السؤال :
أنا مريض بالقلب والرئة ، وليس هناك أمل في شفائي إلا بأمر الله ، حيث إن
عمليات زرع القلب والرئة في حالتي ضعيفة النجاح جدّاً ، أنا راض بقضاء الله
والحمد لله طمعاً في ثوابه في الآخرة إن شاء الله تعالى .
أريد منكم - يا شيخ - أن تدلوني على كتاب يشرح لي الأعمال البسيطة التي
يمكنني أن أفعلها وثوابها عظيم عند الله عز وجل ، مثل " صلاة الضحى "
فثوابها عظيم وليس فيها جهد عليَّ ، وقول " سبحان الله وبحمده " ليس فيها
جهد وثوابها كبير ؛ إن الأعمال الثقيلة تجهدني وثقيلة عليَّ ولا أستطيع
إتمامها ، كما أن فيها من الخطورة على صحتي ما يجعلني أتجنب الكثير منها ،
أريد أن أنال ثواب الله عز وجل الكبير ولا أحرم من الخير والجنة .
أرجو منك أن ترسل لي اسم كتاب يساعدني على ذلك ، وإلا فأرسل لي 40 حديثاً
صحيحاً على الإيميل الخاص بي .
أنا لا أستطيع قيام الليل ، فأقوم بأداء ركعات قبل أن أنام ، فهل هذا يكفي ؟
.
هل هناك ثواب من الله عز وجل على مرضي هذا ؟
الجواب :
الحمد لله
أولاً:
نسأل الله تعالى أن يجمع لك بين الأجر والعافية ، وأن يصبِّرك على ما ابتلاك به ،
ونحن نشكر لك هذه الهمة العظيمة في البحث عن الأعمال التي تزيد من حسناتك وتقربك
إلى ربِّك تعالى حتى مع مرضك الذي تعاني منه ، فلم يمنعك المرض من القيام بما
تستطيعه من طاعات وعبادات لها أجر عظيم تُثقل به الموازين ، وهذه رسالة مهمة نوجهها
للمرضى بأن يكونوا على مثل هذه الهمة العظيمة وأن لا تمنعهم أمراضهم عن منافسة
الأصحاء في تحصيل الأجور .
ثانياً:
أما بخصوص الثواب على ما ابتلاك الله تعالى من مرض فنقول : اختلف العلماء هل يُكتب
الثواب على مجرد ابتلاء الله تعالى لعبده المسلم بالأمراض والمصائب أم يشترط الصبر
والاحتساب ؟ والتحقيق في ذلك : أن المصائب كفارات لأهلها ما لم تصدر منهم محرمات
كتسخط أو شق ثوب أو نياحة ، وأنها رافعة للدرجات وباب للأجر والثواب إذا صاحبها صبر
واحتساب .
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - : " الأحاديث الصحيحة صريحة في ثبوت الأجر بمجرد
حصول المصيبة ، وأما الصبر والرضا فقدْر زائد يمكن أن يثاب عليهما زيادة على ثواب
المصيبة ، قال القرافي : " المصائب كفارات جزماً سواء اقترن بها الرضا أم لا ، لكن
إن اقترن بها الرضا عظم التكفير وإلا قلَّ " ، كذا قال ، والتحقيق : أن المصيبة
كفارة لذنب يوازيها ، وبالرضا يؤجر على ذلك ، فإن لم يكن للمصاب ذنب : عُوض عن ذلك
من الثواب بما يوازيه " انتهى من " فتح الباري " ( 10 / 105 ) .
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - : " وليَعلم المصاب بأي مصيبة أن
هذه المصائب كفارات لما حصل منه من الذنوب ؛ فإنه لا يُصيب المرء المؤمن همٌّ ولا
غمٌّ ولا أذى إلا كفَّر الله عنه به حتى الشوكة يُشاكها ، ومع الصبر والاحتساب ينال
منزلة الصابرين تلك المنزلة العالية التي قال الله تعالى في أهلها : (
وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ
وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَآ
أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ ) "
انتهى من " مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " ( 17 / 61 ) .
وهو ما رجحه الشيخان ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله وذكرا عليه الدلائل الشرعية
، وانظر كلامهما في جواب السؤال رقم (
150038 ) .
ثالثاً:
اعلم – أخي السائل – أن قيام الليل يبدأ من بعد صلاة العشاء ، وسواء صليتَه في أول
الليل أو أوسطه أو آخره فكله من قيام الليل ، وكله فعلَه النبي صلى الله عليه وسلم
.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : " مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ وَأَوْسَطِهِ وَآخِرِهِ ، فَانْتَهَى
وِتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ " . رواه البخاري ( 951 ) ومسلم ( 745 ) .
عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (
مَنْ خَافَ أَنْ لا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ وَمَنْ
طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ فَإِنَّ صَلاةَ آخِرِ
اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ وَذَلِكَ أَفْضَلُ ) . رواه مسلم ( 755 ) .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - : " فالإنسان يقوم بما تيسر من الليل في
أوله ، أو في أوسطه ، أو في آخره يتهجد يصلي ما تيسر ، يدعو ربه ، يلجأ إليه ، يفزع
إليه ، ويسلم من كل ثنتين ... .
