السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسعد الله اوقاتكم بكل خير
دراسة جديدة : أكل التراب قد يحمي المعدة من السموم والطفيليات
بدا على الوالد الذي حضر إلى عيادة طب الأسرة
مصطحبا ابنته الصغيرة، الاضطراب. وقال الوالد إن ابنته نهمة تجاه
الكتب.. لكن ليس كما يعتقد البعض، فهي تأكلها، واصفا كيف تمزق ابنته
الصفحات واحدة تلو الأخرى وتضعها في فمها لتمضغها بحماسة.
وفي ما عدا ذلك كانت الفتاة طبيعية، فقد كانت تتطور وتنمو بشكل طبيعي،
ولم تشكُ من أي آلام، أما وجباتها فكانت طبيعية. وقد حاول والداها حملها
على التوقف، لكنها ببساطة لم تستجب لتلك المحاولات. ويذكر والدها، أن
بدايتها مع أكل الكتب كانت بأكل أوراق منفصلة ثم تطور الأمر إلى كتب
بأكملها. وتساءل: ماذا يحدث؟ هل هذا مثير للقلق؟ وهل لهذه العادة أن تسبب ضررا؟
«شهوة الغرائب»
هذه الرغبة في تناول الأشياء غير الصالحة للأكل تعرف في عالم الطب بأنها pica (بايكا) أو «شهوة الغرائب»، وهي مأخوذة من الكلمة اللاتينية «magpie» أو غراب العقعق، الطائر المعروف بأكله كل شيء.
أما الأفراد ممن لديهم «شهوة الغرائب»، حسب الثقافة الطبية فهم معروفون
بأكل الورق والكثير من الأشياء الأخرى مثل التراب والرماد والنشا
والكبريت والكرتون والشعر ومساحيق الغسيل والطباشير والصابون وعدد من
الأشياء الأخرى.
هذه الفتاة لم تكن وحدها في ذلك، فهناك الكثير من الأفراد، لأسباب غير واضحة تماما للعلماء، يأكلون هذه المواد غير القابلة لأكل.
وقد خلصت الدراسة الحديثة التي أجرتها وكالة أبحاث الرعاية الصحية
والجودة، إلى أن إدخال مرضى «شهوة الغرائب» قفزت خلال 10 سنوات بنسبة 93
في المائة من 964 في عام 1999 - 2000 إلى 1862 في عام 2008 - 2009.
أكل التراب
من الصعب معرفة مدى انتشار مرض «بايكا»، نظرا لأن غالبية الأفراد لا
يبلغون عن ذلك. فكل مقالات الدوريات الطبية حول مرضى «بايكا» تشير إلى
أنها لا تلقي الاهتمام أو الاعتراف الكافي. وقد يعود السبب في ذلك إلى
مخاوف المرضى من النظرة المثيرة للاستفهام والأسئلة التي تلحقها، مثل:
ماذا تأكل؟
وحسب بعض الدراسات، فإن أكثر من 50 في المائة من الأطفال بين سن 18 و35
عاما يأكلون أشياء غير قابلة للأكل. هذه الممارسة تميل إلى التضاؤل مع
تقدم الأطفال في السن، لكن إحدى الدراسات أشارت إلى أن ما يقرب من نحو 10
في المائة من الأطفال الأكبر من 12 عاما يمرون بحالة «بايكا».
وكما هو الحال في شيوع هذه الحالة في الأطفال، فهي أيضا ممارسة قديمة،
إذ تتحدث التقارير والدراسات الأكاديمية عن عادة «أكل التراب» في العصور
القديمة. والحقيقة أن أكل التراب كان الأكثر تفضيلا بين مرضى «بايكا»،
وبشكل خاص في الولايات المتحدة، حيث تتركز هذه العادة بين الأطفال الصغار
والنساء التي تعود أصولهن إلى الجنوب أو الأميركيين من أصول أفريقية أو
النساء الحوامل.
