[B]بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ثُمَّ يَقْرَأُ ثَلَاثَ آيَاتٍ: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)).
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)).
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)).
أما بعد فهذا الموضوع عن حكم المظاهرات و الخروخ علي الحكام في ضوء القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة أعرضه عليكم لأنه يجب علي المسلم النصيحة لإخوانه و إظهار الحق استنادا إلي كتاب الله و سنة رسوله وإجماع علماء المسلمين قاطبةً قال تعالي (و ما أتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا) وقال: ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) و قال لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر) و قال: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين * وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون)و قال: (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم)
و الموضوع يتناول أولًا :الأدلة
ثانيًا: شبهات
ثالثًا:تحذير هام
أولًا الأدلة من القرآن الكريم:
1( { وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }
من تفسير السعدي : أي وكما ولَّيْنَا الجن المردة وسلطناهم على إضلال أوليائهم من الإنس وعقدنا بينهم عقد الموالاة والموافقة، بسبب كسبهم وسعيهم بذلك.
كذلك من سنتنا أن نولي كل ظالم ظالما مثله، يؤزه إلى الشر ويحثه عليه، ويزهده في الخير وينفره عنه، وذلك من عقوبات الله العظيمة الشنيع أثرها، البليغ خطرها.
والذنب ذنب الظالم، فهو الذي أدخل الضرر على نفسه، وعلى نفسه جنى { وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ } ومن ذلك، أن العباد إذا كثر ظلمهم وفسادهم،ومنْعهم الحقوق الواجبة، ولَّى عليهم ظلمة، يسومونهم سوء [ ص 274 ] العذاب، ويأخذون منهم بالظلم والجور أضعاف ما منعوا من حقوق الله، وحقوق عباده، على وجه غير مأجورين فيه ولا محتسبين.
كما أن العباد إذا صلحوا واستقاموا، أصلح الله رعاتهم، وجعلهم أئمة عدل وإنصاف، لا ولاة ظلم واعتساف.
من تفسير القرطبي: المعنى وكما فعلنا بهؤلاء مما وصفته لكم من استمتاع بعضهم ببعض أجعل بعض الظالمين أولياء بعض، ثم يتبرأ بعضهم من بعض غدا. ومعنى {نُوَلِّي} على هذا نجعل وليا. قال ابن زيد: نسلط ظلمة الجن على ظلمة الإنس. وعنه أيضا: نسلط بعض الظلمة على بعض فيهلكه ويذله. وهذا تهديد للظالم إن لم يمتنع من ظلمه سلط الله عليه ظالما آخر. ويدخل في الآية جميع من يظلم نفسه أو يظلم الرعية، أو التاجر يظلم الناس في تجارته أو السارق وغيرهم. وقال فضيل بن عياض: إذا رأيت ظالما ينتقم من ظالم فقف، وانظر فيه متعجبا. وقال ابن عباس: إذا رضي الله عن قوم ولى أمرهم خيارهم، إذا سخط الله على قوم ولى أمرهم شرارهم. وفي الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من أعان ظالما سلطه الله عليه". وقيل: المعنى نكل بعضهم إلى بعض فيما يختارونه من الكفر، كما نكلهم غدا إلى رؤسائهم الذين لا يقدرون على تخليصهم من العذاب أي كما نفعل بهم ذلك في الآخرة كذلك نفعل بهم في الدنيا.
2) ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ))
من تفسير السعدي رحمه الله(أمر بطاعته وطاعة رسوله وذلك بامتثال أمرهما، الواجب والمستحب، واجتناب نهيهما. وأمر بطاعة أولي الأمر وهم: الولاة على الناس، من الأمراء والحكام والمفتين، فإنه لا يستقيم للناس أمر دينهم ودنياهم إلا بطاعتهم والانقياد لهم، طاعة لله ورغبة فيما عنده، ولكن بشرط ألا يأمروا بمعصية الله، فإن أمروا بذلك فلا طاعة لمخلوق في [ ص 184 ] معصية الخالق. ولعل هذا هو السر في حذف الفعل عند الأمر بطاعتهم وذكره مع طاعة الرسول، فإن الرسول لا يأمر إلا بطاعة الله، ومن يطعه فقد أطاع الله، وأما أولو الأمر فشرط الأمر بطاعتهم أن لا يكون معصية.
ثم أمر برد كل ما تنازع الناس فيه من أصول الدين وفروعه إلى الله وإلى رسوله أي: إلى كتاب الله وسنة رسوله؛ فإن فيهما الفصل في جميع المسائل الخلافية، إما بصريحهما أو عمومهما؛ أو إيماء، أو تنبيه، أو مفهوم، أو عموم معنى يقاس عليه ما أشبهه، لأن كتاب الله وسنة رسوله عليهما بناء الدين، ولا يستقيم الإيمان إلا بهما.
فالرد إليهما شرط في الإيمان فلهذا قال: { إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ } فدل ذلك على أن من لم يرد إليهما مسائل النزاع فليس بمؤمن حقيقة، بل مؤمن بالطاغوت، كما ذكر في الآية بعدها { ذَلِكَ } أي: الرد إلى الله ورسوله { خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا } فإن حكم الله ورسوله أحسن الأحكام وأعدلها وأصلحها للناس في أمر دينهم ودنياهم وعاقبتهم.))
ثانيًا:الأدلة من السنة النبوية الصحيحة:
1) وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، عن النبيِّ صلي الله عليه وسلم ، قَالَ : (( عَلَى المَرْءِ الْمُسْلِمِ السَّمْعُ والطَّاعَةُ فِيمَا أحَبَّ وكَرِهَ ، إِلاَّ أنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيةٍ ، فَإذَا أُمِرَ بِمَعْصِيةٍ فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ )) متفقٌ عَلَيْهِ . - أخرجه : البخاري 9/78 ( 7144 ) ، ومسلم 6/15 ( 1839 ) ( 38 ) .
2) و عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قَالَ : كُنَّا إِذَا بَايَعْنَا رسولَ الله صلي الله عليه وسلم عَلَى السَّمعِ والطَّاعَةِ ، يَقُولُ لَنَا : (( فِيمَا اسْتَطَعْتُمْ )) متفقٌ عَلَيْهِ . أخرجه : البخاري 9/96 ( 7202 ) ، ومسلم 6/29 ( 1867 ) ( 90 ) .
.
3) عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قَالَ : سَمِعْتُ رسول الله صلي الله عليه وسلم ، يقول : (( مَنْ خَلَعَ يَداً مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ حُجَّةَ لَهُ ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ في عُنُقِهِ بَيْعَةٌ ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً )).
وفي رواية لَهُ : (( وَمَنْ مَاتَ وَهُوَ مُفَارِقٌ لِلجَمَاعَةِ ، فَإنَّهُ يَمُوتُ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً )) .
(( المِيتَةُ )) بكسر الميم .
أخرجه : مسلم 6/22 ( 1851 ) ( 58 ) عن ابن عمر . والرواية الثانية 6/20 ( 1848 ) ( 53 ) عن أبي هريرة .
4) وعن أنسٍ رضي الله عنه ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله صلي الله عليه وسلم : (( اسْمَعُوا وأطِيعُوا ، وَإنِ استُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشيٌّ ، كأنَّ رأْسَهُ زَبيبةٌ )) أخرجه : البخاري 9/78 ( 7142 )
5) وعن أَبي هريرة رضي الله عنه ، قَالَ : قَالَ رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( عَلَيْكَ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ في عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ ، وَأثَرَةٍ عَلَيْكَ )) أخرجه : مسلم 6/14 ( 1836 ) ( 35 )
.