فالتهجد في أول الليل أو في وسطه أو في آخره كله طيب ، ولكن الأفضل في آخر الليل
إذا تيسر ذلك " انتهى من " فتاوى نور على الدرب " ( 10 / 80 ، 81 ) .
رابعاً:
أما بخصوص ما طلبتَه من الدلالة على أعمال يسيرة تقوم بها مع مرضك بما لا يشق عليك
ولا يضرك فعله ، ويكون له الأجر الجزيل من الله عز وجل ، فهو يدل على عقل وافر وهمة
عالية ، ونسأل الله أن يوفقك لهذه الطاعات الجليلة ، ولا نرى لك – بسبب مرضك – أنسب
من الأذكار التي يترتب على قولها أجور عظيمة من رب العالمين .
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ : "
يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ ؛
فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ ؟
قَالَ : ( لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ) " رواه سنن الترمذي
(3375) وابن ماجة (3739) وغيرهما ، وصححه الألباني .
مع التنبيه على أنه يمكنك
القيام بمهام جليلة - حتى مع مرضك - كالدعوة إلى الله وصلة الرحم من خلال الهاتف
وشراء الكتيبات وتوزيعها ، وكذلك ننبهك إلى عظيم الأجر على حُسن الخُلق والذي هو
أثقل شيء في الميزان ويبلغ بصاحبه درجة الصائم والقائم ، فلا تجعل من مرضك عائقاً
عن القيام بتلك الأعمال بما لا يشق عليك .
وبالنسبة للكتب التي تدلك على ما سألت عنه ، يمكنك أن تطالع كتاب : " الأربعون
المنيرة في الأجور الكبيرة على الأعمال اليسيرة" لمؤلفه الدكتور : عيادة بن أيوب
الكبيسي ، وهو موجود على هذا الرابط :
http://www.al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=018040.pdf
وكتاب : " كيف تطيل عمرك
الإنتاجي" ، هو مفيد أيضا في هذا الباب ، وتجده على هذا الرابط:
http://www.saaid.net/book/4/740.pdf
وهذا مقال نافع ، جمع فيه كاتبه ما سألتَ عنه تحديداً ونسأل الله أن يوفقك للعمل
بما فيه ، وإليك رابطه :
http://www.alimam.ws/ref/2789
وانظر جواب السؤال رقم (
174947 ) .
والله أعلم
أنا مريض بالقلب والرئة ، وليس هناك أمل في شفائي إلا بأمر الله ، حيث إن
عمليات زرع القلب والرئة في حالتي ضعيفة النجاح جدّاً ، أنا راض بقضاء الله
والحمد لله طمعاً في ثوابه في الآخرة إن شاء الله تعالى .
أريد منكم - يا شيخ - أن تدلوني على كتاب يشرح لي الأعمال البسيطة التي
يمكنني أن أفعلها وثوابها عظيم عند الله عز وجل ، مثل " صلاة الضحى "
فثوابها عظيم وليس فيها جهد عليَّ ، وقول " سبحان الله وبحمده " ليس فيها
جهد وثوابها كبير ؛ إن الأعمال الثقيلة تجهدني وثقيلة عليَّ ولا أستطيع
إتمامها ، كما أن فيها من الخطورة على صحتي ما يجعلني أتجنب الكثير منها ،
أريد أن أنال ثواب الله عز وجل الكبير ولا أحرم من الخير والجنة .
أرجو منك أن ترسل لي اسم كتاب يساعدني على ذلك ، وإلا فأرسل لي 40 حديثاً
صحيحاً على الإيميل الخاص بي .
أنا لا أستطيع قيام الليل ، فأقوم بأداء ركعات قبل أن أنام ، فهل هذا يكفي ؟
.
هل هناك ثواب من الله عز وجل على مرضي هذا ؟
الجواب :
الحمد لله
أولاً:
نسأل الله تعالى أن يجمع لك بين الأجر والعافية ، وأن يصبِّرك على ما ابتلاك به ،
ونحن نشكر لك هذه الهمة العظيمة في البحث عن الأعمال التي تزيد من حسناتك وتقربك
إلى ربِّك تعالى حتى مع مرضك الذي تعاني منه ، فلم يمنعك المرض من القيام بما
تستطيعه من طاعات وعبادات لها أجر عظيم تُثقل به الموازين ، وهذه رسالة مهمة نوجهها
للمرضى بأن يكونوا على مثل هذه الهمة العظيمة وأن لا تمنعهم أمراضهم عن منافسة
الأصحاء في تحصيل الأجور .
ثانياً:
أما بخصوص الثواب على ما ابتلاك الله تعالى من مرض فنقول : اختلف العلماء هل يُكتب
الثواب على مجرد ابتلاء الله تعالى لعبده المسلم بالأمراض والمصائب أم يشترط الصبر
والاحتساب ؟ والتحقيق في ذلك : أن المصائب كفارات لأهلها ما لم تصدر منهم محرمات
كتسخط أو شق ثوب أو نياحة ، وأنها رافعة للدرجات وباب للأجر والثواب إذا صاحبها صبر
واحتساب .
