بسم الله الرحمن الرحيم
أبيات طالما أعجبتني لأمير الشعراء أحمد شوقي وهي تقول :
دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلة ٌ له: إنَّ الحياة َ دقائقٌ وثواني
فارفع لنفسك بعدَ موتكَ ذكرها . . . فالذكرُ للإنسان عُمرٌ ثاني
للمرءِ في الدنيا وجَمِّ شؤونها . . . ما شاءَ منْ ريحٍ ومنْ خسران
واليوم فقط قرأت أنها من قصيدة رثاء لمصطفى كامل ووجدتها ولروعتها سأنقلها لكم أرجو أن تنال إعجابكم
المشرقانِ عليكَ ينتحبان . . . قاصيهُما في مأْتَمٍ والداني
يا خادمَ الإسلامِ، أجرُ مجاهدٍ . . . في الله من خُلْدٍ ومِنْ رِضْوان
لمّا نعيتَ إلى الحجاز مشى الأسى . . . في الزائرينَ وروِّع الحرمان
السكة ُ الكبرى حيالَ رباهما . . . مَنكوسة ُ الأَعلامِ والقُضْبان
لم تَأْلُها عندَ الشدائدِ خِدمة ً . . . في الله والمختار والسلطان
يا ليتَ مكة َ والمدينة َ فازتا . . . في المحفِلَيْن بصوتِكَ الرَّنَّان
ليرى الأَواخرُ يومَ ذاكَ ويسمعوا . . . ما غابَ من قسٍّ ومن سحبان
جارَ التراب وأنتَ أكرمُ راحل . . . ماذا لقيتَ من الوجود الفاني؟
أَبكِي صِباكَ؛ ولا أُعاتبُ من جَنى . . . هذا عليه كرامة ً للجاني
يتساءلون: أبـ السلالِ قضيت، أم . . . بالقلبِ، أَم هل مُتَّ بالسَّرَطان؟
الله يَشهد أَنّ موتَك بالحِجا . . . والجدِّ والإقدامِ والعِرفان
إن كان للأخلاق ركنٌ قائمٌ . . . في هذه الدنيا، فأنت الباني
بالله فَتِّشْ عن فؤادِك في الثّرى . . . هل فيه آمالٌ وفيه أماني؟
وجدانك الحيُّ المقيمُ على المدى . . . ولرُبَّ حَيٍّ مَيِّتُ الوجْدان
الناسُ جارٍ في الحياة ِ لغاية ٍ . . . ومضللٌ يجري بغير عنان
والخُلْدُ في الدنيا ـ وليس بهيِّنٍ ـ . . . عُليا المرَاتبِ لم تُتَحْ لجبان
فلو أن رسلَ اللهِ قد جبنوا لما . . . ماتوا على دينٍ من الأَديان
المجدُ والشَّرفُ الرفيعُ صحيفة ٌ . . . جعلتْ لها الأخلاقُ كالعنوان
وأحبُّ من طولِ الحياة ِ بذلة ٍ . . . قصرٌ يريكَ تقاصرَ الأقران
دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلة ٌ له: . . . إنَّ الحياة َ دقائقٌ وثواني
فارفع لنفسك بعدَ موتكَ ذكرها . . . فالذكرُ للإنسان عُمرٌ ثاني
للمرءِ في الدنيا وجَمِّ شؤونها . . . ما شاءَ منْ ريحٍ ومنْ خسران
فَهي الفضاءُ لراغبٍ مُتطلِّعٍ . . . وهي المَضِيقُ لِمُؤثِرِ السُّلْوان
الناسُ غادٍ في الشقاءِ ورائحٌ . . . يَشْقى له الرُّحَماءُ وهْوَ الهاني
ومنعَّمٌ لم يلقَ إلا لذة ً . . . في طيِّها شجَنٌ من الأَشجان
فاصبر على نُعْمى الحياة ِ وبُؤسِها . . . نعمى الحياة ِ وبؤسها سيَّان
يا طاهرَ الغدواتِ، والروحاتِ، والـ . . . ـخطراتِ، والإسْرارِ، والإعْلان
هل قامَ قبلكَ في المدائن فاتحٌ . . . غازٍ بغيرٍ مُهنّدٍ وسِنان؟