6) وعن عبدِ اللهِ بن عمرو رضي الله عنهما ، قَالَ : كنا مَعَ رسول الله صلي الله عليه وسلم في سَفَرٍ ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً ، فَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ خِبَاءهُ ، وَمِنّا مَنْ يَنْتَضِلُ ، وَمِنَّا مَنْ هُوَ في جَشَرِهِ ، إذْ نَادَى مُنَادِي رسولِ الله صلي الله عليه وسلم : الصَّلاةَ جَامِعَةً. فَاجْتَمَعْنَا إِلَى رسولِ الله صلي الله عليه وسلم ، فَقَالَ : (( إنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبيٌّ قَبْلِي إِلاَّ كَانَ حَقّاً عَلَيْهِ أنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ ، وَيُنْذِرَهُم شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ . وَإنَّ أُمَّتَكُمْ هذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا في أوَّلِهَا ، وَسَيُصيبُ آخِرَهَا بَلاَءٌ وَأمُورٌ تُنْكِرُونَهَا ، وَتَجِيءُ فِتنَةٌ يُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضاً ، وَتَجِيءُ الفتنَةُ فَيقُولُ المُؤْمِنُ : هذه مُهلكتي ، ثُمَّ تنكشفُ ، وتجيء الفتنةُ فيقولُ المؤمنُ : هذِهِ هذِهِ . فَمَنْ أحَبَّ أنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ، ويُدْخَلَ الجَنَّةَ، فَلْتَأتِهِ منيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنَ باللهِ واليَوْمِ الآخِرِ ، وَلْيَأتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أنْ يُؤتَى إِلَيْهِ. وَمَنْ بَايَعَ إمَاماً فَأعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ ، وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ ، فَلْيُطِعْهُ إن استَطَاعَ ، فإنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنْقَ الآخَرِ )) أخرجه : مسلم 6/18 ( 1844 ) ( 46 )
قَوْله : (( يَنْتَضِلُ )) أيْ : يُسَابِقُ بالرَّمْي بالنَّبل والنُّشَّاب . وَ(( الجَشَرُ )) : بفتح الجيم والشين المعجمة وبالراء ، وهي : الدَّوابُّ الَّتي تَرْعَى وَتَبِيتُ مَكَانَهَا . وَقَوْلُه : (( يُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضاً )) أيْ : يُصَيِّرُ بَعْضُهَا بَعْضَاً رقيقاً : أيْ خَفِيفاً لِعِظَمِ مَا بَعْدَهُ ، فالثَّانِي يُرَقّقُ الأَوَّلَ . وقيل مَعنَاهُ يُشَوِّقُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ بتحسينهَا وَتَسويلِهَا ، وقيل : يُشبِهُ بَعْضُها بَعضاً .
7) وعن أَبي هُنَيْدَةَ وَائِلِ بن حُجرٍ رضي الله عنه ، قَالَ : سَألَ سَلَمَةُ بن يَزيدَ الجُعفِيُّ رسولَ الله صلي الله عليه وسلم ، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ الله ، أرأيتَ إنْ قامَت عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسألُونَا حَقَّهُم ، وَيمْنَعُونَا حَقَّنَا ، فَمَا تَأْمُرُنَا ؟ فَأعْرَضَ عنه ، ثُمَّ سَألَهُ ، فَقَالَ رسولُ الله صلي الله عليه وسلم : (( اسْمَعْوا وَأَطِيعُوا ، فإنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا ، وَعَلَيْكُمْ مَا حملْتُمْ )) أخرجه : مسلم 6/19 ( 1846 ) ( 49)
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله صلي الله عليه وسلم : (( إنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي أثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا ! )) قالوا : يَا رسول الله ، كَيْفَ تَأمُرُ مَنْ أدْرَكَ مِنَّا ذَلِكَ ؟ قَالَ : (( تُؤَدُّونَ الحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ ، وَتَسْأَلُونَ اللهَ الَّذِي لَكُمْ )) أخرجه : البخاري 4/241 ( 3603 ) ، ومسلم 6/71 ( 1843 ) .
(( وَالأَثَرَةُ )) : الانْفِرادُ بالشَّيءِ عَمنَ لَهُ فِيهِ حَقٌّ
أي أنه يستولي على المسلمين ولاة يستأثرون بأموال المسلمين يصرفونها كما شاءوا ويمنعون المسلمين حقهم فيها . والواجب على المسلمين في ذلك السمع والطاعة وعدم الإثارة وعدم التشويش عليهم واسألوا الحق الذي لكم من الله. شرح رياض الصالحين لابن عثيمين 1/127
9)وعن أَبي هريرة رضي الله عنه ، قَالَ : قَالَ رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( مَنْ أطَاعَنِي فَقَدْ أطَاعَ اللهَ ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللهَ ، وَمَنْ يُطِعِ الأَمِيرَ فَقَدْ أطَاعَنِي ، وَمَنْ يَعصِ الأميرَ فَقَدْ عَصَانِي )) أخرجه : البخاري 9/77 ( 7137 ) ، ومسلم 6/13 ( 1835 ) ( 32 ) .
10) وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم ، قَالَ : (( مَنْ كَره مِنْ أمِيرِهِ شَيْئاً فَلْيَصْبِرْ ، فَإنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلطَانِ شِبْراً مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً )) أخرجه : البخاري 9/59 ( 7053 ) ، ومسلم 6/21 ( 1849 ) ( 55 )
11) وعن أَبي بكرة رضي الله عنه ، قَالَ : سَمِعْتُ رسول الله صلي الله عليه وسلم ، يقول : (( مَنْ أهانَ السُّلطَانَ أَهَانَهُ الله )) أخرجه : الترمذي ( 2224 ) . وقال : (( حديث حسن غريب )) ]صحيح الجامع6111[
12) وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون". قالوا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟ قال: "أوفوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم" صحيح البخاري برقم (3455)، وصحيح مسلم برقم (1842).
13) وعن ابن عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من خلع يدا من طاعة ، لقي الله يوم القيامة لا حجة له ، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية " . رواه مسلم .
ثالثا :أقوال العلماء الأجلاء و إجماعهم:
1) فتوي للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
السؤال: بالنسبة إذا كان حاكم يحكم بغير ما أنزل الله ثم سمح لبعض الناس أن يعملوا مظاهرة تسمى عصامية مع ضوابط يضعها الحاكم نفسه ويمضي هؤلاء الناس على هذا الفعل، وإذا أنكر عليهم هذا الفعل؛ قالوا: نحن ما عارضنا الحاكم ونفعل برأي الحاكم، هل يجوز هذا شرعًا مع وجود مخالفة النص؟
الجواب:
عليك باتباع السلف، إن كان هذا موجودًا عند السلف فهو خير، وإن لم يكن موجوداً فهو شر،
ولا شك أن المظاهرات شر؛ لأنها تؤدي إلى الفوضى من المتظاهرين ومن الآخرين، وربما يحصل فيها اعتداء؛ إما على الأعراض، وإما على الأموال، وإما على الأبدان؛ لأن الناس في خضم هذه الفوضوية قد يكون الإنسان كالسكران لا يدري ما يقول ولا ما يفعل فالمظاهرات
كلها شر سواء أذن فيها الحاكم أو لم يأذن. وإذن بعض الحكام بها ما هي إلا دعاية
، وإلا لو رجعت إلى ما في قلبه لكان يكرهها أشد كراهة، لكن يتظاهر بأنه كما يقول: ديمقراطي وأنه قد فتح باب الحرية للناس، وهذا ليس من طريقة السلف.