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - : " الأحاديث الصحيحة صريحة في ثبوت الأجر بمجرد
حصول المصيبة ، وأما الصبر والرضا فقدْر زائد يمكن أن يثاب عليهما زيادة على ثواب
المصيبة ، قال القرافي : " المصائب كفارات جزماً سواء اقترن بها الرضا أم لا ، لكن
إن اقترن بها الرضا عظم التكفير وإلا قلَّ " ، كذا قال ، والتحقيق : أن المصيبة
كفارة لذنب يوازيها ، وبالرضا يؤجر على ذلك ، فإن لم يكن للمصاب ذنب : عُوض عن ذلك
من الثواب بما يوازيه " انتهى من " فتح الباري " ( 10 / 105 ) .
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - : " وليَعلم المصاب بأي مصيبة أن
هذه المصائب كفارات لما حصل منه من الذنوب ؛ فإنه لا يُصيب المرء المؤمن همٌّ ولا
غمٌّ ولا أذى إلا كفَّر الله عنه به حتى الشوكة يُشاكها ، ومع الصبر والاحتساب ينال
منزلة الصابرين تلك المنزلة العالية التي قال الله تعالى في أهلها : (
وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ
وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَآ
أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ ) "
انتهى من " مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " ( 17 / 61 ) .
وهو ما رجحه الشيخان ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله وذكرا عليه الدلائل الشرعية
، وانظر كلامهما في جواب السؤال رقم (
150038 ) .
ثالثاً:
اعلم – أخي السائل – أن قيام الليل يبدأ من بعد صلاة العشاء ، وسواء صليتَه في أول
الليل أو أوسطه أو آخره فكله من قيام الليل ، وكله فعلَه النبي صلى الله عليه وسلم
.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : " مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ وَأَوْسَطِهِ وَآخِرِهِ ، فَانْتَهَى
وِتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ " . رواه البخاري ( 951 ) ومسلم ( 745 ) .
عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (
مَنْ خَافَ أَنْ لا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ وَمَنْ
طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ فَإِنَّ صَلاةَ آخِرِ
اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ وَذَلِكَ أَفْضَلُ ) . رواه مسلم ( 755 ) .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - : " فالإنسان يقوم بما تيسر من الليل في
أوله ، أو في أوسطه ، أو في آخره يتهجد يصلي ما تيسر ، يدعو ربه ، يلجأ إليه ، يفزع
إليه ، ويسلم من كل ثنتين ... .
فالتهجد في أول الليل أو في وسطه أو في آخره كله طيب ، ولكن الأفضل في آخر الليل
إذا تيسر ذلك " انتهى من " فتاوى نور على الدرب " ( 10 / 80 ، 81 ) .
رابعاً:
أما بخصوص ما طلبتَه من الدلالة على أعمال يسيرة تقوم بها مع مرضك بما لا يشق عليك
ولا يضرك فعله ، ويكون له الأجر الجزيل من الله عز وجل ، فهو يدل على عقل وافر وهمة
عالية ، ونسأل الله أن يوفقك لهذه الطاعات الجليلة ، ولا نرى لك – بسبب مرضك – أنسب
من الأذكار التي يترتب على قولها أجور عظيمة من رب العالمين .
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ : "
يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ ؛
فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ ؟
قَالَ : ( لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ) " رواه سنن الترمذي
(3375) وابن ماجة (3739) وغيرهما ، وصححه الألباني .
مع التنبيه على أنه يمكنك
القيام بمهام جليلة - حتى مع مرضك - كالدعوة إلى الله وصلة الرحم من خلال الهاتف
وشراء الكتيبات وتوزيعها ، وكذلك ننبهك إلى عظيم الأجر على حُسن الخُلق والذي هو
أثقل شيء في الميزان ويبلغ بصاحبه درجة الصائم والقائم ، فلا تجعل من مرضك عائقاً
عن القيام بتلك الأعمال بما لا يشق عليك .
وبالنسبة للكتب التي تدلك على ما سألت عنه ، يمكنك أن تطالع كتاب : " الأربعون
المنيرة في الأجور الكبيرة على الأعمال اليسيرة" لمؤلفه الدكتور : عيادة بن أيوب
الكبيسي ، وهو موجود على هذا الرابط :
http://www.al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=018040.pdf
وكتاب : " كيف تطيل عمرك
الإنتاجي" ، هو مفيد أيضا في هذا الباب ، وتجده على هذا الرابط:
http://www.saaid.net/book/4/740.pdf
وهذا مقال نافع ، جمع فيه كاتبه ما سألتَ عنه تحديداً ونسأل الله أن يوفقك للعمل
بما فيه ، وإليك رابطه :
http://www.alimam.ws/ref/2789
وانظر جواب السؤال رقم (
174947 ) .
والله أعلم