يدعو إلى العلم الشريفِ، وعنده . . . أَن العلومَ دعائمُ العُمران؟
لفُّوكَ في علم البلادِ منكَّساً . . . جزع الهلال على فتى الفتيان
ما احمرَّ من خجلٍ، ولا من ريبة ٍ . . . لكنَّما يبكي بدمع قاني
يُزْجُون نَعشك في السَّناءِ وفي السَّنا . . . فكأَنما في نِعشكَ القمران
وكأَنه نعشُ الحُسينِ بكرْبَلا . . . يختالُ بين بُكاً، وبينَ حَنان
في ذِمَّة ِ الله الكريمِ وبِرِّهِ . . . ما ضمَّ من عرفٍ ومن إحسان
ومشى جلالُ الموتِ وهو حقيقة ٌ . . . وجلالك المصدوقُ يلتقيان
شَقَّتْ لِمَنظرِك الجيوبَ عقائلٌ . . . وبكتكَ بالدمعِ الهتونِ غواني
والخلقُ حولَكَ خاشعون كعهدِهم . . . إذ يُنصِتُون لخطبة ٍ وبَيان
يتساءلون: بأيٍّ قلبٍ ترتقى . . . بَعْدُ المنابرُ، أَم بأَيِّ لسان؟
لو أَنّ أَوطاناً تُصوَّرُ هَيْكلاً . . . دفنوكَ بين جوانحِ الأوطان
أو كان يحمل في الجوارح ميتٌ . . . حملوك في الأَسماع والأَجفان
أو صيغَ من غرِّ الفضائلِ والعلا . . . كفنٌ لَبِستَ أَحاسنَ الأَكفان
أَو كان للذكر الحكيم بقية ٌ . . . لم تَأْتِ بعدُ؛ رُثِيتَ في القرآن
ولقد نظرتك والردى بك محدقٌ . . . والداءُ ملءُ معالمِ الجثمان
يَبْغِي ويطْغَى ، والطبيب مُضلَّلٌ . . . قنطٌ، وساعاتُ الرحيل دواني
ونواظرُ العُوّادِ عنكَ أَمالَها . . . دمعٌ تُعالِج كتْمَهُ وتُعاني
تُمْلِي وتَكتُبُ والمشاغِل جَمَّة ٌ . . . ويداك في القرطاسِ ترتجفان
فهششتَ لي، حتى كأنك عائدي . . . وأَنا الذي هَدَّ السَّقامُ كِياني
ورأيتُ كيف تموتُ آسادُ الشَّرى . . . وعرفتُ كيف مصارعُ الشجعان
ووَجَدْتُ في ذاك الخيالِ عزائماً . . . ما للمنونِ بدكهنَّ يدان
وجعلتَ تسألني الرثاءَ، فهاكه . . . من أدمعي وسرائري وجناني
لولا مُغالبة ُ الشُّجونِ لخاطري . . . لنظمتُ فيكَ يَتيمة َ الأَزمان
وأَنا الذي أَرثِي الشموسَ إذا هَوَتْ . . . فتعودُ سيرتها إلى الدوران
قد كنتَ تهتفُ في الورى بقصائدي . . . وتجلُّ فوق النيراتِ مكاني
مَاذَا دَهانِي يومَ بِنْتَ فَعَقَّني . . . فيكَ القريضُ، وخانني إمكاني؟
هوِّنْ عليكَ، فلا شماتَ بميِّتٍ . . . إنّ المنيَّة غاية ُ الإنسان
مَنْ للحسودِ بميْتة ٍ بُلِّغْتَها . . . عزتْ على كسرى أنوشروان؟
عُوفِيتَ من حَرَبِ الحياة ِ وحَرْبِها . . . فهل استرحْت أَم استراح الشاني؟
يا صَبَّ مِصْرَ، ويا شهيدَ غرامِها . . . هذا ثرى مصرٍ، فنمْ بأمان
اخلَعْ على مصرٍ شبابَك عالياً . . . و?لبِسْ شَبابَ الحُورِ والوِلْدان
فلعلَّ مصراً من شبابِكَ تَرتدِي . . . مجداً تتيهُ به على البلدان
فلوَ أنّ بالهرمينِ من عزماته . . . بعضَ المَضَاءِ تحرّك الهَرمان
علَّمْتَ شُبانَ المدائنِ والقُرى . . . كيف الحياة ُ تكونُ في الشبان
مصرُ الأَسيفة ُ ريفُها وصعيدُها . . . قبرٌ أَبرُّ على عظامِك حاني
