السؤال :
أحضر في جامعة كاثولوكية و يجب علينا حضور محاضرة علم المسيحية ( اللاهوت
المسيحي ) ، وأحد الواجبات علينا أن نكتب عن الهرطقة الموجودة بالمسيحية ،
والتي تشمل الدفاع عن المبدأ القائل بأن المسيح ( عليه السلام ) إله ؟ هذا
الواجب مطلوب مني حتى أستطيع الحصول على الدرجات في هذه المادة . أعلم أن
هذا خطأ و لكن حقاً ليس لدي خيار آخر . هل يمكنكم إرشادي فيما يمكنني فعله ؟
أشكركم ؟
الحمد لله
لا يجوز لكِ حضور المحاضرات النصرانية التي يُقرر فيها ألوهية المسيح - عليه السلام
- لأنه يحرم سماع الكفر وإقراره والسكوت عليه ؛ لقوله تعالى : ( وَقَدْ نَزَّلَ
عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا
وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ
غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ
وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً ) النساء/140 .
قال القرطبي رحمه الله : "قوله تعالى : ( فلا تقعدوا
معهم حتى يخوضوا في حديث غيره ) أي غير الكفر. ( إنكم إذا مثلهم ) : فدل بهذا على
وجوب اجتناب أصحاب المعاصي ، إذا ظهر منهم منكر؛ لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم ،
والرضا بالكفر كفر. قال الله عز وجل ( إنكم إذا مثلهم ) ؛ فكل من جلس في مجلس معصية
، ولم ينكر عليهم ، يكون معهم في الوزر سواء.
وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها
؛ فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية
" انتهى .
ولاشك أن سماع الطالب لما يقرره النصارى في حق عيسى
عليه السلام ، ومراجعته لهذه الدروس ، وإجابته عليها في الامتحان ، أو كتابته لبحث
في تقريرها وتأييدها ، كل ذلك من أعظم المنكر وأشدّه ، وهو إقرار قبيح بالكفر ، لا
عذر يبيحه أو يسوغه .
وهذه الدراسة برمتها هي وسيلة من وسائل التنصير المعروفة ، والعجب من المسلم أو
المسلمة التي تقبل هذه الدراسة ، وترضى بسماع الكفر الذي يناقض دينها ، بل تكتب ذلك
وتؤيده ، نسأل الله العافية .
فالواجب أن تتركي هذه الجامعة ، وأن تبحثي عن غيرها مما لا يوجد فيه هذا الباطل ،
وينبغي أن يكون بحثك عن جامعة تدرّس الإسلام ، وتعلّم الحق ، ولو كانت الدراسة فيها
انتسابا أو عن بُعد .
سئل الشيخ ابن جبرين رحمه الله : " ما الحكم الشرعي في ذهاب الطلاب من أبناء
المسلمين الذين يدرسون في الخارج للكنيسة ، حيث يفرض عليهم الذهاب لحضور حصص دراسية
، أو سماع كلمة من أحد القسس؟
فأجاب : " أما ذهاب الطلاب إلى الكنائس للحصص الدراسية ، أو سماع كلام القسيس فإن
ذلك لا يجوز ، سيما أبناء المسلمين الذين لم يتضلعوا في عقيدة الإسلام ، ولم يتقنوا
حقيقة دينهم ، وقد ذهبوا إلى تلك البلاد قبل التوغل في معرفة الدين الصحيح ، ونشؤوا
بين أولئك النصارى ، فإن مثل هؤلاء ينخدعون بما يسمعون من أولئك المنصرين الذين
يبذلون قصارى جهدهم في تنصير من قدروا عليه من بني الإنسان ، ولا يتكاثرون ما
أنفقوه في الدعاية إلى دينهم ، فمتى ذهب الشباب إلى تلك المعابد وشاهدوا تلك الصور
، وسمعوا كلمات أولئك القسس ، وما يبالغون فيه من مديح وهراء وحث ومبالغة في مدح
دين النصارى ، لم يؤمن أن ينخدعوا بتلك الدعايات ، ويعلق بقلوبهم ما يعجز أهلوهم عن
إقناعهم بالرجوع عنه ، فالواجب التحذير من المسلمين لأولادهم عن السماع والإصغاء
إلى سماع كلام أولئك النصارى ، وتحذيرهم من دخول تلك الكنائس مهما استطاعوا ، والله
أعلم" انتهى .
والحاصل : أنه لا يجوز لك الاستمرار في هذه الدراسة ،
ولو أدى ذلك لتركك الدراسة الجامعية بالكلية ، فإن مصلحة حفظ الدين مقدمة على كل
مصلحة ، وليس التعليم بعذر يبيح سماع الكفر والسكوت عليه وتقريره وتأييده .
نسأل الله تعالى أن يحفظكِ ويرعاك وأن يحفظ عليك دينك وإيمانك .
والله أعلم .
