هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

descriptionالفرق بين " العهد القديم " و " العهد الجديد " وموقف أهل الكتاب منهما Emptyالفرق بين " العهد القديم " و " العهد الجديد " وموقف أهل الكتاب منهما

more_horiz
السؤال:
ما الفرق بين العهد القديم والعهد الجديد ؟ وهل كل ما قاله عيسى عليه
السلام موجود في العهد الجديد ؟ وما علاقة العهد القديم بمسيحيّ العصر
الحديث ؟ .





الجواب :
الحمد لله
أولاً:
" العهد القديم " هو ما يزعم النصارى أنه كتب فيه ما أوحى الله به للأنبياء قبل
ظهور عيسى عليه السلام ، وفيه الحديث عن آدم ونوح وإبراهيم وغيرهم عليهم السلام
جميعاً ، كما أنه يحتوي على وصايا وأحكام وبشارة بالمسيح عليه السلام ، وأما "
العهد الجديد " فيزعمون أنه مكمل للعهد القديم ، وفيه الحديث عن عيسى عليه السلام
وحياته وأعماله وتعاليمه وغير ذلك كُتب ذلك كله بإلهام من الله لكتبته ! .
وأما عندنا نحن المسلمين فنحن نعتقد أن التوراة والإنجيل قد وقع فيهما من التحريف
الشيء الكثير في ألفاظهما ومعانيهما ، ولا يحل نسبة ما فيهما للوحي الإلهي ، بل هي
أشبه ما تكون بكتب تاريخية فيها صواب وخطأ وحق وباطل .
وفي " مختصر إظهار الحق " ( ص 15 ) - وهو اختصار للكتاب النافع المفيد " إظهار الحق
" للشيخ رحمة الله الهندي رحمه الله - :
" والحق الذي لا شك فيه : أن هذه التوراة الحالية مجموعة من الروايات والقصص التي
اشتهرت بين اليهود ، ثم جمعها أحبارهم بلا تمحيص للروايات ، ووضعوها في هذا المجموع
المسمى بكتب " العهد القديم " ، الذي يضم الأسفار الخمسة المنسوبة لموسى عليه
السلام والأسفار الملحقة بها ، وهذا الرأي منتشر انتشاراً بليغاً الآن في أوربا ،
وبخاصة بين علماء الألمان " .
انتهى
ومثله يقال في الإنجيل ، وقد أيَّد ذلك علماء وباحثون من النصارى أنفسهم .
جاء في " مختصر إظهار الحق " ( ص 23 ) :
" وجاء في " دائرة المعارف البريطانية " : أن كثيرين من العلماء قالوا : إنه ليس كل
قول مندرج في الكتب المقدسة ولا كل حال من الحالات الواردة فيها إلهاميّاً ، والذين
يقولون بأن كل قول مندرج فيها إلهامي لا يقدرون أن يثبتوا دعواهم بسهولة.
وجاء في " دائرة معارف ريس " التي كتبها العلماء المحققون قولهم : إنه يوجد في
أفعال مؤلفي هذه الكتب وأقوالهم أغلاط واختلافات ، وإن الحواريين ما كان يرى بعضهم
بعضا صاحبَ وحي وإلهام ، وإن قدماء النصارى ما كانوا يعتقدون أن الحواريين مصونون
عن الخطأ ؛ لأنه كان يحصل الاعتراض على أفعالهم أحيانا ، وكذلك الكتب التي كتبها
تلاميذ الحواريين مثل " إنجيل مرقس " و " إنجيل لوقا " توقف العلماء في كونها
إلهامية ، وقد أقر كبار العلماء من فرقة البروتستانت على عدم كون كل كلام في العهد
الجديد إلهاميّاً ، وعلى غلط الحواريين " .
انتهى
وهذا ملخص مفيد لمحتويات الكتابين :
قال الدكتور محمد الملكاوي – وفقه الله - :
" اعلم أن النصارى يقسمون كتبهم إلى قسمين :
القسم الأول : يدَّعون أنه كُتب بواسطة الذين كانوا قبل عيسى عليه السلام ،
ويسمُّونه " العهد العتيق " أو " العهد القديم " .
والقسم الثاني : يدَّعون أنه كُتب بالإلهام بعد عيسى عليه السلام ، ويسمُّونه "
العهد الجديد " .
ويطلقون على مجموع العهدين القديم والجديد اسم " بَيْبِل " ، وهو لفظ يوناني معناه
" الكتاب " ، ويكتبون على الغلاف الذي يضم كتب العهدين اسم " الكتاب المقدس " .
فأما العهد القديم الذي هو القسم الأول من " بيبل " كتابهم المقدس فيحتوي الآن على
تسعة وثلاثين سِفراً فيما يلي أسماؤها :
1. سِفر التكوين " سفر الخليقة " .
2. " سِفر الخروج " .
3. " سِفر الأحبار " سفر اللاويين " .
4. سِفر العدد .
5. سفر التثنية .
ومجموع هذه الأسفار – الكتب - الخمسة هو ما يُطلقون عليه اسم " أسفار موسى الخمسة "
، وتسمَّى بـ " التوراة " ، وهي كلمة عبرية بمعنى القانون والتعليم والشريعة ،
لكنهم الآن يطلقون " التوراة " إطلاقا مجازيّاً على مجموع كتب العهد القديم ، أي :
على " أسفار موسى الخمسة " – التوراة - وملحقاتها الآتي ذكرها :
6. سفر يشوع - يوشع بن نون - .
7. سفر القضاة .
8. سفر راعوث .
9. سفر ملاخي .
وأما " العهد الجديد " الذي هو القسم الثاني من " بَيْبِل " كتابهم المقدس فيحتوي
الآن على سبعة وعشرين سِفراً فيما يلي أسماؤها :
1. إنجيل مَتَّى .
2. إنجيل مُرقس .
3. إنجيل لوقا .
4. إنجيل يوحنا .
ولفظ الإنجيل مختص بهذه الأسفار الأربعة ، فيقال لها " الأناجيل الأربعة " ، وهو
لفظ معرب ، أصله في اليوناني " إنكليوس " ، وفي القبطي " إنكليون " ، ومعناه :
البشارة والتعليم والخبر السار ، لكنهم الآن يطلقون لفظ " الإنجيل " إطلاقا
مجازيّاً على مجموع كتب العهد الجديد ، أي : على الأناجيل الأربعة وملحقاتها الآتي
ذكرها :
5. سفر أعمال الرسل " الإبركسيس " .
6. رسالة بولس إلى أهل رومية .
7. رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس .
8. رؤيا يوحنا اللاهوتي " المشاهدات " .
وبهذا يكون مجموع أسفار " بَيْبِل " الكتاب المقدس عند النصارى كما يأتي :
على حسب التوراة العبرانية :
العهد القديم ( 39 ) + العهد الجديد ( 27 ) = 66 سِفراً .
وعلى حسب التوراة اليونانية :
العهد القديم ( 46 ) + العهد الجديد ( 27 ) = 73 سِفراً " انتهى من " مختصر إظهار
الحق " ( ص 6 – 10 ) .


