عن أبي يعقوب المدني ، قال :
كان بين حسن بن حسن
وبين علي بن الحسين بعض الأمر ، بمعنى
- بينهم شيء كما يكون بين بعض الناس - فجاء حسن بن حسن إلى علي
بن الحسين وهو مع أصحابه في المسجد
فما ترك شيئًا إلا قاله له،
وعلي
ساكت فانصرف
حسن، فلما كان في الليل أتاه في منزله فقرع عليه بابه
فخرج
إليه فقال له
علي - تصور ماذا سيقول له ؟ يوبخه ، ينهره ،
يخاصمه ..! - تأمل ما قال له :
قال علي : يا أخي إن كنت صادقًا فيما قلت لي غفر الله
لي،
وإن كنت كاذبًا
فغفر الله لك ،
السلام عليكم وولى، فاتبعه
حسن فالتزمه من خلفه وبكى حتى رثى له، ثم قال : لا جرم
لا عدت
في أمر تكرهه، فقال علي : وأنت في حل مما قلت
لي .
تأمل يا رعاك الله الصورة السابقة .. واسأل نفسك
:
-ما الذي جعل ( علي
بن الحسين ) يترفع
عن
الخوض في
مثل ذلك الجدال ..؟
- ما الذي جعله يعفو ويصفح ؟
- لِمَ لم يبادله السباب والشتام
؟
إنه ورب البيت
:
[ القلب المخموم ]
القلب الذي لا يعرف الحقد أو الحسد ، الذي يترفع
عن كل الدنايا
يعفو ويصفح لوجه الله ، القلب النقي الأبيض ، فلا كراهية
ولا بغضاء ، ديدنه مسامحة الأنام ليُرضي رب الأنام
..
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَمْرٍو , قَالَ : قِيلَ لِرَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : "
كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ " ,
قَالُوا : صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ
,فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ , قَالَ
:
"
هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ , لَا إِثْمَ فِيهِ , وَلَا بَغْيَ , وَلَا غِلَّ ,
وَلَا حَسَدَ "
.
سلامة الصدر .. هي مطلب الجميع ، ويالهناء صاحب القلب السليم
.
فسلامة الصدر من أعظم أسباب دخول
الجنة وأي مطلب
أعظم منه
؟!
سلامة الصدر
.. هي السبيل للأمن وطمأنينة القلب وراحة البال
، بل
هي وسيلة
لكل خير تجعل القلب مطمئنًا ، في حين غيره
أصبح
أسيرًا للأحقاد والضغائن والكراهية والغل بل
أصبح - والعياذ بالله - شغله
الشاغل هو التشفي
والانتقام من الأنام ..وهذا وللأسف
ما يقود المرء لمرض القلب ونفرته ، يقول ابن القيم :
" مشهد شريف جداً لمن عرفه وذاق
حلاوته ، وهو أن لا يشغل
قلبه
وسره بما ناله من
الأذى وطلب الوصول إلى درك ثأره ، وشفاء نفسه
؛ بل يفرغ
قلبه من ذلك ، ويرى أن سلامته وبرده وخلوه منه أنفع
له ، وألذ وأطيب ،
وأعون على مصالحه ؛ فإن القلب إذا اشتغل بشيء فاته ما
هو أهم عنده ،
وخير له
منه ، فيكون بذلك مغبوناً ، والرشيد لا يرضى بذلك ، ويرى أنه
من تصرفات السفيه ؛ فأين سلامة القلب
من امتلائه بالغل
والوساوس ، وإعمال الفكر في إدراك الانتقام ؟ " .
وذلك كله ماهو إلا .. من
استسلام المرء للشيطان - نعوذ
بالله منه -
ووساوسه الخبيثة فغايته
إحداث الفرقة بين القلوب
وتباغضها، وشحنها بالحقد والحسد .. وهذا هو مطلبه !
ثم أن من أسباب غل القلب .. هي
الغفلة عنه وعن محاولة علاج ما أصابه
من أمراض وأي أمراض أعظم من أمراض القلوب ؟
الحقد ، الحسد ، الأنانية ، سوء الظن
، الغرور ...تلك أمراض
استوطنت القلوب وانشغل المرء عن معالجتها فأحدثت
في القلب نقطة
سوداء حتى
أصبح قلبًا ذا غل ٍ وحسد ..!