وقد خلص العلماء وعلماء الأنثروبولوجي، الذين يدرسون «بايكا»، إلى
الكثير من الفرضيات حول أسباب هذه الرغبة الشديدة، كان من بنيها الإجهاد
والسلوك المكتسب وقضايا الصحة العقلية ونقص التغذية (على الرغم من عدم قوة
الأدلة التي تدعم الفرضية الأخيرة).
وقد أشارت بعض الدراسات إلى وجود ارتباط بين «بايكا» ونقص الحديد والزنك والكالسيوم والمواد المغذية الأخرى مثل الثيامين والنياسين وفيتامين «سي» و«دي».
أحد التفسيرات التي وردت في مقال نشر حديثا في دورية «كوارترلي ريفيو
أوف بيولوجي»، أشارت إلى أن «أكل التراب قد يحمي المعدة من السموم
والطفيليات ومسببات الأمراض».
وإضافة إلى كونها شائعة بين الأطفال الصغار، تشاهد الكثير من حالات
«بايكا» في الأفراد الذين يعانون من إعاقات خلقية والمصابين بمرض التوحد.
ونتيجة لذلك، عادة ما ينظر إلى «بايكا» على أنها حالة نفسية. لكن في غياب
مشكلات الصحة العقلية تعتبر أشكال معينة من «بايكا» وبشكل خاص أكل
التراب، مشكلة سلوكية.
وفي عام 2000 قررت ورشة العمل الخاصة بـ«بايكا» التي نظمتها وكالة
المواد السامة وتسجيل الأمراض أن الإجابة هي لا. وأن أحد أبرز الأدلة التي
تؤكد مصداقية ذلك هي أن أكل التراب أمر شائع للغاية وبعيد عن أن يكون
مشكلة سلوكية.
ربما تكون اللجنة قد تأثرت أيضا بعمل الباحث والخبير الاجتماعي كيفن
غريغسبي، الذي أجرى دراسة على النساء السوداوات في وسط ولاية جورجيا
اللاتي يأكلن التراب، وخلص إلى أن هذه الظاهرة «متلازمة مرتبطة بالثقافة»،
أو بعبارة أخرى هي ممارسة ثقافية، وليست مرضا نفسيا.
تربة «غذائية»
هناك أدلة أيضا على أن «بايكا» تشيع في بعض المجتمعات التي تتوافر فيها
مادة الكاولين (kaolin)، وهي مادة طباشيرية بيضاء اسمها العلمي هو
هيدوكسيد سليكات الألمنيوم، وتتوافر في متاجر البقالة والمتاجر الأخرى في
الجنوب، ومتاجر التجزئة عبر الإنترنت مثل «WhiteDirt.com».
وكان غريغسبي من بين العلماء الذين يعتقدون أن «بايكا» قديمة قدم الجنس
الإنساني وتمارسها ثقافات مختلفة في العالم، وعادة ما تشكل علاجا شعبيا
للرغبة الملحة والأعراض الجانبية للحمل.
ومن أستراليا إلى أفريقيا ومن الشرق الأوسط إلى المسيسيبي، هناك أفراد،
وبخاصة من النساء، يعتقدون أن الأملاح المعدنية الموجودة في التراب قادرة
على تحسين الخصوبة وتكملة الوجبات الغذائية والمساعدة على وقف الإحساس
بالغثيان الذي يستمر في الأشهر الـ3 الأولى من الحمل.
يمتلك التراب أيضا قوى علاجية، فقد كان اليونانيون القدماء يأكلون
التراب لمحاربة أنواع أخرى من الأمراض، فيقال إنها تساعد في التخفيف من
الغثيان والإسهال. ويشتهر أفراد قبيلة نيجيرية بالقيام برحلات طويلة إلى
منطقة قريبة من بحيرة تشاد للحصول على الكوانا، نوع معين من التربة التي
يأكلونها ويطعمونها لماشيتهم.
ويعتقد في الكثير من الثقافات الأخرى أن أكل التراب سيعوض النقص في
الأملاح المعدنية. وفي الولايات المتحدة استخدم نوع من الكاولين لسنوات
كمكون أساسي في منتجات تهدئة المعدة مثل الكاوبيكتات.
