ماذا أنجزنا خلال 50 سنة؟/ رشيد ولد بوسيافة/ الشروق
05- 07- 2012
خمسون سنة مرت على استقلال الجزائر، ومن حق الجزائريين جميعا أن يحتفلوا بهذه الذكرى العزيزة على قلوبهم، وأن يتساءلوا في ذات الوقت عن الذي تحقق والذي لم يتحقق خلال نصف قرن من الزمان.
عشرون سنة فقط كانت كافية للنمور الآسيوية لتخرج من حالة الفقر والتخلف إلى قيادة الاقتصاد العالمي، وأصبحت اقتصاديات سنغافورة وتايوان وكوريا الجنوبية وهونغ كونغ في وضع يهدد الاقتصاديات العريقة في أوروبا وأمريكا، كما استطاعت اليابان أن تعيد بناء نفسها، وتنبعث من جديد من بين ركام القنابل النووية.
أين نحن من بلدان استطاعت أن تخلق لنفسها مكانا في عالم السياسة والاقتصاد والمال دون أن تكون لها نفس الثروات كتلك التي تتمتع بها الجزائر، لا لشيئ إلا لأنها استثمرت في العنصر البشري وحولته إلى ثروة أغلى من الثروات الطبيعية من غاز وبترول ومعادن.
يفترض أن تكون ذكرى الخمسينية فرصة لمراجعة أنفسنا وتحديد مواضع الفشل والإخفاق بدل الغرق في الاحتفالات الفلكلورية والمهرجانات التي تقترب من التهريج والمزايدة، لأننا بهذا الشكل نضحك على أنفسنا، ونحاول أن نعطي الانطباع بأن الأمور بخير وأن البلاد بلغت مستوى من التقدم والرقي يجعلنا نفتخر به أمام البلدان الأخرى.
إن الحقيقة المرة التي يجب أن نعترف بها ونرددها هي أنه لولا نعمة البترول والغاز، لكنا أفقر شعب على وجه المعمورة، وأنه لولا هذا الريع لما كانت هناك طرق وجامعات ومنشآت كبرى، بل إن الذين تعاقبوا على المسؤولية لم يحسنوا استغلال أموال البترول وضيعوا نصفها بسبب سوء التسيير والفساد والرشوة وغيرها.
لا زالت الجزائر تصنّف ضمن أسوأ المراتب في كل التصنيفات التي تتناول واقع المعيشة ومحيط الاستثمار وشفافية الاقتصاد والحكم الرشيد، ولا زالت أغلب القطاعات في المراتب الأخيرة كقطاعات التربية والصحة والعدالة، ولا زالت القدرة الشرائية للمواطن الجزائري في الحضيض ولا زالت الاخفاقات مستمرة، وإذا أردنا أن نمر مرورا آمنا إلى المستقبل علينا أن ننظر في سبل الخروج من هذه الوضعية الحرجة قبل أن يجف الضّرع وتحل الكارثة.
05- 07- 2012
خمسون سنة مرت على استقلال الجزائر، ومن حق الجزائريين جميعا أن يحتفلوا بهذه الذكرى العزيزة على قلوبهم، وأن يتساءلوا في ذات الوقت عن الذي تحقق والذي لم يتحقق خلال نصف قرن من الزمان.
عشرون سنة فقط كانت كافية للنمور الآسيوية لتخرج من حالة الفقر والتخلف إلى قيادة الاقتصاد العالمي، وأصبحت اقتصاديات سنغافورة وتايوان وكوريا الجنوبية وهونغ كونغ في وضع يهدد الاقتصاديات العريقة في أوروبا وأمريكا، كما استطاعت اليابان أن تعيد بناء نفسها، وتنبعث من جديد من بين ركام القنابل النووية.
أين نحن من بلدان استطاعت أن تخلق لنفسها مكانا في عالم السياسة والاقتصاد والمال دون أن تكون لها نفس الثروات كتلك التي تتمتع بها الجزائر، لا لشيئ إلا لأنها استثمرت في العنصر البشري وحولته إلى ثروة أغلى من الثروات الطبيعية من غاز وبترول ومعادن.
يفترض أن تكون ذكرى الخمسينية فرصة لمراجعة أنفسنا وتحديد مواضع الفشل والإخفاق بدل الغرق في الاحتفالات الفلكلورية والمهرجانات التي تقترب من التهريج والمزايدة، لأننا بهذا الشكل نضحك على أنفسنا، ونحاول أن نعطي الانطباع بأن الأمور بخير وأن البلاد بلغت مستوى من التقدم والرقي يجعلنا نفتخر به أمام البلدان الأخرى.
إن الحقيقة المرة التي يجب أن نعترف بها ونرددها هي أنه لولا نعمة البترول والغاز، لكنا أفقر شعب على وجه المعمورة، وأنه لولا هذا الريع لما كانت هناك طرق وجامعات ومنشآت كبرى، بل إن الذين تعاقبوا على المسؤولية لم يحسنوا استغلال أموال البترول وضيعوا نصفها بسبب سوء التسيير والفساد والرشوة وغيرها.
لا زالت الجزائر تصنّف ضمن أسوأ المراتب في كل التصنيفات التي تتناول واقع المعيشة ومحيط الاستثمار وشفافية الاقتصاد والحكم الرشيد، ولا زالت أغلب القطاعات في المراتب الأخيرة كقطاعات التربية والصحة والعدالة، ولا زالت القدرة الشرائية للمواطن الجزائري في الحضيض ولا زالت الاخفاقات مستمرة، وإذا أردنا أن نمر مرورا آمنا إلى المستقبل علينا أن ننظر في سبل الخروج من هذه الوضعية الحرجة قبل أن يجف الضّرع وتحل الكارثة.