2) قال الشيخ ابن باز– رحمه الله –: ( فالأسلوب الحسن من أعظم الوسائل لقبول الحق ، والأسلوب السيء العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق ، وعدم قبوله ، أو إثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات ، ويلحق بهذا الباب ما يفعله بعض الناس من المظاهرات ؛ التي تسبب شراً عظيماً على الدعاة ، فالمسيرات في الشوارع والهتافات ؛ ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة ، فالطريق الصحيح بالزيارة والمكاتبات بالتي هي أحسن ، فتنصح الرئيس والأمير وشيخ القبيلة بهذه الطريقة ، لا بالعنف والمظاهرة ، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – مكث في مكة ثلاث عشرة سنة ، لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ، ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم ، واغتيالهم ، ولا شك أن هذا الأسلوب يضر بالدعوة والدعاة ، ويمنع انتشارها ، ويحمل الرؤساء والكبار على معاداتها ، ومضادتها بكل ممكن ، فهم يريدون الخير بهذا الأسلوب ، لكن يحصل به ضده ، فكون الداعي إلى الله يسلك مسلك الرسل وأتباعهم ، ولو طالت المدة أولى من عمل يضر بالدعوة ويضايقها ، أو يقضي عليها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله)[ مجلة-البحوث –الإسلامية–العدد-38-ص310
وسئل – رحمه الله - : هل المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة ؟
فأجاب – رحمه الله - : لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج ، ولكنها من أسباب الفتن ، ومن أسباب الشرور ، ومن أسباب ظلم بعض الناس ، والتعدي على بعض الناس بغير حق ، ولكن الأسباب الشرعية المكاتبة ، والنصيحة ، والدعوة إلى الخير بالطرق السليمة هكذا سلك أهل العلم ، وهكذا أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – وأتباعهم بإحسان ، بالمكاتبة ، والمشافهة مع المخطئين ، ومع الأمير ومع السلطان ، بالاتصال به ومناصحته والمكاتبة له ، دون التشهــير في المنابر وغيرها ؟ بأنه فعل كذا وصار منه كذا ، والله المستعان .
[ نقلاً عن شريط بعنوان – مقتطعات من أقوال العلماء - ].
3) قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله:
:: قد ذكر الشارح (الإمام الطحاوي رحمه الله) في ذلك أحاديث كثيرة , تراها مخرجة في كتابه , ثم قال :: " و أما لزوم طاعتهم و إنجاروا , فلأنه يترتب على الخروج عن طاعتهم من المفاسد أضعاف ما يحصل من جورهم , بلفي الصبر على جورهم تكفير للسيئات , فإن الله تعالى ما سلطهم علينا إلا لفسادأعمالنا ,, و الجزاء من جنس العمل ,, فعلينا الاجتهاد في الاستغفار و التوبة وإصلاح العمل ,, قال تعالى :: { و كذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون} [ الأنعام : 129]
فإذا أراد الرعية أن يتخلصوا من الأمير الظالم, فليتركواالظلمو في هذا بيان لطريقالخلاص من ظلم الحكام الذين هم " من جلدتنا و يتكلمون بألسنتنا" و هو أن يتوبالمسلمون إلى ربهم , و يصححوا عقيدتهم , و يربوا أنفسهم و أهليهم على الإسلامالصحيح ,و تحقيقا لقوله تعالى :: { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} [ الرعد:11] و إلى ذلك أشار أحد الدعاة المعاصرين قوله :: " أقيموا دولة الإسلام فيقلوبكم , تقم لكم على أرضكم " - و ليس طريق الخلاص ما يتوهم بعض الناس , و هوالثورة بالسلاح على الحكـــــــام , بواسطة الانقلابات العسكرية , فإنها مع كونهامن بدع العصر الحاضر ,, فهي مخالفة للنصوص الشرعية التي منها الأمر بتغيير مابالأنفس , و كذلك فلا بد من إصلاح القاعدة لتأسيس البناء عليها { و لينصرن الله منينصره إن الله لقوي عزيز} [ الحج : 40]
4) قال الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
:: هذه مسألة عظيمة , فمن أصول أهلالسنة و الجماعة : أنهم لا يرون الخروج على ولاة أمر المسلمين { يا أيها الذينآمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم} [ النساء : 59] -- و قالعليه الصلاة و السلام :: " من يطع الأمير فقد أطاعني , و من يعص الأمير فقد عصاني " [ البخاري رقم 2957//و مسلم 1835[
فلا يجوز الخروج عليهم , و لو كانوا فساقا لأنهم انعقدت بيعتهم , و ثبتتوَلايتهم , و في الخروج عليهم و لو كانوا فساقا مفــــاسد عظيمة : من شق العصا ,, واختلاف الكلمة ,, و اختلال الأمن ,, و تسلط الكفار علىالمسلمين.
- قال شيخ الإسلام رحمهالله تعالى : " ما خرج قوم على إمامهم إلا كانت حالتهم بعد الخروج أســوأ من حالتهمقبل الخروج" أو كما ذكر.
و هذا حتىعند الكفار , إذا قاموا على ولي أمرهم و خرجوا عليه , فإنه يختل أمنهم و يصبحون فيقتل و قتيل , و لا يقر لهم قرار ,, كما هو مشاهد من الثورات التي حدثت في التاريخ , فكيف بالخروج على إمام المسلمين؟؟ فلا يجوز الخروج على الأئمة و إن كانوا فساقا مالم يخرجوا عن الدين,, قال عليه الصلاة و السلام :: " اسمعوا و أطيعوا إلا أن ترواكفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان " [ البخاري (7056) و مسلم (1709)]
فالفسق و المعاصي لا توجبالخروج عليهم , خلافا للخوارج و المعتزلة الذين يرون الخروج عليهم إن كان عندهممعاص و حصل منهم فسق ,, فيقولون ::هذا هو الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر , ويقصدون به الخروج على ولاة أمور المسلمين.
5) قال الإمام ابن عبدالبر -رحمه الله-: (( فالصبرعلى طاعة الإمام الجائر أولى من الخروج عليه، لأنّ في منازعته والخروج عليه: استبدال الأمن بالخوف، وإراقة الدماء، وانطلاق أيدي الدهماء، وتبييت الغارات علىالمسلمين، والفساد في الأرض، وهذا أعظم من الصبر على جور الجائر )) الاستذكار (14/41)
6)قال العلامة المعلمي -رحمه الله-: (( ومن كان يكرهه (أي: الخروجعلى الولاة) يرى أنّه شق لعصا المسلمين، وتفريق لكلمتهم، وتشتيت لجماعتهم، وتمزيقلوحدتهم، وشغل لهم بقتل بعضهم بعضاً، فتهن قوّتهم وتقوى شوكة عدوّهم، وتتعطّلثغورهم، فيستولي عليها الكفار، ويقتلون من فيها من المسلمين، ويذلّونهم، وقد يستحكمالتنازع بين المسلمين فتكون نتيجة الفشل المخزي لهم جميعاً، وقد جرّب المسلمونالخروج فلم يروا منه إلا الشرّ... )) الموافقات (5/150-151)
7)قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمهالله-:ولعله لا يكاد يعرفطائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذيأزالتهالمنهاج (3\391)
وقال}: المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لا يرون الخروج على الأئمة وقتالهمبالسيف وإن كان فيهم ظلم{منهاج السنة النبوية 3/390
قال الإمام النووي رحمه الله:}لا يجوز الخروج على الخلفاء بمجرد الظلم أو الفسق ما لم يغيرواشيئاً من قواعد الإسلام{شرح صحيح مسلم (12/195)
شبهات و الرد عليها:
1)وقد ترد شبهة فيقال: لا تكون الإمامة إلا بالاختيار والرضى من الرعيّة .
فنقول : هذا الكلام لا يَرد إلا من اثنين:
إما جاهل بالسنة: فهذا يُبيّن له الأمر، ونسأل الله أن يشرح صدره.
وإما صاحب هوى عرف الحق وعاند: فهذا ليس في مخاطبته حيلة.
وردًّا على هذه الشبهة؛ نقول- وبالله نستعين-: ليعلم الجميع من طلبة العلم وعامة الناس أنّ الخلافة والإمامة تنعقد بأمور:
إما بالاختيار لمن هو أولى وأفضل، كما حدث لأبي بكر الصديق t .
وإما بعهد الأول إلى الثاني، كما عهد أبو بكر إلى عمر رضي الله عنهما.
وإما بالعهد إلى نفر معروفين معيّنين لاختيار واحد منهم، كما عهد عمر t إلى أصحاب الشورى.
ثم لما استشهد عثمان بايعوا عليًّا رضي الله عنهما .
