الضّرب والإهانة ليسَا حجّة مسوِّغة لهروب الفتاة من منزل أبيها، لكن ما
هي أساليب الوقاية من مثل هذه الظواهر الغريبة عن مجتمعنا الإسلامي؟
إنّ من أعظم أساليب الوقاية من الانحرافات السلوكية والأخلاقية ومن
الوقوع في الفواحش والرذائل، التربية والتنشئة المستقيمة المعتمدة على
مبادئ إسلامية، داعية إلى الصّلاح والإصلاح، وذلك على أساس العلم النافع
والعمل الصّالح.
ومتَى نشأ الفرد على تربية سليمة يشُبُّ ويشيب عليها سيكون ذُخراً
لأبويه وللمجتمع أجمَع في الدنيا وفي الآخرة، في الدنيا بكونه عنصراً
إيجابياً فعّالاً في مجتمعه، تَقَرُّ عينا أبويه به، وفي الآخرة بدعوات
الابن الصّالحة وبالدرجات العليا في الجنّة، قال رسول الله صلّى الله عليه
وسلّم: ''إذا مات الإنسان انقطع عملُه إلاّ من ثلاث، وذكر: ''أو ولد صالح
يدعو له'' رواه مسلم.
وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''يجيء القرآن يومَ القيامة كالرّجل الشّاحب
فيقول لصاحبه: هل تعرفني، أنا الّذي كنت أُسهِر ليلك، وأُظمئ هواجِرَك،
وإنّ كلّ تاجر من وراء تجارته، وأنا لك اليومَ من وراء كلِّ تاجر، فيُعطى
الملكَ بيمينه والخلدَ بشماله، ويوضَع على رأسه تاجُ الوقار، ويُكسَى
والدَاهُ حُلّتين لا تقوم لهما الدنيا وما فيها، فيقولان: يا ربّ أنَّى لنا
هذا؟ فيقال: بتعليم ولدكما القرآن''. فهذه بعض ثمرات صلاح البنين والبنات،
العائدة على أبويه وعلى المجتمع بأسره، في الدنيا وفي الآخرة.
ومن أساليب الوقاية من تلك الانحرافات: تزويج الفتيات إذا خطبهنّ ذووا
الأخلاق والدِّين، فأكبر نجاح تناله الفتاة بعد التربية والتعليم زوجٌ صالح
يعينها على طاعة الله وعلى إنجاب جيل صالح مُصلح، وكما قيل:
الأمُّ مدرسة إذا أعددتها أعددتَ شعباً طيِّبَ الأعراق
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''إذا جاءكم مَن ترضون دينَه
وخُلقَه فأنكحوه إلاّ تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفسادٌ عريض'' رواه
الترمذي. وإذا نكح الوالد في تربية ابنته على هذا الأساس فإنه سيجني ثمرة
ذلك لا محالة.
وعلى الأولياء أن يعلموا أن أولادهم أمانة في رقابهم ومسؤولية ملقاة على
عواتقهم، قال الله تعالى: ''يا أَيُّها الّذين آمنوا قُوا أنفُسَكم
وأهليكم ناراً وَقودُها النّاس والحِجارة عليها ملائكةٌ غِلاظ شِداد لا
يَعصون اللهَ ما أمرَهُم ويفعلون ما يُؤمرون''. وقال رسول الله صلّى الله
عليه وسلّم: ''كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيتِه''. ومن الخطأ أن يهتمّ
الآباء بتربية وتعليم الذكور دون الإناث، لأن ذلك سيعود بالنِّقمة عليهم
قبل أيّ أحد، وإهمال رعاية البنات سبب من أسباب الانحراف والفساد، وهذا
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يدعو إلى العناية بتأديب البنت فيقول:
''مَن كان له ثلاث بنات أو ثلاثُ أخوات أو بنتان أو أُختان فأحسَن
صُحبَتهُنّ واتّقى الله فيهنّ فله الجنّة'' رواه الترمذي.
فينبغي أن تُعامَل الفتاة معاملة حسنة وأن تؤدّب وتُعلَّم مثل الولد،
وقد يؤدّي ضربُها وإهانتها إلى عواقب وخيمة مثل ما ورد في السؤال. فأساليب
الوقاية من الانحرافات الأسرية والاجتماعية ليست منصبّة على طرف واحد،
فللأولياء أيضاً دور فيها كما ذكرنا سابقاً، أمّا عن مسألة التحرُّش فهي
مسألة خطيرة ننصح البنت بالرّجوع إلى أهل الصّلاح من العائلة والاستعانة
بهم في علاج هذا الأمر، ولا يُعتبر الهروب من المنزل حلاًّ صائباً لمثل تلك
المشاكل، لا من جهة الشّرع ولا من جهة الواقع الّذي يُثبت أنّ الشّارع لا
يَرحَم الفتاة الهاربة من منزلها، وكما قيل: إنّما يأكل الذئب من الشّاة
القاصية، أي من الشاة المنعزلة عن جماعتها.
