هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

description • الأسرة والعلاقات بين أعضائها  Empty • الأسرة والعلاقات بين أعضائها

more_horiz
• تعريف الأسرة وسعادتها العامة :
تُعرف بأنها علاقة زاوج قائمة على أسس وروابط اجتماعية مقبولة ، وأنها وحدة مكونة من أشخاص متفاعلين يمارس كل منهم دوره الذي حدده المجتمع له 0 وهذا التفاعل مصحوب بإشباع الحاجات الجسمية والاقتصادية والاجتماعية 0
وتعرف أيضا بأنها : جماعة من شخصين أو أكثر يرتبطون معا برباط الدم أو الزواج أو التبني ويعيشون معا 0
• السمات العامة للأسرة :
1ـ تتكون الأسرة من أشخاص تربطهم روابط الزواج أو الدم أو التبني 0
2ـ ينتظم أعضاء الأسرة عادة في مكان واحد للمعيشة ويكونون بيتا واحدا 0
3ـ تعتبر الأسرة وحدة التفاعل المتبادل بين الأشخاص ، ويقوم أعضاؤها بالعديد من الأدوار ، كأدوار الزوج والزوجة ، والأب ، والأم ، والابن ، والابنة ، والأخ ، والأخت 0
4ـ تنسجم الأسرة وتلتزم بالمعايير الخاصة بالمجتمع الذي تعيش فيه 0
5ـ تعتبر الأسرة الإطار الذي يحدد تصرفات وسلوكيات أفرادها وتكيفهم 0
6ـ تؤثر الأسرة في غيرها من النظم الاجتماعية الأخرى ، كما تتأثر بها أيضا 0
7ـ تلقي مسؤوليات مستمرة على أعضائها من أية جماعة أخرى 0

• مراحل تكوين الأسرة :
تمر الأسرة أثناء تكوينها بعدة مراحل وهي :
1ـ مرحلة الخطوبة : وهي المرحلة التمهيدية التي تسبق عقد القِران ، وتساعد في إنجاح الحياة الزوجية للتعرف بين الطرفين 0 وعادة تكون الخطوبة إما عن طريق خاطبة محترفة ، أو عن طريق الأم أو الأخت أو الخالة أو إحدى القريبات 0
2ـ مرحلة التعاقد والزواج : وهي المرحلة التي يتم فيها عقد القِران ، والإنتقال إلى مسكن الزوجية لتبدأ رحلة الحياة الزوجية 0
3ـ مرحلة الإنجاب : وهي مرحلة الإستقرار ، والسعي من أجل رعاية الأبناء 0
4ـ مرحلة السكون والإستقرار : وفيها تخفف الأسرة من أعبائها ، نتيجة إنتهاء الأبناء من مراحل التعليم ، وإشتغالهم ثم إستقلالهم 0
• وظائف الأسرة :
للأسرة عدة وظائف ، وهي متعددة ومنها :
1ـ إشباع الدافع الجنسي 0
2ـ الإنجاب ، وهي من أهم وظائف الأسرة ، ولها شروطها وظروفها أيضا 0
3ـ إشباع الحاجات الأساسية للأبناء 0
4ـ التنشئة الاجتماعية ، وفيها يتم إكساب الطفل العادات والمعايير والاتجاهات للوالدين والمجتمع 0
5ـ الوظيفة الاقتصادية ، ومنها الأنشطة والأعمال 0
6ـ صقل ونقل التراث الحضاري للأبناء ، أي الأساليب العامة للحياة المعرفية ، والأنماط السلوكية 0
• دور الأسرة في بناء المجتمع :
للأسرة دور كبير في بناء المجتمع وعندما تبني الأسرة المجتمع فإنما تقدم لنفسها خدمة ولباقي الأسر0 فللأسرة أهمية بالغة وقصوى وذلك لأنها أول نظام اجتماعي عرفه الإنسان له خصائصه ووظائفه التي تؤثر في المجتمع ويؤثر هو بدوره فيها وفي نظمها ، وهي في تفاعل مستمر مع النظم الاجتماعية المختلفة 0 وتقوم الأسرة بتطبيع الفرد في اتجاهاته وميوله وتميز شخصيته وتحدد تصرفاته العامة ، وهي أول من يعرفه بدينه وعادات مجتمعه ولغة وطنه ومكتسباته وثقافته وخيراته وحضارته وكيفية المحافظة عليها والاستفادة منها 0 كما تكون أفكاره الأول وتعلمه كيفية التفاعل الاجتماعي وتدربهم على الحياة الاجتماعية0
يقول الشاعر:
وينشأ ناشي ء الفتيان فينا
على ما كان عوده أبوه
كما أن للأب وللأم دور مهم في غرس الفضائل والشمائل والصفات الحسنة عند الأبناء حتى ينشأ هؤلاء الأبناء وهم في صحة نفسية وجسدية واجتماعية وأخلاقية 0 وعندما تقدم الأسرة أبناء بهذه المواصفات فإنما هي تقدم وتسدي للمجتمع أهم خدمة وأهم شيء ، فلولا الأفراد الأصحاء بدنيا وعقليا واجتماعيا ودينيا وأخلاقيا لما نهض المجتمع ولما أصبح مجتمعا قويا منتجا معتمدا على سواعد أبنائه وقدراتهم 0 إذن تبدأ المسؤولية والأهمية من الأسرة ، فالأسرة التي تربي أبنائها وتنمي قدراتهم وتغرس في نفوسهم حب الخير وحب الناس وحب العمل وحب الوطن والتمسك بالأخلاق والشمائل الاسلامية ، والدفاع عن الوطن من الأعداء والحاسدين إنما هي تقوم ببناء هذا المجتمع 00أما تلك الأسرة التي لا تهتم بأبنائها وتترك لهم الحبل على الغارب ولا تنشئهم تنشئة اجتماعية سليمة إنما هي تهدم المجتمع 0 فنقول إن الاهتمام ببناء الأسر وبناء المجتمع يبدأ من الاهتمام بالأطفال وتربيتهم وتنشئتهم تنشئة سليمة الذكور والإناث 0
يقول الشاعر :
الأم مـدرسـة إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعـراق
فمهام ووظائف وأدوار الأسر تبدأ مبكرا منذ نشأتها الأولى ومنذ انجابها لأول طفل 0 ويقاس مدى رقي المجتمع بما لديه من ثقافة متنوعة ومتقدمة وبالتربية الصالحة 0 والاسلام يهتم بتربية الفرد 0 والمجتمع يرعى أفراده ويعمل على رفع شأنهم 0 والمجتمع كما قلت من البداية ما هو إلا عبارة عن عدد من الأفراد والأسر0 والطفل يحتاج إلى رعاية والديه والأسرة وهو يكتسب منهم وممن يحيطون به الخبرات والمهارات والعادات وقواعد السلوك التي تجعله يتلاءم مع مجتمعه ، والأسرة التي لا تهتم بأطفالها فهي لا تقدم للمجتمع إلا الشر والضرر ، فمعظم المخربين والجانحين والمجرمين هم من الذين لم تهتم بهم أسرهم وتنشئهم تنشئة سليمة وتربيهم تربية صالحة حميدة،وهي تلك الأسر التي جرت خلف المادة وخلف المشاكل والخلافات فلم تهتم بأبنائها وبالتالي أفرزت وأخرجت إلى المجتمع رجالا مخربين ومجرمين وجانحين وشواذ ومنحرفين 0أما تلك الأسر التي اهتمت بأبنائها وربتهم وعلمتهم وحرصت عليهم فقد أخرجت وأهدت المجتمع رجالا أكفاء منهم الطبيب والمهندس والمعلم ورجل الأمن والصحافي والقاضي والمهني وغيرهم ممن نهضوا بالمجتمع وبنوه ووصلوا به إلى العلياء0
• دور الأسرة في حياة الطفل :
الأسرة هي أقدم المؤسسات التربوية ولها مكانتها وتتلخص في النقاط التالية :
1ـ تقوم الأسرة بدورها في السنوات الأولى للطفل ، لأنه عاجز عن إدراك وتفهم اتجاهات المجتمع ، فتتحمل مسئولياته وتعمل على التوفيق بين تصرفاته وما يرضى المجتمع 0 والأسرة هي البيئة الأولى ، والمدرسة الأولى التي تضع القواعد الأساسية للتربية والتي يكون لها تأثير عميق ودائم لأنه قليل الخبرات ومستعد لقبول الخبرات الجديدة 0
2ـ يكن الطفل للأبوين الاحترام والتقدير لأنهما قدوة ومثل أعلى لذا يتأثر كثيرا بأخلاقهما وآرائهما 0 وتربية الأم لا يستغني عنها ، فهي تحمي طفلها من كل ما يضر جسمه وعقله ووجدانه وتزود الأسرة الطفل بالعوامل النفسية والثقافية ، كما يتأثر بالعلاقات بين أفراد الأسرة من حب أو كراهية أو تعاون أو تنافر وأنانية 0
3ـ يتأثر الطفل بعوامل وراثية عن الوالدين أو خصائص مكتسبة غير وراثية ، وتنطبق الوراثة على النواحي الخلقية ، مثل : الطول ، ولون الشعر ، والعينين ، كما يتأثر بالوراثة في استعداداته الفطرية والعصبية والنفسية مثل الاتجاه العلمي أو الأدبي 0
4ـ ويرى البعض أهمية دور المنزل ويشمل الأسرة والأصدقاء وتتوفر فيه العادات الاجتماعية الحسنة والبيئة الاجتماعية الصالحة 00 ويفضل برتراندرسل دور الأسرة على المدرسة في التربية لأن عناية الأبوين تعتمد على الغرائز ، والدوافع الفطرية التي تكفل عدم الإهمال والضرر البليغ ، أما إهمال المدرسة فله أضرار بليغة بالنسبة للطفل 0
5ـ الطفل الصغير لا يفرق بين ذاته والعالم الخارجي المحيط به ولا يفرق بين نفسه وأمه ، فهي مصدر الغذاء والوقاية والدفء 0 وعندما يكبر يتسع عالمه وخبراته وتكثر العوامل التي تؤثر في تربيته ويدرك ما هو جزء من ذاته وما هو ليس منها ، وتظهر شخصيته ، لأن الشخصية لا تنمو إلا عن طريق العلاقات الشخصية 0
6ـ للأسرة أثر كبير في غرس الفضائل الدينية 0 فللدين أثره في التربية إذ يبرز المبادىء الأخلاقية ويتميز المسلم عن غيره بفضائل أخلاقية وحسن سيرته ومثله العليا 0