وإما بالغلبة والسيف، كما هو في عهد بني أمية وغيرهم؛ فقد حصلت الخلافة لبني أمية في الأندلس، والخلافة قائمة في بغداد للعباسيين ، والأئمة والعلماء متوافرون، منهم: حميد الطويل، وشعبة بن الحجاج، والثوري ، وحمّاد بن سلمة، وإسماعيل ابن عياش، وابن المبارك، وابن عييينة، ويحي القطان، والليث بن سعد، وغيرهم.
ولم يقل أحد منهم بإبطال قيام خلافة الأندلس، والبيعة لخليفتها.
ولا ننسَ أن لازم هذا المذهب- أي : أن الإمامة لا تكون إلا بالرضى- إبطال لخلافة علي وابنه الحسن رضي الله عنهما، الذي آلت إليه الخلافة بعد مقتل أبيه؛ إذ لم تجتمع جميع الأمة على بيعتهما. فتأمّّل وتدبر !!!.للشيخ الشوكاني رحمه الله (السيل الجرار )
2) يقول الإمام: إسماعيل بن يحي المزني في رسالته "شرح السنّة" إلى أهل طرابلس المغرب: (( والطاعة لأولي الأمر فيما كان عندالله – عزّ وجل- مرضيًّا، واجتناب ما كان عند الله مسخطًا )) .
قد يقول قائل: كيف وإن جاروا، وإن ظلموا، فلن يسعنا السكوت على الظلم والفسق.
فالجواب على ذلك : أن نرد الاختلاف والتنازع إلى كتاب الله وسنة رسوله e؛ قال تعالى-:] فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُول[ الآية ؛ فعلى هذا فإن الله- تعالى – أمرنا أن نطيـع وليّ الأمر في غير معصية، قال – عز وجـل -:] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ [، وقال e: (( بل اسمع وأطع، وإن أكلوا مالك، وضربوا ظهرك )) انظر الفتح : ( 13/8 ) .
يقول شارح" الطحاوية "( ص:381 ) (( وأما لزوم طاعتهم وإن جاروا: فلأنه يترتّب على الخروج من طاعتهم من المفاسد أضعاف ما يحصل من جَورهم، بل في الصـبر على جورهم تكفـير السيئـات، ومضاعفة الأجور، فإن الله - تعالى -
ما سلّطهم علينا إلا لفساد أعمالنا، والجزاء من جنس العمل. فعلينا الاجتهاد في الاستغفار والتوبة وإصلاح العمل )) .
3 ) قد يقول قائل كيف تكون طريقة الإصلاح ؟
قال الله عز و جل:((إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ))] سورة الرعد 11[
من تفسير القرطبي: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" أخبر الله تعالى في هذه الآية أنه لا يغير ما بقوم حتى يقع منهم تغيير، إما منهم أو من الناظر لهم، أو ممن هو منهم بسبب؛ كما غير الله بالمنهزمين يوم أحد بسبب تغيير الرماة بأنفسهم، إلى غير هذا من أمثلة الشريعة؛ فليس معنى الآية أنه ليس ينزل بأحد عقوبة إلا بأن يتقدم منه ذنب، بل قد تنزل المصائب بذنوب الغير؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: وقد(سئل أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث). والله أعلم.من تفسير الدرر المنثور: وأخرج أبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } قال : إنما يجيء التغيير من الناس ، والتيسير من الله ، فلا تغيروا ما بكم من نعم الله .
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن إبراهيم - رضي الله عنه - قال : أوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل ، أن قل لقومك أنه ليس من أهل قرية ولا من أهل بيت يكونون على طاعة الله فيتحوّلون إلى معصية الله ، إلا تحوّل الله مما يحبون إلى ما يكرهون ، ثم قال : إن تصديق ذلك في كتاب الله تعالى { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } .
وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن أبي هلال - رضي الله عنه - قال : بلغني أن نبياً من الأنبياء عليهم السلام ، لما أسرع قومه في المعاصي قال لهم : اجتمعوا إلي لأبلغكم رسالة ربي ، فاجتمعوا إليه وفي يده فخارة فقال : إن الله تبارك وتعالى يقول لكم إنكم قد عملتم ذنوباً قد بلغت السماء ، وإنكم لا تتوبون منها وتنزعون عنها إلا إن كسرتم كما تكسر هذه . فألقاها فانكسرت وتفرقت ، ثم قال : وأفرقكم حتى لا ينتفع بكم ، ثم أبعث عليكم من لا حظ له فينتقم لي منكم ، ثم أكون الذي أنتقم لنفسي بعد .
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - قال : إن الحجاج عقوبة ، فلا تستقبلوا عقوبة الله بالسيف ، ولكن استقبلوها بتوبة وتضرع واستكانة .
وأخرج أبو الشيخ ، عن مالك بن دينار - رضي الله عنه - قال : كلما أحدثتم ذنباً ، أحدث الله لكم من سلطانكم عقوبة .
وأخرج أبو الشيخ ، عن مالك بن دينار - رضي الله عنه - قال : قرأت في بعض الكتب : « إني أنا الله مالك الملوك ، قلوب الملوك بيدي ، فلا تشغلوا قلوبكم بسبب الملوك ، وادعوني أعطفهم عليكم »
___________________________
تحذير: لابد لنا أن نعرف و نكون علي دراية بكيد الكائين لنا:أحد بروتوكولات صهيون
البروتكول التاسع عشر:
اننا سنحرم على الافراد ان يصيروا منغمسين في السياسة، ولكننا من جهة أخرى، سنشجع كل نوع لتبليغ الاقتراحات أو عرضها ما دامت تعمل على تحسين الحياة الاجتماعية والقومية كي توافق عليها الحكومة وبهذه الوسيلة اذن سنعرف أخطاء حكومتنا والمثل العليا لرعايانا، وسنجيب على هذه الاقتراحات إما بقبولها، واما بتقديم حجة قوية ـ إذا لم تكن مقنعة ـ للتدليل على انها مستحيلة التحقيق، ومؤسسة على تصوير قصير النظر للأمور.
ان الثورة Sedition ليس أكثر من نباح كلب على فيل، ففي الحكومة المنظمة تنظيماً حسناً من وجهة النظر الاجتماعية لا من وجهة النظر إلى بوليسها، ينبح الكلب على الفيل[1] من غير أن يحقق قدرته. وليس على الفيل الا ان يظهر قدرته بمثل واحد متقن حتى تكف الكلاب عن النباح، وتشرع في البصبصة[2] بأذنابها عندما ترى الفيل.
ولكي ننزع عن المجرم السياسي تاج شجاعته سنضعه في مراتب المجرمين الآخرين بحيث يستوي مع اللصوص والقتلة والانواع الأخرى من الأشرار المنبوذين المكروهين.
وعندئذ سينظر الرأي العام عقلياً إلى الجرائم السياسية في الضوء ذاته الذي ينظر فيه إلى الجرائم العادية، وسيصمها وصمة العار والخزي التي يصم بها الجرائم العادية بلا تفريق.
وقد بذلنا اقصى جهدنا لصد الأممين على اختيار هذا المنهج الفريد في معاملة الجرائم السياسية. ولكي نصل إلى هذه الغاية ـ استخدمنا الصحافة، والخطابة العامة، وكتب التاريخ المدرسية الممحصة بمهارة، واوحينا اليهم بفكرة ان القاتل السياسي شهيد، لأنه مات من أجل فكرة السعادة الإنسانية. وأن مثل هذا الاعلان قد ضاعف عدد المتمردين، وانفتحت طبقات وكلائنا بآلاف من الامميين
ختامًا يجب علينا اتباع القرآن الكريم و السنة النبوية و هدي سلفنا الصالح و لا نزيغ عنهم و أن نسمع و نطيع قال تعالي: (فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون) و قال سبحانه: ((وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهمالخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا)
.اللهم ردنا إلي دينك و أعد الأمن إلي بلاد الإسلام
و الله ولي التوفيق [/SIZE]
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ثُمَّ يَقْرَأُ ثَلَاثَ آيَاتٍ: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)).
