حدثني أخ لي عن شاب وهبه الله القدرة على اكتشاف
السحرة , بمجرد معرفة أسمائهم , وعن طريق أدعية يقولها ( لا نعرفها بالضبط )
يستطيع أن يُمرض الساحر ، أو يبتليه بحيث يدخله المستشفى .
وهذا الشخص يصف للناس المصابين بالسحر ، أو الممسوسين ، أو الذين يعانون من
أحوال غريبة , بحيث يقرأ الأدعية ( ربما رقية ) على الملح ، أو السكر ، أو
الزيت , ويوصي أن هذا الملح يضاف على الأكل بعد طبخه ، وليس أثناء الطبخ ؛
لكي يكون له المفعول المطلوب , وهذا الشخص لا يأخذ المال على خدماته ,
والناس يشهدون له حسن عمله ، هل يحل لنا أن نستعين به ضد السحرة ، أم لا ؟
الحمد لله
أولاً:
هذا الشاب المزعوم أنه موهوب دجَّال من الدجاجلة ، وكاهن من الكهنة ، وعرَّاف من
العرَّافين ، وليس على هدى ولا على طريق مستقيم ، فهو يدَّعي علم أشياء هي من علم
الغيب ، ويستدل عليها بعلامات لم يجعلها الله تعالى علامات عليها ، ولا هناك قواعد
لذلك أصلاً ، ونعني به : زعمه علمه بالسحرة من خلال معرفة أسمائهم ! ومن المعلوم
لكل موحد أنه ليس هناك آية ، ولا حديث ، ولا قاعدة ، تعرِّف المسلم بأن هذا ساحر من
خلال معرفة اسمه ، فإذا زعم أنه يعلم السحرة من خلال أسمائهم : فإما أن يكون كاذباً
أفَّاكاً ، وإما أنه يعلم ذلك عن طريق أوليائه من الجن الكافر أو الفاسق .
وانظر جواب السؤال رقم : (
91525 ) .
ثانياً:
ادعاء ذلك الدجال بأنه يستطيع أن يمرض السحرة أو أن يؤذيهم : مما يدل على ما وصفناه
به ، فالنفع والضر بيد الله تعالى ، وهو وحده سبحانه القادر على إيقاع الضرر على
الخلق ، وليس ذلك بإرادة أحدٍ غيره ، والأنبياء عليهم السلام لم يكونوا يملكون هذه
" الكرامة " ! وكانوا عليهم السلام إذا أرادوا أن يهلك أعداء الدين : دعوا عليهم ،
ولم يكن باستطاعتهم إمراض الناس وإيذاؤهم وإهلاكهم ، إلا أن يدعو أحدهم ربه تعالى
فيستجيب الله دعاءه ، فينفذ قدر الله بما شاء تعالى على أعدائهم .
ثالثاً:
ما يقرؤه من " كلمات " لا تعدُّ من الرقية الشرعية حتى تكون باللغة العربية ، وتظهر
كلماتها ، وتكون موافقة للشرع لا مخالفة له ، وكل ذلك لا يُعرف من ذلك الشاب ؛ لأن
الظاهر أنه يسر بتلك الكلمات ولا يجهر بها .
وانظر شروط الرقية الشرعية في جواب السؤال رقم : (
13792 ) ، وفي
هذا الجواب بينَّا كيفية التخلص من السحر ، وبينَّا كيف نكشف الرقاة المخالفين
للشرع .
وفي جواب السؤال رقم (
21124 ) ذكرنا
علامات السحرة ، والعرافين ، والكهان ، وكيف نميزهم .
وتنظر شروط الراقي في جواب السؤال رقم : (
7874 ) .
رابعاً:
كونه لا يطلب أجراً لا يدل على أنه ثقة ، ولا أنه صادق ، وهذه طريقة معروفة لأولئك
الدجاجلة ، حيث يوهمون العامة بذلك أنهم على خير ، وعلى دين ، ويستدل العامة على
ذلك بأنه لا يطلب أجراً ، وهذا ميزان فاسد .
