رشاش البيان
أماه لا تكثري لومي وتأنيبـــــــــــي##فأنت أحسنت تعليمي وتأديبي
أماه أنت التي أرضعتني شممـــــــا##به أواجه من يسعى لتذويبي
أرضعتني همة عظمى سموت بهـا##عن التخبط في درب الألاعيب
أرضعتني عزة في النفس تجعلنـي##أرى المداجاة ميدان الأكاذيب
فتحت عيني ياأمــــــــاه من صغري##فما رأيت سوى صقل وتهذيب
قرأت في وجهك الميمــون ماكتبت##يد الصمــــــــــود بترتيب وتبويب
أماه كل مقــــام في الحياة لـــــــه##قول يناسبه مــــــــن غير تثريب
بعض الرجال كبير في تعاملـــــــــه##وبعضهم مثل أطفـــــال الأنابيب
بعض الوجوه يسر العين منظرهـــا##تقى وفي بعضها قبح الغرابيب
سلي عن السيف ياأمـــــاه عنترة##وعن سباق الفيافي ساق (شيبوب)
أكان للنحل ياأماه مملكــــــــــــــة##لو ارتدى كلـــه ثوب اليعاسيب؟
أمــــــــاه لاتجزعي فالشعر قافلة##يلين لي ظهر مقروء ومكتـــوب
غصون شعري لأهل الخير منتجع##لكنهـــــــــــا للأعادي كالكلاليب
الشعر لي،أعصر الأحداث أسكبها##في ثغره كأس ترغيب وترهيب
شعر فما في يدي سيف أسلطه##على الرقاب ولا أسواط تعذيب
لكنما هو رشاش البيـــــــــان ،له##في نصرة الحق صوت غير محجوب
إذا تيقنت من أمر رفعت بــــــــــه##صوتي وإن ثارت الدنيا لتأنيبـــي
إني لأرفع نفســــي عن مجاملة##أعطي بها وصف مرفوع لمنصوب
يقدم الناس عندي صدق منطقهم##في الحق والخير ،لانوع الجلابيب
وكيف أرضى لعيني أن ترى خطـأ##أمامها ثم تمضي دون تصويب؟
تبا لمن يجعلون الصــــدق منقصة##ولا يملون من زور وتخــــــريب
والله لو مت ياأمــــــــــــاه مسغبة##لما وضعت يدي في كف محسوب
وكيف يستبدل الإنسان ذلتـــــــه##بعزة وخبيث الريــــــــح بالطيب
كم واعد بعطاءات لأمتـــــــــــــــه##وبين أحشائه وجدان عرقـــوب
قوم يريدون بي سوءا فكم وضعوا##سدا،وكم حركوا لي مقلتي ذيب
وكم رموني بألفــــــــــــــاظ مزورة##ولاحقوني بتشويه وتأليــــــب
ولست أخشاهمـو إلا إذا خشيت##أنثى محصنة من سطو مجبوب
كم أزمة في حياتي قد وقفت لها##صلبا،ولقيتها عزمي وتجريبي
لجأت لله لا للناس فانكشفـــــــت##عني وأمسكت منها بالتلابيب
كوني كأسماء ياأمــــــاه إذ نظرت##مرفوعة الرأس في جثمان مصلوب
فوجهت قلبها لله صابــــــــــــــــرة##والعين تبكي بدمع غير مسكوب
أماه لي قدوة في المصطفى فلكم##جارت عليه مقالات الأعاريب
أسير في وضح والشمس ساطعة##ولا أخبيء وجهي في السراديب
بيني وبين القوافي عهـــــــد ملتزم##أن ننشر الحق في أرقى الأساليب
عبدالرحمن العشماوي -الرياض-26-3-1412