قال الإمام الشافعي رحمه الله في سورة العصر : لو فكّر الناس فيها لكفتهم ا.هـ
قال الإمام العلامة عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله :
اعلم
أن قول الشافعي رحمه الله تعالى ، في دلالة ظاهرة على وجوب طلب العلم مع
القدرة في أي مكان ، ومن استدل به على ترك الرحلة والإكتفاء ، بمجرد التفكر
في هذه السورة ، فهوي خليّ الذهن من الفهم والعلم والفكرة ، إن كان في
قلبه أدنى حياة ، ونهمة للخير ، لأن الله افتتحها بالإقسام بالعصر ، الذي
هو زمن تحصيل أرباح المؤمنين ، وزمن الشقاء والخسران للمعرضين الضالين ،
وطلب العلم ومعرفة ما قصد به العبد من الخطاب الشرعي أفضل الأرباح ، وعنوان
الفلاح ، والإعراض عن ذلك علامة الإفلاس والإبلاس ، فلا ينبغي للعاقل
العارف أن يُضيع أوقات عمره وساعات دهره إلا في طلب العلم النافع ،
والميراث المحمود كما قيل في المعنى شعرا :
أليس من الخسران أن اللياليا ... تمر بلا نفع وتحسب من عمري
قال الإمام العلامة عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله :
اعلم
أن قول الشافعي رحمه الله تعالى ، في دلالة ظاهرة على وجوب طلب العلم مع
القدرة في أي مكان ، ومن استدل به على ترك الرحلة والإكتفاء ، بمجرد التفكر
في هذه السورة ، فهوي خليّ الذهن من الفهم والعلم والفكرة ، إن كان في
قلبه أدنى حياة ، ونهمة للخير ، لأن الله افتتحها بالإقسام بالعصر ، الذي
هو زمن تحصيل أرباح المؤمنين ، وزمن الشقاء والخسران للمعرضين الضالين ،
وطلب العلم ومعرفة ما قصد به العبد من الخطاب الشرعي أفضل الأرباح ، وعنوان
الفلاح ، والإعراض عن ذلك علامة الإفلاس والإبلاس ، فلا ينبغي للعاقل
العارف أن يُضيع أوقات عمره وساعات دهره إلا في طلب العلم النافع ،
والميراث المحمود كما قيل في المعنى شعرا :
أليس من الخسران أن اللياليا ... تمر بلا نفع وتحسب من عمري
وفي قوله ( إن الإنسان
) تنبيه على أن الجنس كله كذلك إلا من استثنى ، وهذا يوجب الهرب والفرار
إلى الله تعالى بمعرفته وتوحيده والإنابة إليه ، ومتى يحصل هذا للجاهل ؟
وفي قوله ( لفي خسر ) تنبيه على عدم اختصاص
خسره بنوع دون نوع ، بل هو قد توجه إليه الخسران بحذافيره من جميع جهاته
إلا من استثنى ، وهذا لا يدخل في المستثنى من زهد في العلم وآثر وطنه وأهله
على الميراث النبوي ، وتجرع كأس الجهل طول حياته ، حتى آل من أمره أنه
يستدل على ترك الطلب بالدليل على وجوب الطلب ، وفي قوله تعالى ( إلا الذين آمنوا ) ما يوجب الجد والإجتهاد في معرفة الإيمان والتزامه ، لينجو من الخسار ويلتحق بالأبرار والأخيار .
إلى أن قال : وفي قوله ( وعملوا الصالحات )
حث وحض على العلم وطلبه ، لأن العامل بغير علم وبصيرة ليس من عمله على
طائل ، بل ربما جاءه الهلاك والآفة من جهة عمله ، كالحاطب في ظلماء ،
والسالك في عمياء ، ولا سبيل إلى العمل إلا بالعلم ، ومعرفة صلاح العمل
وفساده لا بد منه ، ولا يدرك إلا بنور العلم وبصيرته ، وقوله ( وتواصوا بالحق ) محتاج مريده وفاعله إلى العلم حاجة وضرورة ظاهرة ، لأن الحكم على الشيئ بكونه حقا يتوقف على الدليل والبرهان ، وإذا كانت " أل " في " الحق
" للاستغراق ، فالأمر أهم وأجل وأشمل ، وأما الصبر فبمعرفة حده وتعريفه ،
ومعرفة حكمه وجوبا واستحبابا ، ومعرفة انواعه وأقسامه ومحله ، من الإيمان
من اهم ما يجب على العبد ويلزمه ، وما أحسن ما قيل :
.. .. .. .. ..
إن العلا حدثتني وهي صادقة ... فيما تحدث أن العزّ في النقل
فظهر أن معنى قول الشافعي " كفتهم " في طلبه لا في تركه ، وقال الإمام أحمد رضي الله عنه : الناس
إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب ، لأن الرجل يحتاج إلى الطعام
والشراب في اليوم مرة أو مرتين ، وحاجته إلى العلم عدد انفاسه ا.هـ
وروينا عن الشافعي رضي الله عنه أنه قال : طلب العلم أفضل من صلاة النافلة ا.هـ
ونص على
ذلك أبو حنيفة رحمه الله ، ومن فارق الدليل ضل السبيل ، ولا دليل إلى الله
والجنة سوى الكتاب والسنة ، وكل دليل لم يصحبه دليل القرآن والسنة فهو من
طريق الجحيم والشيطان ، فالعلم ما قام عليه الدليل ، والنافع منه ما جاء به
الرسول
... إلخ كلامه يرحمه الله . [ الدرر السنية في الأجوبة النجدية ج 4 / 341 ـ 343 ]