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)).
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)).
أما بعد فهذا الموضوع عن حكم المظاهرات و الخروخ علي الحكام في ضوء القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة أعرضه عليكم لأنه يجب علي المسلم النصيحة لإخوانه و إظهار الحق استنادا إلي كتاب الله و سنة رسوله وإجماع علماء المسلمين قاطبةً قال تعالي (و ما أتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا) وقال: ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) و قال لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر) و قال: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين * وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون)و قال: (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم)
و الموضوع يتناول أولًا :الأدلة
ثانيًا: شبهات
ثالثًا:تحذير هام
أولًا الأدلة من القرآن الكريم:
1( { وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }
من تفسير السعدي : أي وكما ولَّيْنَا الجن المردة وسلطناهم على إضلال أوليائهم من الإنس وعقدنا بينهم عقد الموالاة والموافقة، بسبب كسبهم وسعيهم بذلك.
كذلك من سنتنا أن نولي كل ظالم ظالما مثله، يؤزه إلى الشر ويحثه عليه، ويزهده في الخير وينفره عنه، وذلك من عقوبات الله العظيمة الشنيع أثرها، البليغ خطرها.
والذنب ذنب الظالم، فهو الذي أدخل الضرر على نفسه، وعلى نفسه جنى { وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ } ومن ذلك، أن العباد إذا كثر ظلمهم وفسادهم،ومنْعهم الحقوق الواجبة، ولَّى عليهم ظلمة، يسومونهم سوء [ ص 274 ] العذاب، ويأخذون منهم بالظلم والجور أضعاف ما منعوا من حقوق الله، وحقوق عباده، على وجه غير مأجورين فيه ولا محتسبين.
كما أن العباد إذا صلحوا واستقاموا، أصلح الله رعاتهم، وجعلهم أئمة عدل وإنصاف، لا ولاة ظلم واعتساف.
من تفسير القرطبي: المعنى وكما فعلنا بهؤلاء مما وصفته لكم من استمتاع بعضهم ببعض أجعل بعض الظالمين أولياء بعض، ثم يتبرأ بعضهم من بعض غدا. ومعنى {نُوَلِّي} على هذا نجعل وليا. قال ابن زيد: نسلط ظلمة الجن على ظلمة الإنس. وعنه أيضا: نسلط بعض الظلمة على بعض فيهلكه ويذله. وهذا تهديد للظالم إن لم يمتنع من ظلمه سلط الله عليه ظالما آخر. ويدخل في الآية جميع من يظلم نفسه أو يظلم الرعية، أو التاجر يظلم الناس في تجارته أو السارق وغيرهم. وقال فضيل بن عياض: إذا رأيت ظالما ينتقم من ظالم فقف، وانظر فيه متعجبا. وقال ابن عباس: إذا رضي الله عن قوم ولى أمرهم خيارهم، إذا سخط الله على قوم ولى أمرهم شرارهم. وفي الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من أعان ظالما سلطه الله عليه". وقيل: المعنى نكل بعضهم إلى بعض فيما يختارونه من الكفر، كما نكلهم غدا إلى رؤسائهم الذين لا يقدرون على تخليصهم من العذاب أي كما نفعل بهم ذلك في الآخرة كذلك نفعل بهم في الدنيا.
2) ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ))
من تفسير السعدي رحمه الله(أمر بطاعته وطاعة رسوله وذلك بامتثال أمرهما، الواجب والمستحب، واجتناب نهيهما. وأمر بطاعة أولي الأمر وهم: الولاة على الناس، من الأمراء والحكام والمفتين، فإنه لا يستقيم للناس أمر دينهم ودنياهم إلا بطاعتهم والانقياد لهم، طاعة لله ورغبة فيما عنده، ولكن بشرط ألا يأمروا بمعصية الله، فإن أمروا بذلك فلا طاعة لمخلوق في [ ص 184 ] معصية الخالق. ولعل هذا هو السر في حذف الفعل عند الأمر بطاعتهم وذكره مع طاعة الرسول، فإن الرسول لا يأمر إلا بطاعة الله، ومن يطعه فقد أطاع الله، وأما أولو الأمر فشرط الأمر بطاعتهم أن لا يكون معصية.
ثم أمر برد كل ما تنازع الناس فيه من أصول الدين وفروعه إلى الله وإلى رسوله أي: إلى كتاب الله وسنة رسوله؛ فإن فيهما الفصل في جميع المسائل الخلافية، إما بصريحهما أو عمومهما؛ أو إيماء، أو تنبيه، أو مفهوم، أو عموم معنى يقاس عليه ما أشبهه، لأن كتاب الله وسنة رسوله عليهما بناء الدين، ولا يستقيم الإيمان إلا بهما.
فالرد إليهما شرط في الإيمان فلهذا قال: { إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ } فدل ذلك على أن من لم يرد إليهما مسائل النزاع فليس بمؤمن حقيقة، بل مؤمن بالطاغوت، كما ذكر في الآية بعدها { ذَلِكَ } أي: الرد إلى الله ورسوله { خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا } فإن حكم الله ورسوله أحسن الأحكام وأعدلها وأصلحها للناس في أمر دينهم ودنياهم وعاقبتهم.))
ثانيًا:الأدلة من السنة النبوية الصحيحة:
1) وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، عن النبيِّ صلي الله عليه وسلم ، قَالَ : (( عَلَى المَرْءِ الْمُسْلِمِ السَّمْعُ والطَّاعَةُ فِيمَا أحَبَّ وكَرِهَ ، إِلاَّ أنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيةٍ ، فَإذَا أُمِرَ بِمَعْصِيةٍ فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ )) متفقٌ عَلَيْهِ . - أخرجه : البخاري 9/78 ( 7144 ) ، ومسلم 6/15 ( 1839 ) ( 38 ) .
2) و عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قَالَ : كُنَّا إِذَا بَايَعْنَا رسولَ الله صلي الله عليه وسلم عَلَى السَّمعِ والطَّاعَةِ ، يَقُولُ لَنَا : (( فِيمَا اسْتَطَعْتُمْ )) متفقٌ عَلَيْهِ . أخرجه : البخاري 9/96 ( 7202 ) ، ومسلم 6/29 ( 1867 ) ( 90 ) .
.
3) عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قَالَ : سَمِعْتُ رسول الله صلي الله عليه وسلم ، يقول : (( مَنْ خَلَعَ يَداً مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ حُجَّةَ لَهُ ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ في عُنُقِهِ بَيْعَةٌ ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً )).
وفي رواية لَهُ : (( وَمَنْ مَاتَ وَهُوَ مُفَارِقٌ لِلجَمَاعَةِ ، فَإنَّهُ يَمُوتُ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً )) .
(( المِيتَةُ )) بكسر الميم .
أخرجه : مسلم 6/22 ( 1851 ) ( 58 ) عن ابن عمر . والرواية الثانية 6/20 ( 1848 ) ( 53 ) عن أبي هريرة .
4) وعن أنسٍ رضي الله عنه ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله صلي الله عليه وسلم : (( اسْمَعُوا وأطِيعُوا ، وَإنِ استُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشيٌّ ، كأنَّ رأْسَهُ زَبيبةٌ )) أخرجه : البخاري 9/78 ( 7142 )
5) وعن أَبي هريرة رضي الله عنه ، قَالَ : قَالَ رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( عَلَيْكَ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ في عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ ، وَأثَرَةٍ عَلَيْكَ )) أخرجه : مسلم 6/14 ( 1836 ) ( 35 )
.