ولا ينبغي الاغترار بشهادة العامة لأحدٍ من الناس ، وخاصة في هذا الباب ، فهم لا
يفرقون بين المشرك والموحد ، ولا بين السني والبدعي ، ولا بين الصادق والكاذب ،
وليس عندهم ميزان علمي للحكم على أفعاله وتصرفاته لمحاكمتها وفق شرع الله تعالى ،
وهم يطلقون اسم " الشيخ " على كل من يعالج السحر والصرع ، ولو سلك أي طريق في
العلاج ! ، ومن العجائب : أنه وُجد نصراني يسلك هذا الدرب في بعض البلاد ، ويطلق
عليه عامة الناس " الشيخ المسيحي " ! وهو معروف ، وقد تأكدنا من ذلك ، ولا يزال
كثيرون يطلقون عليه ذلك اللقب إلى الآن ! .
والعبرة في هذا الباب هو حكم العلماء وطلبة العلم من أهل السنَّة والجماعة ، فهم
أقدر الناس على الحكم على أولئك المعالِجين بما يستحقونه ، وقد أكرمهم الله تعالى
باعتقاد صحيح ، وعلم مؤصَّل وفق الكتاب والسنَّة يستطيعون بهما أن يميزوا بين
الكاهن المشعوذ وبين الثقة الصادق ممن يقرأ على الناس ويعالجهم ، فلا تلتفتوا
لشهادة غيرهما ، ولا تغتروا بحكم العامة ، فوجوده كعدمه .
وعليه :
فلا يحل لأحدٍ الذهاب لهذا الدجَّال ، ولا الاستعانة به ، ولو زعم محاربة السحرة !
فهو منهم ، وإنما يريد دفع التهمة عن نفسه ، وإخراج نفسه من زمرتهم ، وقد ورد
الوعيد الشديد في الذهاب إلى هؤلاء بعدم قبول صلاة أربعين يوماً من ذلك الذاهب ،
فإذا صدَّقه فيما يقول فإنه يكون قد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم .
وانظر جواب السؤال رقم (
98153 ) و (
8291 ) .
والله أعلم
السحرة , بمجرد معرفة أسمائهم , وعن طريق أدعية يقولها ( لا نعرفها بالضبط )
يستطيع أن يُمرض الساحر ، أو يبتليه بحيث يدخله المستشفى .
وهذا الشخص يصف للناس المصابين بالسحر ، أو الممسوسين ، أو الذين يعانون من
أحوال غريبة , بحيث يقرأ الأدعية ( ربما رقية ) على الملح ، أو السكر ، أو
الزيت , ويوصي أن هذا الملح يضاف على الأكل بعد طبخه ، وليس أثناء الطبخ ؛
لكي يكون له المفعول المطلوب , وهذا الشخص لا يأخذ المال على خدماته ,
والناس يشهدون له حسن عمله ، هل يحل لنا أن نستعين به ضد السحرة ، أم لا ؟
الحمد لله
أولاً:
هذا الشاب المزعوم أنه موهوب دجَّال من الدجاجلة ، وكاهن من الكهنة ، وعرَّاف من
العرَّافين ، وليس على هدى ولا على طريق مستقيم ، فهو يدَّعي علم أشياء هي من علم
الغيب ، ويستدل عليها بعلامات لم يجعلها الله تعالى علامات عليها ، ولا هناك قواعد
لذلك أصلاً ، ونعني به : زعمه علمه بالسحرة من خلال معرفة أسمائهم ! ومن المعلوم
لكل موحد أنه ليس هناك آية ، ولا حديث ، ولا قاعدة ، تعرِّف المسلم بأن هذا ساحر من
خلال معرفة اسمه ، فإذا زعم أنه يعلم السحرة من خلال أسمائهم : فإما أن يكون كاذباً
أفَّاكاً ، وإما أنه يعلم ذلك عن طريق أوليائه من الجن الكافر أو الفاسق .
وانظر جواب السؤال رقم : (
91525 ) .
