّا سّادّتّنّا وّكٍبّرّاءّنّا فّأّضّلٍَونّا السَّبٌيلاً} الأحزاب (67).
إنهم يمكرون، ويمكر الله والله خير الماكرين، وإن الواجب، على كل مسلم أن يدرك مكائدهم، ليزداد تمسكاً بدينه، وتطبيقاً لشرع الله، ولن يضره كيدهم، ولا أكاذيبهم.. فإن النصر مع الصبر، ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً، ما داموا متمسكين بما أمر الله، منتهين عَمّا نهى عنه ورسوله.
عقلاء ولكنهم حمقاء:
ذكر ابن الجوزي في كتابه الحمقى والمغفلين: أن في مقدمة الحمقى إبليس، فإنه كان متعبِّداً، مؤذِّناً للملائكة، فظهر منه من الحمق والغفلة، ما يزيد على كل مغفّل، فإنه لما رأى آدم مخلوقاً من طين، أضمر في نفسه: لئن فضلت عليه لأهلكنّه، ولئن فضّل عليّ لأعصينّه، ولو تدبر الأمر لعلم أنه إن كان الاختيار، قد سبق لآدم لم يطلق مغالبته بحيلة، ولكنه القدر، ونسي المقدار، ثم لو وقف على هذه الحالة، لكان الأمر يحمل على الحسد، ولكن خرج إلى الاعتراض على المالك، بالتخطئة للحكمة، فقال: أرأيت هذا الذي كرّمت عليّ؟
ومجموع المندرج في كلامه: أني أحكم من الحكيم، وأعلم من العليم، وأن الذي فعله من تقديم آدم، ليس بصواب، وهو يعلم يقيناً أنّ علمه، مستفاد من علمه سبحانه، فكأنه يقول: يا من علّمني أنا أعلم منك، ويا من قدّر بتفضيل هذا عليّ، ما فعلت صواباً، فلمّا أعيته الحيل رضي بإهلاك نفسه، فأوثق عقداً بإصراره ثم أخذ مجتهداً في إهلاك غيره.
ومن أعظم الحمق والتغفيل: ما جرى لإخوة يوسف، في قولهم «فأكله الذئب»، ولم يشقُّوا قميصه، وقصتهم مع يوسف في قوله: إن الصّاع يخبرني بكذا وكذا.. ومن التغفيل: ادعاء هاروت وماروت الاستعصام عن الوقوع في الزّلل، ومقاومة الأقدار، فكلما نزلا من السماء، على تلك النيّة، نزلا ووقعا في المعصية.
وأترك هذه المقاييس التي ذكر ابن الجوزي للقارئ ليحكم على منطوق وإعلام اليهود اليوم؟؟!!
مع غمرة الأحداث العالمية، والحركات ضد الإرهاب، ذلك المسمى الذي وراءه ما وراءه من الغايات والنوايا، فقد ألبسوه قميص عثمان، لتظهر كثير من النوايا، وتتكلم الألسنة، وتنفث الأقلام بما تكنُّه الصدور.. وقد برز الكثير من العداوات التي في صدورهم على الإسلام وأهله والخافي الله أعلم به.
لقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما تحدّث عن الفتن التي تأتي كقطع الليل المظلم، وأن بعضها يرقّق بعضاً.
وفي موطن آخر يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أعداء الإسلام، يأتون المسلمين، خلف غايات عديدة، ومقاصد متباينة.. كل هذا من أجل النَّيل منه، وتشويه تعاليمه لتنفير الناس منه.
ذلك أننا نرى إعلامهم يتناقض في مصطلحاته، فمرة يعتبرون الإسلام بتعاليمه، إرهابياً ويدعو للإرهاب، وأخرى: يطالبون بمنع تدريس القرآن الكريم، للطلاب، لأنه ينشئهم على الإرهاب، وثالثة يقتنصون بعض آيات من القرآن الكريم ويطالبون بحذفها من القرآن، ورابعة قد حققوها في بعض ديار الإسلام، ويريدون تعميمها في كل مكان، وذلك بنبذ اللغة العربية، وإبدالها بلغاتهم، وهدفهم وراء ذلك إبعاد ناشئة المسلمين من فهم القرآن، ومقاصده الشرعية.. وتحويل الكتابة من الحروف العربية إلى الحروف اللاتينية.
