السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
انتقيت لكم اليوم مفاضلة بين شاعران من العصر الجاهلي وهما
إمرؤ القيس وعبيد بن الابرص
بداية سأعطيكم نبذه عن هذان الشاعران
امرؤ
القيس بن حجر الكندي واسمه حُندج (520 م - 565 م) شاعر و فارس عربي إذ
روى الأصمعي أن أبا عبيد سئل في خير الشعراء فقال :"امرؤ القيس إذا ركب
والأعشى إذا طرب وزهير إذا رغب والنابغة إذا رهب " أحد أشهر شعراء العصر
الجاهلي رأس الطبقة الأولى من الشعراء العرب والتي تشمل زهير بن أبي سلمى
والنابغة الذبياني والأعشى وأحد أصحاب المعلقات السبعة المشهورة كان من
أكثر شعراء عصره خروجاً عن نمطية التقليد، وكان سباقاً إلى العديد من
المعاني والصور. وامرؤ القيس صاحب أوليات في التشابيه والاستعارات وغير
قليل من الأوصاف والملحات إذ كان أول من بكى و تباكى و شبه النساء بالظبيان
البيض و قرون الماعز بالعصي .
****
عبيد بن الأبرص بن حنتم، وأيضاً عبيد بن عوف بن جشم له أم اسمها أُمامة الأسدي من المضر، زمن مولده غير معروف، شاعر جاهلي من أصحاب المعلقات ويعد من شعراء الطبقة الأولى، قتله المنذر بن ماء السماء
حينما وفد عليه في يوم بؤسه.عاصر امرؤ القيس وله معه مناظرات ومناقضات،
وهو شاعر من دهاة الجاهلية وحكمائها، وأحد أصحاب المجمهرات المعدودة طبقة
ثانية عن المعلقات، على أن محمد بن سلاّم جعله في الطبقة الرابعة، وقال
فيه: "عبيد بن الأبرص قديم الذكر عظيم الشهرة، وشعره مضطرب، ذاهب لا أعرف
إلاّ قوله في كلمته: أقفر من أهله ملحوب، ولا أدري ما بعد ذلك".
***مساجلة بين امرؤ القيس وعبيد بن الأبرص ***
[size=21]من
أجمل الألغاز التي تُروى عن العرب في الجاهلية قبل الإسلام ما جاء في "
ديوان امرؤ القيس بن حُجر الكِنديّ " - صاحب المعلقة - أن عبيد بن الأبرص
لقي امرؤ القيس فقال له : " كيف معرفتك بالأوابد؟" فقال امرؤ القيس : " قل
ما شئت تجدني كما أحببت "
فقال عبيد بن الأبرص مُلغزاً :
[/size]
انتقيت لكم اليوم مفاضلة بين شاعران من العصر الجاهلي وهما
إمرؤ القيس وعبيد بن الابرص
بداية سأعطيكم نبذه عن هذان الشاعران
امرؤ
القيس بن حجر الكندي واسمه حُندج (520 م - 565 م) شاعر و فارس عربي إذ
روى الأصمعي أن أبا عبيد سئل في خير الشعراء فقال :"امرؤ القيس إذا ركب
والأعشى إذا طرب وزهير إذا رغب والنابغة إذا رهب " أحد أشهر شعراء العصر
الجاهلي رأس الطبقة الأولى من الشعراء العرب والتي تشمل زهير بن أبي سلمى
والنابغة الذبياني والأعشى وأحد أصحاب المعلقات السبعة المشهورة كان من
أكثر شعراء عصره خروجاً عن نمطية التقليد، وكان سباقاً إلى العديد من
المعاني والصور. وامرؤ القيس صاحب أوليات في التشابيه والاستعارات وغير
قليل من الأوصاف والملحات إذ كان أول من بكى و تباكى و شبه النساء بالظبيان
البيض و قرون الماعز بالعصي .