في عام 1997 قام العلماء الكنديون بتحليل التربة في 3 مناطق، حيث تنتشر
عادة أكل التراب، كان من بين هذه المناطق نورث كارولينا، وكانت المناطق
الأخرى الصين وزيمبابوي. ووجد العلماء أن التربة في هذه الأماكن غنية
بالأيودين والحديد والكالسيوم والبوتاسيوم والكالونيت التي يشتق منها
الكاولين.
يمارس أكل التراب في طقوس دينية. ففي نيومكسيكو، فعلى سبيل المثال، يزور
أكثر من 300000 شخص إل سانتوريو دي كيمايو كل عام تجذبهم في ذلك القوة
الشفائية التي تتمتع بها تربتها. وفي هذا الضريح الكاثوليكي، الذي يسميه
السكان المحليون «ذا لوردز أوف أميركا»، تستخدم ملعقة من البلاستيك لإطعام
الزوار التربة من الحفرة في الأرض حيث وجد صليب مدفون في عام 1810.
أخطار التراب
لكن رغم ذلك، ألا يشكل أكل التراب خطرا على الصحة؟ ألا يشكل تناول المواد غير القابلة للأكل المرتبطة بـ«بايكا» خطرا على الصحة؟
هناك بكل تأكيد مخاطر تنطوي على ذلك، فأكل الطباشير أو الصلصال أو
العملات المعدنية يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي للشخص وقد يتسبب في
الإمساك وقرحة المعدة، وفي حالات نادرة يمكن أن تسد الأمعاء.
وقد يؤثر أكل التراب على مستويات الحديد والأملاح المعدنية في الجسم،
ويؤثر على آكله بالإصابة بالطفيليات مثل الديدان الخيطية والديدان
الخطافية والمعادن الثقيلة مثل الرصاص.
توصيات
- لم يكن الوالد الذي حضر إلى المستشفى يعلم أيا من ذلك، فقد كان قلقا
على سلوك ابنته الغريب، لكن الطفلة بدت سليمة وسعيدة بشكل واضح.
وكشف عينات الدم التي سحبت من الطفلة أنها تعاني من نقص بسيط في مستويات
الحديد، لكن ذلك كان كل شيء، فلم تكن الطفلة تعاني من أي مرض آخر. لن
نعرف على الإطلاق إذا كان أكل الكتب نتيجة لذلك النقص أو السبب أم أنه غير
مرتبط به نهائيا. لكن مع بعض العلاج السلوكي أو مكملات الحديد توقفت
الفتاة عن تلك العادة.
- إذا وجدت طفلك (أو حتى أنت نفسك)، يشعر بالرغبة في أكل الأشياء غير
الصالحة للأكل، فلتعلم أنه ليس وحده في ذلك وأنه بالتأكيد ليس مجنونا.
- أبلغ الطبيب بذلك حتى يتمكن من فحصه للتأكد من الأنيميا، أو نقص في مستوى الحديد أو البوتاسيوم في الجسم أو عدوى طفيلية.
- اسأل الطبيب عما إذا كان الطفل بحاجة إلى الحصول على مكمل غذائي.
لا تشكل «بايكا» في أغلب الحالات خطرا، لكن إذا خرج السلوك عن نطاق ما
يعتبر مألوفا لدى الأطفال (أي إذا استمرت لأكثر من شهر) أو بدأت على نحو
مفاجئ في الأطفال الكبار أو البالغين، ينبغي أن تعلم الطبيب المختص.
هناك علاجات سلوكية ناجعة موثقة بما في ذلك تعليم المريض وعائلته بشأن
المخاطر المتوقعة وتقديم بدائل للمواد غير الصالحة للأكل بمواد صالحة
للأكل، وتقديم تعزيز إيجابي لتجنب السلوك وتعديل سلوك الطفل الذي يلجأ إلى
تناول المواد غير الملائمة. وفي بعض الحالات تقدم الأدوية النفسية بعض
العون.