أبيات طالما أعجبتني لأمير الشعراء أحمد شوقي وهي تقول :
دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلة ٌ له: إنَّ الحياة َ دقائقٌ وثواني
فارفع لنفسك بعدَ موتكَ ذكرها . . . فالذكرُ للإنسان عُمرٌ ثاني
للمرءِ في الدنيا وجَمِّ شؤونها . . . ما شاءَ منْ ريحٍ ومنْ خسران
واليوم فقط قرأت أنها من قصيدة رثاء لمصطفى كامل ووجدتها ولروعتها سأنقلها لكم أرجو أن تنال إعجابكم
المشرقانِ عليكَ ينتحبان . . . قاصيهُما في مأْتَمٍ والداني
يا خادمَ الإسلامِ، أجرُ مجاهدٍ . . . في الله من خُلْدٍ ومِنْ رِضْوان
لمّا نعيتَ إلى الحجاز مشى الأسى . . . في الزائرينَ وروِّع الحرمان
السكة ُ الكبرى حيالَ رباهما . . . مَنكوسة ُ الأَعلامِ والقُضْبان
لم تَأْلُها عندَ الشدائدِ خِدمة ً . . . في الله والمختار والسلطان
يا ليتَ مكة َ والمدينة َ فازتا . . . في المحفِلَيْن بصوتِكَ الرَّنَّان
ليرى الأَواخرُ يومَ ذاكَ ويسمعوا . . . ما غابَ من قسٍّ ومن سحبان
جارَ التراب وأنتَ أكرمُ راحل . . . ماذا لقيتَ من الوجود الفاني؟
أَبكِي صِباكَ؛ ولا أُعاتبُ من جَنى . . . هذا عليه كرامة ً للجاني
يتساءلون: أبـ السلالِ قضيت، أم . . . بالقلبِ، أَم هل مُتَّ بالسَّرَطان؟
الله يَشهد أَنّ موتَك بالحِجا . . . والجدِّ والإقدامِ والعِرفان
إن كان للأخلاق ركنٌ قائمٌ . . . في هذه الدنيا، فأنت الباني
بالله فَتِّشْ عن فؤادِك في الثّرى . . . هل فيه آمالٌ وفيه أماني؟
وجدانك الحيُّ المقيمُ على المدى . . . ولرُبَّ حَيٍّ مَيِّتُ الوجْدان
الناسُ جارٍ في الحياة ِ لغاية ٍ . . . ومضللٌ يجري بغير عنان
والخُلْدُ في الدنيا ـ وليس بهيِّنٍ ـ . . . عُليا المرَاتبِ لم تُتَحْ لجبان
فلو أن رسلَ اللهِ قد جبنوا لما . . . ماتوا على دينٍ من الأَديان
المجدُ والشَّرفُ الرفيعُ صحيفة ٌ . . . جعلتْ لها الأخلاقُ كالعنوان
وأحبُّ من طولِ الحياة ِ بذلة ٍ . . . قصرٌ يريكَ تقاصرَ الأقران
دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلة ٌ له: . . . إنَّ الحياة َ دقائقٌ وثواني
فارفع لنفسك بعدَ موتكَ ذكرها . . . فالذكرُ للإنسان عُمرٌ ثاني
للمرءِ في الدنيا وجَمِّ شؤونها . . . ما شاءَ منْ ريحٍ ومنْ خسران
فَهي الفضاءُ لراغبٍ مُتطلِّعٍ . . . وهي المَضِيقُ لِمُؤثِرِ السُّلْوان
الناسُ غادٍ في الشقاءِ ورائحٌ . . . يَشْقى له الرُّحَماءُ وهْوَ الهاني
ومنعَّمٌ لم يلقَ إلا لذة ً . . . في طيِّها شجَنٌ من الأَشجان
فاصبر على نُعْمى الحياة ِ وبُؤسِها . . . نعمى الحياة ِ وبؤسها سيَّان
يا طاهرَ الغدواتِ، والروحاتِ، والـ . . . ـخطراتِ، والإسْرارِ، والإعْلان
هل قامَ قبلكَ في المدائن فاتحٌ . . . غازٍ بغيرٍ مُهنّدٍ وسِنان؟