ثانياً:
والعهد الجديد لا يُنكر أن يكون فيه أقوال لعيسى عليه السلام ، فقد جرى التحريف على
الإنجيل يقيناً كما أخبر بذلك ربنا تبارك وتعالى ، ولكنه لم يجر على كل الكتاب ،
ولم يُكتب الإنجيل في حياة عيسى عليه السلام ، بل كُتب بعده بوقت طويل وفقاً لأسلوب
وتعبير كل كاتب منهم ! مع تعرض ما كتبوه للنسيان والأهواء والتحريف ، ولذلك وجدت
التناقضات والاختلافات العظيمة بين تلك الأناجيل ، وقد وُجد في الإنجيل عبارات
تُنسب لعيسى عليه السلام تبشِّر بمحمد عليه الصلاة والسلام ، وفيه وصايا يتضح عليها
نور الوحي ، لكننا لا نستطيع الجزم أنَّ شيئاً من ذلك هو من أقواله عليه السلام
وذلك لعدم ثبوت ذلك بطريق اليقين ، وكتبة الإنجيل لا نظنهم يزعمون أن كل ما قاله
عيسى عليه السلام قد كتبوه في أناجيلهم ، وإلا لما وسعهم أضعاف أضعاف كتبهم تلك .
وكل ما ذكره الله تعالى من أقوال عيسى عليه السلام هو الثابت بيقين ، وكذا ما ذكره
النبي صلى الله عليه وسلم ، وبذلك يعترف الصادقون من النصارى .
قال الدكتور جمال الحسيني أبو فرحة - أستاذ الدراسات الإسلامية المساعد بجامعة "
طيبة " بالمدينة المنورة :
إن " باول شفارتزيناو " - أستاذ الثيولوجيا البروتستانتية وعلوم الأديان بجامعة "
دورتموند " بألمانيا - نجده يصرح بـ " أن القرآن هو الصورة الأصلية الأولى لتعاليم
الكتاب المقدس " ، ويقول : " إنها لحقيقة : إن أقوال عيسى وأقوال المسيحيين الأوائل
لم تصل بشكل صحيح إلى العهد الجديد المعاصر" ، ويقول : " إن القرآن هو التكملة
الحقيقية لأقوال عيسى المسيح " .
من مقال " ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل " ، " مجلة الفسطاط "
.

