السؤال:
في السنوات الخالية من التعليم الثانوي وفي مادة اللغة الفرنسية كان
الأستاذ يأتي ببعض النصوص الأدبية الفرنسية لدراستها ، وهي تشتمل على بعض
الأمور المناقضة للتوحيد
( الشرك الأكبر) عافانا الله ونجانا وإياكم من الوقوع فيه ، وكان يدرسها من
الناحية الأدبية ، و الأستاذ مسلم ، وقال إن تلك العقائد نصرانيه ، ولما
سألت أستاذ اللغة الإسلامية قال ما مضمونه : إن قارئ وراو الكفر ليس بكافر ،
وإن كتاب الله مليء بتبيان متل تلك العقائد الفاسدة ، ونحن - ولله الحمد -
نتبرأ من تلك العقائد ونعتقد بطلانها ، فهل ما قال أستاذ اللغة الإسلامية
صحيح ، بأن من قرأ ذلك ليس بكافر ولا مشرك ؟ .
الجواب :
الحمد لله
أولا :
ما قاله أستاذك صحيح ؛ فناقل الكفر ليس بكافر ، ما دام أنه ينكر ذلك ويعتقد بطلانه
، ويتأكد هذا عندما ينقله للرد عليه وبيان بطلانه ونكارته ، كما هو كثير في القرآن
المجيد من ذكر عقائد أهل الكفر وبيان فسادها ، وهذا أمر مستقر عند العلماء ، ومن
أمثلة ذلك قول ابن الحاج القناوي في كتابه "حز الغلاصم في إفحام المخاصم" (ص32)
أثناء حديثه عن إبطال عقيدة القدرية : " فقول الناس إذن كافة : ما شاء الله كان وما
لم يشأ لم يكن ، باطل. والصحيح على قولهم وسوء اعتقادهم أن يقول القائل : ما شاء
إبليس كان وما شاء الله لم يكن . ونستغفر الله من تسطير هذه الكلمات ، ولكن حاكي
الكفر ليس بكافر ، ولله الحمد على نعمة الإسلام والسنة " انتهى.
ولما حكى الذهبي في " تاريخ الإسلام " (14/278) شيئا من عقيدة وحدة الوجود في ترجمة
ابن عربي الطائي صاحب "الفصوص" قال : " وذكر فصلا من هذا النمط ، تعالى الله عما
يقول علوا كبيرا . أستغفر الله ، وحاكي الكفر ليس بكافر " انتهى.
وفي "ميزان الاعتدال" (4/162) عندما ترجم للمغيرة بن سعيد البجلي الرافضي الكذاب ،
وذكر شيئا من شنائعه في وصف الله تعالى وتقدس ، قال : "وحاكي الكفر ليس بكافر، فإن
الله تبارك وتعالى قص علينا في كتابه صريح كفر النصارى واليهود وفرعون ونمرود
وغيرهم " انتهى.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين في "فتاوى نور على الدرب" عن صحة هذه العبارة " ناقل
الكفر ليس بكافر " فقال : هذا صحيح ، أن ناقل الكفر ليس بكافر ، بمعنى أن الإنسان
الذي يحكي قول الكفار لا يكفر ، وهذا أمرٌ معلوم لأهل العلم ، وحسب النظر أيضاً ؛
فإنك إذا قلت : قال فلانٌ إن الله ثالث ثلاثة ، أو ما أشبه ذلك . فإنه لا يعد ذلك
كفراً منك لأنك إنما تحكي قول غيرك " انتهى.
ولمزيد الفائدة حول ناقل الكفر يمكن الاطلاع على جواب السؤال رقم : (132079)
.
غير أنه يجب على المدرس إذا
درس مثل هذه المواد الأدبية ألا يقتصر على مجرد ذلك ، وأن ناقل الكفر ليس بكافر ،
بل لا بد أن يبين لتلاميذه أن هذا من الكفر المخالف لدين الإسلام ، كي لا يغتروا به
، أو يظنوا صوابه .
وأيضا : يحذر أن يكون في مثل هذا الكفر الذي ينقله شبهة قد يفتن بها بعض ضعفاء
العلم والدين ، فلا يكفي النظر فقط إلى أصل المسألة الذي قدمناه ، بل يجب النظر
أيضا إلى أثر نقل هذا الكفر في سامعه وقارئه ، وهل من الممكن أن يغتر به أولا .
وما استشهد به المدرس من نقل القرآن لكلام الكافرين وعقائدهم ، فنعم صحيح ، لكن
طريقة القرآن في ذلك أعظم السبل وأبينها ، فهو ينقل الكفر ، ويبين ما فيه ، ويدل
الناس على الهدى والصراط المستقيم .
