أضمحلال الصواب بين السلطة والمحراب
إلى من نضحت مشاعره بالعزةً والوقار بوازع الحب ودرء الأتهام من نفسه لغيره الغطلُ
إلى من أبهتتهُ الأقاويل وزمجرتهُ الأباطيل فتفانا بحكمةٍ وسداد والغيض في قيده مرتهنُ
إلى من أتعظ من عقال ديجور جفعاً فتدلا ورعاً يقتمصهٌ الغرماء
لوتأمنا بتأنٍ شديد للحال وتيقنٍ عميق في محور تداعيات مقول القول من حيثيات مفهوم هيكل السلطة المحكومة بتفانيها في الأطراءات المنشودة والمعول عليها كأطار شكلي لتكوين المحلي أمام مرئى الملأ دون أنفراد السياسة عن الملة وأعتبارها عميدة القرار السياسي بيد إن العقيدة الحقة المستمدة وجودها
من الأديان هي صاحبة التوجية الأمثل والأحجى في تأسيس سلوكيات الأفراد في المجتمعات الزاهرة بالأخلاق ونبل التصرف في معترك جوانب الحياة
وأن الشعوب يخلدها التأريخ من خلال نافذة أعلام الورى وجهابذة المعرفة لتحيا بين الأمم بعنفوان الشموخ والتطور في مختلف ميادينها الأجتماعية والسياسية والأخلاقية وغيرهاإذ إن الشعوب وتأريخها هو مصدر بقائها وديمومتها وعنوان أنبثاقها في حيز وجودها المادي ، لأن كلاهما هرم وجود طبيعي للوطن وإن الشعب العراقي مخضرم الأحداث
إن الحكومة لاتستقيم بدون قانون سماوي مقدس للجميع ، وإلا ستصبح جوفاء المعايير السلوكية ، وخاوية تعاملها مع الأفراد من حيث تكاملها في الأداء المرجو في ثبوت الأحقية ونبذ الطائفية وأحترام الكفاءة العلمية
في مستهل مقام القول ولكل مقام مقال يوصفه برؤى الأخرين وينعته بردود أفعاله إذ إن السكوت علل الأئتلاف والصمت مقابل الغلط والتجاهل عن الخطأ ، قد يوهم الحاكم بمفهوم جزئية لماهية لاوجود لها
سواء إنه يدمث الشكل بتطلعات المحتوى في قدرته للأشياء ضمن أمكانيات محدودة لاتذكر أحياناً على تطورات يراها العقلاء منشودة ، ويتعقل لذاته في ضير إذ إنه يستند إلى مقولة لها مضامين مغايرة للواقع ومناوئة للصواب ومهترئة لنفسه قبل غيره إذ إنك لو محصت أشكالية معينة تراه صامداً لثبوت دلائل بقائه وتناسا إنتمائه لثلة يتبعض منها على غرار الرأي المشترك ، وقد ألتئم بقلة أرشاها الزيغ وأصابه الغني بطنة فيها وهجرها الورع وأرتحل عنها السوي بأفعاله وأرتمى بأحضان الفضيلة ودعى الرذيلة لمن أغوته شقاوة الترأس
وأنك ترى الآمر مقبعاً في محراب الذل والهوان ، ويرائي للأنام إنه في عزة وقيام بيد إن الهوان لاضير قد أنتحل ملكة الفكر لديه وتردى اللب لخاطرةٍ وأفشاها للناس على إنها خدمة بلاثمن وقد دفع أحتيازها مسبقاً ، والواقع يشهد إنه متمسك بأذيال سلطة يعتليها الوضاعين ، تسقيه بلاءً وأهتراءً بلا وازع يرشده ولاحجباَ تمنعه من هول المطلع ، ضغل مِحْجَمةً في همهمةٍ وهو يحدق لمكان تعبد فيه الأنا مسترجلاً لفحوى المقربين شموخاً وللآخرين توسماً لذاته وأمتناناً لقرينه ، والمعروض في أطلالته تسربل نحو قول لايكاد يقنع الجاهل في جهره ولايغني المحتازفي متبوءٍ لايستهان بذكره لديه ، ولايشفي من به لؤماً قد قده بسلة البؤس والحرمان في عقر دار يقطن فيها وقد أستحوذ عليه البلهاء
عجباً أراه خاسئاً يتوارى خلف العيان ... وشامخاً عند تواري الجرذان ... يكتم الصدق في نفسه تارةً ... عند أنحياز الغير لذاته ... تودداً لثبوث أدراجه ... ويلهو أمتعاظاً في وحدته ...
قفر اللسن إن استرجل قولاً ... مكفهر المعاني في همر مقاصدها ... ومستشزراَ بين العوام ويدرك إن الأنام طليت عليهم الأشياء وغمدتها عنوة الأنشاء... لأنهم هجروا الظن وكسوا كل علةً سبعين محملا... بيد أن الخداع لايدوم ... كهالة لادوام لها في فسحة أوفضاء ...
