أسباب نزول آيات سورة ( الحج )
{
وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ
خَيْرٌ ٱطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ ٱنْقَلَبَ عَلَىٰ
وَجْهِهِ خَسِرَ ٱلدُّنْيَا وَٱلأَخِرَةَ ذٰلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ
ٱلْمُبِينُ }
قوله تعالى: {وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ...} الآية [11].
قال المفسرون نزلت في أعراب كانوا يقدمون على رسول الله صلى الله عليه وسلم
المدينة، مهاجرين من باديتهم، وكان أحدهم إذا قدم المدينة: فإن صحَّ بها
[جسمه]، ونُتِجَتْ فَرَسُه مُهْراً حسناً، وولدت امرأته غلاماً، وكَثُرَ
ماله وماشيته رضي عنه واطمأن، وقال: ما أصبْتُ منذ دخلت في ديني هذا إلا
خيراً، وإن أصابه وجع المدينة، وولدت امرأته جارية، وأُجْهِضَتْ رِمَاكُه،
وذهب ماله، وتأخرت عنه الصَّدَقَةُ أتاه الشيطان فقال: والله ما أصبتَ منذ
كنتَ على دينك هذا إلا شرّاً، فينقلبُ عن دينه. فأنزل الله تعالى: {وَمِنَ
ٱلنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ} الآية.
وروى عطية، عن أبي سعيد الخُدْرِي، قال:
أسلم رجل من اليهود فذهب بصره وماله وولده وتشاءم بالإسلام، فأتى النبي صلى
الله عليه وسلم، فقال أقِلْنِي: فقال: إن الإسلام لا يُقالُ قال: إني لم
أصب في ديني هذا خيراً: أذْهَبَ بصري ومالي وولدي. فقال: "يا يهودي، إن
الإسلام يَسْبِكُ الرِّجالَ كما تَسْبِكُ النَّارُ خَبَثَ الحديد والفضة
والذهب"، قال: ونزلت: {وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ
حَرْفٍ}.
{
هَـٰذَانِ خَصْمَانِ ٱخْتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمْ فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ
قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ
ٱلْحَمِيمُ }
قوله تعالى: {هَـٰذَانِ خَصْمَانِ ٱخْتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمْ...} الآية. [19].
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المُزَكّي، قال: أخبرنا عبد الملك بن
الحسن بن يوسف، قال: أخبرنا يوسف بن يعقوب القاضي، قال: حدثنا عمر بن
مرزوق، قال: أخبرنا شعبة، عن أبي هاشم، عن أبي مجْلَز، عن قيس بن عُبادٍ
قال:
سمعت أبا ذَرّ يقول: أقسم بالله لنزلت هذه الآية: {هَـٰذَانِ خَصْمَانِ
ٱخْتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمْ} في هؤلاء الستة: حمزة، وعُبَيْدَةُ، وعلي بن
أبي طالب، وعُتْبَة، وشَيْبَةُ والوليد بن عتبة.
رواه البخاري، عن حجّاج بن مِنْهال، عن هُشَيم، عن أبي هاشم.
أخبرنا أبو بكر [ابن] الحرث قال: أخبرنا أبو الشيخ الحافظ، قال: أخبرنا
محمد بن سليمان قال: حدثنا هلال بن بشر، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب، قال:
حدثنا سليمان التَّيْمِيّ، عن أبي مجلز عن قيس بن عباد، عن علي قال:
فينا نزلت هذه الآية وفي مبارزتنا يوم بدر: {هَـٰذَانِ خَصْمَانِ ٱخْتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمْ} إلى قوله: {ٱلْحَرِيقِ}.
وقال ابن عباس هم أهل الكتاب، قالوا للمؤمنين: نحن أولى بالله منكم، وأقدم
منكم كتاباً، ونبينا قبل نبيكم، وقال المؤمنون: نحن أحق بالله، آمنا بمحمد
عليه السلام، وآمنا بنبيكم، وبما أنزل الله من كتاب، فأنتم تعرفون نبينا ثم
تركتموه، وكفرتم به حسداً. وكانت هذه خصومتهم [في ربهم]، فأنزل الله تعالى
فيهم هذه الآية. وهذا قول قتادة.
{ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ }
قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ...} الآية. [39].
قال المفسرون: كان مشركو أهل مكة يؤذون أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فلا يزالون يجيئون من بين مضروب ومَشْجُوج، فشكوهم إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم [فيقول لهم: اصبوا فإني لم أومر بالقتال، حتى هاجر رسول
الله صلى الله عليه وسلم]. فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال ابن عباس:
لما أخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة، قال أبو بكر رضي الله عنه:
إنا لله [وإنا إليه راجعون] لنهلكن، فأنزل الله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ
يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ
لَقَدِيرٌ} قال أبو بكر: فعرفت أنه سيكون قتال.