يدعو إلى العلم الشريفِ، وعنده . . . أَن العلومَ دعائمُ العُمران؟
لفُّوكَ في علم البلادِ منكَّساً . . . جزع الهلال على فتى الفتيان
ما احمرَّ من خجلٍ، ولا من ريبة ٍ . . . لكنَّما يبكي بدمع قاني
يُزْجُون نَعشك في السَّناءِ وفي السَّنا . . . فكأَنما في نِعشكَ القمران
وكأَنه نعشُ الحُسينِ بكرْبَلا . . . يختالُ بين بُكاً، وبينَ حَنان
في ذِمَّة ِ الله الكريمِ وبِرِّهِ . . . ما ضمَّ من عرفٍ ومن إحسان
ومشى جلالُ الموتِ وهو حقيقة ٌ . . . وجلالك المصدوقُ يلتقيان
شَقَّتْ لِمَنظرِك الجيوبَ عقائلٌ . . . وبكتكَ بالدمعِ الهتونِ غواني
والخلقُ حولَكَ خاشعون كعهدِهم . . . إذ يُنصِتُون لخطبة ٍ وبَيان
يتساءلون: بأيٍّ قلبٍ ترتقى . . . بَعْدُ المنابرُ، أَم بأَيِّ لسان؟
لو أَنّ أَوطاناً تُصوَّرُ هَيْكلاً . . . دفنوكَ بين جوانحِ الأوطان
أو كان يحمل في الجوارح ميتٌ . . . حملوك في الأَسماع والأَجفان
أو صيغَ من غرِّ الفضائلِ والعلا . . . كفنٌ لَبِستَ أَحاسنَ الأَكفان
أَو كان للذكر الحكيم بقية ٌ . . . لم تَأْتِ بعدُ؛ رُثِيتَ في القرآن
ولقد نظرتك والردى بك محدقٌ . . . والداءُ ملءُ معالمِ الجثمان
يَبْغِي ويطْغَى ، والطبيب مُضلَّلٌ . . . قنطٌ، وساعاتُ الرحيل دواني
ونواظرُ العُوّادِ عنكَ أَمالَها . . . دمعٌ تُعالِج كتْمَهُ وتُعاني
تُمْلِي وتَكتُبُ والمشاغِل جَمَّة ٌ . . . ويداك في القرطاسِ ترتجفان
فهششتَ لي، حتى كأنك عائدي . . . وأَنا الذي هَدَّ السَّقامُ كِياني
ورأيتُ كيف تموتُ آسادُ الشَّرى . . . وعرفتُ كيف مصارعُ الشجعان
ووَجَدْتُ في ذاك الخيالِ عزائماً . . . ما للمنونِ بدكهنَّ يدان
وجعلتَ تسألني الرثاءَ، فهاكه . . . من أدمعي وسرائري وجناني
لولا مُغالبة ُ الشُّجونِ لخاطري . . . لنظمتُ فيكَ يَتيمة َ الأَزمان
وأَنا الذي أَرثِي الشموسَ إذا هَوَتْ . . . فتعودُ سيرتها إلى الدوران
قد كنتَ تهتفُ في الورى بقصائدي . . . وتجلُّ فوق النيراتِ مكاني
مَاذَا دَهانِي يومَ بِنْتَ فَعَقَّني . . . فيكَ القريضُ، وخانني إمكاني؟
هوِّنْ عليكَ، فلا شماتَ بميِّتٍ . . . إنّ المنيَّة غاية ُ الإنسان
مَنْ للحسودِ بميْتة ٍ بُلِّغْتَها . . . عزتْ على كسرى أنوشروان؟
عُوفِيتَ من حَرَبِ الحياة ِ وحَرْبِها . . . فهل استرحْت أَم استراح الشاني؟
يا صَبَّ مِصْرَ، ويا شهيدَ غرامِها . . . هذا ثرى مصرٍ، فنمْ بأمان
اخلَعْ على مصرٍ شبابَك عالياً . . . و?لبِسْ شَبابَ الحُورِ والوِلْدان
فلعلَّ مصراً من شبابِكَ تَرتدِي . . . مجداً تتيهُ به على البلدان
فلوَ أنّ بالهرمينِ من عزماته . . . بعضَ المَضَاءِ تحرّك الهَرمان
علَّمْتَ شُبانَ المدائنِ والقُرى . . . كيف الحياة ُ تكونُ في الشبان
مصرُ الأَسيفة ُ ريفُها وصعيدُها . . . قبرٌ أَبرُّ على عظامِك حاني