السؤال:
بارك الله فيكم على ماتقدموه من
خدمة عظيمة للمسلمين هناك تنبيه خطير واستفسار بالنسبة للفتوى أدناه التي
تتعلق بطلب الدعاء من الميت حيث أفدتم في بداية الإجابة بقولكم -وهذا من
البدع المنكرة والوسائل المفضية إلى الشرك وسؤال غير الله ، وقد يصل به
الحال إلى الشرك الأكبر المخرج عن الملة ، وهو يحصل كثيرا في هؤلاء ؛ لشدة
تعلقهم بالميت .
وهذا يعطي للقارئ مفهوم أن طلب الدعاء من الميت أو الشفاعة يؤدي للشرك
الأكبر وليس هو الشرك بذاته وعينه
فأرى أن هذه المقولة تحتاج إلى تعديل لأن الاستدلالات اللاحقة التي أشرتم
إليها تخالف المقولة الأولى في بداية الإجابة
وخصوصا أن الاستدلالات لشيخ الإسلام وغيره من العلماء تثبت أن طلب الدعاء
والشفاعة هي عين ما قاله المشركون .(من كلام الفوزان حفظه الله )
أرجو الالتفات إلى هذه المسالة الخطيرة في المنطوق الأول من الفتوى وأكررها
للتأكيد (لا يجوز طلب الدعاء أو الشفاعة من الميت ، وخاصة عند قبره ؛ لأنه
يكون عنده أشد تعلقا به ، وهذا من البدع المنكرة والوسائل المفضية إلى
الشرك وسؤال غير الله ، وقد يصل به الحال إلى الشرك الأكبر المخرج عن الملة
، وهو يحصل كثيرا في هؤلاء ؛ لشدة تعلقهم بالميت )
فقد يتشبث المرتابون بان هذا مفضي للشرك وليس شركا بعينه
بارك الله فيكم وسدد خطاكم للحق .
الجواب :
الحمد لله
لقد سرنا أيها الأخ الكريم المهتدي حرصك على متابعة السنة التي هداك الله إليها ،
واهتمامك بأمر التوحيد ، وتحقيق مقام العلم فيه ، نسأل الله أن يجمع لنا ولك التحقق
بالتوحيد الخالص علما وعملا .
وأما ما ذكرته من العبارة المذكورة في الجواب المشار إليه ؛ فلم نر فيها ما يستنكر
، ولا ما يحتاج إلى تغيير ، بل عبارات أهل العلم على التحذير من تلك البدعة
والضلالة على وجه الإجمال ، وقد صرح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بهذا الذي
قدمناه في بداية جوابنا .
قال رحمه الله :
" وهذه الأمور المبتدعة من الأقوال هي مراتب
أبعدها عن الشرع أن يسأل الميت حاجة أو يستغيث به فيها كما يفعله كثير من الناس
بكثير من الأموات وهو من جنس عبادة الأصنام ولهذا تتمثل لهم الشياطين على صورة
الميت أو الغائب كما كانت تتمثل لعبادة الأصنام بل أصل عبادة الأصنام إنما كانت من
القبور كما قال ابن عباس و غيره وقد يرى أحدهم القبر قد انشق و خرج منه الميت
فعانقه أو صافحه أو كلمه ويكون ذلك شيطانا تمثل على صورته ليضله وهذا يوجد كثيرا
عند قبور الصالحين وأما السجود للميت أو للقبر فهو أعظم و كذلك تقبيله
المرتبة الثانية : أن يظن أن الدعاء عند قبره مستجاب أو أنه أفضل من الدعاء في
المساجد والبيوت فيقصد زيارته لذلك أو للصلاة عنده أو لأجل طلب حوائجه منه فهذا
أيضا من المنكرات المبتدعة باتفاق أئمة المسلمين وهي محرمة وما علمت في ذلك نزاعا
بين أئمة الدين
المرتبة الثالثة أن يسأل صاحب القبر أن يسأل الله له وهذا بدعة باتفاق أئمة
المسلمين .. " انتهى من كتاب "الاستغاثة" (1/145-146) ، وينظر ص (111،119) منه .
فأنت ترى كلام شيخ الإسلام صريحا في التفريق بين المراتب المذكورة ، وتصريحه في
المرتبة الثالثة ، وهي محل الإشكال ، بأنها بدعة باتفاق المسلمين .
والله الموفق .