6) وعن عبدِ اللهِ بن عمرو رضي الله عنهما ، قَالَ : كنا مَعَ رسول الله صلي الله عليه وسلم في سَفَرٍ ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً ، فَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ خِبَاءهُ ، وَمِنّا مَنْ يَنْتَضِلُ ، وَمِنَّا مَنْ هُوَ في جَشَرِهِ ، إذْ نَادَى مُنَادِي رسولِ الله صلي الله عليه وسلم : الصَّلاةَ جَامِعَةً. فَاجْتَمَعْنَا إِلَى رسولِ الله صلي الله عليه وسلم ، فَقَالَ : (( إنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبيٌّ قَبْلِي إِلاَّ كَانَ حَقّاً عَلَيْهِ أنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ ، وَيُنْذِرَهُم شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ . وَإنَّ أُمَّتَكُمْ هذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا في أوَّلِهَا ، وَسَيُصيبُ آخِرَهَا بَلاَءٌ وَأمُورٌ تُنْكِرُونَهَا ، وَتَجِيءُ فِتنَةٌ يُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضاً ، وَتَجِيءُ الفتنَةُ فَيقُولُ المُؤْمِنُ : هذه مُهلكتي ، ثُمَّ تنكشفُ ، وتجيء الفتنةُ فيقولُ المؤمنُ : هذِهِ هذِهِ . فَمَنْ أحَبَّ أنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ، ويُدْخَلَ الجَنَّةَ، فَلْتَأتِهِ منيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنَ باللهِ واليَوْمِ الآخِرِ ، وَلْيَأتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أنْ يُؤتَى إِلَيْهِ. وَمَنْ بَايَعَ إمَاماً فَأعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ ، وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ ، فَلْيُطِعْهُ إن استَطَاعَ ، فإنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنْقَ الآخَرِ )) أخرجه : مسلم 6/18 ( 1844 ) ( 46 )
قَوْله : (( يَنْتَضِلُ )) أيْ : يُسَابِقُ بالرَّمْي بالنَّبل والنُّشَّاب . وَ(( الجَشَرُ )) : بفتح الجيم والشين المعجمة وبالراء ، وهي : الدَّوابُّ الَّتي تَرْعَى وَتَبِيتُ مَكَانَهَا . وَقَوْلُه : (( يُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضاً )) أيْ : يُصَيِّرُ بَعْضُهَا بَعْضَاً رقيقاً : أيْ خَفِيفاً لِعِظَمِ مَا بَعْدَهُ ، فالثَّانِي يُرَقّقُ الأَوَّلَ . وقيل مَعنَاهُ يُشَوِّقُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ بتحسينهَا وَتَسويلِهَا ، وقيل : يُشبِهُ بَعْضُها بَعضاً .
7) وعن أَبي هُنَيْدَةَ وَائِلِ بن حُجرٍ رضي الله عنه ، قَالَ : سَألَ سَلَمَةُ بن يَزيدَ الجُعفِيُّ رسولَ الله صلي الله عليه وسلم ، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ الله ، أرأيتَ إنْ قامَت عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسألُونَا حَقَّهُم ، وَيمْنَعُونَا حَقَّنَا ، فَمَا تَأْمُرُنَا ؟ فَأعْرَضَ عنه ، ثُمَّ سَألَهُ ، فَقَالَ رسولُ الله صلي الله عليه وسلم : (( اسْمَعْوا وَأَطِيعُوا ، فإنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا ، وَعَلَيْكُمْ مَا حملْتُمْ )) أخرجه : مسلم 6/19 ( 1846 ) ( 49)
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله صلي الله عليه وسلم : (( إنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي أثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا ! )) قالوا : يَا رسول الله ، كَيْفَ تَأمُرُ مَنْ أدْرَكَ مِنَّا ذَلِكَ ؟ قَالَ : (( تُؤَدُّونَ الحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ ، وَتَسْأَلُونَ اللهَ الَّذِي لَكُمْ )) أخرجه : البخاري 4/241 ( 3603 ) ، ومسلم 6/71 ( 1843 ) .
(( وَالأَثَرَةُ )) : الانْفِرادُ بالشَّيءِ عَمنَ لَهُ فِيهِ حَقٌّ
أي أنه يستولي على المسلمين ولاة يستأثرون بأموال المسلمين يصرفونها كما شاءوا ويمنعون المسلمين حقهم فيها . والواجب على المسلمين في ذلك السمع والطاعة وعدم الإثارة وعدم التشويش عليهم واسألوا الحق الذي لكم من الله. شرح رياض الصالحين لابن عثيمين 1/127
9)وعن أَبي هريرة رضي الله عنه ، قَالَ : قَالَ رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( مَنْ أطَاعَنِي فَقَدْ أطَاعَ اللهَ ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللهَ ، وَمَنْ يُطِعِ الأَمِيرَ فَقَدْ أطَاعَنِي ، وَمَنْ يَعصِ الأميرَ فَقَدْ عَصَانِي )) أخرجه : البخاري 9/77 ( 7137 ) ، ومسلم 6/13 ( 1835 ) ( 32 ) .
10) وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم ، قَالَ : (( مَنْ كَره مِنْ أمِيرِهِ شَيْئاً فَلْيَصْبِرْ ، فَإنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلطَانِ شِبْراً مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً )) أخرجه : البخاري 9/59 ( 7053 ) ، ومسلم 6/21 ( 1849 ) ( 55 )
11) وعن أَبي بكرة رضي الله عنه ، قَالَ : سَمِعْتُ رسول الله صلي الله عليه وسلم ، يقول : (( مَنْ أهانَ السُّلطَانَ أَهَانَهُ الله )) أخرجه : الترمذي ( 2224 ) . وقال : (( حديث حسن غريب )) ]صحيح الجامع6111[
12) وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون". قالوا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟ قال: "أوفوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم" صحيح البخاري برقم (3455)، وصحيح مسلم برقم (1842).
13) وعن ابن عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من خلع يدا من طاعة ، لقي الله يوم القيامة لا حجة له ، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية " . رواه مسلم .
ثالثا :أقوال العلماء الأجلاء و إجماعهم:
1) فتوي للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
السؤال: بالنسبة إذا كان حاكم يحكم بغير ما أنزل الله ثم سمح لبعض الناس أن يعملوا مظاهرة تسمى عصامية مع ضوابط يضعها الحاكم نفسه ويمضي هؤلاء الناس على هذا الفعل، وإذا أنكر عليهم هذا الفعل؛ قالوا: نحن ما عارضنا الحاكم ونفعل برأي الحاكم، هل يجوز هذا شرعًا مع وجود مخالفة النص؟
الجواب:
عليك باتباع السلف، إن كان هذا موجودًا عند السلف فهو خير، وإن لم يكن موجوداً فهو شر،
ولا شك أن المظاهرات شر؛ لأنها تؤدي إلى الفوضى من المتظاهرين ومن الآخرين، وربما يحصل فيها اعتداء؛ إما على الأعراض، وإما على الأموال، وإما على الأبدان؛ لأن الناس في خضم هذه الفوضوية قد يكون الإنسان كالسكران لا يدري ما يقول ولا ما يفعل فالمظاهرات
كلها شر سواء أذن فيها الحاكم أو لم يأذن. وإذن بعض الحكام بها ما هي إلا دعاية
، وإلا لو رجعت إلى ما في قلبه لكان يكرهها أشد كراهة، لكن يتظاهر بأنه كما يقول: ديمقراطي وأنه قد فتح باب الحرية للناس، وهذا ليس من طريقة السلف.