• طموح الآباء وتربية الأطفال :
كثيرا ما يُربى الطفل وفي ذهن الوالدين مخطط خاص موضوع لأجله من قبل وكثيرا ما يكون المخطط متأثر بالنجاح الشخصي أو الفشل الذي أصاب أحد الوالدين أو كليهما قبل الزواج وقدوم المولود الجديد 0 فهذا أب يريد ابنه طبيبا بعد أن فشل هو في الوصول إلى هذا النوع من المستوى الثقافي والمهني لأسباب مختلفة ، وبعد أن مرّ على مشاعر مختلفة ومزعجة بسبب ذلك الفشل 00 وهذا أب آخر يريد من ابنته أن تعمل من أجل التفوق على ابنة فلان في المنافسة داخل المدرسة بعد أن فشل هو من قبل في مثل هذه المنافسة مع أب تلك البنت حين كان وإياه سويا في المدرسة 0 وهذه أم تريد أن تكون ابنتها الأولى بين البنات في الصف اجتهادا وأناقة ، ولم يكن لها هي ذلك حين كانت طالبة في المدرسة ، وهذا أب يريد ابنه مزارعا ناجحا مثله يتابع التراث الذي نشأ عليه هو ، ويعنى بالأرض عنايته هو بـها 0 وبهذه الأشكال يؤدي الضغط على الأبناء إلى الإجهاد أحيانا ليصلوا إلى مستوى طموح الوالدين ، وإلى الشعور بالإحباط أحيانا أخرى 0 وكثيرا ما يصبح الخوف من المنافسة مع الآخرين في المدرسة مصدر نزوع إلى الهرب عن طريق الخداع أو عن طريق أشكال غير مقبولة ومرغوبة من التكيف 0 فإذا عرفنا أن الطفل يعجز غالبا عن الوصول إلى أفضل ما يستطيع الوصول إليه إذا كان يعمل وفق مخطط موضوع له من قبل ، وعرفنا أنه لا يستطيع أن ينمو إلى أفضل درجات نموه إن لم يكن شاعرا بذاته وقيمة ذاته وحدودها ، أدركنا كيف تؤدي تربية من هذا النوع أحيانا إلى شقاء الطفل وتأخره بدلا من سعادته وحسن تقدمه 0 وقد لمسنا مثل هذه الحالات من الطلاب الذين يعملون وفق مخطط الوالدين ، وسعيا وراء تنفيذ طموحهما ، وقد انقلب في النهاية الأمر في غير مصلحة الأبناء ومصلحة الوالدين على السواء واتجه إلى أشكال من الانهيار والثورات العارمة المفاجئة الموجهة نحو الوالدين والدراسة والمجتمع 0 وقد انقطع أولئك الطلاب عن الدراسة ومنهم من تأخر في دراسته لعدة سنوات ، ومنهم من حالفه النجاح لكن بتقدير غير مرضي 0
• أساليب معاملة الوالدين للطفل وأثرهما في تكيفه :
تعتبر أساليب الوالدين أنواعا من السلوك لها دور هام في شخصية الطفل وتكيفه ، وقد أجريت دراسات متعددة حولها 0 وتتراوح هذه المعاملة بين القسوة والتسلط الزائد ، إلى التسامح والدلال الزائد 0 و من بين هذه الدراسات ، البحث الذي قام به ( بولدوين ورفاقه ) والتي درست بعدا من هذه الأبعاد يتراوح بين درجتين أو طرفين ، فالأول يتراوح بين القبول التام في الطرف الأول ( الإيجابي ) والنبذ التام في الطرف الثاني ( السلبي ) 00 وهكذا 0 وقد حددت خصائص خصائص كل بُعد من هذه الأبعاد ، ووضعت في إختبار أستعمل لتقويم المعاملة في عدد من الأسر 0 وقد كشفت هذه الدراسة عن أشكال مختلفة من درجات الترابط بين أساليب المعاملة ، وجعلت من الممكن وضع أسرة ما في صنف بالنسبة لواحد من الأبعاد ، وفي غيره بالنسبة لبعد آخر ، في حين ركزت بعض الدراسات على الأم لما لها من مكانة في تكوين شخصية الطفل وإشباع حاجاته وشعوره بالأمن والطمأنينة ، وركزت بعضها الأخرى على الأب والذي تأتي خدماته بعد السنة الأولى من حياة الطفل ، لأنه يمثل السلطة في أكثر الأحيان ، والممول والراعي 0 ولقد تبين أن الحرمان من الأم سواء جزئيا أم كليا يترك آثارا متنوعة في الطفل ، مثل : تعطيل النمو الجسمي والعقلي والاجتماعي ، واضطراب تكوين الأنا ، والأنا الأعلى 0 أما شعور الطفل بأنه منبوذ ومهمل فيخلق عنده ما يلي :
قلقا زائدا ، تعلق الابن بالوالدين ، نشاطا زائدا ، كثرة الشكاوي والتذمر ، والتخريب وحتى السرقة 0 إضافة إلى أنه يصبح أكثر تعرضا للإصابة والجروح ، واضطرابات الأكل والنوم 0 أما إفراط الأبوين في التسامح والدلال فيترتب عليه عدم النضج الانفعالي عند الطفل ، وقلق الانفصال ، والتبعية ، والاتكالية ، وعدم تحمل المسؤولية ، وعدم القدرة على مواجهة الاحباط إضافة إلى غضطرابات السلوك والعادات ، مثل : قضم الأظافر ، والتبول اللاإرادي ، وثورات الغضب 0 في حين الصرامة والقسوة في المعاملة تدفع الطفل إلى المغالاة في الأدب والخضوع للسلطة ، والخنوع ، والاعتمادية ، وعدم القدرة على التمتع بالحياة ، وفقدان الثقة بالنفس 0 إن سوء معاملة الوالدين للولد من الأمور التي يكاد يجمع علماء التربية عليها، أن الولد إذا عومل من قبل أبويه معاملة قاسية، وأدب من قبلهم بالضرب الشديد، والتوبيخ القارع، والتشهير والسخرية فإن ردود الفعل ستظهر في سلوكه