ثانياً:
ادعاء ذلك الدجال بأنه يستطيع أن يمرض السحرة أو أن يؤذيهم : مما يدل على ما وصفناه
به ، فالنفع والضر بيد الله تعالى ، وهو وحده سبحانه القادر على إيقاع الضرر على
الخلق ، وليس ذلك بإرادة أحدٍ غيره ، والأنبياء عليهم السلام لم يكونوا يملكون هذه
" الكرامة " ! وكانوا عليهم السلام إذا أرادوا أن يهلك أعداء الدين : دعوا عليهم ،
ولم يكن باستطاعتهم إمراض الناس وإيذاؤهم وإهلاكهم ، إلا أن يدعو أحدهم ربه تعالى
فيستجيب الله دعاءه ، فينفذ قدر الله بما شاء تعالى على أعدائهم .
ثالثاً:
ما يقرؤه من " كلمات " لا تعدُّ من الرقية الشرعية حتى تكون باللغة العربية ، وتظهر
كلماتها ، وتكون موافقة للشرع لا مخالفة له ، وكل ذلك لا يُعرف من ذلك الشاب ؛ لأن
الظاهر أنه يسر بتلك الكلمات ولا يجهر بها .
وانظر شروط الرقية الشرعية في جواب السؤال رقم : (
13792 ) ، وفي
هذا الجواب بينَّا كيفية التخلص من السحر ، وبينَّا كيف نكشف الرقاة المخالفين
للشرع .
وفي جواب السؤال رقم (
21124 ) ذكرنا
علامات السحرة ، والعرافين ، والكهان ، وكيف نميزهم .
وتنظر شروط الراقي في جواب السؤال رقم : (
7874 ) .
رابعاً:
كونه لا يطلب أجراً لا يدل على أنه ثقة ، ولا أنه صادق ، وهذه طريقة معروفة لأولئك
الدجاجلة ، حيث يوهمون العامة بذلك أنهم على خير ، وعلى دين ، ويستدل العامة على
ذلك بأنه لا يطلب أجراً ، وهذا ميزان فاسد .
ولا ينبغي الاغترار بشهادة العامة لأحدٍ من الناس ، وخاصة في هذا الباب ، فهم لا
يفرقون بين المشرك والموحد ، ولا بين السني والبدعي ، ولا بين الصادق والكاذب ،
وليس عندهم ميزان علمي للحكم على أفعاله وتصرفاته لمحاكمتها وفق شرع الله تعالى ،
وهم يطلقون اسم " الشيخ " على كل من يعالج السحر والصرع ، ولو سلك أي طريق في
العلاج ! ، ومن العجائب : أنه وُجد نصراني يسلك هذا الدرب في بعض البلاد ، ويطلق
عليه عامة الناس " الشيخ المسيحي " ! وهو معروف ، وقد تأكدنا من ذلك ، ولا يزال
كثيرون يطلقون عليه ذلك اللقب إلى الآن ! .
والعبرة في هذا الباب هو حكم العلماء وطلبة العلم من أهل السنَّة والجماعة ، فهم
أقدر الناس على الحكم على أولئك المعالِجين بما يستحقونه ، وقد أكرمهم الله تعالى
باعتقاد صحيح ، وعلم مؤصَّل وفق الكتاب والسنَّة يستطيعون بهما أن يميزوا بين
الكاهن المشعوذ وبين الثقة الصادق ممن يقرأ على الناس ويعالجهم ، فلا تلتفتوا
لشهادة غيرهما ، ولا تغتروا بحكم العامة ، فوجوده كعدمه .
وعليه :
فلا يحل لأحدٍ الذهاب لهذا الدجَّال ، ولا الاستعانة به ، ولو زعم محاربة السحرة !
فهو منهم ، وإنما يريد دفع التهمة عن نفسه ، وإخراج نفسه من زمرتهم ، وقد ورد
الوعيد الشديد في الذهاب إلى هؤلاء بعدم قبول صلاة أربعين يوماً من ذلك الذاهب ،
فإذا صدَّقه فيما يقول فإنه يكون قد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم .
وانظر جواب السؤال رقم (
98153 ) و (
8291 ) .
والله أعلم