****
عبيد بن الأبرص بن حنتم، وأيضاً عبيد بن عوف بن جشم له أم اسمها أُمامة الأسدي من المضر، زمن مولده غير معروف، شاعر جاهلي من أصحاب المعلقات ويعد من شعراء الطبقة الأولى، قتله المنذر بن ماء السماء
حينما وفد عليه في يوم بؤسه.عاصر امرؤ القيس وله معه مناظرات ومناقضات،
وهو شاعر من دهاة الجاهلية وحكمائها، وأحد أصحاب المجمهرات المعدودة طبقة
ثانية عن المعلقات، على أن محمد بن سلاّم جعله في الطبقة الرابعة، وقال
فيه: "عبيد بن الأبرص قديم الذكر عظيم الشهرة، وشعره مضطرب، ذاهب لا أعرف
إلاّ قوله في كلمته: أقفر من أهله ملحوب، ولا أدري ما بعد ذلك".
***مساجلة بين امرؤ القيس وعبيد بن الأبرص ***
[size=21]من
أجمل الألغاز التي تُروى عن العرب في الجاهلية قبل الإسلام ما جاء في "
ديوان امرؤ القيس بن حُجر الكِنديّ " - صاحب المعلقة - أن عبيد بن الأبرص
لقي امرؤ القيس فقال له : " كيف معرفتك بالأوابد؟" فقال امرؤ القيس : " قل
ما شئت تجدني كما أحببت "
فقال عبيد بن الأبرص مُلغزاً :
[/size]
[size=21]ما حيّةٌ ميتةٌ قامت بميِتتِها ... داءُ ما أنبتتْ سناً وأضراسا ؟
فقال امرؤ القيس :
تلك الشعيرةُ تُسقى في سنابلها ... خرجتْ بعد طول المُكث أكداسا
فقال عبيد :
ما السُّودُ والبيضُ والأسماءُ واحدةٌ ... لا يستطيعُ لهُنّ النّاسُ تَمسَاسَا ؟
فقال امرؤ القيس :
تلك السحابُ إذا الرّحمانُ أرسلها ... روى بها من مُحول الأرضِ أيْبَاسَا
فقال عبيد :
ما مُرتجاتٌ على هَولٍ مراكِبُها ... يقطعنَ طولَ المدى سَيراً وَإمرَاسَا ؟
فقال امرؤ القيس :
تِلكَ النّجُومُ إذا حانَتْ مَطالِعُهَا ... شبّهتُهَا في سَوَادِ اللّيلِ أقبَاسَا
قال عبيد بن الأبرص :
ما القَاطِعاتُ لأرضٍ لا أنيس بها ... تأتي سِراعاً وما تَرجِعنَ أنْكاسَا ؟
فقال امرؤ القيس :
تلك الرّياحُ إذا هَبّتْ عَوَاصِفُها ... كفى بأذيالهَا للتُّربِ كنّاسَا
فقال عبيد :
ما الفَاجِعاتُ جَهَاراً في عَلانِيَةٍ ... أشدُّ من فَيْلَقٍ مَملُوءةٍ بَاسَا ؟
فقال امرؤ القيس :
تِلكَ المَنايَا فَمَا يُبقِينَ مِنْ أحدٍ ... يكفِتنَ حمقَى وما يُبقينَ أكيَاسَا
فقال عبيد :
مَا السّابِقَاتُ سِرَاعَ الطَّيرِ في مَهَلٍ ... لا تستَكينَ وَلَو ألجَمتَها فَاسَا ؟
فقال امرؤ القيس :
تِلكَ الجِيادُ عليَها القَومُ قد سبحوا ... كانوا لهُنّ غَدَاةَ الرَّوْعِ أحلاسَا
فقال عبيد :
مَا القَاطِعَاتُ لأرْضِ الجَوّ في طَلَقٍ ... قبل الصّباحِ وَما يَسرِينَ قِرْطَاسَا ؟
فقال امرؤ القيس :
تِلكَ الأمَانيُّ يَترُكنَ الفَتى مَلِكاً ... دونَ السّمَاءِ وَلم تَرْفَعْ لَه رَاسَا
فقال عبيد :
مَا الحاكمُونَ بلا سَمْعٍ وَلا بَصَرٍ ... ولا لِسَانٍ فَصِيحٍ يُعْجِبُ النّاسَا ؟
فقال امرؤ القيس :
تِلكَ الموَازِينُ وَالرّحْمَانُ أنْزَلهَا ربُّ البَرِيّةِ بَينَ النّاسِ مِقيَاسَا
[/size]