هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

descriptionحكم المؤمن المرتكب لبعض المعاصي  Emptyحكم المؤمن المرتكب لبعض المعاصي

more_horiz
ما هو حال المؤمن الذي ارتكب الكثير من المعاصي في حياته ؟ هل يغفر الله له أم أنه يُعذب ؟ وما هو مقدار عذابه ؟.




الحمد لله



فالمؤمنون
الذين يموتون على الإيمـان إذا كانوا قد ارتكبوا في حياتهم معصيةً دون الكفر والشرك
المخرج من الملة ، لهم حالتان:

الأولى
: أن يكونوا قد تابوا من المعصية في حياتهم ، فإن تابوا منها توبة نصوحاً قبلها
الله منهم . فيعودون كمن لا ذنب له، ولا يعاقبون على معصيتهم في الآخرة ، بل ربما
أكرمهم ربهم فبدل سيئاتهم حسنات .

الثانية
: الذين يموتون و لم يتوبوا من المعاصي أو كانت توبتهم ناقصة لم تستوف
الشروط، أو لم تقبل توبتهم فيها، فإن الذي أثبتته الآيات القرآنية والسنن النبوية
واتفق عليه السلف الصالح أن هؤلاء ـ العصاة من أهل التوحيد ـ على ثلاثة أقسام
:

القسم الأول
: قوم تكون لهم حسنات كثيرة
تزيد وترجح على هذه السيئات، فهؤلاء يتجاوز الله عنهم ، ويسامحهم في سيئاتهم ،
ويدخلهم الجنة ، ولا تمسهم النار أبداً إحساناً من الله وفضلاً وإنعاماً. كما جـاء
في حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :"إن الله
سبحانه وتعالى يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول: أتعرف ذنب كذا، أتعرف ذنب
كذا؟ فيقول: نعم، أي رب، حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك قال: سترتها
عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيُعطى كتاب حسناته، وأما الكفار والمنافقون
فيقول الأشهاد: هؤلاء الذين كذبوا ربهم ألا لعنة الله على الظالمين"
رواه البخاري (2441) ومسلم (2768) .

وقال تعالى: {
فمن ثقلت موازينه فأولئك المفلحون}
الأعراف/8
.

وقال سبحانه :
{فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية * وأما من خفت موازينه فأمه هاوية }
القارعة/:6-7 .

القسم الثاني
: قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم فقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة وتجاوزت بهم حسناتهم عن
النار ، وهؤلاء هم أصحاب الأعراف الذين ذكر الله تعالى أنهم يوقفون بين الجنة
والنار ما شاء الله أن يوقفوا ثم يؤذن لهم في دخول الجنة كما قال تعالى بعد أن أخبر
بدخول أهل الجنةِ الجنةَ وأهل النارِ النارَ فقال سبحانه : ( وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ
وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلّاً بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا
أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ
. وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا
لا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين َ) إلى قوله : ( أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ
أَقْسَمْتُمْ لا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ
عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ)
الأعراف/46-49


القسم الثالث
: قوم لقوا الله تعالى مصرين على الكبائر والإثم والفواحش فزادت سيئاتهم على
حسناتهم فهؤلاء هم الذين يستحقون دخول النار بقدر ذنوبهم فمنهم من تأخذه إلى كعبيه
ومنهم من تأخذه إلى أنصاف ساقيه ، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه حتى أن منهم من لا
يحرم على النار منه إلا أثر السجود ، وهؤلاء هم الذين يأذن الله في خروجهم من النار
بالشفاعة فيشفع فيهم النبي صلى الله عليه وسلم ،و سائر الأنبياء ، والملائكة
والمؤمنون ومن شاء الله أن يكرمه. فمن كان من هؤلاء العصاة أعظم إيمانا و أخف ذنبا
كان أخف عذاباَ وأقل مكثا فيها وأسرع خروجا منها ، وكل من كان أعظم ذنباً وأضعف
إيماناً كان أعظم عذاباً و أكثر مكثاً نسأل الله السلامة والعافية من كل سوء .

فهذه حال
عصاة المؤمنين في الآخرة .

وأما في
الدنيا فهم ما داموا لم
يرتكبوا عملاً يخرجهم من الملة فهم مؤمنون ناقصوا الإيمان كما أجمع على ذلك السلف
الصالح مستدلين بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية ؛ فمن تلك الآيات :

قوله تعالى في
آية القصاص :( فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف )
البقرة/178 فجعل الله القاتل
أخاً لأولياء المقتول وهذه الأخوَّة هي أخوة الإيمان فدل ذلك على أن القاتل لم يكفر
مع أن قتل المؤمن كبيرة من أكبر الكبائر .

وقوله جل شأنه :
( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا
فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى
تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ
وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ . إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ
إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ
تُرْحَمُونَ) الحجرات/9 :10
فسمى الله الطائفتين المقتتلتين مؤمنين مع أن الاقتتال من كبائر الذنوب ، بل وجعل
المصلحين بينهم أخوة لهم ؛ فدل هذا على أن مرتكب المعصية والكبيرة التي لا تصل إلى
حد الشرك والكفر ؛ يثبت له اسم الإيمان وأحكامه . لكنه يكون ناقص الإيمان . وبهذا
تجتمع النصوص الشرعية وتأتلف . والله أعلم .


يراجع ( أعلام السنة المنشورة 212 ) و ( شرح العقيدة الواسطية للشيخ ابن عثيمين 2 /
238 ).





الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد

descriptionحكم المؤمن المرتكب لبعض المعاصي  Emptyرد: حكم المؤمن المرتكب لبعض المعاصي

more_horiz
جزاك الله كل خيرا
ويجعله فى ميزان حسناتك

واصل بدون فواصل

تقبل مرورى المتواضع
حكم المؤمن المرتكب لبعض المعاصي  235873

descriptionحكم المؤمن المرتكب لبعض المعاصي  Emptyرد: حكم المؤمن المرتكب لبعض المعاصي

more_horiz
أهلا بيـك أخي الحبيب .. بـارك الله فيك ع المرور
و تقبــل تحياتي . حكم المؤمن المرتكب لبعض المعاصي  886773. حكم المؤمن المرتكب لبعض المعاصي  886773 .

descriptionحكم المؤمن المرتكب لبعض المعاصي  Emptyرد: حكم المؤمن المرتكب لبعض المعاصي

more_horiz
مشكور اخي الغالي
جزاك الله كل خير
يسلموا

descriptionحكم المؤمن المرتكب لبعض المعاصي  Emptyرد: حكم المؤمن المرتكب لبعض المعاصي

more_horiz
جزاك الله كل خيرا
ويجعله فى ميزان حسناتك

descriptionحكم المؤمن المرتكب لبعض المعاصي  Emptyرد: حكم المؤمن المرتكب لبعض المعاصي

more_horiz
شكرا و بارك الله فـيك ع المرور تحياتي
حكم المؤمن المرتكب لبعض المعاصي  235873

descriptionحكم المؤمن المرتكب لبعض المعاصي  Emptyرد: حكم المؤمن المرتكب لبعض المعاصي

more_horiz
موضوع مميز

descriptionحكم المؤمن المرتكب لبعض المعاصي  Emptyرد: حكم المؤمن المرتكب لبعض المعاصي

more_horiz
جزاك الله خيرا على الموضوع



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

جميع الحقوق محفوظة لدليل الاشهار العربي