2) قال الشيخ ابن باز– رحمه الله –: ( فالأسلوب الحسن من أعظم الوسائل لقبول الحق ، والأسلوب السيء العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق ، وعدم قبوله ، أو إثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات ، ويلحق بهذا الباب ما يفعله بعض الناس من المظاهرات ؛ التي تسبب شراً عظيماً على الدعاة ، فالمسيرات في الشوارع والهتافات ؛ ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة ، فالطريق الصحيح بالزيارة والمكاتبات بالتي هي أحسن ، فتنصح الرئيس والأمير وشيخ القبيلة بهذه الطريقة ، لا بالعنف والمظاهرة ، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – مكث في مكة ثلاث عشرة سنة ، لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ، ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم ، واغتيالهم ، ولا شك أن هذا الأسلوب يضر بالدعوة والدعاة ، ويمنع انتشارها ، ويحمل الرؤساء والكبار على معاداتها ، ومضادتها بكل ممكن ، فهم يريدون الخير بهذا الأسلوب ، لكن يحصل به ضده ، فكون الداعي إلى الله يسلك مسلك الرسل وأتباعهم ، ولو طالت المدة أولى من عمل يضر بالدعوة ويضايقها ، أو يقضي عليها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله)[ مجلة-البحوث –الإسلامية–العدد-38-ص310
وسئل – رحمه الله - : هل المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة ؟
فأجاب – رحمه الله - : لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج ، ولكنها من أسباب الفتن ، ومن أسباب الشرور ، ومن أسباب ظلم بعض الناس ، والتعدي على بعض الناس بغير حق ، ولكن الأسباب الشرعية المكاتبة ، والنصيحة ، والدعوة إلى الخير بالطرق السليمة هكذا سلك أهل العلم ، وهكذا أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – وأتباعهم بإحسان ، بالمكاتبة ، والمشافهة مع المخطئين ، ومع الأمير ومع السلطان ، بالاتصال به ومناصحته والمكاتبة له ، دون التشهــير في المنابر وغيرها ؟ بأنه فعل كذا وصار منه كذا ، والله المستعان .
[ نقلاً عن شريط بعنوان – مقتطعات من أقوال العلماء - ].
3) قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله:
:: قد ذكر الشارح (الإمام الطحاوي رحمه الله) في ذلك أحاديث كثيرة , تراها مخرجة في كتابه , ثم قال :: " و أما لزوم طاعتهم و إنجاروا , فلأنه يترتب على الخروج عن طاعتهم من المفاسد أضعاف ما يحصل من جورهم , بلفي الصبر على جورهم تكفير للسيئات , فإن الله تعالى ما سلطهم علينا إلا لفسادأعمالنا ,, و الجزاء من جنس العمل ,, فعلينا الاجتهاد في الاستغفار و التوبة وإصلاح العمل ,, قال تعالى :: { و كذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون} [ الأنعام : 129]
فإذا أراد الرعية أن يتخلصوا من الأمير الظالم, فليتركواالظلمو في هذا بيان لطريقالخلاص من ظلم الحكام الذين هم " من جلدتنا و يتكلمون بألسنتنا" و هو أن يتوبالمسلمون إلى ربهم , و يصححوا عقيدتهم , و يربوا أنفسهم و أهليهم على الإسلامالصحيح ,و تحقيقا لقوله تعالى :: { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} [ الرعد:11] و إلى ذلك أشار أحد الدعاة المعاصرين قوله :: " أقيموا دولة الإسلام فيقلوبكم , تقم لكم على أرضكم " - و ليس طريق الخلاص ما يتوهم بعض الناس , و هوالثورة بالسلاح على الحكـــــــام , بواسطة الانقلابات العسكرية , فإنها مع كونهامن بدع العصر الحاضر ,, فهي مخالفة للنصوص الشرعية التي منها الأمر بتغيير مابالأنفس , و كذلك فلا بد من إصلاح القاعدة لتأسيس البناء عليها { و لينصرن الله منينصره إن الله لقوي عزيز} [ الحج : 40]
4) قال الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
:: هذه مسألة عظيمة , فمن أصول أهلالسنة و الجماعة : أنهم لا يرون الخروج على ولاة أمر المسلمين { يا أيها الذينآمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم} [ النساء : 59] -- و قالعليه الصلاة و السلام :: " من يطع الأمير فقد أطاعني , و من يعص الأمير فقد عصاني " [ البخاري رقم 2957//و مسلم 1835[
فلا يجوز الخروج عليهم , و لو كانوا فساقا لأنهم انعقدت بيعتهم , و ثبتتوَلايتهم , و في الخروج عليهم و لو كانوا فساقا مفــــاسد عظيمة : من شق العصا ,, واختلاف الكلمة ,, و اختلال الأمن ,, و تسلط الكفار علىالمسلمين.
- قال شيخ الإسلام رحمهالله تعالى : " ما خرج قوم على إمامهم إلا كانت حالتهم بعد الخروج أســوأ من حالتهمقبل الخروج" أو كما ذكر.
و هذا حتىعند الكفار , إذا قاموا على ولي أمرهم و خرجوا عليه , فإنه يختل أمنهم و يصبحون فيقتل و قتيل , و لا يقر لهم قرار ,, كما هو مشاهد من الثورات التي حدثت في التاريخ , فكيف بالخروج على إمام المسلمين؟؟ فلا يجوز الخروج على الأئمة و إن كانوا فساقا مالم يخرجوا عن الدين,, قال عليه الصلاة و السلام :: " اسمعوا و أطيعوا إلا أن ترواكفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان " [ البخاري (7056) و مسلم (1709)]
فالفسق و المعاصي لا توجبالخروج عليهم , خلافا للخوارج و المعتزلة الذين يرون الخروج عليهم إن كان عندهممعاص و حصل منهم فسق ,, فيقولون ::هذا هو الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر , ويقصدون به الخروج على ولاة أمور المسلمين.
5) قال الإمام ابن عبدالبر -رحمه الله-: (( فالصبرعلى طاعة الإمام الجائر أولى من الخروج عليه، لأنّ في منازعته والخروج عليه: استبدال الأمن بالخوف، وإراقة الدماء، وانطلاق أيدي الدهماء، وتبييت الغارات علىالمسلمين، والفساد في الأرض، وهذا أعظم من الصبر على جور الجائر )) الاستذكار (14/41)
6)قال العلامة المعلمي -رحمه الله-: (( ومن كان يكرهه (أي: الخروجعلى الولاة) يرى أنّه شق لعصا المسلمين، وتفريق لكلمتهم، وتشتيت لجماعتهم، وتمزيقلوحدتهم، وشغل لهم بقتل بعضهم بعضاً، فتهن قوّتهم وتقوى شوكة عدوّهم، وتتعطّلثغورهم، فيستولي عليها الكفار، ويقتلون من فيها من المسلمين، ويذلّونهم، وقد يستحكمالتنازع بين المسلمين فتكون نتيجة الفشل المخزي لهم جميعاً، وقد جرّب المسلمونالخروج فلم يروا منه إلا الشرّ... )) الموافقات (5/150-151)
7)قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمهالله-:ولعله لا يكاد يعرفطائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذيأزالتهالمنهاج (3\391)
وقال}: المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لا يرون الخروج على الأئمة وقتالهمبالسيف وإن كان فيهم ظلم{منهاج السنة النبوية 3/390
قال الإمام النووي رحمه الله:}لا يجوز الخروج على الخلفاء بمجرد الظلم أو الفسق ما لم يغيرواشيئاً من قواعد الإسلام{شرح صحيح مسلم (12/195)
شبهات و الرد عليها:
1)وقد ترد شبهة فيقال: لا تكون الإمامة إلا بالاختيار والرضى من الرعيّة .
فنقول : هذا الكلام لا يَرد إلا من اثنين:
إما جاهل بالسنة: فهذا يُبيّن له الأمر، ونسأل الله أن يشرح صدره.
وإما صاحب هوى عرف الحق وعاند: فهذا ليس في مخاطبته حيلة.
وردًّا على هذه الشبهة؛ نقول- وبالله نستعين-: ليعلم الجميع من طلبة العلم وعامة الناس أنّ الخلافة والإمامة تنعقد بأمور:
إما بالاختيار لمن هو أولى وأفضل، كما حدث لأبي بكر الصديق t .
وإما بعهد الأول إلى الثاني، كما عهد أبو بكر إلى عمر رضي الله عنهما.
وإما بالعهد إلى نفر معروفين معيّنين لاختيار واحد منهم، كما عهد عمر t إلى أصحاب الشورى.
ثم لما استشهد عثمان بايعوا عليًّا رضي الله عنهما .