يرسم الدرب لهم أعجوبة قائد لامناص منه في حلٍ عقدة عن رعيته ... ويلوغ الحق لسامعه كمئزر الأحياء ... يتسمون بصلة وهم بلا جواب ... تحسبه يستئصل الظلم دون تفشي الأخر بالتأثر من أناس لامساس لهم بقضية ما ... بل قنطوا قليباً يتحلون بالسكينة والوقار ... يثير الورى في مخمصةٍ ويلتئم الأشلاء أن أنتبهوا لحادثةٍ في بدء محورها ... وتحسبه الآمر الناهي بمدلولات العدالة مسلوب الأخلاق في أنصافه ...
إن رأيتموه حسبتموه هادي المطلع... وسليقته تدل على إنه متعجرف بأزلامه ... يقبع في مقعد له مسميات بذيئة كرسي التسلط على العباد وأستعباد البلاد كما تفوه بها قائل قبله جئت لأتأمر عليكم ... وأنا أحسبه للحق صامتاً في قيلولته ... ومشمئزاً من هاتف على مسمعه أنك مرتحل ... فذكر البؤساء قبل الموعد ...
وأستحل لقمةَ في فهك من يتامى العراق ... وتأنى في موقفٍ أرتأ غيرك من موئلي ... ولاتنسى أهزوجة سائل قبل شد الرحال ... وأنظر إلى من قبيل مجيئك ... إلى رجلٍ عاهد الله في صون حق شعبه ... وتلظى حرماناً لراحة أفراده وأمتنان فقراء ملته
... من يكون لاتعرف لانك في خضم التبرج لسمعة ... وإن عرفته فلن تقتدي بسيرته ... لانك خنوع لمنصبة ... رجل تلحف الثرى ... وجلس على حصيرة تبلى ...أنه جهبذ همام ... باع دنياه بآخرته ... أنه السيد روح الله مصطفى مصطفوي ... ولقب بالخميني قدس الله سره الكريم أنه قليل من الآخرين ... وأنا أتمنى أن يتذكر قوله حكام العراق ... حينما قال على مجمل الفحوى أقتبسه من مقولة أحجى لأعلام الورى وأصحاب العقول ... قائلاً لاتنسوا الفقراء لولاهم لكنتم في القبور وفي السجون أما من ترأس في بغداد ... فقد كسى نفسه خضوعاً لأوامر من أعانه على منصبٍ فيه مخمصة العباد ... فهيهات أن يجتمع الورع وحب الدنيا فيه ...
ياحكام العراق اليوم تناسوا التهاترات بينكم ... وتذكروا شعباً حكمتموه ... بحرمان الحاجة ... وأعتباط العادة ... وجعلتموهم لكم وسادة ... فأحذروا سخط الله وعقابة ... وتمهله أستداجاً ليحل عليكم بلائه ... كما قال أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه وسلامه إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك وتتمة القول ولاتكن سبعاً ضارياَ فهم أما أخ لك في الدين أو شبيه لك في الخلق وفي طي الكلام لاأطيل الذكر لمحراب أنتحله البعض قائداً ... كما يصفه من أكفهرت فرائصه ... بل هو قائد على عتو نفسه ... وماهو إلا سوى تصريف لخدمات لاطائل لها ... يتكلمون أكثر مما يفعلون ... يأخذون أكثر مما يعطون ... وهم بين الأخذ والعطاء حوامل ... بأنفسٍ تحبوا لديهم ...
ونذكر إن كل أنسان هجر البلدان ... وألتحف ثرى الغربة والهجران ... قد وقع اللوم على أحجاء وعالها ... يصولون في مغمزة ... ويجولون في مطمس ... ويتناسون الأبرياء في مختلف الأرجاء ...
وينتحلون حنين العراقين الغرباء ... وماعانوه من البعد والألم ... وكل حرقة قلب كئيب ... أوحسرة تؤسر الخاطر ... ولوعة يعتلجها الفكر ... يتحمل آثارها حكام العراق اليوم ... ومن بيده زمام الأمور دون أستثاء ... ويظنون كل مهاجرٍ عاش في الغربة وسكن البلدان ... غني لايحتاج إلى وطن يقنطون به بعزة وعنفوان ... ويرتدون علمه كثوبٍ زاهرٍ يتباهونه به بين الأوطان ... بيد أنهم فقراء لايملكون في عراقهم لابيت يأويهم ... ولامصدر رزق يعينهم في الحياة ... ويقيهم الذل والهوان... في المسألة والحرمان ... لكي يعيشون بعزة وأمتنان في وطن سموه العراق
-------------
كريم حسن كريم السماوي