اتمنى ان اكون قد اضفت نزرا يسيرا الي معلوماتكم
ودمتم بصحة وعافيه
اسعد الله اوقاتكم بكل خير
دراسة جديدة : أكل التراب قد يحمي المعدة من السموم والطفيليات
بدا على الوالد الذي حضر إلى عيادة طب الأسرة
مصطحبا ابنته الصغيرة، الاضطراب. وقال الوالد إن ابنته نهمة تجاه
الكتب.. لكن ليس كما يعتقد البعض، فهي تأكلها، واصفا كيف تمزق ابنته
الصفحات واحدة تلو الأخرى وتضعها في فمها لتمضغها بحماسة.
وفي ما عدا ذلك كانت الفتاة طبيعية، فقد كانت تتطور وتنمو بشكل طبيعي،
ولم تشكُ من أي آلام، أما وجباتها فكانت طبيعية. وقد حاول والداها حملها
على التوقف، لكنها ببساطة لم تستجب لتلك المحاولات. ويذكر والدها، أن
بدايتها مع أكل الكتب كانت بأكل أوراق منفصلة ثم تطور الأمر إلى كتب
بأكملها. وتساءل: ماذا يحدث؟ هل هذا مثير للقلق؟ وهل لهذه العادة أن تسبب ضررا؟
«شهوة الغرائب»
هذه الرغبة في تناول الأشياء غير الصالحة للأكل تعرف في عالم الطب بأنها pica (بايكا) أو «شهوة الغرائب»، وهي مأخوذة من الكلمة اللاتينية «magpie» أو غراب العقعق، الطائر المعروف بأكله كل شيء.
أما الأفراد ممن لديهم «شهوة الغرائب»، حسب الثقافة الطبية فهم معروفون
بأكل الورق والكثير من الأشياء الأخرى مثل التراب والرماد والنشا
والكبريت والكرتون والشعر ومساحيق الغسيل والطباشير والصابون وعدد من
الأشياء الأخرى.
هذه الفتاة لم تكن وحدها في ذلك، فهناك الكثير من الأفراد، لأسباب غير واضحة تماما للعلماء، يأكلون هذه المواد غير القابلة لأكل.
وقد خلصت الدراسة الحديثة التي أجرتها وكالة أبحاث الرعاية الصحية
والجودة، إلى أن إدخال مرضى «شهوة الغرائب» قفزت خلال 10 سنوات بنسبة 93
في المائة من 964 في عام 1999 - 2000 إلى 1862 في عام 2008 - 2009.
أكل التراب
من الصعب معرفة مدى انتشار مرض «بايكا»، نظرا لأن غالبية الأفراد لا
يبلغون عن ذلك. فكل مقالات الدوريات الطبية حول مرضى «بايكا» تشير إلى
أنها لا تلقي الاهتمام أو الاعتراف الكافي. وقد يعود السبب في ذلك إلى
مخاوف المرضى من النظرة المثيرة للاستفهام والأسئلة التي تلحقها، مثل:
ماذا تأكل؟
وحسب بعض الدراسات، فإن أكثر من 50 في المائة من الأطفال بين سن 18 و35
عاما يأكلون أشياء غير قابلة للأكل. هذه الممارسة تميل إلى التضاؤل مع
تقدم الأطفال في السن، لكن إحدى الدراسات أشارت إلى أن ما يقرب من نحو 10
في المائة من الأطفال الأكبر من 12 عاما يمرون بحالة «بايكا».
وكما هو الحال في شيوع هذه الحالة في الأطفال، فهي أيضا ممارسة قديمة،
إذ تتحدث التقارير والدراسات الأكاديمية عن عادة «أكل التراب» في العصور
القديمة. والحقيقة أن أكل التراب كان الأكثر تفضيلا بين مرضى «بايكا»،
وبشكل خاص في الولايات المتحدة، حيث تتركز هذه العادة بين الأطفال الصغار
والنساء التي تعود أصولهن إلى الجنوب أو الأميركيين من أصول أفريقية أو
النساء الحوامل.