ثم يأتون بانتقادات متكررة للمملكة العربية السعودية خاصة وللمسلمين عامة: حول حجاب المرأة، وحقوقها، والحدود الشرعية التي تطبّق، والتنقيص من مبادئ الإسلام، وتصيُّد نقاط تصدر مع بعض الأفراد لتعميمها على الإسلام، ليقولوا: إن الإسلام قاصر عن التعامل مع الأمم الأخرى: اقتصادياً وحضارياً وأخلاقيا، واجتماعياً، وحتى سياسياً..
فهم يريدون لأبناء الإسلام السير في ركابهم والتخلي عن مُثُلهم الإسلامية، ليتساووا معهم في البعد عن الله، وعن تطبيق شرعه الذي شرع لعباده، وفي الأساس الوحدانية مع الله في العقيدة والعمل، ونبذ ما يخالف ذلك.
ثم يقولون من باب التهدئة: إننا لسنا ضد المسلمين، وليس الغرب ضد الإسلام والمسلمين، وإنما نحارب الإرهاب.. وقد جعلوا للإرهاب ثوباً بمقاسه، وتفصيلاته لا ينطبق إلا على المسلمين، وعلى تعاليم دين الله الحق: الإسلام، الذي لا يقبل الله من الثقلين: الإنس والجن، ديناً غيره.. كما جاء بذلك نص القرآن الكريم، وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أما اليهود وأعمالهم الإرهابية: قتل النساء والأطفال، هدم البيوت وقطع الأشجار، تجويع الفلسطينيين.. فهو ليس بإرهاب؟
لكنهم مع ذلك يناقضون أنفسهم، فيظهر ما يريدون إخفاءه، وذلك مع هذه المقالة: مرة عندما أعلن أحد زعمائهم قائلاً: الآن عادت الحروب الصليبية، وما كتبه ذوو المكانة عندهم في العلم والرأي في: الواشنطن بوست تحت عنوان: على أميركا أن تحرّر المرأة السعودية، كما حررت المرأة الأفغانية..وغير هذا من الأقوال الكثيرة، التي تطفح بها وسائل الإعلام، الموجهة ضد الإسلام، وتعاليمه ومصدري التشريع فيه: كتاب الله، وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بصفة عامة، وضد المملكة العربية السعودية، وقيادتها خاصة، بعد أن زار سمو الأمير عبدالله أميركا، وقدّم مشروعات إيجابية في حلّ القضية الفلسطينية، وبان أمام العالم، موقف المملكة الثابت، حول القضية الفلسطينية، وأن الإرهاب الحقيقي ليس من الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يقاسي مع الفقر، الاضطهاد والتكالب ضدّه، وانتهاكاً لجميع الأعراف الدولية، بل حتى أعراف وحوش الغابات.. التي تتقيد بمبادئ لا يعرفها الحكام الصهاينة. بإجرامهم وعنجهيتهم، في الإصرار على إبادة الشعب الفلسطيني، وإبعاده عن أرضه..
والتعتيم على قضيته، لتوصف المطالبة بالحقّ ظلماً بالإرهاب.
وما ركّزوا على المملكة وقيادتها، إلا لإدراكهم بأنها ثقل الإسلام، وعون المسلمين، وأنها إذا تراخت في تعاليم الإسلام، وتخلّت عن تطبيق الأحكام الشرعية في الحدود والقصاص، وفي ردع المجرم ومحاربة الفساد، فإن غيرها سهل قيادها في نظرهم.. فهجومهم على المملكة هجوم على الإسلام.. وتعد، على شرع الله الذي شرع لعباده.
وما علموا أن الإسلام يقوى عندما يمتحن، وأن أبناءه يتماسكون، ويعودون إليه بعد غفلة، عندما يشعرون بتحدّي الأعداء.. لأنهم يعرفون أنهم إذا عادوا إلى الله بصدق، واتجهت قلوبهم إلى بارئها، هيأ الله لهم عزاً في نفوسهم، ومهابة في قلوب أعدائهم، فقد نصر الله رسوله على المشركين بالرعب مسيرة شهر، ويقول سبحانه في الحديث القدسي: «أنا عند حسن ظن عبدي بي» وفي الحديث الآخر: «فإن تقرَّب إليّ عبدي شبراً تقرّبت منه ذراعاً، وإن تقرّب إلىَّ ذراعاً تقرّبت منه باعاً، وإن جاءني يمشي جئت إليه هرولة».