والله المستعان
هي أساليب الوقاية من مثل هذه الظواهر الغريبة عن مجتمعنا الإسلامي؟
إنّ من أعظم أساليب الوقاية من الانحرافات السلوكية والأخلاقية ومن
الوقوع في الفواحش والرذائل، التربية والتنشئة المستقيمة المعتمدة على
مبادئ إسلامية، داعية إلى الصّلاح والإصلاح، وذلك على أساس العلم النافع
والعمل الصّالح.
ومتَى نشأ الفرد على تربية سليمة يشُبُّ ويشيب عليها سيكون ذُخراً
لأبويه وللمجتمع أجمَع في الدنيا وفي الآخرة، في الدنيا بكونه عنصراً
إيجابياً فعّالاً في مجتمعه، تَقَرُّ عينا أبويه به، وفي الآخرة بدعوات
الابن الصّالحة وبالدرجات العليا في الجنّة، قال رسول الله صلّى الله عليه
وسلّم: ''إذا مات الإنسان انقطع عملُه إلاّ من ثلاث، وذكر: ''أو ولد صالح
يدعو له'' رواه مسلم.
وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''يجيء القرآن يومَ القيامة كالرّجل الشّاحب
فيقول لصاحبه: هل تعرفني، أنا الّذي كنت أُسهِر ليلك، وأُظمئ هواجِرَك،
وإنّ كلّ تاجر من وراء تجارته، وأنا لك اليومَ من وراء كلِّ تاجر، فيُعطى
الملكَ بيمينه والخلدَ بشماله، ويوضَع على رأسه تاجُ الوقار، ويُكسَى
والدَاهُ حُلّتين لا تقوم لهما الدنيا وما فيها، فيقولان: يا ربّ أنَّى لنا
هذا؟ فيقال: بتعليم ولدكما القرآن''. فهذه بعض ثمرات صلاح البنين والبنات،
العائدة على أبويه وعلى المجتمع بأسره، في الدنيا وفي الآخرة.
ومن أساليب الوقاية من تلك الانحرافات: تزويج الفتيات إذا خطبهنّ ذووا
الأخلاق والدِّين، فأكبر نجاح تناله الفتاة بعد التربية والتعليم زوجٌ صالح
يعينها على طاعة الله وعلى إنجاب جيل صالح مُصلح، وكما قيل:
الأمُّ مدرسة إذا أعددتها أعددتَ شعباً طيِّبَ الأعراق
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''إذا جاءكم مَن ترضون دينَه
وخُلقَه فأنكحوه إلاّ تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفسادٌ عريض'' رواه
الترمذي. وإذا نكح الوالد في تربية ابنته على هذا الأساس فإنه سيجني ثمرة
ذلك لا محالة.
وعلى الأولياء أن يعلموا أن أولادهم أمانة في رقابهم ومسؤولية ملقاة على
عواتقهم، قال الله تعالى: ''يا أَيُّها الّذين آمنوا قُوا أنفُسَكم
وأهليكم ناراً وَقودُها النّاس والحِجارة عليها ملائكةٌ غِلاظ شِداد لا
يَعصون اللهَ ما أمرَهُم ويفعلون ما يُؤمرون''. وقال رسول الله صلّى الله
عليه وسلّم: ''كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيتِه''. ومن الخطأ أن يهتمّ
الآباء بتربية وتعليم الذكور دون الإناث، لأن ذلك سيعود بالنِّقمة عليهم
قبل أيّ أحد، وإهمال رعاية البنات سبب من أسباب الانحراف والفساد، وهذا
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يدعو إلى العناية بتأديب البنت فيقول:
''مَن كان له ثلاث بنات أو ثلاثُ أخوات أو بنتان أو أُختان فأحسَن
صُحبَتهُنّ واتّقى الله فيهنّ فله الجنّة'' رواه الترمذي.
فينبغي أن تُعامَل الفتاة معاملة حسنة وأن تؤدّب وتُعلَّم مثل الولد،
وقد يؤدّي ضربُها وإهانتها إلى عواقب وخيمة مثل ما ورد في السؤال. فأساليب
الوقاية من الانحرافات الأسرية والاجتماعية ليست منصبّة على طرف واحد،
فللأولياء أيضاً دور فيها كما ذكرنا سابقاً، أمّا عن مسألة التحرُّش فهي
مسألة خطيرة ننصح البنت بالرّجوع إلى أهل الصّلاح من العائلة والاستعانة
بهم في علاج هذا الأمر، ولا يُعتبر الهروب من المنزل حلاًّ صائباً لمثل تلك
المشاكل، لا من جهة الشّرع ولا من جهة الواقع الّذي يُثبت أنّ الشّارع لا
يَرحَم الفتاة الهاربة من منزلها، وكما قيل: إنّما يأكل الذئب من الشّاة
القاصية، أي من الشاة المنعزلة عن جماعتها.
والله المستعان