وقد خلص العلماء وعلماء الأنثروبولوجي، الذين يدرسون «بايكا»، إلى
الكثير من الفرضيات حول أسباب هذه الرغبة الشديدة، كان من بنيها الإجهاد
والسلوك المكتسب وقضايا الصحة العقلية ونقص التغذية (على الرغم من عدم قوة
الأدلة التي تدعم الفرضية الأخيرة).
وقد أشارت بعض الدراسات إلى وجود ارتباط بين «بايكا» ونقص الحديد والزنك والكالسيوم والمواد المغذية الأخرى مثل الثيامين والنياسين وفيتامين «سي» و«دي».
أحد التفسيرات التي وردت في مقال نشر حديثا في دورية «كوارترلي ريفيو
أوف بيولوجي»، أشارت إلى أن «أكل التراب قد يحمي المعدة من السموم
والطفيليات ومسببات الأمراض».
وإضافة إلى كونها شائعة بين الأطفال الصغار، تشاهد الكثير من حالات
«بايكا» في الأفراد الذين يعانون من إعاقات خلقية والمصابين بمرض التوحد.
ونتيجة لذلك، عادة ما ينظر إلى «بايكا» على أنها حالة نفسية. لكن في غياب
مشكلات الصحة العقلية تعتبر أشكال معينة من «بايكا» وبشكل خاص أكل
التراب، مشكلة سلوكية.
وفي عام 2000 قررت ورشة العمل الخاصة بـ«بايكا» التي نظمتها وكالة
المواد السامة وتسجيل الأمراض أن الإجابة هي لا. وأن أحد أبرز الأدلة التي
تؤكد مصداقية ذلك هي أن أكل التراب أمر شائع للغاية وبعيد عن أن يكون
مشكلة سلوكية.
ربما تكون اللجنة قد تأثرت أيضا بعمل الباحث والخبير الاجتماعي كيفن
غريغسبي، الذي أجرى دراسة على النساء السوداوات في وسط ولاية جورجيا
اللاتي يأكلن التراب، وخلص إلى أن هذه الظاهرة «متلازمة مرتبطة بالثقافة»،
أو بعبارة أخرى هي ممارسة ثقافية، وليست مرضا نفسيا.
تربة «غذائية»
هناك أدلة أيضا على أن «بايكا» تشيع في بعض المجتمعات التي تتوافر فيها
مادة الكاولين (kaolin)، وهي مادة طباشيرية بيضاء اسمها العلمي هو
هيدوكسيد سليكات الألمنيوم، وتتوافر في متاجر البقالة والمتاجر الأخرى في
الجنوب، ومتاجر التجزئة عبر الإنترنت مثل «WhiteDirt.com».
وكان غريغسبي من بين العلماء الذين يعتقدون أن «بايكا» قديمة قدم الجنس
الإنساني وتمارسها ثقافات مختلفة في العالم، وعادة ما تشكل علاجا شعبيا
للرغبة الملحة والأعراض الجانبية للحمل.
ومن أستراليا إلى أفريقيا ومن الشرق الأوسط إلى المسيسيبي، هناك أفراد،
وبخاصة من النساء، يعتقدون أن الأملاح المعدنية الموجودة في التراب قادرة
على تحسين الخصوبة وتكملة الوجبات الغذائية والمساعدة على وقف الإحساس
بالغثيان الذي يستمر في الأشهر الـ3 الأولى من الحمل.
يمتلك التراب أيضا قوى علاجية، فقد كان اليونانيون القدماء يأكلون
التراب لمحاربة أنواع أخرى من الأمراض، فيقال إنها تساعد في التخفيف من
الغثيان والإسهال. ويشتهر أفراد قبيلة نيجيرية بالقيام برحلات طويلة إلى
منطقة قريبة من بحيرة تشاد للحصول على الكوانا، نوع معين من التربة التي
يأكلونها ويطعمونها لماشيتهم.
ويعتقد في الكثير من الثقافات الأخرى أن أكل التراب سيعوض النقص في
الأملاح المعدنية. وفي الولايات المتحدة استخدم نوع من الكاولين لسنوات
كمكون أساسي في منتجات تهدئة المعدة مثل الكاوبيكتات.