وخلقه وإن ظاهرة الخوف ستبدو في تصرفاته وأفعاله، وقد يؤول به الأمر إلى الانتحار حينًا وإلى مقاتلة أبويه أحيانًا، وإلى ترك البيت نهائيًا مما يعانيه من القسوة والمعاملة الأليمة 0 كما أن معاملة الأولاد بالدلع والتدليل وعدم الاهتمام سيئة أخرى فإنها ستنتج لنا ولدًا مدلل ومعتمدًا على الآخرين لا يستطيع أن يعمل شيئًا بنفسه، ولا يستطيع تحمل أعباء الحياة، وقد تبين من خلال نتائج الدراسات الميدانية التي أجريت في الإصلاحيات ودور الملاحظة في المملكة أن نمط المعاملة الشائع لمرتكب الانحرافات والجرائم يقع بين طرفي نقيض، فإما معاملة تتسم بالقسوة والشدة أو معاملة تتسم بالدلع وعدم الاهتمام؛ فقد ذكرت نتائج بحث عن متعاطي المخدرات في المملكة أن 33.3% من أمهات المتعاطين ليس لديهن حزم كاف ويعاملن أبنائهن بدلال ، وذكرت الغالبية أن أباهم يتعاملون معهم بصرامة وحزم 33.2% وذكر دراسة أخرى شملت مرتكبي جرائم السكر، والمخدرات والزنى واللواط والسرقة والاعتداء على النفس والتزوير أن الغالبية 80.6% من آباء وأمهات المبحوثين كانوا متسامحين في معاملتهم مع أبنائهم المجرمين وأضافت الدراسة أن هناك 16.9% من المجرمين كانوا يجدون معاملة قاسية جدًا من والديهم في الصغر. وذكرت دراسة أخرى متخصصة بجرائم النساء في سجون الرياض وجدة والدمام أن 60% من النساء المحكوم عليهن يعاملهن آباؤهن بقسوة ويجبرونهن على الطاعة حتى ولو كان الأمر غير معقول 0
العــــــلاج :
الإسلام بتعاليمه القويمة الخالدة يأمر كل مم كان في عنقه مسئولية التوجيه والتربية ولاسيما الآباء والأمهات منهم، يأمرهم جميعًا بأن يتخلقوا بالأخلاق الفاضلة والمعاملة الرحيمة حتى ينشأ الأولاد على الاستقامة ويتربوا على الجرأة واستقلال الشخصية حتى يشعروا أنهم ذو تقدير واحترام وكرامة.
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ، وما لا يعطي على ما سواه) 0
وعن جرير بن عبدالله البجلي عن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( من يحرم الرفق يحرم الخير ) 0
وعن عبدالله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا أخبركم بمن يحرم على النار وبمن تحرم النار عليه؟ على كل هين لين قريب سهل ) 0
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الراحمون يرحمهم الله ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) 0
كما يجب على الآباء والأمهات أن يربوا أولادهم على الخشونة وتحمل المتاعب ففي صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كتب إلى المسلمين المقيمين في بلاد فارس : " إياكم والتنعم وزي أهل الشرك "
وورد في الحديث عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن رسول الله مرفوعًا : ( إياكم والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين ) 0
تلكم أهم التوجيهات الإسلامية في لين الجانب وحسن القول وفضيلة المعاملة فما على الآباء والأمهات إلا أن يأخذوا بها ويعملوا بمقتضى هديها إن أرادوا لأولادهم الحياة الفاضلة والاستقامة والخلق الاجتماعي النبيل 0
أما إن سلكوا معهم الطرق الملتوية والمعاملة الفظة القاسية فسيكونون قد جنوا على أولادهم وسيرون حتى انحرافهم أو عقوقهم لأنهم الذين غرسوا في نفوسهم بذور الانحراف والعقوق والتمرد 0
جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكوا إليه عقوق ابنه، فأحضر عمر الولد وأنبه على عقوقه لأبيه، ونسيانه لحقوقه فقال الولد: يا أمير المؤمنين أليس للولد حق على أبيه؟ قال : بلى ، قال : فما هي يا أمير المؤمنين ؟ قال عمر: أن ينتقي أمه ويحسن اسمه ويعمله الكتاب أي القرآن ، قال الولد : يا أمير المؤمنين إن أبي لم يفعل شيئًا من ذلك ، أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي ، وقد سماني جعلاً (أي خنفساء) ولم يعلمني من الكتاب حرفًا واحدًا 0
فالتفت عمر إلى الرجل وقال لـه : جئت إليّ تشكو عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعقك ، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك ؟ وهكذا حمَّل عمر الرجل حين أهمل تربية ابنه مسئولية عقوق ولده لـه 0
• مشكلات الحياة الزوجية :
تتخلل الحياة الزوجية مشكلات عديدة تقود إلى العديد من حالات سوء التكيف بين الزوجة والأبناء ، وسأتعرض هنا لما يسبب اضطراب في الحياة الزوجية وسوء التكيف ، وهي : الزواج التعيس والشغي ، والغيرة بين الأزواج ، وكذلك التنافس بين الزوجين ، والأنماط الزوجية المرضية أو العصابية وأنواع أخرى 0