والله أعلم
في السنوات الخالية من التعليم الثانوي وفي مادة اللغة الفرنسية كان
الأستاذ يأتي ببعض النصوص الأدبية الفرنسية لدراستها ، وهي تشتمل على بعض
الأمور المناقضة للتوحيد
( الشرك الأكبر) عافانا الله ونجانا وإياكم من الوقوع فيه ، وكان يدرسها من
الناحية الأدبية ، و الأستاذ مسلم ، وقال إن تلك العقائد نصرانيه ، ولما
سألت أستاذ اللغة الإسلامية قال ما مضمونه : إن قارئ وراو الكفر ليس بكافر ،
وإن كتاب الله مليء بتبيان متل تلك العقائد الفاسدة ، ونحن - ولله الحمد -
نتبرأ من تلك العقائد ونعتقد بطلانها ، فهل ما قال أستاذ اللغة الإسلامية
صحيح ، بأن من قرأ ذلك ليس بكافر ولا مشرك ؟ .
الجواب :
الحمد لله
أولا :
ما قاله أستاذك صحيح ؛ فناقل الكفر ليس بكافر ، ما دام أنه ينكر ذلك ويعتقد بطلانه
، ويتأكد هذا عندما ينقله للرد عليه وبيان بطلانه ونكارته ، كما هو كثير في القرآن
المجيد من ذكر عقائد أهل الكفر وبيان فسادها ، وهذا أمر مستقر عند العلماء ، ومن
أمثلة ذلك قول ابن الحاج القناوي في كتابه "حز الغلاصم في إفحام المخاصم" (ص32)
أثناء حديثه عن إبطال عقيدة القدرية : " فقول الناس إذن كافة : ما شاء الله كان وما
لم يشأ لم يكن ، باطل. والصحيح على قولهم وسوء اعتقادهم أن يقول القائل : ما شاء
إبليس كان وما شاء الله لم يكن . ونستغفر الله من تسطير هذه الكلمات ، ولكن حاكي
الكفر ليس بكافر ، ولله الحمد على نعمة الإسلام والسنة " انتهى.
ولما حكى الذهبي في " تاريخ الإسلام " (14/278) شيئا من عقيدة وحدة الوجود في ترجمة
ابن عربي الطائي صاحب "الفصوص" قال : " وذكر فصلا من هذا النمط ، تعالى الله عما
يقول علوا كبيرا . أستغفر الله ، وحاكي الكفر ليس بكافر " انتهى.
وفي "ميزان الاعتدال" (4/162) عندما ترجم للمغيرة بن سعيد البجلي الرافضي الكذاب ،
وذكر شيئا من شنائعه في وصف الله تعالى وتقدس ، قال : "وحاكي الكفر ليس بكافر، فإن
الله تبارك وتعالى قص علينا في كتابه صريح كفر النصارى واليهود وفرعون ونمرود
وغيرهم " انتهى.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين في "فتاوى نور على الدرب" عن صحة هذه العبارة " ناقل
الكفر ليس بكافر " فقال : هذا صحيح ، أن ناقل الكفر ليس بكافر ، بمعنى أن الإنسان
الذي يحكي قول الكفار لا يكفر ، وهذا أمرٌ معلوم لأهل العلم ، وحسب النظر أيضاً ؛
فإنك إذا قلت : قال فلانٌ إن الله ثالث ثلاثة ، أو ما أشبه ذلك . فإنه لا يعد ذلك
كفراً منك لأنك إنما تحكي قول غيرك " انتهى.
ولمزيد الفائدة حول ناقل الكفر يمكن الاطلاع على جواب السؤال رقم : (132079)
.
غير أنه يجب على المدرس إذا
درس مثل هذه المواد الأدبية ألا يقتصر على مجرد ذلك ، وأن ناقل الكفر ليس بكافر ،
بل لا بد أن يبين لتلاميذه أن هذا من الكفر المخالف لدين الإسلام ، كي لا يغتروا به
، أو يظنوا صوابه .
وأيضا : يحذر أن يكون في مثل هذا الكفر الذي ينقله شبهة قد يفتن بها بعض ضعفاء
العلم والدين ، فلا يكفي النظر فقط إلى أصل المسألة الذي قدمناه ، بل يجب النظر
أيضا إلى أثر نقل هذا الكفر في سامعه وقارئه ، وهل من الممكن أن يغتر به أولا .
وما استشهد به المدرس من نقل القرآن لكلام الكافرين وعقائدهم ، فنعم صحيح ، لكن
طريقة القرآن في ذلك أعظم السبل وأبينها ، فهو ينقل الكفر ، ويبين ما فيه ، ويدل
الناس على الهدى والصراط المستقيم .
والله أعلم