في عام 1997 قام العلماء الكنديون بتحليل التربة في 3 مناطق، حيث تنتشر
عادة أكل التراب، كان من بين هذه المناطق نورث كارولينا، وكانت المناطق
الأخرى الصين وزيمبابوي. ووجد العلماء أن التربة في هذه الأماكن غنية
بالأيودين والحديد والكالسيوم والبوتاسيوم والكالونيت التي يشتق منها
الكاولين.
يمارس أكل التراب في طقوس دينية. ففي نيومكسيكو، فعلى سبيل المثال، يزور
أكثر من 300000 شخص إل سانتوريو دي كيمايو كل عام تجذبهم في ذلك القوة
الشفائية التي تتمتع بها تربتها. وفي هذا الضريح الكاثوليكي، الذي يسميه
السكان المحليون «ذا لوردز أوف أميركا»، تستخدم ملعقة من البلاستيك لإطعام
الزوار التربة من الحفرة في الأرض حيث وجد صليب مدفون في عام 1810.
أخطار التراب
لكن رغم ذلك، ألا يشكل أكل التراب خطرا على الصحة؟ ألا يشكل تناول المواد غير القابلة للأكل المرتبطة بـ«بايكا» خطرا على الصحة؟
هناك بكل تأكيد مخاطر تنطوي على ذلك، فأكل الطباشير أو الصلصال أو
العملات المعدنية يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي للشخص وقد يتسبب في
الإمساك وقرحة المعدة، وفي حالات نادرة يمكن أن تسد الأمعاء.
وقد يؤثر أكل التراب على مستويات الحديد والأملاح المعدنية في الجسم،
ويؤثر على آكله بالإصابة بالطفيليات مثل الديدان الخيطية والديدان
الخطافية والمعادن الثقيلة مثل الرصاص.
توصيات
- لم يكن الوالد الذي حضر إلى المستشفى يعلم أيا من ذلك، فقد كان قلقا
على سلوك ابنته الغريب، لكن الطفلة بدت سليمة وسعيدة بشكل واضح.
وكشف عينات الدم التي سحبت من الطفلة أنها تعاني من نقص بسيط في مستويات
الحديد، لكن ذلك كان كل شيء، فلم تكن الطفلة تعاني من أي مرض آخر. لن
نعرف على الإطلاق إذا كان أكل الكتب نتيجة لذلك النقص أو السبب أم أنه غير
مرتبط به نهائيا. لكن مع بعض العلاج السلوكي أو مكملات الحديد توقفت
الفتاة عن تلك العادة.
- إذا وجدت طفلك (أو حتى أنت نفسك)، يشعر بالرغبة في أكل الأشياء غير
الصالحة للأكل، فلتعلم أنه ليس وحده في ذلك وأنه بالتأكيد ليس مجنونا.
- أبلغ الطبيب بذلك حتى يتمكن من فحصه للتأكد من الأنيميا، أو نقص في مستوى الحديد أو البوتاسيوم في الجسم أو عدوى طفيلية.
- اسأل الطبيب عما إذا كان الطفل بحاجة إلى الحصول على مكمل غذائي.
لا تشكل «بايكا» في أغلب الحالات خطرا، لكن إذا خرج السلوك عن نطاق ما
يعتبر مألوفا لدى الأطفال (أي إذا استمرت لأكثر من شهر) أو بدأت على نحو
مفاجئ في الأطفال الكبار أو البالغين، ينبغي أن تعلم الطبيب المختص.
هناك علاجات سلوكية ناجعة موثقة بما في ذلك تعليم المريض وعائلته بشأن
المخاطر المتوقعة وتقديم بدائل للمواد غير الصالحة للأكل بمواد صالحة
للأكل، وتقديم تعزيز إيجابي لتجنب السلوك وتعديل سلوك الطفل الذي يلجأ إلى
تناول المواد غير الملائمة. وفي بعض الحالات تقدم الأدوية النفسية بعض
العون.
اتمنى ان اكون قد اضفت نزرا يسيرا الي معلوماتكم
ودمتم بصحة وعافيه