• الزواج التعيس والشقي :
توجد عدة عوامل تجعل الحياة الزوجية جحيما لا يطاق ، وأغلبها يعود إلى عدم قدرة الطرفين على مواجهة الصعوبات 0 والعوامل هي :
1ـ تعقد طبيعة الزوج والزوجة البشرية ، ومعها تتنافر الطباع ، وهذا يؤدي إلى التهيج الانفعالي 0
2ـ عدم وجود تجاذب جنسي بين الزوجين ، ويحل محله النفور بدلا من الجاذبية 0
3ـ تدخلات خارجية في حياة الزوجين ، سواء من قبل أهل الزوج أو الزوجة ، أو بعض الأقارب ، وقد أثبتت الدراسات والتجارب أن تدخلات هؤلاء المتدخلين والمتطفلين تترك أثرا ومرارة في نفس الزوجين 0
4ـ إنعدام الصراحة والصدق بين الزوجين ، والجهل بالتبعات والمسؤوليات التي تتطلبها الحياة الزوجية 0
5ـ العبودية للأسرة ، فهناك الكثير من الرجال لا يستطيعون حزم رأيهم ، ويظلون في صحبة أهلهم وأمهاتهم 0 وحين يهرع مثل هذا الزوج إلى أحضان والده أو والدته ينشأ خلافا زوجيا 0 فالزوج الناضج عاطفيا يستطيع أن ينزع نفسه من أسرته الأولى ، ويبني لنفسه صرحا مستقلا في بيئته 0 أما الزوج غير الناضج والذي يظل تابعا لأسرته هو أنموذج سيء ، لأن الزواج عنده هو عبارة عن علاقة طفل بأمه ، يعتمد عليها ، ولا يستطيع التخلص من تبعيتها 0
6ـ الخيانة الزوجية : والخيانة آفة ولها أسبابها المميزة ، وخاصة البرود الجنسي عند المرأة ، والذي يرجع في أصوله إلى أعماق طفولتها 0 والزوج المنشغل عن زوجته يعرضها للغواية ، وكذلك الزوج الذي لا يشبع زوجته جنسيا يجعلها عرضة أيضا للخيانة ، خاصة إذا لم تكن على دين وتربية إسلامية جيدة 0
• البرود الجنسي في النساء :
يعتبرُ مفهوم البرود الجنسي مفهومًا جديدًا إلى حد ما في المجتمعات العربية ، وبالرغم من ذلك فإن استخدام هذا المفهوم يشوبه الكثيرُ من الاختلاط ، فما بينَ آراء الرجال والنساء من أفراد المجتمع البالغين على اختلاف أعمارهم، وما بينَ ساحات الحوار العربية على شبكة الإنترنت، يتضحُ للباحثِ أن المفهوم إما أن يكونَ غير محددٍ بصورةٍ دقيقةٍ من قبل المتكلمين عنه ، أو أنهُ في الأصل مفهومٌ غير محدد المعالم أو يمكنُ استخدامهُ للتعبير عن العديد من الحالات، والحقيقةُ أنني كطبيبٍ نفسي عربي أجدُ ذلك الاختلاط مبرَّرًا رغم كونه غير مرغوبٍ فيه من قبل من يريدونَ تناولَ الأمر بشكلٍ علمي، لأن الخطوةَ الأولى في البحث العلمي لابد أن تكونَ تحديد المفاهيم بدقة 0 وقارئ الأبحاث العلمية في الموضوع حتى سنة1970سيكتشفُ أن حالة الأبحاث الغربية حتى ذلك التاريخ لم تكن تختلفُ كثيرًا من ناحية اختلاط المفاهيم عن الحاصل إلى اليوم ما بينَ الناس ومعظم المتحدثين في الموضوع في البلاد العربية، فقد كان البرود الجنسي في الإناث يطلقُ على أيِّ واحدةٍ من الحالات التالية:
1ـ على المرأة التي لا تشعرُ أصلاً بالرغبة في الجنس Sexual Desire أو لا تتواردُ على خاطرها خيالاتٌ جنسيةٌ Sexual Fantasies مُحَبَّبةٌ مثيرة ، وهيَ التي تعاني من اضطرابٍ نفسي نسميه نقص أو فقدان الرغبة الجنسية ، أو ربما من اضطراب النفور الجنسي في الحالات المتطرفة الشدة ، والذي يعني نفورًا واشمئزازًا من كل ما يتعلقُ بالجنس.
2ـ على المرأةٌ التي تشعرُ بالرغبة في الجنس وتتواردُ على خاطرها خيالاتٌ جنسيةٌ مُحَبَّبةٌ مثيرة ، لكنها تفشلُ في الاستجابة لزوجها عند اللقاء الجنسي لسببٍ أو لآخر ، وهيَ التي تعاني من اضطرابٍ نفسي نسميه فشل استجابة الأعضاء الجنسية، فلا تتزلقُ قناةُ المَهْبِلِ على سبيل المثال مما يجعلُ الجماع صعبًا.
3ـ على المرأةٌ التي تشعرُ بالرغبة في الجنس وتتواردُ على خاطرها خيالاتٌ جنسيةٌ مُحَبَّبةٌ مثيرة وتستجيبُ أعضاؤها لزوجها وتتجاوبُ معهُ لكنها تفشلُ في الوصول إلى ( الإرجاز ( أي رعشة الجماع Orgasm)) ، بالرغم من الآداء الجيد للزوج ، وربما أحست بأن زوجها يتركها في منتصف الطريق ، وهيَ التي تعاني من اضطرابٍ نفسي نسميه انعدام الإرجاز، أو خللُ الأداء الجنسي في الإرجاز.
4ـ على المرأةٌ التي تشعرُ بالرغبة في الجنس وتتواردُ على خاطرها خيالاتٌ جنسيةٌ مُحَبَّبةٌ مثيرة وتستجيبُ أعضاؤها لزوجها وتتجاوبُ وتصل إلى الإرجاز أيضًا لكنها لا تحسُّ للإرجاز طعمًا! 0
ومعنى ذلك هو أن مصطلح البرود الجنسي Sexual Frigidity يمكنُ أن يطلقَ على امرأةٍ تعاني من اضطرابٍ في أي مرحلةٍ من مراحل دورة الاستجابة الجنسية التي تبدأُ بالشهوةِ ثم الفعل الجنسي أو الاستجابة لفعل الزوج وتنتهي بالإرجاز، ولذلك السبب لا نجدُ البرود الجنسي مقبولاً كاسمٍ من أسماء الاضطرابات النفسية الجنسية حيثُ تستخدمُ مصطلحاتٌ أكثرُ دقةً في وصف الاضطراب وتبينُ في أي مرحلةٍ من مراحل دورة الاستجابة الجنسية يكونُ ذلك الاضطراب 0