{
وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ
خَيْرٌ ٱطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ ٱنْقَلَبَ عَلَىٰ
وَجْهِهِ خَسِرَ ٱلدُّنْيَا وَٱلأَخِرَةَ ذٰلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ
ٱلْمُبِينُ }
قوله تعالى: {وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ...} الآية [11].
قال المفسرون نزلت في أعراب كانوا يقدمون على رسول الله صلى الله عليه وسلم
المدينة، مهاجرين من باديتهم، وكان أحدهم إذا قدم المدينة: فإن صحَّ بها
[جسمه]، ونُتِجَتْ فَرَسُه مُهْراً حسناً، وولدت امرأته غلاماً، وكَثُرَ
ماله وماشيته رضي عنه واطمأن، وقال: ما أصبْتُ منذ دخلت في ديني هذا إلا
خيراً، وإن أصابه وجع المدينة، وولدت امرأته جارية، وأُجْهِضَتْ رِمَاكُه،
وذهب ماله، وتأخرت عنه الصَّدَقَةُ أتاه الشيطان فقال: والله ما أصبتَ منذ
كنتَ على دينك هذا إلا شرّاً، فينقلبُ عن دينه. فأنزل الله تعالى: {وَمِنَ
ٱلنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ} الآية.
وروى عطية، عن أبي سعيد الخُدْرِي، قال:
أسلم رجل من اليهود فذهب بصره وماله وولده وتشاءم بالإسلام، فأتى النبي صلى
الله عليه وسلم، فقال أقِلْنِي: فقال: إن الإسلام لا يُقالُ قال: إني لم
أصب في ديني هذا خيراً: أذْهَبَ بصري ومالي وولدي. فقال: "يا يهودي، إن
الإسلام يَسْبِكُ الرِّجالَ كما تَسْبِكُ النَّارُ خَبَثَ الحديد والفضة
والذهب"، قال: ونزلت: {وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ
حَرْفٍ}.
{
هَـٰذَانِ خَصْمَانِ ٱخْتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمْ فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ
قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ
ٱلْحَمِيمُ }
قوله تعالى: {هَـٰذَانِ خَصْمَانِ ٱخْتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمْ...} الآية. [19].
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المُزَكّي، قال: أخبرنا عبد الملك بن
الحسن بن يوسف، قال: أخبرنا يوسف بن يعقوب القاضي، قال: حدثنا عمر بن
مرزوق، قال: أخبرنا شعبة، عن أبي هاشم، عن أبي مجْلَز، عن قيس بن عُبادٍ
قال:
سمعت أبا ذَرّ يقول: أقسم بالله لنزلت هذه الآية: {هَـٰذَانِ خَصْمَانِ
ٱخْتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمْ} في هؤلاء الستة: حمزة، وعُبَيْدَةُ، وعلي بن
أبي طالب، وعُتْبَة، وشَيْبَةُ والوليد بن عتبة.
رواه البخاري، عن حجّاج بن مِنْهال، عن هُشَيم، عن أبي هاشم.
أخبرنا أبو بكر [ابن] الحرث قال: أخبرنا أبو الشيخ الحافظ، قال: أخبرنا
محمد بن سليمان قال: حدثنا هلال بن بشر، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب، قال:
حدثنا سليمان التَّيْمِيّ، عن أبي مجلز عن قيس بن عباد، عن علي قال:
فينا نزلت هذه الآية وفي مبارزتنا يوم بدر: {هَـٰذَانِ خَصْمَانِ ٱخْتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمْ} إلى قوله: {ٱلْحَرِيقِ}.
وقال ابن عباس هم أهل الكتاب، قالوا للمؤمنين: نحن أولى بالله منكم، وأقدم
منكم كتاباً، ونبينا قبل نبيكم، وقال المؤمنون: نحن أحق بالله، آمنا بمحمد
عليه السلام، وآمنا بنبيكم، وبما أنزل الله من كتاب، فأنتم تعرفون نبينا ثم
تركتموه، وكفرتم به حسداً. وكانت هذه خصومتهم [في ربهم]، فأنزل الله تعالى
فيهم هذه الآية. وهذا قول قتادة.
{ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ }
قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ...} الآية. [39].
قال المفسرون: كان مشركو أهل مكة يؤذون أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فلا يزالون يجيئون من بين مضروب ومَشْجُوج، فشكوهم إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم [فيقول لهم: اصبوا فإني لم أومر بالقتال، حتى هاجر رسول
الله صلى الله عليه وسلم]. فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال ابن عباس:
لما أخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة، قال أبو بكر رضي الله عنه:
إنا لله [وإنا إليه راجعون] لنهلكن، فأنزل الله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ
يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ
لَقَدِيرٌ} قال أبو بكر: فعرفت أنه سيكون قتال.