بارك الله فيكم على ماتقدموه من
خدمة عظيمة للمسلمين هناك تنبيه خطير واستفسار بالنسبة للفتوى أدناه التي
تتعلق بطلب الدعاء من الميت حيث أفدتم في بداية الإجابة بقولكم -وهذا من
البدع المنكرة والوسائل المفضية إلى الشرك وسؤال غير الله ، وقد يصل به
الحال إلى الشرك الأكبر المخرج عن الملة ، وهو يحصل كثيرا في هؤلاء ؛ لشدة
تعلقهم بالميت .
وهذا يعطي للقارئ مفهوم أن طلب الدعاء من الميت أو الشفاعة يؤدي للشرك
الأكبر وليس هو الشرك بذاته وعينه
فأرى أن هذه المقولة تحتاج إلى تعديل لأن الاستدلالات اللاحقة التي أشرتم
إليها تخالف المقولة الأولى في بداية الإجابة
وخصوصا أن الاستدلالات لشيخ الإسلام وغيره من العلماء تثبت أن طلب الدعاء
والشفاعة هي عين ما قاله المشركون .(من كلام الفوزان حفظه الله )
أرجو الالتفات إلى هذه المسالة الخطيرة في المنطوق الأول من الفتوى وأكررها
للتأكيد (لا يجوز طلب الدعاء أو الشفاعة من الميت ، وخاصة عند قبره ؛ لأنه
يكون عنده أشد تعلقا به ، وهذا من البدع المنكرة والوسائل المفضية إلى
الشرك وسؤال غير الله ، وقد يصل به الحال إلى الشرك الأكبر المخرج عن الملة
، وهو يحصل كثيرا في هؤلاء ؛ لشدة تعلقهم بالميت )
فقد يتشبث المرتابون بان هذا مفضي للشرك وليس شركا بعينه
بارك الله فيكم وسدد خطاكم للحق .
الجواب :
الحمد لله
لقد سرنا أيها الأخ الكريم المهتدي حرصك على متابعة السنة التي هداك الله إليها ،
واهتمامك بأمر التوحيد ، وتحقيق مقام العلم فيه ، نسأل الله أن يجمع لنا ولك التحقق
بالتوحيد الخالص علما وعملا .
وأما ما ذكرته من العبارة المذكورة في الجواب المشار إليه ؛ فلم نر فيها ما يستنكر
، ولا ما يحتاج إلى تغيير ، بل عبارات أهل العلم على التحذير من تلك البدعة
والضلالة على وجه الإجمال ، وقد صرح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بهذا الذي
قدمناه في بداية جوابنا .
قال رحمه الله :
" وهذه الأمور المبتدعة من الأقوال هي مراتب
أبعدها عن الشرع أن يسأل الميت حاجة أو يستغيث به فيها كما يفعله كثير من الناس
بكثير من الأموات وهو من جنس عبادة الأصنام ولهذا تتمثل لهم الشياطين على صورة
الميت أو الغائب كما كانت تتمثل لعبادة الأصنام بل أصل عبادة الأصنام إنما كانت من
القبور كما قال ابن عباس و غيره وقد يرى أحدهم القبر قد انشق و خرج منه الميت
فعانقه أو صافحه أو كلمه ويكون ذلك شيطانا تمثل على صورته ليضله وهذا يوجد كثيرا
عند قبور الصالحين وأما السجود للميت أو للقبر فهو أعظم و كذلك تقبيله
المرتبة الثانية : أن يظن أن الدعاء عند قبره مستجاب أو أنه أفضل من الدعاء في
المساجد والبيوت فيقصد زيارته لذلك أو للصلاة عنده أو لأجل طلب حوائجه منه فهذا
أيضا من المنكرات المبتدعة باتفاق أئمة المسلمين وهي محرمة وما علمت في ذلك نزاعا
بين أئمة الدين
المرتبة الثالثة أن يسأل صاحب القبر أن يسأل الله له وهذا بدعة باتفاق أئمة
المسلمين .. " انتهى من كتاب "الاستغاثة" (1/145-146) ، وينظر ص (111،119) منه .
فأنت ترى كلام شيخ الإسلام صريحا في التفريق بين المراتب المذكورة ، وتصريحه في
المرتبة الثالثة ، وهي محل الإشكال ، بأنها بدعة باتفاق المسلمين .
والله الموفق .