وهنا أقول : إن تعبير البرود الجنسي لم يعد تعبيرًا علميا بسبب كونه مفهوما مختلطا وغير محدد 0 وقبل أن ندخل في محاولة مناقشة المفهوم لابد أن نقرَّ حقيقةً علميةً يتغافلُ عنها الكثيرون من المتحدثين في هذا الموضوع ، وهيَ أننا عندما نتحدثُ عن مشاعر الأنثى الجنسية لا نتحدثُ عن شيءٍ تفهمهُ كل أنثى بنفس المعنى الذي تفهمه به الأخرى! وذلك لأن تقارير النساء عن شعورهنَّ بالإرجاز وهو أكثرُ المشاعر التي كان يظنُّ أنها متطابقة قد بينَ بما لا يدعُ مجالاً للشك تباينًا شاسعًا ما بينَ شعور واحدةٍ وأخرى بل ما بينَ شعور نفس الأنثى ما بينَ إرجازٍ وإرجاز، فبعضُ الإرجازات يكونُ ضعيفًا وبعضها قوي وبعضها يكونُ طويلاً وبعضها قصير، وأحيانًا يجيء الإرجاز منفردًا إن حدثَ بينما تتحدثُ بعض الإناث عن ما يشبهُ سلسلةً متتابعةً من الإرجازات التي تحدثُ أحيانًا وربما مع شخصٍ معينٍ وليسَ مع غيره! إذن فنحنُ نتحدثُ عن ظاهرةٍ لا نمطيةٍ بالمرة ، ولا يجوز للمتحدثِ أن يعتبرَ أنهُ يتكلمُ عن مفهومٍ تعرفهُ كل النساء 0 والإرجاز في الأنثى يختلفُ عن الإرجاز في الرجل في نقطةٍ مهمةٍ جدا وهيَ كونهُ غير مصحوبٍ دائما بالقذف إلى فتحة المبال الخارجية ، وهو بالتالي ليسَ شرطًا للعملية الجنسية الناجحة إذا اعتبرنا أنها تعني كل ما يجعل التلقيح ممكنا من الناحية البيولوجية ، فليسَ لإرجاز المرأة دور محوريٌّ في ذلك ، وبطريقةٍ أوضح فإن امرأةً قد تتزوج وتنجبُ عدةَ مراتٍ دونَ أن يحدثَ لها الإرجاز ولو مرةً واحدةً بينما يستحيل حدوثُ الإخصاب إذا لم يحدثُ إرجازُ الرجل في كل مرةٍ لينتجَ الحمل 0 كما أن علينا أن ننتبه جيدًا إلى أن المفهوم في الأصل هو مفهوم مستورد أي أن مشكلةَ البرود الجنسي هيَ مشكلةٌ برزت في المجتمعات الغربية واستوردناها ، وأنا هنا لا أقولُ أنهُ غيرُ موجودٍ في مجتمعاتنا ، فالحقيقة أنهُ موجود بالتأكيد، لكن البحثَ عن أسبابه يجبُ أن ينبعَ من نقاط أخرى غير التي يلجأ إليها الباحثون تقليديا عند بحثهم في مجتمعاتنا ، فيرجعون الأمر إلى التربية الدينية الصارمة بينما الحقيقةُ غير ذلك لعدة أسبابٍ أهمها :
1ـ أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي أقرَّ بوضوحٍ كونَ العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأةِ موضوعًا للمتعة حتى وإن لم يُقْصَدْ بها غير المتعة ولم يفرق الإسلام في حظ الذكر أو الأنثى من المتعة، ومعنى ذلك أن الأسباب التي يجبُ البحثُ عنها بعيدةٌ بالتأكيد عن شريعة الإسلام ومن يقرأُ طوق الحمامة لابن حزم الأندلسي سيعرفُ جيدًا كيفَ كان للمرأة المسلمةِ أن تعبرَ عن مشاعرها الجنسية بحريةٍ ليست أبدًا أقل من حرية الرجل 0
2ـ وأما السبب الثاني فهوَ أن الدراسات والإحصاءات التي بين أيدينا عن معدلات عدم الرضا عن النشاط الجنسي في الإناث كلها أصلاً دراساتٌ أجريت في الغرب على نساءٍ غربيات حيثُ المجتمع المتفتح جنسيا مقارنة بمجتمعاتنا ، فليست لدينا حتى الآن دراساتٌ أوإحصاءاتٌ تتعلقُ بالموضوع! 0
وإذا نظرنا إلى جزءٍ بسيطٍ من النقاش الشرعي المتعلق بموضوعٍ هو من أكثر المواضيع اتهامًا عندنا بمسئوليته عن البرود الجنسي في الإناث وهو موضوع الختان Circumcision فسنجدُ ما يلي :
يقول عبد الحليم أبو شقة رحمه الله وهذا ما أورده في موسوعته تحرير المرأة في عصر الرسالة تحت عنوان ( أوهام باطلة تحاصر الاستمتاع الطيب وتطارده ) فقال : " من هذه الأوهام وجوب ختان البنات دعما للتعفف الأخرق وتضييقا لفرص الاستمتاع , على كل من الرجل والمرأة , ساد القول بوجوب ختان البنات في بعض بلاد المسلمين قرونا طويلة وكأن ختان البنات فريضة من فرائض الإسلام , وإغفاله يعتبر نقيصة ومعرة للفتاة , كما يعتبر فعله مكرمة لها , وهذا كله وهم , وتأكيدا لهذا الوهم شاع الحديث الضعيف الآتي : عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : ( الختان سنة للرجال ومكرمة للنساء ) 0 والحقيقة في أمر ختان البنات أنه كان عادة من عادات العرب في الجاهلية ولما جاء الإسلام وضع لها من الشروط ما يخفف أثرها على الرجل والمرأة معا ويحفظ حق كل منهما في الاستمتاع , فقد روت أم عطية الأنصارية أن امرأة كانت تختن بالمدينة فقال لها النبي عليه الصلاة والسلام : ( لا تنهكي ـ أي لا تبالغي ـ فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل ) ، رواه أبو داود 0 وفي رواية للطبراني فقال لها: ( اخفضي ولا تنهكي فإنه أنضر للوجه وأحظى عند الزوج ) 0 وقال الحافظ بن حجر: قال الشافعية : " لا يجب في حق النساء , وهو الذي أورده صاحب المغنى عن أحمد 0 وذهب أكثر العلماء إلى أنه ليس بواجب , على أن الحديث : أنه سنة للرجال ومكرمة للنساء , لا يثبت لأنه من رواية حجاج بن أرطأة ولا يحتج به ، وقال الشيخ سيد سابق في فقه السنة : " أحاديث الأمر بختان المرأة ضعيفة لم يصح منها شيء "
وإذا نظرنا إلى المجتمع العربي اليوم فإننا سنجدُ أن الحديث عن الجنس عيب وحرام ، ولا يجب أن تخوض البنت فيه ، وممنوع أن تسأل ، ولا تجد أما تُعلم أو توجه ، وإذا وصلت الفتاة لسن الزواج بدأ من حولها من النساء في التأكيد على ضيقهن بهذه الممارسة ، وأنها عبء عليهن ، فيرسخ في ذهن الفتاة أن الممارسة الجنسية واجب أو مسئولية تضاف إلى مسئوليات الزواج المتعددة ، الكل ينصح بأهمية التزين للزوج وأداء حقه ، ولا وجود لمصطلحات اللذة والمتعة ، وينسى الجميع أن الرجل لا تسعده أن يعاشر ملكة جمال العالم لو كانت باردة ، وقد يسعده الوصل مع زوجة دافئة متجاوبة ، وإن كانت أقل جمالا 0