http://www.fustat.com/muawat/abufarha_11_07.shtml


ثالثاً:
أما بخصوص موقف النصارى من العهد القديم فإنه من المعلوم أن اليهود يؤمنون بالعهد
القديم ويكفرون بالعهد الجديد ، وأما النصارى : فهم يؤمنون – جميعاً - بالعهدين ،
وهم الذين يطبعونهما معاً باسم " بَيْبل " ، ولا فرق في ذلك بين النصارى المتقدمين
أو المعاصرين .
وقد جاء في كتاب "مختصر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية" ( ص 15 ) – وهذا كتاب
غاية في الأهمية عند النصارى الكاثوليك وقد طبع بعناية وإشراف الفاتيكان - :
س 21 : ما هي أهمية " العهد القديم " بالنسبة للمسيحيين ؟ .
فأجابوا :
المسيحيون يوقِّرون " العهد القديم " على أنه كلمة الله الحقيقية ! وجميع أسفاره
موحَى بها ، وهي تحتفظ بقيمة لا تزول ، وهي تشهد للنهج الذي تنهجه محبة الله
الخلاصية ، وقد كتبت خصوصا لإعداد مجيء المسيح مخلِّص الدنيا " انتهى .

وجاء فيه – أيضاً - :
س 23 : ما هو نوع الوحدة بين العهدين القديم والجديد ؟ .
فأجابوا :
الكتاب المقدس واحد ؛ إذ إن كلمة الله واحدة ، وقصد الله الخلاصي واحد ، والوحي
الإلهي واحد في هذا العهد وذاك ، العهد القديم يهيئ الجديد ، والعهد الجديد يتمم
القديم ، وفي الواحد منهما إيضاح للآخر " انتهى من " مختصر التعليم المسيحي للكنيسة
الكاثوليكي " ( ص 16 ) .

والخلاصة :
هذا حال كتبهم عندهم ، وقد بينَّا حالها على الحقيقة ، وأنه ليس منها كتاب يُنسب
للوحي ، وأنها قد كتبت كلها من بشر غير معصومين ولا ملهَمين ، وقد اعترف بهذا
الصادقون من المحققين والعلماء ممن ينسب لدينهم ، ونسأل الله تعالى أن يثبتنا على
الإسلام ويميتنا عليه .


والله أعلم

descriptionالفرق بين " العهد القديم " و " العهد الجديد " وموقف أهل الكتاب منهما Emptyرد: الفرق بين " العهد القديم " و " العهد الجديد " وموقف أهل الكتاب منهما

more_horiz
جزاك الله كل خيرا

ويجعله في ميزان حسناتك

تقبل مرورى المتواضع

descriptionالفرق بين " العهد القديم " و " العهد الجديد " وموقف أهل الكتاب منهما Emptyرد: الفرق بين " العهد القديم " و " العهد الجديد " وموقف أهل الكتاب منهما

more_horiz
مشكووور اخي
علي الموضوع المميز

يسلمواا

descriptionالفرق بين " العهد القديم " و " العهد الجديد " وموقف أهل الكتاب منهما Emptyرد: الفرق بين " العهد القديم " و " العهد الجديد " وموقف أهل الكتاب منهما

more_horiz
بـارك الله فيــك ع المرور ,,



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

جميع الحقوق محفوظة لدليل الاشهار العربي