ديوان الشاعر : البحتري
هُوَ الظَّلاَمُ فَلاَ صُبْحٌ ولاَ شَفَقُ | هَل يُطْلِقُ اللَّيلُ مِنْ طَرفي فأَنْطَلِقُ؟ |
راحَ ابْنَ رَوْحٍ بِسوءِ اللَّفظ يَحشِمُني | والْغَيظُ يَبْرُقُ في عينْيْهِ والحَنِقُ |
يَسْتَنْشِدُ الضَّيْفَ والظَّلمَاءُ حالِكةٌ | وقد تَعلَّمَ مِنْ أَخْلاَقِهِ الأُفُقُ |
البَائتُونَ قَريباً مِنْ دِيارِهِمُ | ولَوْ يَشَاءُون آبُوا الْحَيَّ أَوْ طَرَقُوا |
مهْلاً فَدَارِي أَبا عَمْروٍ إِذا طُلِبَتْ | أَرضُ الشَّآمِ، وهذِي دارُك السَّلقُ |
أَبعْدَ مَسْرَايَ إِنْ رُمْتُ النزُولَ عَلَى | حَيٍّ بِحَيثُ جِبالُ الثَّلْجِ تأْتَلِقُ |
أَغْرَى بِكَ اللَّومَ مَجْمُوعاً ومُفْتَرقاً | لُؤْمٌ جَديدٌ وعِرضٌ دَارِسٌ خَلَقُ |
إِنَّ الحُلاَقَ الذي أَنْفَقْتَهُ سَرَفاً | دَاءٌ لَكُمْ مِنْ بَنِي عِمْران َ مُسْتَرَقُ |
لاَ تَأْخُذُوا حظَّ أَقوَامٍ تَلِيقُ بِهِمْ | إِذا بَدَتْ مِنْهُمُ الأَخْلاَقُ والخِلَقُ |
القَوْمُ أَخبَثُ أَلفَاظاً إِذا اجْتَمَعوا | مِنْكُمْ، وأَمرَضُ أَلحَاظاً إِذا أفْتَرقُوا |
بُلْهُ الأَكُفِّ وفي أَفخاذِهِمْ كَرَمٌ، | مَرْضَى الأَُيورِ وفي أَسْتَاهِهِمْ شَبَقُ |
يُشبَّهُونَ ظُهُورَ الخَيْلِ إِنْ رَكِبُوا | فَيْشاً ، فَسَيْرُهُمُ التَّقْريبُ والعَنَقُ |
جَفُّوا من البُخْلِ حَتَّى لَوْ بَدَا لهُمُ | ضَوْءُ السُّهَا في سوادِ اللَّيْلِ لاَحْتَرَقُوا |
لَوْ صَافَحُوا المُزْنَ ما ابْتَلَّتْ أَكُفُّهُمُ | وَلوْ يَخُوضُونَ بَحْرَ الصّينِ ما غَرِقوا |
البَاخِلُونَ إِذا ما مازِنُ بَذَلُوا، | والمُفْحِمونَ إِذا ما رَاسِبٌ نَطَقُوا |
لَوْ قِيلَ لِلأَزْدِ مَا قَالُوا وما انْتَحَلوا | مِنْ آدِّعاءٍ إِليهِ، قَالَ :ما صَدقُوا |