وتقول الدكتورة ( سحر طلعت ) : " عندما تتزوج هذه الفتاة يبدأ زوجها في توجيه اللوم لها على عدم تجاوبها معه ، ويطلب منها أن تشعره بأنها تستمتع بعلاقتهما معا ، ويشعر أنها لا تريد الوصل معه ، لأنها لا تشعر بلذة " 0 وهنا نلاحظ أن الزوج في هذه الحالة يتحدث بمفردات لغة لا تفهمها زوجته ، فهو يتحدث عن ، لذة ، ومتعة ، وتجاوب ، والمرأة لم تتعلم إلا لغة الاستسلام ، والتسليم ، وأداء الواجب وحق الزوج 0
ونستطيعُ تقسيم العوامل النفسية التي تقلل الرغبة الجنسية أو تتسببُ في عدم الرضا عن الخبرة الجنسية لدى المرأة إلى:
1ـ عوامل معرفية: وتتمثلُ في المعتقدات الدينية الخاطئة، وأن الجنس شيء دنس يجب التطهر منه أو ما يسمى بعقدة الذنب من الجنس ، إضافةً إلى الجهل الجنسي المطبق حتى بالتركيب التشريحي للأعضاء التناسلية ، الاعتقاد السائد بأن المبادرة في العلاقة الجنسية للرجل فقط ، وكأن الرجل هو فقط من لديه الرغبة الجنسية ، وما على الزوجة سوى أن تكون الطرف السالب التي تلبي رغبة الرجل وشهوته وكأنها ليست مثله لديها رغباتها ، وأن العلاقة الحميمة تعف بها زوجها وتعف بها نفسها أيضا ، بل ويصل هذا الاعتقاد الخاطئ لحد أن تعتبر الزوجة أن كفاءتها ونجاحها في هذه العلاقة قائم على إرضاء زوجها فقط ، فلا تحس وتتقبل مشاعرها الجنسية ، بل وقد تنكرها أيضا 0
2ـ عوامل تربوية: مثل الكبت النفسي في الطفولة ، حيث تمنع الطفلة من التعبير عن أبسط رغباتها فتكبر وهي غير قادرة عن التعبير عن نفسها ، وكذلك وجود تجربة جنسية مصحوبة بالخوف والرهبة كاغتصاب أو اعتداء جنسي خاصةً في مرحلة الطفولة ، وهناك الاعتقاد الخاطئ بأن المرأة أقل في الرغبة الجنسية من الرجل ، بل وعلى المرأة أن تظهر بمستوى فاعلية جنسية أقل من الرجل ، واعتبار أن الإثارة مقبولة لدى الرجل وغير مقبولة أو مرغوب فيها عند الأنثى ، واقتضى ذلك أن يفرض على المرأة ضرورة النهي عن الجنس أو تصعيده أو تحويله لنواح تعبيرية أخرى أو إظهاره بشكل مشوه وغير طبيعي 0
3ـ عوامل نفسجنسية: مثل وجود صعوبة في الجماع أو عدم الوصول إلى الإرجاز ، كما أن بعض النساء يخفن من فقدان التحكم بالرغبة الجنسية فيضغطنها إلى الحد الأقصى ، مما يتسببُ في تثبيط استجابتهن كليةً 0
4ـ عوامل زواجية: كاختلاف المشاعر بين الزوجين من ناحية المحبة والحاجة ، حيث يرغب طرف بالقرب دائما بينما يفضل الطرف الآخر وجود مسافة بعد أكبر، كما أنهُ يصعب على المرأة التي تشعر بالغضب من تصرفات زوجها أو بعدم محبته لها أن تكون راغبة به جنسيا 0
5ـ عوامل نفسية مرضية: وأشهرها وأكثرها شيوعًا بالطبع هو اضطراب الاكتئاب الجسيم Major Depression الذي يقلل الدافع للجنس وأنواع الاكتئاب كثيرةٌ فليسَ كل اكتئابٍ يعني أن الشخص يشعرُ في وعيه بالحزن بل إنه في الكثير من الحالات يكونُ الاكتئابُ مُـقَـنَّـعًا بمعنى أنهُ يأخذُ شكلاً جسديا ومن هذه الأشكال ما نسميه في الطب النفسي بعسر الجماع النفسي أي شعور الأنثى بالألم أثناء اللقاء الجنسي مع زوجها رغم عدم وجود أسبابٍ عضويةٍ لذلك ثم يحدثُ التحسن بعد فترةٍ من تناول عقارات علاج الاكتئاب بالرغم من عدم شكوى المريضة أصلاً إلا من ألمٍ أثناء الجماع !، ورغم أن اضطراب القلق Anxiety كثيرًا ما يتسببُ في خلل الأداء الجنسي في الذكور أكثرَ منه في الإناث ، إلا أنهُ في بعض الحالات يتسببُ قلقُ الأنثى على قدرتها على أن تكونَ مرضيةً لزوجها في خلل أدائها الجنسي ، وأما الاضطرابات الجنسية الأقل شيوعًا فهيَ الشذوذات الجنسية Paraphilias وهيَ الحالات التي يستحيل فيها الوصول إلى الإشباع الجنسي إلا من خلال ممارسةٍ معينةٍ أو تخيلٍ معينٍ غالبًا ما يكونُ بعيدًا عن الموضوع الجنسي نفسه وهذه الشذوذات في الأساس اضطرابٌ جنسي يحدثُ في الرجال ومن أشهر أمثلته السادية والمازوكية Sadomasochism، ففي حالة الرجل المصاب بالمازوكية مثلا يكون إظهار المرأة لخشونتها وتفوقها الجسدي على الرجل بضربه أو سبه أو إهانته بشكلٍ أو بآخر شرطًا لا غنى عنه لكي يتمكن الرجل من ممارسة الجنس معها والوصول إلى الإرجاز الجنسي وفي الحالة المسماة بالطفالة Infantlismعند الرجال يكون من اللازم أن يلبس الرجل حفاضةً مثلاً وأن تقوم المرأة بهدهدته وإطعامه ربما بالبزازة! فإن لم تفعل فهو لن يستطيع أن يمارس الجنس معها ولا أن يصل إلى الإرجاز ، وأما ما يحدثُ من أنواع هذه الشذوذات الجنسية في النساء فهوَ فقط المازوكية أي المرأة التي لا تستطيع أداء الفعل الجنسي بشكلٍ كاملٍ وصولاً إلى الإرجاز إلا إذا استخدم زوجها نوعًا من الخشونة أيا كانت درجة تلك الخشونة ، ووجود المازوكية في بعض النساء أمرٌ مختلفٌ عليه خاصةً وأن العلاقة التقليدية للرجل بالمرأة تحملُ بعدًا مازوكيا في الأساس 0