قال
تعالى :
( يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ
إِلاّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
)
.
ومن منا لا يتمنى أن يكون
ذا قلب ٍ سليم ؟!
سلامة الصدر..
هي منحة ربانية يمنحها الخاق عزوجل للعبد وغاية
مانتمناه أن نحظى
بقلب ٍ سليم لا يحمل غلاً للعباد ، ويالهناء
من وهبه لله تلك المنحة العظيمة ، فهلاّ أدركنا عظم هذا
الأمر
وهلا ّجاهدنا
أنفسنا ، وعالجنا قلوبنا لنكن من ذوي القلوب
السليمة ..؟
فكيف السبيل لـــ القلب
ِ السليم ؟
- دعاء بإلحاح و صدق
للخالق عزوجل بأن يرزقنا قلوبًا سليمة :
قال
تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ
لَنَا
وَلِإِخْوَانِنَا
الَّذِينَ سَبَقُونَا
بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا
لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ
)
فلنحرص على الدعاء السابق
في كل حين ، ومن ثم :
- الحذر كل الحذر من
الغفلة عن القلب ، والحرص على تنقيته
من كل الشوائب التي قد تؤثر عليه من حقد ٍ أو حسد أو
غرور
قبل أن تتراكم
محدثة بذلك سوادًا بالقلب .
- وكم هو جميل حسن الظن
بالآخرين والبعد كل البعد عن إساءة
الظن فيهم ، و التماس الأعذار لهم فجل من لا يخطئ
.
- ولنكن من الكاظمين الغيظ
، والعافين عن الناس ، قال تعالى :
( الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء
وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ،
وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ
وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) .
فاعف ، واصفح عن الأنام
تكن سعيدًا ، مرتاح البال .
سلامة الصدر .. تلك المنزلة
العظيمة سيبلغها المرء بإذن الله
بمجاهدة ِالنفس ، و العزيمة الصادقة
.
- رزقني المولى
وإياكم قلوبًا سليمة ، وجعلنا
من ذوي
القلوب
المخمومة -
كان بين حسن بن حسن
وبين علي بن الحسين بعض الأمر ، بمعنى
- بينهم شيء كما يكون بين بعض الناس - فجاء حسن بن حسن إلى علي
بن الحسين وهو مع أصحابه في المسجد
فما ترك شيئًا إلا قاله له،
وعلي
ساكت فانصرف
حسن، فلما كان في الليل أتاه في منزله فقرع عليه بابه
فخرج
إليه فقال له
علي - تصور ماذا سيقول له ؟ يوبخه ، ينهره ،
يخاصمه ..! - تأمل ما قال له :
قال علي : يا أخي إن كنت صادقًا فيما قلت لي غفر الله
لي،
وإن كنت كاذبًا
فغفر الله لك ،
السلام عليكم وولى، فاتبعه
حسن فالتزمه من خلفه وبكى حتى رثى له، ثم قال : لا جرم
لا عدت
في أمر تكرهه، فقال علي : وأنت في حل مما قلت
لي .
تأمل يا رعاك الله الصورة السابقة .. واسأل نفسك
:
-ما الذي جعل ( علي
بن الحسين ) يترفع
عن
الخوض في
مثل ذلك الجدال ..؟
- ما الذي جعله يعفو ويصفح ؟
- لِمَ لم يبادله السباب والشتام
؟
إنه ورب البيت
:
[ القلب المخموم ]
القلب الذي لا يعرف الحقد أو الحسد ، الذي يترفع
عن كل الدنايا
يعفو ويصفح لوجه الله ، القلب النقي الأبيض ، فلا كراهية
ولا بغضاء ، ديدنه مسامحة الأنام ليُرضي رب الأنام
..
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَمْرٍو , قَالَ : قِيلَ لِرَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : "
كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ " ,
قَالُوا : صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ
,فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ , قَالَ
:
"
هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ , لَا إِثْمَ فِيهِ , وَلَا بَغْيَ , وَلَا غِلَّ ,
وَلَا حَسَدَ "
.
سلامة الصدر .. هي مطلب الجميع ، ويالهناء صاحب القلب السليم
.