وإما بالغلبة والسيف، كما هو في عهد بني أمية وغيرهم؛ فقد حصلت الخلافة لبني أمية في الأندلس، والخلافة قائمة في بغداد للعباسيين ، والأئمة والعلماء متوافرون، منهم: حميد الطويل، وشعبة بن الحجاج، والثوري ، وحمّاد بن سلمة، وإسماعيل ابن عياش، وابن المبارك، وابن عييينة، ويحي القطان، والليث بن سعد، وغيرهم.
ولم يقل أحد منهم بإبطال قيام خلافة الأندلس، والبيعة لخليفتها.
ولا ننسَ أن لازم هذا المذهب- أي : أن الإمامة لا تكون إلا بالرضى- إبطال لخلافة علي وابنه الحسن رضي الله عنهما، الذي آلت إليه الخلافة بعد مقتل أبيه؛ إذ لم تجتمع جميع الأمة على بيعتهما. فتأمّّل وتدبر !!!.للشيخ الشوكاني رحمه الله (السيل الجرار )
2) يقول الإمام: إسماعيل بن يحي المزني في رسالته "شرح السنّة" إلى أهل طرابلس المغرب: (( والطاعة لأولي الأمر فيما كان عندالله – عزّ وجل- مرضيًّا، واجتناب ما كان عند الله مسخطًا )) .
قد يقول قائل: كيف وإن جاروا، وإن ظلموا، فلن يسعنا السكوت على الظلم والفسق.
فالجواب على ذلك : أن نرد الاختلاف والتنازع إلى كتاب الله وسنة رسوله e؛ قال تعالى-:] فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُول[ الآية ؛ فعلى هذا فإن الله- تعالى – أمرنا أن نطيـع وليّ الأمر في غير معصية، قال – عز وجـل -:] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ [، وقال e: (( بل اسمع وأطع، وإن أكلوا مالك، وضربوا ظهرك )) انظر الفتح : ( 13/8 ) .
يقول شارح" الطحاوية "( ص:381 ) (( وأما لزوم طاعتهم وإن جاروا: فلأنه يترتّب على الخروج من طاعتهم من المفاسد أضعاف ما يحصل من جَورهم، بل في الصـبر على جورهم تكفـير السيئـات، ومضاعفة الأجور، فإن الله - تعالى -
ما سلّطهم علينا إلا لفساد أعمالنا، والجزاء من جنس العمل. فعلينا الاجتهاد في الاستغفار والتوبة وإصلاح العمل )) .
3 ) قد يقول قائل كيف تكون طريقة الإصلاح ؟
قال الله عز و جل:((إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ))] سورة الرعد 11[
من تفسير القرطبي: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" أخبر الله تعالى في هذه الآية أنه لا يغير ما بقوم حتى يقع منهم تغيير، إما منهم أو من الناظر لهم، أو ممن هو منهم بسبب؛ كما غير الله بالمنهزمين يوم أحد بسبب تغيير الرماة بأنفسهم، إلى غير هذا من أمثلة الشريعة؛ فليس معنى الآية أنه ليس ينزل بأحد عقوبة إلا بأن يتقدم منه ذنب، بل قد تنزل المصائب بذنوب الغير؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: وقد(سئل أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث). والله أعلم.من تفسير الدرر المنثور: وأخرج أبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } قال : إنما يجيء التغيير من الناس ، والتيسير من الله ، فلا تغيروا ما بكم من نعم الله .
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن إبراهيم - رضي الله عنه - قال : أوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل ، أن قل لقومك أنه ليس من أهل قرية ولا من أهل بيت يكونون على طاعة الله فيتحوّلون إلى معصية الله ، إلا تحوّل الله مما يحبون إلى ما يكرهون ، ثم قال : إن تصديق ذلك في كتاب الله تعالى { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } .
وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن أبي هلال - رضي الله عنه - قال : بلغني أن نبياً من الأنبياء عليهم السلام ، لما أسرع قومه في المعاصي قال لهم : اجتمعوا إلي لأبلغكم رسالة ربي ، فاجتمعوا إليه وفي يده فخارة فقال : إن الله تبارك وتعالى يقول لكم إنكم قد عملتم ذنوباً قد بلغت السماء ، وإنكم لا تتوبون منها وتنزعون عنها إلا إن كسرتم كما تكسر هذه . فألقاها فانكسرت وتفرقت ، ثم قال : وأفرقكم حتى لا ينتفع بكم ، ثم أبعث عليكم من لا حظ له فينتقم لي منكم ، ثم أكون الذي أنتقم لنفسي بعد .
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - قال : إن الحجاج عقوبة ، فلا تستقبلوا عقوبة الله بالسيف ، ولكن استقبلوها بتوبة وتضرع واستكانة .
وأخرج أبو الشيخ ، عن مالك بن دينار - رضي الله عنه - قال : كلما أحدثتم ذنباً ، أحدث الله لكم من سلطانكم عقوبة .
وأخرج أبو الشيخ ، عن مالك بن دينار - رضي الله عنه - قال : قرأت في بعض الكتب : « إني أنا الله مالك الملوك ، قلوب الملوك بيدي ، فلا تشغلوا قلوبكم بسبب الملوك ، وادعوني أعطفهم عليكم »
___________________________
تحذير: لابد لنا أن نعرف و نكون علي دراية بكيد الكائين لنا:أحد بروتوكولات صهيون
البروتكول التاسع عشر:
اننا سنحرم على الافراد ان يصيروا منغمسين في السياسة، ولكننا من جهة أخرى، سنشجع كل نوع لتبليغ الاقتراحات أو عرضها ما دامت تعمل على تحسين الحياة الاجتماعية والقومية كي توافق عليها الحكومة وبهذه الوسيلة اذن سنعرف أخطاء حكومتنا والمثل العليا لرعايانا، وسنجيب على هذه الاقتراحات إما بقبولها، واما بتقديم حجة قوية ـ إذا لم تكن مقنعة ـ للتدليل على انها مستحيلة التحقيق، ومؤسسة على تصوير قصير النظر للأمور.
ان الثورة Sedition ليس أكثر من نباح كلب على فيل، ففي الحكومة المنظمة تنظيماً حسناً من وجهة النظر الاجتماعية لا من وجهة النظر إلى بوليسها، ينبح الكلب على الفيل[1] من غير أن يحقق قدرته. وليس على الفيل الا ان يظهر قدرته بمثل واحد متقن حتى تكف الكلاب عن النباح، وتشرع في البصبصة[2] بأذنابها عندما ترى الفيل.
ولكي ننزع عن المجرم السياسي تاج شجاعته سنضعه في مراتب المجرمين الآخرين بحيث يستوي مع اللصوص والقتلة والانواع الأخرى من الأشرار المنبوذين المكروهين.
وعندئذ سينظر الرأي العام عقلياً إلى الجرائم السياسية في الضوء ذاته الذي ينظر فيه إلى الجرائم العادية، وسيصمها وصمة العار والخزي التي يصم بها الجرائم العادية بلا تفريق.
وقد بذلنا اقصى جهدنا لصد الأممين على اختيار هذا المنهج الفريد في معاملة الجرائم السياسية. ولكي نصل إلى هذه الغاية ـ استخدمنا الصحافة، والخطابة العامة، وكتب التاريخ المدرسية الممحصة بمهارة، واوحينا اليهم بفكرة ان القاتل السياسي شهيد، لأنه مات من أجل فكرة السعادة الإنسانية. وأن مثل هذا الاعلان قد ضاعف عدد المتمردين، وانفتحت طبقات وكلائنا بآلاف من الامميين
ختامًا يجب علينا اتباع القرآن الكريم و السنة النبوية و هدي سلفنا الصالح و لا نزيغ عنهم و أن نسمع و نطيع قال تعالي: (فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون) و قال سبحانه: ((وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهمالخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا)
.اللهم ردنا إلي دينك و أعد الأمن إلي بلاد الإسلام
و الله ولي التوفيق [/SIZE]