• الغيرة بين الأزواج :
يعتبر البعض الغيرة كالخوف فهي عاطفة دفاعية ، وليس للغيرة مبرر حين يوجد الحب الحقيقي ، والغيرة هي ضعف وقصور في طباع الشخص 0 والغيرة المبنية على شكوك كاذبة يمكن أن تنهي الزواج السعيد 0 والقليل من الناس لم يعان في بعض الأوقات من عذاب الغيرة0
• أقسام الغيرة :
يقسم العلماء الغيرة إلى قسمين وهما :
1ـ غيرة الحب الدفاعية ، وهذه لا تتسبب في الطلاق 0
2ـ الغيرة الفاسدة ، وهذه هي التي تهدم وتحطم صرح الزواج 0
• التنافس بين الزوجين :
مما لا شك فيه أن هناك تنافساً مستمراً بين المرأة والرجل في الحياة الزوجية ، والحياة الزوجية ليست كلها تعاون وتواصل إيجابي وحب وألفة ، بل هناك تنافس أيضاً 0 وأشكال التنافس تأخذ أشكالاً ظاهرة واضحة أو غامضة غير مباشرة ، وذلك وفقاً لشخصية الزوجين وظروفهما 0 وفي العلاقة الزوجية التقليدية حيث يعمل الرجل خارج المنزل وتعمل المرأة داخله يأخذ التنافس والصراع أشكالاً تختلف عنها في العلاقات الزوجية الحديثة حيث يعمل الطرفان خارج المنزل 0 ومن أمثلة التنافس في العلاقات التقليدية الخلاف حول الطبخ والطعام وجودته وإتقانه ، وتتفنن الزوجة بألوان الطعام المختلفة لإبهار الزوج بقدراتها ، كما أنها تنزعج كثيراً إذا تدخل الزوج في أمور المطبخ وإعداد الطعام 0 وهذا التدخل هو نوع من التنافس والمنافسة حيث تنشأ خلافات شديدة وحادة نتيجة لذلك 0 والرجل عندما يعطي رأيه أو يتدخل في مجال الزوجة فإنها تعتبر ذلك تقليلاً من شأنها وتنزعج وتقاوم وبأشكال يمكن أن تكون مرضية ومبالغ فيها مما يساهم في نشوء المشكلات الزوجية أو تفاقمها 0 وببساطة فإن شؤون المطبخ تمثل قيمة خاصة للزوجة تدافع عنها وتنافس الرجل فيها وتعلن تفوقها ورضاها 0 وكذلك الرجل يدافع عن قوته في مجالاته وميادينه وأي تدخل للمرأة في ذلك مثل شؤون العمل أو الإدارة أو غيرها يمكن للرجل أن يعتبره تنافساً وتدخلاً ولذلك فهو يقاوم بشدة ويحاول التفوق على منافسه وغلبته وتحطيمه في بعض الأحيان 0 وفي الأسرة الحديثة يأخذ التنافس موضوعات أخرى مثل التحصيل العلمي أو المادي أو المهني أو التفوق الثقافي والمعرفة العامة أو التخصصية وغير ذلك 0 ومما لا شك فيه أن التنافس عموماً حافز إيجابي ويساهم في الإبداع والإنتاج والتحصيل ، وهناك التنافس المقبول الإيجابي ولكن هناك التنافس المدمر والصراع الذي يمكن أن يكون عامل هدم في العلاقات الإنسانية عموماً وفي العلاقات الزوجية خصوصاً ، ولا بد من القول أن العصر الحديث وقيمه التي تشجع على الفردية والأنانية والتنافس ، لها دورها في زيادة حدة التنافس وإشعاله بين الأزواج ومن ثم ازدياد الاختلاف والصراع ، ولا يعني ذلك أن التنافس لم يكن موجوداً قديماً ولكن ربما كان بدرجات أقل أو أشكال مختلفة 0 و لا بد من تأكيد قيم التعاون والمحبة والمودة والسكن ، والوعي بالأمور النفسية الداخلية التي تدفع الناس إلى التنافس ، مما يساهم في ضبط النفس والمشكلات والصراع ، ضمن الحدود المقبولة الإيجابية و التي تساعد على البناء والازدهار بدلاً عن الهدم والهدر 0
• الأنماط الزوجية المرضية ( العصابية ) :
هناك البعض من الأزواج والزوجات لهم تكوين نفسي شاذ بسبب خبرتهم التي اكتسبوها في الطفولة ، ولهذا يتعرضون للكثير من المتاعب والمشكلات النفسية التي تهدد كيان الأسرة والزوج العصابي والزوجة العصابية غير قادرين على احتمال كل منهم ، وهم يشتركون في عدم النضج الانفعالي أو العاطفي ، وهذا أحد أهم شروط الزواج الناجح 0
• أقسام الأزواج العصابيون والزوجات العصابيات :
1ـ الزوجة المسترجلة : النوع هذا من الزوجات لديه الرغبة الجامحة في التسلط على الزوج والتحكم فيه ، وتحب الزوجة أن تكون هي المتحكمة وهي التي في مركز الصدارة في الأسرة ، وزوجها يكون في المركز الثاني 0 ونلاحظ أن زوجها عندما يتحدث تقوم بمقاطعته ، ولا تتقبل أفكاره وتعارضها ، أو تقلل من أهميتها 0 وهي دائما تظهر عيوب زوجها ، وتوجه له النقد لأي خطأ يرتكبه صغيرا أو كبيرا 0 كما أنها تتصف بالثرثرة وحب الجدل والنقاش في كل الأمور سواء أمور جادة أو تافهة ، والغالب فيها أنها أمور تافهة 0
• صفات الزوجة المسترجلة :
هي غير قادرة على إنماء وتطوير العلاقة العاطفية مع زوجها 0 لأنها ترى زوجها وجميع الرجال بشخصية والدها المتسلط غير المرغوب فيه ، والسبب نفسي هنا 0 وبالغوص في الأعماق النفسية لهؤلاء الزوجات ، سنجد أن أباءهن وهن صغار كانوا مهملين لهن وملتهين عنهن ومنشغلين بالملذات والادمان ، والمقامرة ، وكانت سلوكياتهم غير سوية وغير اجتماعية 0 وقد تكونت فكرة عند هؤلاء البنات عن آبائهم بشكل سلبي لا تتضمن الاحترام ولا التقدير وقد أخذت هذه الفكرة تتعمم Generalization بالتدرج على كل الرجال بما فيهم الأزواج 0 ومثل هؤلاء الزوجات مصدر قلق لأزواجهن وهذا يؤدي إلى سوء التكيف وعدم التوافق الأسري واضطرابات في شخصية أبنائهن 0 ويشدد علماء النفس على أن هؤلاء الزوجات قد أصبن بعقدة النقص وهن يعوضنه عن طريق إثبات قدرتهن وكفاءتهن أمام الرجال 0 وهذه الزوجة تحتقر جنسها وأفراده 0 لقد تخلصت من جنسها هذا الذي يحتقره الرجل وانضمت إلى الجنس القوي الذي يحترمه المجتمع والذي يسيطر على هذا المجتمع 0 ولذلك هي تحضر مجالس الرجال وترتدي البنطلونات وأربطة العنق مقلدة بذلك الرجال ، وتسهر حتى ساعة متأخرة من الليل ، وتعود لوحدها إلى منزلها لكي تثبت إستقلالها وقدرتها 0 ( عبد الله ، 2001) 0