فسلامة الصدر من أعظم أسباب دخول
الجنة وأي مطلب
أعظم منه
؟!
سلامة الصدر
.. هي السبيل للأمن وطمأنينة القلب وراحة البال
، بل
هي وسيلة
لكل خير تجعل القلب مطمئنًا ، في حين غيره
أصبح
أسيرًا للأحقاد والضغائن والكراهية والغل بل
أصبح - والعياذ بالله - شغله
الشاغل هو التشفي
والانتقام من الأنام ..وهذا وللأسف
ما يقود المرء لمرض القلب ونفرته ، يقول ابن القيم :
" مشهد شريف جداً لمن عرفه وذاق
حلاوته ، وهو أن لا يشغل
قلبه
وسره بما ناله من
الأذى وطلب الوصول إلى درك ثأره ، وشفاء نفسه
؛ بل يفرغ
قلبه من ذلك ، ويرى أن سلامته وبرده وخلوه منه أنفع
له ، وألذ وأطيب ،
وأعون على مصالحه ؛ فإن القلب إذا اشتغل بشيء فاته ما
هو أهم عنده ،
وخير له
منه ، فيكون بذلك مغبوناً ، والرشيد لا يرضى بذلك ، ويرى أنه
من تصرفات السفيه ؛ فأين سلامة القلب
من امتلائه بالغل
والوساوس ، وإعمال الفكر في إدراك الانتقام ؟ " .
وذلك كله ماهو إلا .. من
استسلام المرء للشيطان - نعوذ
بالله منه -
ووساوسه الخبيثة فغايته
إحداث الفرقة بين القلوب
وتباغضها، وشحنها بالحقد والحسد .. وهذا هو مطلبه !
ثم أن من أسباب غل القلب .. هي
الغفلة عنه وعن محاولة علاج ما أصابه
من أمراض وأي أمراض أعظم من أمراض القلوب ؟
الحقد ، الحسد ، الأنانية ، سوء الظن
، الغرور ...تلك أمراض
استوطنت القلوب وانشغل المرء عن معالجتها فأحدثت
في القلب نقطة
سوداء حتى
أصبح قلبًا ذا غل ٍ وحسد ..!
قال
تعالى :
( يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ
إِلاّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
)
.
ومن منا لا يتمنى أن يكون
ذا قلب ٍ سليم ؟!
سلامة الصدر..
هي منحة ربانية يمنحها الخاق عزوجل للعبد وغاية
مانتمناه أن نحظى
بقلب ٍ سليم لا يحمل غلاً للعباد ، ويالهناء
من وهبه لله تلك المنحة العظيمة ، فهلاّ أدركنا عظم هذا
الأمر
وهلا ّجاهدنا
أنفسنا ، وعالجنا قلوبنا لنكن من ذوي القلوب
السليمة ..؟
فكيف السبيل لـــ القلب
ِ السليم ؟
- دعاء بإلحاح و صدق
للخالق عزوجل بأن يرزقنا قلوبًا سليمة :
قال
تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ
لَنَا
وَلِإِخْوَانِنَا
الَّذِينَ سَبَقُونَا
بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا
لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ
)
فلنحرص على الدعاء السابق
في كل حين ، ومن ثم :
- الحذر كل الحذر من
الغفلة عن القلب ، والحرص على تنقيته
من كل الشوائب التي قد تؤثر عليه من حقد ٍ أو حسد أو
غرور
قبل أن تتراكم
محدثة بذلك سوادًا بالقلب .
- وكم هو جميل حسن الظن
بالآخرين والبعد كل البعد عن إساءة
الظن فيهم ، و التماس الأعذار لهم فجل من لا يخطئ
.
- ولنكن من الكاظمين الغيظ
، والعافين عن الناس ، قال تعالى :
( الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء
وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ،
وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ
وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) .
فاعف ، واصفح عن الأنام
تكن سعيدًا ، مرتاح البال .
سلامة الصدر .. تلك المنزلة
العظيمة سيبلغها المرء بإذن الله
بمجاهدة ِالنفس ، و العزيمة الصادقة
.
- رزقني المولى
وإياكم قلوبًا سليمة ، وجعلنا
من ذوي
القلوب
المخمومة -