أحضر في جامعة كاثولوكية و يجب علينا حضور محاضرة علم المسيحية ( اللاهوت
المسيحي ) ، وأحد الواجبات علينا أن نكتب عن الهرطقة الموجودة بالمسيحية ،
والتي تشمل الدفاع عن المبدأ القائل بأن المسيح ( عليه السلام ) إله ؟ هذا
الواجب مطلوب مني حتى أستطيع الحصول على الدرجات في هذه المادة . أعلم أن
هذا خطأ و لكن حقاً ليس لدي خيار آخر . هل يمكنكم إرشادي فيما يمكنني فعله ؟
أشكركم ؟
الحمد لله
لا يجوز لكِ حضور المحاضرات النصرانية التي يُقرر فيها ألوهية المسيح - عليه السلام
- لأنه يحرم سماع الكفر وإقراره والسكوت عليه ؛ لقوله تعالى : ( وَقَدْ نَزَّلَ
عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا
وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ
غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ
وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً ) النساء/140 .
قال القرطبي رحمه الله : "قوله تعالى : ( فلا تقعدوا
معهم حتى يخوضوا في حديث غيره ) أي غير الكفر. ( إنكم إذا مثلهم ) : فدل بهذا على
وجوب اجتناب أصحاب المعاصي ، إذا ظهر منهم منكر؛ لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم ،
والرضا بالكفر كفر. قال الله عز وجل ( إنكم إذا مثلهم ) ؛ فكل من جلس في مجلس معصية
، ولم ينكر عليهم ، يكون معهم في الوزر سواء.
وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها
؛ فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية
" انتهى .
ولاشك أن سماع الطالب لما يقرره النصارى في حق عيسى
عليه السلام ، ومراجعته لهذه الدروس ، وإجابته عليها في الامتحان ، أو كتابته لبحث
في تقريرها وتأييدها ، كل ذلك من أعظم المنكر وأشدّه ، وهو إقرار قبيح بالكفر ، لا
عذر يبيحه أو يسوغه .
وهذه الدراسة برمتها هي وسيلة من وسائل التنصير المعروفة ، والعجب من المسلم أو
المسلمة التي تقبل هذه الدراسة ، وترضى بسماع الكفر الذي يناقض دينها ، بل تكتب ذلك
وتؤيده ، نسأل الله العافية .
فالواجب أن تتركي هذه الجامعة ، وأن تبحثي عن غيرها مما لا يوجد فيه هذا الباطل ،
وينبغي أن يكون بحثك عن جامعة تدرّس الإسلام ، وتعلّم الحق ، ولو كانت الدراسة فيها
انتسابا أو عن بُعد .
سئل الشيخ ابن جبرين رحمه الله : " ما الحكم الشرعي في ذهاب الطلاب من أبناء
المسلمين الذين يدرسون في الخارج للكنيسة ، حيث يفرض عليهم الذهاب لحضور حصص دراسية
، أو سماع كلمة من أحد القسس؟
فأجاب : " أما ذهاب الطلاب إلى الكنائس للحصص الدراسية ، أو سماع كلام القسيس فإن
ذلك لا يجوز ، سيما أبناء المسلمين الذين لم يتضلعوا في عقيدة الإسلام ، ولم يتقنوا
حقيقة دينهم ، وقد ذهبوا إلى تلك البلاد قبل التوغل في معرفة الدين الصحيح ، ونشؤوا
بين أولئك النصارى ، فإن مثل هؤلاء ينخدعون بما يسمعون من أولئك المنصرين الذين
يبذلون قصارى جهدهم في تنصير من قدروا عليه من بني الإنسان ، ولا يتكاثرون ما
أنفقوه في الدعاية إلى دينهم ، فمتى ذهب الشباب إلى تلك المعابد وشاهدوا تلك الصور
، وسمعوا كلمات أولئك القسس ، وما يبالغون فيه من مديح وهراء وحث ومبالغة في مدح
دين النصارى ، لم يؤمن أن ينخدعوا بتلك الدعايات ، ويعلق بقلوبهم ما يعجز أهلوهم عن
إقناعهم بالرجوع عنه ، فالواجب التحذير من المسلمين لأولادهم عن السماع والإصغاء
إلى سماع كلام أولئك النصارى ، وتحذيرهم من دخول تلك الكنائس مهما استطاعوا ، والله
أعلم" انتهى .
والحاصل : أنه لا يجوز لك الاستمرار في هذه الدراسة ،
ولو أدى ذلك لتركك الدراسة الجامعية بالكلية ، فإن مصلحة حفظ الدين مقدمة على كل
مصلحة ، وليس التعليم بعذر يبيح سماع الكفر والسكوت عليه وتقريره وتأييده .
نسأل الله تعالى أن يحفظكِ ويرعاك وأن يحفظ عليك دينك وإيمانك .
والله أعلم .