2ـ الزوجة الهستيرية : الزوجة الهستيرية دائما تشتكي من سوء صحتها ، وتتردد على الأطباء لإجراء الفحوص ، وتبحث عن العلاج للألآم الكثيرة التي تشتكي منها وهي في الغالب وهمية 0 ومثل هذه الزوجات تستنفد دخل زوجها بسبب كثرة الفواتير والوصفات الطبية 0 وعند فحص هذه الحالة يتبين أنها لا تعاني من أي أمراض عضوية 0 وهي تلجأ إلى هذا الأسلوب كوسيلة للفت إنتباه المحيطين بها واهتمامهم ، والسبب النفسي في هذه الحالة أنها كانت محرومة من العطف 0 وتلجأ في أغلب الأحيان الزوجة إلى هذا الأسلوب المرضي لتنتقم من زوجها بطريقة لا شعورية لأنه يهملها 0
• صفات الزوجة الهستيرية :
هي تشبه الزوجة المسترجلة لأنها تعتبر مصدر قلق واضطراب في الحياة الزوجية ، حتى تصبح هذه الحياة جحيما لا يطاق ، ويظهر آثار ذلك في تبرم الزوج وهروبه من المنزل 0 والزوجة الهستيرية معرضة للكثير من الألآم والشكاوي والصداع والضعف ، والانهاك ، والدوار 0 ومن صفاتهن إطلاق الضحكات المدوية ، وكذلك البكاء السريع ، والاغماء كلما أردن ذلك 0 والزوجة الهستيرية لا تحاول ضبط أعصابها ، وهي بمثابة ( ممثلة ) تبحث عن متفرجين 0 وعند الغوص في أعماق نفسيتها سنجد أن والديها قد دللاها بشكل مفرط 0
3ـ الزوجة النرجسية :
وهي التي تسعى لاجتذاب الاهتمام ، وهذه الزوجة تهيم حبا بنفسها ، وتقضي معظم أوقاتها أمام المرآة وتردد على صالونات التجميل مهتمة بشعرها ووجهها وقوامها وثيابها 0 إن المرأة النرجسية تسعى لأن تكون محط أنظار الآخرين ، وتستمتع بالشهرة بين الناس ، ميالة إلى المغازلات ، ومع ذلك يضايقها أن يبدي لها زوجها الغيرة 0 أما إذا بدا من زوجها إهتمامه بإمرأة أخرى فإنها الكارثة 0 إن الزوجة المغرورة النرجسية ، كالسيارة الجميلة ذات المحرك الرديء ، تنظر إليها بإعجاب ، ولكنك لا تستطيع أن تصل بها إلى أي مكان 0
• صفات الزوجة النرجسية :
تتصف الزوجة النرجسية بأنها عدائية ، يسرها أن تغيظ الجنس الآخر 0 كما تحب نفسها لدرجة مفرطة ولا تستطيع أن تتخلى عن هذا الحب 0 وهي بدلا من أن تكون إلهاما لزوجها ليقدم على الأعمال العظيمة ، فإنها تقدر الزواج باصطلاح معين 0 باختصار فإن مثل هذه الزوجة تحتاج إلى زوج عظيم القدرات والتحمل والصبر 0
آراء في السعادة الزوجية :
السعادة الزوجية مفهوم نسبي لا يسهل قياسه وتعميمه ، وهو يعني فيما يعني رضا الزوجين عن حياتهما الزوجية بشكل عام وبدرجة عالية وتقييم العلاقات الزوجية بأنها سعيدة أو غير ذلك لابد له أن يرتبط بمرحلة زمنية معينة تمر فيها هذه العلاقة وبعض العلاقات تكون في قمة السعادة الزوجية في فترة معينة ، ثم تتغير الأمور والأحوال وهناك لحظات سعيدة جداً ، أو ساعات ، أو أيام ، أو أسابيع ، أو سنوات ، أو العمر كله وبالطبع كلما طالت المدة السعيدة كلما كان ذلك أفضل 0 وترتبط السعادة الزوجية بنجاح العلاقة الزوجية في وظائفها ومهماتها والتي تتمثل في الجوانب التالية :
تأمين العيش المشترك ، والسكن والحب ، وتلبية الرغبات النفسية والعاطفية والجنسية للطرفين ، وفي إنجاب الأطفال وتربيتهم ، وفي تلبية متطلبات المنزل والمعيشة ، وفي تحقيق المتطلبات والأدوار الاجتماعية المتنوعة ، وغير ذلك 0 وتتأثر السعادة الزوجية بالنجاح أو الفشل ( النسبي ) في تحقيق الوظائف السابقة بالنسبة للزوج أو الزوجة أو كليهما وبشكل مرض ومقنع 0 وبعض العلاقات تنجح في تحقيق عدد من الوظائف الزوجية ، ولكنها تفشل في بعضها الآخر ، ولا بد من القول بأن العلاقة الزوجية هي مشروع طويل الأمد يتطلب الإعداد والجهد والجد وفيه مسؤوليات متنوعة 0 وكلما أنجزت مهمات معينة ظهرت مهمات ومسؤوليات أخرى يجب إنجازها 0 وتتأثر السعادة الزوجية بعدد من المشكلات الحياتية مثل عدم الإنجاب ، والضعف الجنسي عند الرجل أو البرود الجنسي عند المرأة ، ويمكن لكل ذلك أن يخلق زواجاً تعيساً مضطرباً .. وأيضاً فإن الشخصية النكدية ، أو الشخصية الأنانية ، أو الشخصية العدوانية المضطربة ، أو الشخصية ضعيفة المهارات ، يمكن لها إذا كانت تنطبق على أحد الزوجين ، أن تحول الحياة الزوجية إلى جحيم وإلى مشكلات لا تنتهي ، ويلعب الملل الزوجي أو الفتور الزوجي دوراً كبيراً سلبياً في التعاسة الزوجية 0 وأسبابه متنوعة ، وبعض أسبابه ترتبط بالمجتمع وثقافته ، وتكوين الزوجين وثقافتهما وعقدهما النفسية وتاريخهما الأسري 0 وفي حالات الملل الزوجي تزداد المشكلات الزوجية ويزداد الخصام والصراخ والسلبية وابتعاد كل طرف عن الآخر في نشاطاته وأهدافه اليومية ، ويلجأ البعض إلى الاستغراق في العمل أو في هوايات أو نشاطات خاصة يهدف من خلالها أن يثبت نفسه وأن يخفف من إحباطاته وأن يعطي نفسه شيئاً من التوازن والمتعة والتجديد ، ولكنه يضيف بذلك مزيداً من الضغوط على علاقته الزوجية ويساهم بزيادة تسميم أجوائها 0 ومن الممكن أن يتورط أحد الزوجين في علاقة عاطفية فاشلة أو مزيفة أو متسرعة .. يمكنها أن تضيف إلى مشكلات العلاقة الأصلية المضطربة ، وربما تؤدي إلى مرحلة اللا عودة أو الطلاق 0 ومن الممكن بالطبع حدوث الترميم أو الإصلاح أو التجدد خلال مرحلة الملل الزوجي 0 وربما يكون الملل والروتين والجمود دافعاً طبيعياً إلى تجدد العلاقة وإلى اقتراب الزوجين من بعضهما في كثير من الحالات 0 وأخيراً ، لا بد من التأكيد على أن السعادة الزوجية والعلاقة الزوجية الناجحة ترتبط مفاتيحها بعدد من الأمور والصفات والسلوكيات ، ومنها : المسؤولية ، والتفاعل ، والتعاون ، والمشاركة ، والحوار ، و الصداقة ، والحب ، والحساسية للطرف الآخر ، وعين الرضا ، والتكيف ، والتوافق ، والتكامل ، والمرونة ، والواقعية 0 وأيضاً فإن العلاقة الزوجية تبدأ وتكبر وتنضج وتشيخ وتموت ، ولابد من التنبه لهذه الدورة الطبيعية والتدخل المستمر لرعايتها وتصحيح أخطائها ومشكلاتها وضمان حياتها لسنوات طويلة ، ولا بد من تقديم كل العون للعلاقة الزوجية ومساعدتها على الاستمرار في تحقيق أهدافها وسعادتها من قبل أطراف العلاقة أولاً ومن قبل الأهل والأصدقاء والمجتمع ثانياً ، ولابد من وجود خدمات متخصصة لرعاية الأسرة والزواج وتقديم الدعم والنصح والعلاج في حالات المشكلات الزوجية والأسرية 0 والكلمة الطيبة لها دورها دائماً 0 وكذلك الحوار والتفاهم ورفع الظلم وتعديله وأخذ كل ذي حق حقه ، وتبقى السعادة الزوجية مطلباً وحلماً يسعى الجميع نحوه.

description • الأسرة والعلاقات بين أعضائها  Emptyرد: • الأسرة والعلاقات بين أعضائها

more_horiz
بارك الله فيك

description • الأسرة والعلاقات بين أعضائها  Emptyرد: • الأسرة والعلاقات بين أعضائها

more_horiz
شكرا لك

description • الأسرة والعلاقات بين أعضائها  Emptyرد: • الأسرة والعلاقات بين أعضائها

more_horiz
الله يسلمكم شباب شكرا
لمروركم
الله لا يحرمنا من اطلالاتكم

description • الأسرة والعلاقات بين أعضائها  Emptyرد: • الأسرة والعلاقات بين أعضائها

more_horiz
شكرا ع الموضوعــ الرائع ،،،
بانتظار الــــــــمزيد ,,

description • الأسرة والعلاقات بين أعضائها  Emptyرد: • الأسرة والعلاقات بين أعضائها

more_horiz
موضوع راائع شكرا لالك
ننتظر مزيدك دائمآآ

description • الأسرة والعلاقات بين أعضائها  Emptyرد: • الأسرة والعلاقات بين أعضائها

more_horiz
موضوع صحي و مفيد .. واصل الابداع



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

جميع الحقوق محفوظة لدليل الاشهار العربي