واليهود والنصارى مع عداوتهم فيما بينهم، كما أخبر الله عنهم في القرآن الكريم، يزيِّن بعضهم لبعض زخرف القول غروراً، بالأكاذيب، والمواعيد، ليتفقوا ضد الإسلام، باعتباره العدو المشترك بينهم.. مع أن بعضهم يحوك لبعض ليوقع به.. فالغدر ونقض العهود، والأكاذيب والدسائس، من شيمهم..
من سورة البقرة: تنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن اتباع اليهود والنصارى، والتشبه بهم، فيما يختص بالدين، ذلك - وإن كان الخطاب للرسول الكريم، فإن المقصود أمته إلى يوم القيامة - أن اليهود والنصارى سيظلون يحاربون الإسلام وأهله، ويكيدون لهم بغايات متعددة، وطرق متشعبة، ولن يرضوا عنهم إلا أن يحيدوا عن طريقه السليم .. ولا يشرفهم كما قال أحد القساوسة المبشِّرين والأصح المنصِّرين :أن يدخلوا النصرانية، ولا أن يقتربوا من اليهودية.. بل يهمُّهم أن يكون المسلمون متمردين على دينهم، حتى يسهل قيادتهم.. بتشكيكهم في دينهم، وما ذلك إلا أن النصارى واليهود، ليسوا ملتزمين بعقائدهم الأصلية لأنهم اتبعوا الهوى. فانحرف بهم هواهم إلى معاندة الله في شرعه، وإفساد ما جاءهم من الحق.. باتّباعهم الشيطان وأعوانه من الإنس والجن:{إنَّا أّطّعًنّا سّادّتّنّا وّكٍبّرّاءّنّا فّأّضّلٍَونّا السَّبٌيلاً} الأحزاب (67).
إنهم يمكرون، ويمكر الله والله خير الماكرين، وإن الواجب، على كل مسلم أن يدرك مكائدهم، ليزداد تمسكاً بدينه، وتطبيقاً لشرع الله، ولن يضره كيدهم، ولا أكاذيبهم.. فإن النصر مع الصبر، ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً، ما داموا متمسكين بما أمر الله، منتهين عَمّا نهى عنه ورسوله.
عقلاء ولكنهم حمقاء:
ذكر ابن الجوزي في كتابه الحمقى والمغفلين: أن في مقدمة الحمقى إبليس، فإنه كان متعبِّداً، مؤذِّناً للملائكة، فظهر منه من الحمق والغفلة، ما يزيد على كل مغفّل، فإنه لما رأى آدم مخلوقاً من طين، أضمر في نفسه: لئن فضلت عليه لأهلكنّه، ولئن فضّل عليّ لأعصينّه، ولو تدبر الأمر لعلم أنه إن كان الاختيار، قد سبق لآدم لم يطلق مغالبته بحيلة، ولكنه القدر، ونسي المقدار، ثم لو وقف على هذه الحالة، لكان الأمر يحمل على الحسد، ولكن خرج إلى الاعتراض على المالك، بالتخطئة للحكمة، فقال: أرأيت هذا الذي كرّمت عليّ؟
ومجموع المندرج في كلامه: أني أحكم من الحكيم، وأعلم من العليم، وأن الذي فعله من تقديم آدم، ليس بصواب، وهو يعلم يقيناً أنّ علمه، مستفاد من علمه سبحانه، فكأنه يقول: يا من علّمني أنا أعلم منك، ويا من قدّر بتفضيل هذا عليّ، ما فعلت صواباً، فلمّا أعيته الحيل رضي بإهلاك نفسه، فأوثق عقداً بإصراره ثم أخذ مجتهداً في إهلاك غيره.
ومن أعظم الحمق والتغفيل: ما جرى لإخوة يوسف، في قولهم «فأكله الذئب»، ولم يشقُّوا قميصه، وقصتهم مع يوسف في قوله: إن الصّاع يخبرني بكذا وكذا.. ومن التغفيل: ادعاء هاروت وماروت الاستعصام عن الوقوع في الزّلل، ومقاومة الأقدار، فكلما نزلا من السماء، على تلك النيّة، نزلا ووقعا في المعصية.
وأترك هذه المقاييس التي ذكر ابن الجوزي للقارئ ليحكم على منطوق وإعلام اليهود اليوم؟؟!!